وأوضح الخبير السعودي في الشؤون الأمنية الدكتور مفرح الرشيدي لوكالة فرات للأنباء ANF أن المملكة نظرا لمكانتها في العالم العربي والإسلامي والدولي وعلى كافة الأصعدة اصبحت من أكثر دول العالم استهدافاً من الجماعات الإرهابية مما اضطرها لتولي جهود التصدي للإرهاب أهمية كبرى تمثلت بجهود واستراتيجيات وأجهزة وعمليات ساهمت في نجاح المملكة في دحر الإرهاب، بحسب قوله.
وقال ان المملكة العربية السعودية التي تصدت للإرهاب بكل صوره على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي وسجلت أجهزة أمنها إنجازات كبيرة في هذا المجال تعاملت مع هذا التحدي بجهود مثمرة ساهمت في تهيئة السبل للتنمية الوطنية المستدامة من خلال تجفيف منابع الإرهاب والضربات الاستباقية وإصدار البيانات وقوائم المطلوبين وملاحقتهم وإفشال أكثر من 95% من المخططات الإرهابية قبل تنفيذها، والوصول إلى عدد من الخلايا النائمة وتلك التي توارت تحت ضربات رجال الأمن "للفئة الضالة"، بحسب قوله.
وقال الرشيدي أن العلاقة بين الاخوان والحكومة السعودية تاريخيا كانت مليئة بنكران الجميل من جانب الجماعة، وهم "اصل البلاء وكل مشاكلنا افرازات جاءت من هذه الجماعة"، حيث تمكنت من السيطرة على التعليم من خلال المنتمين لها ومؤخرا هناك احداث وقف فيها الاخوان ضد سياسة الحكومة السعودية حتى ان السعودية اعتبرت الجماعة تنظيما ارهابيا.
وتابع: "يحفل تاريخ جماعة الإخوان كثيرا من عمليات العنف والإرهاب ومن أشهرها حوادث إلقاء قنابل انفجرت في عدة أماكن بمدينة القاهرة في عام 1946 و استهدافالقاضي أحمد الخازندار بك وكيل محكمة استئناف القاهرة، وقتل أحمد ماهر باشا ومحاولة قتل الرئيس جمال عبد الناصر ولهم دور كبير في تشكيل الأفغان العرب النواة الأساسية لتنظيم القاعدة".
واشار الى عدم سماح السلطات السعودية بوجود مكتب تنفيذي لتمثيل القيادة العامة للإخوان هو سبب عدم وجود تنظيم واضح للجماعة في السعودية، مما جعلها تختار العمل السري ولكونها تتشكل على الطريقة الهرمية وهذا لا تسطيعه في السعودية ظهرت خلايا إخوانية مستقلة لا تنتمي عمليا إلى الجماعة الأم في مصر وإنما استلهمت أفكار التنظيم ومارست نشرها فبعد تمكنهم من السيطرة على المناحي التعليمية وبرغم انشارها السريع في وزارة المعارف ووزارة التعليم العالي السعودية إلا أن كتب سيد قطب وحسن البنا، لم تدرس فعلياً في المدارس الرسمية السعودية ولم تطبعها وزارة المعارف السعودية إلا حين تولى الدكتور كمال الهلباوي القيادي الإخواني السابق والمتحدث باسم التنظيم الدولي منصب رئيس لجنة مستشاري بناء المناهج المدرسية في وزارة المعارف السعودية ما بين عام 1982-1987.
الاخوان ونكران الجميل
وأوضح الخبير السعودي أن العلاقة بين الدولة السعودية وجماعة الإخوان المسلمين مليئة بنكران الجميل من قبل الجماعة، منذ عهد الملك عبد العزيز فحسن البنا لم يأنِ عن مهاجمة السعودية والملك نفسه مع كل الرعاية التي قدمت له الملك. إما عن طريق الهجوم المباشر، أو عبر التشكيك في رجالاته وقراراته وسياساته، وامتد ذلك في عهد الملك خالد لاتهام السعودية وفي عهد الملك فهد، وذلك بتأييدهم لصدام حسين في حرب الخليج الثانية واحتلال الكويت، وفي عهد الملك عبد الله، واصلوا نفس النهج بالوقوف ضد ما كان يعرف بـ"محور الاعتدال" الذي كانت تقوده السعودية واصطفافهم مع "محور الممانعة" المعادي الذي تقوده إيران، واشار الى مقولة وزير الداخلية السعودي الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز: "جماعة الإخوان المسلمين أصل البلاء. كل مشاكلنا وإفرازاتنا جاءت من جماعة الإخوان المسلمين، فهم الذين خلقوا هذه التيارات".
واستعرض الخبير السعودي جهود بلاده في مكافحة الارهاب موضحا أنه بعد إقرار دول مجلس التعاون "الاستراتيجية الأمنية لمكافحة التطرف المصحوب بالإرهاب" في عام 2002م، و"إعلان مسقط بشأن مكافحة الإرهاب" ، والتوقيع على اتفاقية "دول مجلس التعاون لمكافحة الإرهاب" عام 2004، وتضمنت الإبلاغ عن العناصر الإرهابية، أو تلك التي يشتبه في اتصالاتها أو ارتباطها بهذه العناصر؛ انشأت دول المجلس اللجنة الخليجية الدائمة للقائمة الإرهابية الموحدة، ثم شكلت عام 2006م لجنة أمنية دائمة مختصة بمكافحة الإرهاب.
وتابع: "في ظل تصاعد الإرهاب وتهديده لأمن دول المجلس وقيام النظام القطري باحتضان جماعات مجرمة ودعم أخرى كالقاعدة، وداعش وجبهة النصرة، فقد قررت كل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر قطع جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع هذا النظام القطري نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سرًّا وعلنًا، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة"، لافتا إلى أن تركيا وقطر قامتا بتشكيل تحالف لزعزعة أمن واستقرار المنطقة والعدوان على أراضيها ودعم الجماعات الارهابية المتطرفة، بما يجعلهما بالاضافة لإيران الدول الرئيسية الداعمة للارهاب في الشرق الأوسط.
واشار الخبير السعودي إلى أن جماعة الحوثي كان مرجعهم في مدينة قم الايرانية وهو بدر الدين الحوثي وتمكنوا من خلال العمليات التطوعية والاجتماعية من السيطرة على الحكم، وعندما استنجد الرئيس الشرعي اليمني بالدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تشكل التحالف العربي ولكن هذه الجماعة استمرت في توجيه عمليات ارهابية ضد اراضي المملكة العربية السعودية سواء من خلال استهداف الكمائن الحدودية او من خلال الصواريخ التي استهدف بعضها الحرم المكي ثم استهدفوا المطارات المدنية في أبها وغيرها.وأكد الرشيدي أن المملكة اصبحت ذات استراتيجية امنية تدرس في مكافحة الارهاب وكانت السعودية حازمة في معاقبتهم واتخاذ كافة الاجراءات العقابية الرادعة والضربات الاستباقية للارهاب والارهابيين ايا كان نشاطهم، وتوازى مع ذلك مكافحة غسيل الاموال والجرائم المرتبطة به، لسد ثغرة المساعدات المالية من خلال ضبط العمل الخيري وجعله في مسارات واضحة من خلال حسابات بنكية تكون هي وسيلة الجمع ووسيلة الصرف.