قال سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني ووزير الثقافة والشباب السابق في حكومة جنوب كردستان، كاوا محمود، إن السرّ وراء صمود عفرين في مواجهة أعتى الدكتاتوريات في المنطقة، وأحد أقوى جيوش حلف الناتو هو "المقاومة الجماهيرية", مشيراً إلى أنّ حكومة جنوب كردستان مدعوة لمراجعة كافة الملفات خاصة الملفات الخارجية سواء مع تركيا او مع ايران او حتى مع الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والاتحاد الاوربي، وذلك على أساس موقف تلك الدول أو موقف تلك الجهة من قضة معينة وهي القضية الكردستانية.
* بداية د. كاوا محمود سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني ووزير الثقافة والشباب السابق في حكومة جنوب كردستان, كيف لك ان توصف لنا مشهد ما تتعرض له عفرين من عدوان سافر من قبل الدولة التركية وارهابيي مايسمى بالجيش الحر؟
العدوان التركي على عفرين جزء لا يتجزأ من حملة واسعة شرسة ضد الشعب الكردستاني، وهذه الحملة ليست فقط في غرب كردستان، بل في كل كردستان، وتتمحور هذه الحملة بأشكال شتى قد يكون شكل هذه الحملة في شمال كردستان (باكور) يتخذ شكلا معينا، وغرب كرستان شكل معين اخر، وعندنا في جنوب كردستان شكلا اخر وكذلك في شرق كردستان، اذن هي حملة ممكن ان نجمعها في اطار ( يا أعداء الكرد اتحدوا بغض النظر عن خلافاتكم الثانوية) وهذا هو جوهر الحملة.
طبعا مايجري الان في عفرين هو استمرار لما جرى في كركوك، والتحديات الموجودة ضد الديمقراطية في تركيا، وايضا مايجري في ايران، هكذا هي القضية والشعب الكردي يواجه حملة شرسة ومع الاسف الوضع الداخلي الكردستاني غير مؤهل لحد الآن وتهيئة مستلزمات المقاومة والشعب الكردستاني في كل أجزاء كردستان بحاجة الى فكرة المقاومة ولنتجاوز فقط فكرة الكفاح المسلح.
سابقا كنا مثلا في جنوب كردستان في كفاح مسلح الآن يجب ان نفكر في موضوع اخر، هو المقاومة الشاملة اي في قضايا الشعب الكردستاني وحقه في تقرير المصير، بمرعاة خصوصية كل جزء من كردستان وان تتحول الى مقاومة جماهيرية ولا تبقى في اطار الاحزاب السياسية التي البعض منها لا يهمها سوى مصالحها الذاتية والحزبية الضيقة .
* ألم تتجسد تلك المقاومة في مقاومة العصر في عفرين برأيك؟
اعتقد ان السر وراء صمود عفرين في مواجهة أعتى الدكتاتوريات، وأحد أقوى جيوش حلف الناتو، وهذه المواجهة والصمود لايكمن فقط في الاستعداد للكفاح المسلح بقدر ماهي مقاومة جماهيرية، ففكرة المقاومة برأيي يجب ان تتأصل في كل كردستان، وهذه هي المقاومة، ان نحاول مواجهة العدو بأشكال شتى ونحول هذه القضية الى قضية مجتمعية، لان أعداء الشعب الكردستاني لا يفرقون بين الجهات السياسية من الناحية العملية وحتى مع المواطنين العزل فكيف نجعل من هذه القضية قضية مستمرة وليست قضية آنية.
* هل استطاعت مقاومة عفرين أن تتجاوز القضية العسكرية؟
هذه المقاومة في عفرين موجودة وسر صمود عفرين هي هذه المقاومة، اي تحولها من الكفاح المسلح الى قضية المقاومة الشعبية، ولكن هذه المقاومة الشعبية هي ايضا بحاجة الى الاستفادة من المستلزمات، وتوفير هذه المستلزمات يبقى ايضا بأنه كيف نفكر في اجماع وطني اشمل، مما هو موجود هناك اجماع وطني في عفرين ويمكن ان نجعل منه اجماع وطني يشمل كافة القوى الوطنية متجاوزين الخلافات السياسية الموجودة بين الاحزاب.
* لايختلف اثنان ان تركيا باتت تشكل خطر حقيقي عابر للحدود بدليل عدوانه على عفرين التي تقع في حدود دولة اخرى مايمكن اعتباره انتهاك للسيادة وانتهاك للقانون الدولي، كيف يمكن التعاطي مع هذا الخطر؟
انا بتصوري المخاطر هي ليست فقط من تركيا، ونلاحظ هذا الامر، ولكن المخاطر موجودة من كافة الدول الاقليمية، وبالتالي موضوع خرق السيادة وغيرها من الامور بحاجة الى بحث معمق،فهل ممكن ان نتحدث عن السيادة في العراق مثلا، هل ممكن ان نتحدث عن السيادة بشكل عام في سوريا، نعرف ان القضية السورية الآن في مرحلة اصبحت فيها قضية دول، أي دولت القضية بين مناطق النفوذ والصراع الدولي في سوريا، و الواضح ايضا ان كل الدول الاقليمية تنظر الى كردستان، بل وتنظر الى هذه القضية بشكل تستبيح خلاله الحدود وتدخل قوات، رغم التناقضات بين هذه الدول الا انه هناك توجه اختصرته انفا وهو (يا أعداء الكرد أتحدوا) هذه هي اللوحة.
* اذاً ما الشعار الانسب في مقابل هذا العنوان: (ياأعداء الكرد أتحدوا)؟ في جنوب كردستان .
المقاومة الشاملة ، ومن يتحدى هذا الخطر ليس فقط المثقفين او البرلمانين، علينا العودة الى لفكرة المقاومة الشاملة كيف نجعلها بين الشعب ....بين الناس، والاساس هو توفير مستلزمات المقاومة، مثلا عندما نتحدث فن فكرة المقاومة في جنوب كردستان يجب ان نفكر انه يجب ان تكون هناك سلطة وطنية، وهذه السلطة الوطنية في كردستان عليها ان تحارب الفساد، وتواجه الأزمة الاقتصادية، وتفكر في ايجاد نوع من التوافق الوطني الكردستاني، حتى تبرز اهمية المقاومة داخل جنوب كردستان.
اذن المقاومة لديها مستلزمات وبالتالي ادواتها الفنانون والمثقفون وكل فئات المجتمع، يشمل الكل فهو مفهوم شامل يجب ان تكون في السينما وفي المسرح وفي الاغاني الوطنية في كافة المجالات، و ايضا في قوة الجماهير. فمثلا عندما الجماهير تتوجه يوميا الى القنصليات الاجنبية ويقولون للادول الغربية هذا مافعلتموه بكردستان، هذا نوع من اشكال المقاومة.
بتصوري ان الشعب بحاجة الى زرع روح المقاومة حتى في قضية الحوار مع السلطة، على سبيل المثال عندما الجانب الكردستاني (حكومة جنوب كردستان) على سبيل المثال في لحظة تقول اننا مستعدون للحوار مع بغداد، هذا لايدخل في باب الاستعداد للحوار، هذا يدخل في باب اخر وهو باب تقديم التنازل المستمر، فحتى ان تدخل في حوار يجب ان يكون من باب القوة وليس باب الضعف .
* تركيا كانت اشد المعارضين للاستفتاء الذي جرى في جنوب كردستان، الا يستدعي هذا مراجعة سياسات حكومة حنوب كردستان الخارجية؟
حكومة الاقليم مدعوة لمراجعة كافة الملفات خاصة مايتعلق بالملفات الخارجية، سواء مع تركيا او سواء مع ايران او حتى مع الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والأتحاد الاوربي، وبناء علاقات على اساس موقف تلك الدول او موقف تلك الجهة من قضة معينة وهي القضية الكردستانية، وهذا هو الاساس وبالتالي يجب ان لانبرز فقط حالة معينة، ليس من الصحيح فقط ابراز الجانب التركي او الجانب الايراني، يجب ان نبرز القضية ككل، يجب ان يكون لدينا موقف كردستاني مستقل سواء بالتعامل مع تركيا او مع ايران، وحتى مايتعلق بعفرين هو جزء من اللوحة السياسية العامة، وهنا لا يمكن تجزأة جزأ من الكل فيجب ان ننظر الى الكل.
* د. محمود وحضرتك سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني، اين دور الاحزاب الشيوعية في مواجهة المد الاسلاموي، في مواجهة استغلال الدين وحشد الجماهير من خلال المساجد من خلال الآيات والنصوص الدينية لاعلان الحرب و العدوان على شعب مسالم؟
السياسة الحاكمة في الامة الظالمة تقوم بإثارة مشاعر كافة جماهيرها سواء بالخطاب الديني او الخطاب الوطني الديمقراطي، اي استغلال كافة الاشكال في سبيل تمرير سياساتها، حتى مرات عديدة مايتعلق بالخطاب اليساري، وهنا نتساءل ماموقف الحزب الشوعي السوري على سبيل المثال مما يجري في عفرين، إذن هناك قضية يجب ان ندركها نحن الكرد وخصوصا اليسار الكردستاني والديمقراطيين والشوعيين الكردستانيين، يجب ان يتمحوروا في محور واحد ويكونوا في المقدمة الاساسية في الدفاع عن مصالح شعبهم الكردستاني، وهذا لايعني بالتأكيد بانهم لايريدون التعايش مع الاخرين، هم ينطلقون من موقف متوازن من موقف الايمان ان مايحق للغير يحق للشعب لشعبهم، وهذا هو الاساس في قضية حق تقرير المصير وبالتالي عندما تطرح القضية الكردستانية في الخطاب الديني ومرات الخطاب اليساري والخطاب الشعبوي المهم اثارة الامة الظالمة ضد الشعب الكردستاني وهذا مايحدث في اللجوء الى الخطب الدينية وايضا هناك ملالي في كردستان مثلا يبحثون عن مبررات لما يفعله اعداء الشعب الكردي بالشعب الكردستاني.
* الايستوجب كل ماذكرت ان تتحد على الاقل القوى الكردية اليسارية ؟
هذا هو المفروض ولكن مع الاسف ولا أتحدث عن الاحزاب الشيوعية انا اتحدث عن الاحزاب الديمقراطية واليسارية والمدنية التي من المفروض على الاقل ان يكون هناك تنسيق، وأن يكونوا نواة في الدفاع عن القضية الوطنية ...القضية الكردية، وان يعبروا عن مطالب الشعب الكردستاني الاقتصادية ولكن في ظل هذه الاوضاع وفي ظل هذا التشرذم العام الذي هو من معوقات عدم الوصول الى حالة المقاومة الفعلية وهذا مايحدث مع الاسف.