قال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول تصدير أزماته ومشكلاته الداخلية إلى الخارج وأنه من هذا المنطلق سعى للعدوان على شمال وشر سوريا
وأوضح درار في مقابلة خاصة مع وكالة فرات للأنباء ANF أن العدوان التركي في أول نتائجه أفشل المعارضة السورية وجعلها معدومة القيمة شعبياً وأنها البداية التي ستؤدي به هو ذاته للفشل بل وتكون من مسببات تدمير تركيا.
وتطرق درار خلال الحوار إلى نتائج لقاء وفد الإدارة الذاتية بوزير الخارجية المصري والتي جاءت قبيل أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لبحث سبل مواجهة العدوان التركي على شمال وشرق سوريا. فإلى نص الحوار:
** التقيتم وزير الخارجية المصري سامح شكري فما الرسائل التي جئتم بها إلى القاهرة؟
الدعوة كانت رسمية من وزارة الخارجية المصرية، والتقينا بالوزير قبل الاجتماع الذي تم في الجامعة العربية لوزراء الخارجية. وكان المطلوب منا أن نعطي تصوراً عما يجري الآن في شمال شرق سوريا والعدوان التركي وهناك موقف متحمس لسماع ما يجري من قبل الشقيقة مصر. ووجدنا تفاعلاً إيجابياً مع هذا الحدث من أجل دعم مقاومة السوريين ضد هذا الاعتداء.
** لأول مرة تتحرك الجامعة العربية بهذه السرعة تفاعلاً مع حدث ويعقد اجتماع وزاري طارئ خلال ثلاثة أيام فقط.. كيف تنظرون لذلك وكيف يمكن لهذه الخطوة أن تدعم مساركم سواء السياسي أو حتى العسكري؟
هذا بفضل مصر، هي التي وجهت الدعوة وهي التي اهتمت بما يجري وهذا شأنها لأنها دائماً ما تكون جماعة للعرب من أجل الدفاع عن حقوقهم.
أنا أعتقد أن ما يجري الآن يحتاج وقفة تضامنية حقيقية مع الشعب السوري ويتطلب من الجامعة العربية أن تدفع الحكومة السورية من أجل التفاهم مع شعبها بشكل صحيح، لأنها وهي معزولة الآن عن الجامعة العربية لا تقوم بواجباتها ولا تصل مع العرب إلى قرارات حاسمة مفيدة، ولديها أصدقاء يقدمون لها الدعم ممثلين على الأقل في روسيا وإيران ويسيرون سياساتها التي هي ضد التوجهات العربية المشتركة.
عندما يكون هناك ضغط على الحكومة السورية لإشراك باقي أفراد الشعب، خاصة نحن في الإدارة الذاتية وشمال شرق سوريا، فهناك إيجابيات كثيرة تحدث لأننا لم نكن أساساً في خصومة شديدة مع النظام، وانما هي خصومة سياسية وهذا من حقنا، لكن لم ندخل معارك وليس بيننا دماء وبالتالي فإننا نرى أن طريق بهذا الاتجاه قد يوصلنا إلى بداية رسم ملامح لحل سياسي قريب.
** وماذا عن رأيكم في موقف النظام في دمشق من العدوان التركي.. فقد اعتبر الكرد سببا في العدوان التركي على شمال وشرق سوريا؟
هم يعرفون أن الكرد ليسوا سبباً، لأننا لم نعتد على حدود الدولة الجارة تركيا ولم نكن يوماً بالضد من مواقفها إلا أنها هي التي وقفت ضد المشروع لخوفها من أن يكون هناك كانتون كردي يتأسس، رغم أننا وضحنا أننا نعمل من أجل سورية وفي سورية وليس لدينا مشروع انفصالي لأنه نوع من الكلام النمطي المتكرر الذي مللنا منه، لكنه بالنسبة لدعاته ما زال موجوداً وما زال يؤثر على حركتهم وسياساتهم وهذا ما أدى بتركيا لأن تتحرك هذا التحرك.
والحقيقة أنها لم تصل إلى هذه النتيجة إلا بعد اتفاقات أستانا، ثم اتفاق أنقرة الأخير الذي حدد وجهة النظر التركية وقرر دعمها من قبل إيران وروسيا وبالتالي فإن قرارات النظام هي قرارات تابعة لما تريده إيران وروسيا. وقد أعلنت روسيا على الأقل بشكل واضح وجلي أنها مع التهديدات والعدوان التركي وقررت دعمه وبالفعل كان الفيتو ضد مشروع وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، كما أن إيران من بعيد تقول أنها ضد التدخل والاعتداء على الأراضي السورية، لكنها هي التي وافقت على ما يجري.
** الحديث مستمر في الآونة الأخيرة عن فتح حوار مع روسيا والنظام في ظل الوضع الراهن فهل هناك ثمة حوارات مزمعة فعلاً في هذا السياق؟
نحن لم نغلق أي باب على كل الأطراف المؤثرة في الحدث السوري، كنا نتحدث مع روسيا باستمرار رغم أنها قد خذلتنا في أكثر من موقف خاصة في عفرين، وتحدثنا مع كل الدول الغربية وكان بيننا وبينهم كثير من التوافقات وكانوا ضمن التحالف يساعدوننا.
أيضاً الأمريكان كنا معهم على شكل تحالف اقترب من أن يكون فيه وجهات نظر سياسية مشتركة وكان يمكن أن يكون متوجهاً نحو الدعم السياسي إضافة للدعم العسكري، لكن القرار الأخير للرئيس ترامب هو الذي خذلنا حقيقة لأنه لم يعط جواباً مُفيداً لشروع الحل السياسي بقدر ما أعطى أردوغان تصريحاً، إذ سمح له بأن يقوم بالعدوان، فقال له: سوريا لك وأنت مسؤول عن الدواعش. وهذا الكلام غير صحيح وغير مقبول أمام التوجهات التركية التي تريد استغلال المواقف وخاصة مواقف المهاجرين من أجل أن تغير ديموغرافية المنطقة وترسم سياسات كما تريدها هي وبكل أسف بموافقة فريق آستانا.
**لا زالت القوات لأمريكية موجودة في شمال شرق سوريا رغم انسحابها من الحدود فأين نطاق تمركزها الآن وما الدور الذي تقوم به في ظل العدوان الحالي؟
في الآلية الأمنية التي تم التوافق عليها بيننا وبين الولايات المتحدة من جهة وبين الولايات المتحدة وتركيا من جهة أخرى جرى سحب قواتنا لمساحة خمسة كيلو مترات، ووصلت في بعض المناطق لأكثر من هذا وتصل لـ 14 كيلومتر، ما بين رأس العين/ سرى كانييه ، وتل أبيض/ كري سبيبه وهذا الإخلاء للمنطقة جعل الأتراك والأمريكان يقومون بدوريات مشتركة، ولذلك هم (الأمريكيين) لهم مكانين للتمركز فيه في تل أبيض وفي قاعدة برأس العين، إلا أنهم انسحبوا منها وهذا نوع من التطمين التركي أنه لن يجد الأمريكيين مكانه ويستطيع أن يتحرك، بينما بقية القواعد بما فيها القاعدة الرئيسية لهم بما فيها منطقة خراب عشق، التي تبعد أكثر من 40 كيلومتر عن الحدود التركية، فما زالوا موجودين ولديهم قواعد أخرى خاصة في شرق الفرات.
** من بين مفارقات ترامب المستمرة ما صرحه قائلاً أين كان الكرد في الحرب العالمية الثانية وتسائل أين كانوا قت نورماندي.. والسؤال الفعلي أين كان الكرد في هذا التوقيت وكيف كان وضعهم والحديث الآن عن النصف الأول من القرن الماضي؟
يعني ربما كانوا قريبين من ترامب الذي كان شاباً في بداية نشأته لم يكن يعرف السياسة، وهم كانوا بلادولة ولا مكانة مقسمين في أراضيهم بين أربع دول ومُحاصرين فيها، ليسوا في تلك الفترة قريبين من الحدث السياسي، فكانوا متبوعين لدول هي التي تتحرك. وربما هو اختلط عليه الأمر وبدلاً من أن يقول تركيا قال الكرد.
** عودة لاجتماع وزراء الخارجية العرب ومن خلال متابعتكم للمواقف العربية في الجلسة الافتتاحية والتي تضمنت صوراً مختلفة من رفض العدوان وأيضاً جوانب أخرى تغرد خارج السرب كيف تقيمون المشهد العربي الكامل في ضوء ذلك؟
بشكل عام وزراء الخارجية العرب موقفهم مطمئن لأنهم مع حماية سوريا وحماية الشعب السوري وضد أي تهديد لهم وهذا موقف إيجابي. الذين ذكروا الحالة الكردية هؤلاء يُزايدون على الحقيقة نفسها وبعضهم أيضاً ربما أراد أن يفكر بمن يؤثر على قراراته السياسية سواء إيران أو تركيا نفسها، لأن بعض الكلمات امتدحت الدور التركي في الصومال وهذا أمر لا يؤثر على أن يكون لهؤلاء موقفاً ضد العدوان التركي، فإذا كان يدعم في مكان ويعتدي في آخر فهو معتدي وعلى العربي أن ينتبه لهذه القضية إذا أراد.
هناك أيضا الذي يفكر بأنه لا حل إلا بوجود سوريا في الجامعة العربية وهذا صحيح، لكن على سوريا أيضاً أن تستجيب لشعبها ليستجيب لها أيضاً بقية شعوب العرب لتكون جزء من الجامعة العربية.
هناك مشكلة الآن من ازدواجية القرارات لدى البعض. والحقيقة أن القرار الذي خرج مبشر، رغم الآراء التي تحفظت.
** كيف نظرتم لتلويح الرئيس التركي بورقة اللاجئين وتهديده بإرسال اللاجئين لأوروبا التي ربما تكون الوحيدة المجتمعة التي تقف بشكل جيد إلى جانب مشروعكم؟
أردوغان رجل مارس الابتزاز منذ بداية الحدث السوري وهو تنقل بين خطوة وأخرى متناظرة ليكسب دائماً. وعموماً هو قد يكون كسب مادياً، لكنه خسر معنوياً.. ودليل خسارته هي أولاً خسارته أمام شعبه في انتخابات البلديات بما فيها اسطنبول، وحين أعاد انتخابات اسطنبول دلت الانتخابات مرة أخرى على فشله الكبير لأن عدد الأصوات التي جعلته يخسر الجولة الثانية كانت بالملايين بينما كانت في الأولى بعدة آلاف.
هو خسر أيضاً في حزبه، حزب العدالة والتنمية الذي بدأ ينقسم، حرض الشعوب في تركياعليه، فالكرد من جهة لأنه يعتقل كل قياداتهم، ورساء البلديات، وأعضاء حزب الشعوب (الديمقراطي) إضافة إلى التحريض وهي رؤية عنصرية من قبله تجاه شعبه.
أما الرؤية الثانية فهي محاولته أسلمة الدستور والخروج من دائرة العلمانية وهذا يؤثر على بقية الأطياف غير الإسلامية أو التي لا تريد أن يكون الدستور إسلامياً، خاصة العلويين الذين يُقدرون بحوالي عشرين مليوناً وهؤلاء سيتأثرون بأي تغيير أو أسلمة.
إذاً أردوغان يفشل، وينقل فشله إلى الحدود لأنها أزمة داخلية يُريد أن يُصدرها إلى الخارج.
** وهل ينجح في ذلك؟ خاصة أن بعض المؤشرات تُشير إلى اصطفاف كثير من المعارضين معه في شرعنة هذا العدوان؟
أولاً التحرك التركي جعل المعارضة السورية تفشل وتصبح معدومة القيمة عند شعبها وعند الذين يحسبون ما المعارضة ويحسبون لها ألف حساب. لذلك فإن المعارضة فشلت قبل أن يفشل بسبب سياسات أردوغان وكذا بتبعيتهم له في لقاءات آستانا التي قضت على المواقف التي ثائرة. لكن بالنسبة لهذا الذي حصل فإنه جعلهم يسقطون من قبل الشارع، وأيضاً لولا الدعم المأخوذ من الاعتراف لهم سابقاً بالائتلاف خاصة، وبلجنة التفاوض، فأعتقد هؤلاء ليس لهم قيمة ولا اعتبار في الشارع السوري. وهذا خسارة كبيرة لهم بسبب ارتباطهم بأردوغان وسياساته.
وهذا أتى أيضاً عن كشف آخر وهو دور الإخوان المسلمين وهم لهم دور تخريبي خرب في كل مكان تواجد فيه والآن في سوريا يسير إلى فشل وانكشاف. وتبقى النتائج فإذا كان على حلفائه هكذا فأعتقد أنه أيضاً سائراً إلى الفشل بل ومسببا أيضا في تدمير تركيا، وأنا أقول مجدداً أنه قد يكون آخر رئيس لتركيا الموحدة.
** لكن هناك كثير من الآليات الدولية كالناتو وغيرها التي لن تسمح ربما بذلك.. رأينا قبل أيام مؤتمر صحفي مشترك جمع أردوغان والأمين العام للناتو تضمن تأييداً ودعماً لتركيا وعدوانها..؟
هذه سياسة لأن الناتو وأمريكا لا يُريدون خسارة تركيا. هم يعرفون أردوغان لكنهم يخاطبون الشعب التركي في هذه السياسات التي يُمررونها وينتظرون فشل أردوغان ليعود الشعب التركي إلى حاضنتهم سواء الناتو أو الصداقة الأمريكية. ولذلك فإننا نشعر بأن التنازلات التي يقدمها الأمريكان لأنهم ليسوا في صراع مع أردوغان وانما مع روسيا التي تريد أن تأخذ أردوغان إلى حضنها ليعمل بسياساتها وهذا ما يفعله عبر حلف الشرق الثلاثي الذي يُريد أن يُخرج أمريكا من المنطقة وأمريكا إذا خرجت من المنطقة قد لا تعود إليها ثانية ويتسلم إدارة المنطقة وملفاتها الصاعدون الإقليميون الآن، إيران تركيا وربما بسبب فشل سياسات أمريكا في المنطقة قد يستجيب آخرون لهذا الحلف وينضمون لهم أو يقفون إلى جانبهم على الأقل لبنان إلى جانبهم وكذا سوريا وحتى العراق إلى حد ما إلى جانبهم وبالتالي فإن هذا الحلف قد يتوسع ويؤثر على الدور الأمريكي في المنطقة. وهذا راجع لأمريكا هي التي تقرر والحقيقة أن الصراع هو بين أمريكا وروسيا وليس بين تركيا وأمريكا.
** لنقل على من تُعولون أنتم في الإدارة الذاتية في الوقت الراهن؟
ليس لنا إلا المقاومة. قد يأخذ التركي أرضنا وقد يدخل مرتزقة، لكن ما جرى في عفرين ليس كما يجري في مناطقنا الآن لأن أهل عفرين جاءوا إلينا وانتقلوا من أرضهم لكن أبناء المنطقة الآن ليس لهم إلا أن يبقوا في المنطقة.
ثم المهم أنه إذا دخل المنطقة فإنه يسوحد بذلك الجانبين الكرديين في سوريا وتركيا وعليه أن ينتظر النتائج، وهذه واحدة. والأخرى أنه سيكون هناك حرب طويلة معه واستمرار في حرب العصابات التي لن تجعله يرتاح لا هو ولا مرتزقته وبالتالي لن يكون لهذا المشروع نجاح واستمرار المقاومة سيكشفهم ويكشف حقيقة المشروع الروسي في المنطقة ويكشف دور النظام التآمري على شعبه.
** غير ذلك يبدو أن أردوغان طامح لاستعادة أوهام العثمانية القديمة ويبدو أن المنطقة هي البداية كما في السابق مع الدولة العثمانية؟
أردوغان وفريقه تحدثوا كثيراً عن الميثاق الملي، وهو يعني استعادة حلب واستعادة الموصل وما بينهما، لذلك هو يناور حول بعض النقاط من أجل أن يستعيد هذه الأرض التي هي ضمن الميثاق الملي. وأعتقد أن التقسيم الذي حصل للمناطق والدول منذ عصبة الأمم المتحدة لا يسمح بذلك وإنما الدور التركي هو دور تخريبي لهذه الترسيمات التي حصلت رغم عدم اعترافنا بها إلا أنها لا يجب أن تذهب باتجاه أن تكون عائدة للأتراك العثمانيين ومشروعهة لأنه مشروع أسلمة، ومحاربة العالم باسم الاسلام، ونعرف الشعارات؛ فجيشه أصبح اسمه الجيش المحمدي، وشعاراته شعارات اسلامية والذين جاءوا من المرتزقة ينادون بنداءات داعش، ثم إن الذين يدعمونه جميعهم إما كانوا من بقايا متطرفين من أشكال متنوعة بما فيهم النصرة وداعش وكل التسميات وننظر لمشاريعهم في شمال غرب سوريا حيث إدلب وريف حلب.
** كيف سيكون التعامل مع الدواعش الموجودين في سجون الإدارة الذاتية وأيضاً ماذا عن المخيمات لاسيما مخيم الهول الذي تصلنا أخبار الفظائع الكبرى التي تجري داخله؟
الإدارة الذاتية تعاني معاناة شديدة من حمايتهم من أنفسهم حتى، ومن الحفاظ عليهم من أماكن تواجهم ثم توفير تكاليف المعيشة اليومية لهم لأنها تكاليف هائلة. أنت تتحدثين عن 80 ألف شخص، أي تعداد مدينة كبيرة تحتاج إلى خدمات ومقام ولو كانوا في السجون ولدينا حول 10 آلاف داعشي من الخطرين بينهم أكثر من ألفين وخمسمائة من الأوروبيين، هؤلاء يمكن أن نقول عنهم إنهم من أخطر الشخصيات الموجودة في العالم. وبالتالي فإن حمايتهم في أماكن تواجدهم شيء مكلف لا تستطيع أن تقوم به دول وهذا ما يجعلنا نفكر بالنتيجة التي قد تُحدثها فوضى نتيجة هذا.
وأعتقد أن الخطة الأردوغانية تريد أن يكون هناك فوضى وتُريد أن يخرجوا لأنها ستستخدمهم فيما لو عادوا إليها.
أما في الهول أيضا 70 ألفاً أغلبهم من النساء والأطفال وبعض العوائل المختلطة، وهؤلاء منهم من جاء هاربا من داعش من العراق، وطالبنا بعودتهم، لكن من أصل 30 ألفاً وافق ثلاثة آلاف للعراق، والبقية يُصرون على البقاء رغم أنه مُخيم.
والحقيقة أن تأمين حياة وإقامة لا بأس بها في هذا المخيم مستمرة دائما، وهناك تحسينات، تغيير مواقع وغير ذلك؛ لكن الداعيات المتشددات تقمن بأعمال تخريبية تقتلن أو تخنقن أو تقطعن النساء اللاتي لا تسرن بهدي قرارهن، حتى أنهن شكلن لجاناً بينهن من أجل الانتقام من النساء المتمردات بحسب ما يقلن. حتى أنهن قمن بعمليات طعن واغتيال وحرق لخيم وهذه الأعمال التي يقمن بها هي دليل على أنهن أشرس حتى من رجالهن وهذا يحتاج أيضا لاستنجاد بالمتمكنين لإيجاد حيز خاص بحمايتهن من أنفسهن.
وهناك أيضا مشكلة إعدادهم وتأهيلهم النفسي والعقلي، وكذا تربية الأطفال تربية مختلفة، وكلها أمور مهمة تقوم بها الإدارة الذاتية والقائمون على المُخيمات لكن هذا شيء صعب مع استمرار التهديدات.
** أخيراً ما الذي تغير معك منذ أن كنت ممثلا لهيئة التنسيق السورية وصولا للوقت الراهن ووجودك ضمن الإدارة الذاتية؟
لم يتغير شيء هيئة التنسيق تغيرت، ذهبت للياض وتخلت عن أحسن حزب في سوريا يقفةإلى جانبهم لأهداف شخصية غير مبررة سياسياً وهو موقف نفعي، وبالتالي فقدت الهيئة وجودها وقيمتها وكانت أكثر تأثيراً عند الناس وفي نظرهم وهي الآن في نظر الناس مثل المعارضة المرتهنة.
هذا بالنسبة للهيئة أما بالنسبة لي فأنا لم أتغير فالقضية الكردية هي قضيتي أساساُ، وهم أصدقائي كانوا معي في هيئة التنسيق عندما كنا في المكتب التنفيذي، إضافة إلى أن القضية الكردية هي قضية أنا دفعت ثمنها خمس سنوات في السجن دفاعاً عنها فأنا جزء منها وأتحمل هم الدفاع عنها لأنها ضمير سوري يحتاج إلى الوقوف تجاهها وحتى تبقى في سوريا بدلا أن ندفعها للانقسام أو التقسيم كما يفعلون. وأعتقد أن هيئة التنسيق هي التي تغيرت ونحن الآن مستمرون في نهج الهيئة الأول لكن بطريق أصبح أكثر تميزاً أمام السوريين.