وتحدثت الدكتورة نادية حلمي في مقال بعنوان: "لماذا يدعم الرئيسان الصيني "شى جين بينغ" ونظيره الروسي "بوتين" خطوة التعديلات الدستورية في مصر؟"، وهي محاضر وباحث زائر بمركز دراسات الشرق الأوسط/ جامعة لوند بالسويد وخبير بالشؤون الآسيوية، أوجه التشابه بين الرئيس المصري (عبدالفتاح السيسي)، ونظيريه الروسي (فلاديمير بوتين) والصيني (شى جين بينغ).
واعتبرت الكاتبة أن فكرة التعديلات الدستورية فى مصر لاستكمال الإصلاحات الاقتصادية. وهو ما تشابه مع تعديلات دستورية تمت في الصين وروسيا، "فبالنظر للجانب الروسى، نجد أن ست أعوام، هى مدة الرئاسة فى روسيا، والتى جرت للمرة الأولى فى مارس 2012، كسادس انتخابات رئاسية بعد تفكك الإتحاد السوفيتى، بعد أن كانت مدة الولايات الرئاسية تبلغ 4 سنوات، وتتمتع مؤسسة الرئاسة فى موسكو بصلاحيات واسعة يمنحها الدستور للرئيس، منها إعلان الحرب، والتعبئة العامة، وحل البرلمان، وتعيين رئيس الوزراء وحكومته، وملف السياسة الخارجية والمصادقة على انتخابات حكام الأقاليم وجمهوريات الحكم الذاتى فى روسيا الاتحادية، وتعيين رئيس المحكمة الدستورية وتسمية قضاتها، وإعلان العفو، ومنح الأوسمة والجوائز، وغيرها من الصلاحيات بما فى ذلك ترشيح كبار موظفى الدولة ورؤساء المؤسسات أو إعفائهم من مناصبهم".
وعلى الجانب الصينى، أجرى بها أيضاً تعديلاً دستورياً، بعدما كانت مدة الرئاسة تصل فيها لـــ 5 أعوام، ألغى البرلمان الصينى، فى مارس 2018، القيود التى تحدد مدة معينة لا يمكن تجاوزها لتولى الرئاسة، وهو ما يمهد الطريق أمام الرئيس الصينى "شى" للبقاء فى منصبه لأجل غير مسمى.
ولعل أهم ما إستوقف الباحثة للربط بين الرؤساء الثلاث هو ما يراه الرئيسان الروسى (فلاديمير بوتين)، والصينى "شى جين بينغ" بأن مصر وقيادتها المتمثلة فى الرئيس (عبدالفتاح السيسى)، "شريك موثوق به"، وهو ما كان من خلال حرص الرئيس "شى" على دعوة الرئيس "السيسى" فى كافة المحافل الدولية التى تستضيفها الصين، فضلاً عن اللقاءات المتعددة بين "بوتين" و "السيسى".
واشارت إلى التشابه بين الرئيسين "السيسى" و "شى جين بينغ"، بعنوان: المشترك بين شعارى "الحلم الصينى" للرئيس الصينى "شى جين بينغ" و "تحيا مصر" للرئيس المصرى "عبد الفتاح السيسى".... باستخدام أسلوب تحليل مضمون عدد من الخطابات السياسية للرئيسين المصرى والصينى.
وعلى الجانب الآخر، فقد عقد "ديفيد هيرست" David Hearst الكاتب السياسى فى صحيفة "هافينجتون بوست" مقارنة بين الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين"، والرئيس "عبد الفتاح السيسى"، تحت عنوان: " هل السيسى هو بوتين مصر؟ " مستعرضاً التشابهات التى يراها بين الرجلين.
وترى الباحثة المصرية أن الذي يربط بين الرؤساء الثلاث السابقين "السيسى" و "شى" و "بوتين" هى: الخلفية العسكرية والأمنية، أيضاً الظروف المتشابهة التى تعيشها مصر والصين وروسيا، مثل: الضغوط الغربية، والحرب على الإرهاب، والصعوبات الإقتصادية، وأيضاً خطوة التعديلات الدستورية التى أقرها الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين بشأن "فتح مدد الولايات الرئاسية" للرئيس "شى" لاستمرار نهج التنمية فى البلاد، فضلاً عن تجربة الرئيس "بوتين" فى خوض تجربة الإنتخابات الرئاسية الروسية فى شهر مارس 2018. وهذا كله يتشابه مع الرئيس "السيسى" صاحب الخلفية العسكرية والمخابراتية على غرار نظيره "بوتين" فضلاً عن التربية العسكرية للرئيس "شى" داخل اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعى الحاكم ورئاسته للقوات المسلحة ووزارة الدفاع الصينية أو ما يعرف بـــ "الجيش الشعبى الصينى".
ولفتت إلى أن هناك العديد من نقاط التشابه والتلاقى بين الزعماء الثلاث، يأتى على مقدمتها لاتفاق بين الرؤساء الثلاث "السيسى" و "شى" و "بوتين" على عدم جعل مصر وروسيا والصين (دول تابعة) لأى جهة أو قوى وبالأخص الهيمنة الأمريكية والغربية، فضلا عن إن الرئيسين المصرى عبد الفتاح السيسى والروسى فلاديمير بوتين - بالأخص - من طراز خاص، حيث إن كليهما رجل مخابرات، ومن ثم يريان الأمور بطريقة أكثر عمقاً وأبعد مدى. كما يتشابه الرؤساء الثلاث فى النشأة العسكرية الصارمة وقوة الشخصية والإرادة على تحقيق المستحيل وإستقرار القرار والعديد من المواقف الاجتماعية والإنسانية فى ذهن شعوبهم. الاتفاق بين الرؤساء الثلاث على جميع الملفات التى تدار فى المنطقة، مثل: ملفات الأزمة السورية وأهمية التوصل إلى تسوية تحفظ وحدتها الإقليمية، أن هناك مشروعات هامة بين مصر وروسيا والصين، كالمناطق الصناعية الروسية والصينية فى المنطقة الإقتصادية لقناة السويس، ودور مصر وروسيا الفعال فى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية حيث تعد كلاً من روسيا والصين بمثابة "الحصان الأسود" فى الدول الصناعية الكبرى. وتتوافق رؤى الرؤساء الثلاث على أهم موضوع ألا وهو "مكافحة الإرهاب"، واتفاق الرؤساء الثلاث على طرح (المبادرة الصينية لتعزيز التعاون العسكرى والأمنى ضد الإرهاب)، اتفاق كل رئيس من الرؤساء الثلاث على إعادة الشخصية الإعتبارية لدولته وهيبتها أمام العالم أجمع من جديد، وضع الرؤساء الثلاث خطط مشتركة للنهوض بأممهم،