في لقاء خاص لوكالة فرات للأنباء ANF, تحدّثت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية في الادارة الذاتية, سميرة حاج علي عن سير العمليّة التدريسيّة في مدارس مناطق الإدارة, مشيرةً إلى "النجاحات" التي تحقّقت على صعيد إعداد كوادر للتدريس إلى جانب خلق ظروف مناسبة لتلقّي الطلبة العلم بأساليب "عصريّة" وفقاً للإمكانيات المتوافرة لديهم.
_ بداية هل شرحتم لنا عن بدايات التدريس بشكل رسمي في المدارس؟
بعد إعلان الإدارة الذاتية, تمّ تشكيل الهيئات وكانت هيئة التربية والتعليم أحدى اهم الهيئات التي تم تشكيلها, على أنها الركيزة الأساسية للتعليم. فقامت الهيئة بتأسيس مديريّات لها في كل المناطق إلى جانب وجود مدارس ومديريات التربية للنظام, الهدف منها إدارة المدارس في مناطق الإدارة الذاتية. وكبداية تم تدريس اللغة الكردية في المدارس, وفيما بعد تم تشكيل لجنة إعداد المناهج في العام 2014 وكان تتألف سبعة أشخاص.
ومن ثم تمّ إصدار منهاج الإدارة الذاتية للصف الأول الابتدائي, وكانت هناك صعوبات كبيرة في البداية لكن ومع الوقت تم تداركها وتجاوزها وتم تدريس منهاج الصف الأول في عموم مدارس منطقة الجزيرة.
في العام 2015 تمّ إصدار منهاج الصف الثاني والثالث, 2016 من الصف الأول إلى السادس الابتدائي و2017 تم اكتمال مناهج الإعدادية و2018-2019 إعداد منهاج الصف العاشر. كما ذكرنا كانت هناك صعوبات ومعوقات في طريق أعداد وإدخال المناهج الدراسية إلى جانب رفض بعض الأطراف لهذه المناهج نتيجة عدم فهم النظام التدريسي بشكل عام, لكن في المقابل هذه الخطوة أدخلت السرور إلى نفوس الطلاب الذين كانوا سعداء في دراستهم باللغة الأم وهذا ما ساهم في زيادة أعداد الطلاب في مدارس الإدارة الذاتية وبلغ ما يزيد على 300 ألف طالب وطالبه وفي منطقة الجزيرة فقط. اليوم يوجد نحو ثلاثة آلاف مدرسة في منطقة الجزيرة يدرس فيها منهاج الإدارة الذاتية وتشرف عليها هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية.
_ ما هي الآليّات التي يتمّ من خلالها اختيار الكوادر الإداريّة والتعليميّة في المدارس؟ على ضوء الانتقادات الشديدة الموجهة للكوادر والإداريين في مدارس الإدارة الذاتية؟
كبداية مع انطلاقة ثورة روج آفا وقبل إعلان الإدارة الذاتية بشكل رسمي, كانت هناك محاولات من أجل التحضير لتخريج مدرسين في اللغة الكردية من اجل إدراجها ضمن المناهج الدراسية. الكوادر الذين تمّ اختيارهم كانوا يخضعون لدورات تعليمية وتدريب بدايتاً لمدة ثلاثة أشهر وكان يتم إرسالهم إلى المدارس للتدريس إلى جانب هذا كانوا يخضعون لدورات تدريبية أخرى أثناء قيامهم بعملهم ضمن المدراس, طبعاً اللجوء إلى هذا الأسلوب كان من متطلبات المرحلة ولسد الفراغ الحاصل وكان لا بد من تجاوزها بأي شكل من الأشكال, وكان العدد مهماً في تلك المرحلة.
لكن فيما بعد تم افتتاح المعاهد لتخريج الكادر التعليمي بدايتاً كانوا يخضعون لدورات لمدة ثلاثة اشهر, ثم ستة اشهر وفيما بعد لمدة عام. عند الوصول إلى مرحلة سد الفراغ انتقلنا إلى مرحلة أخرى وهي النظر في مستوى تعليم المدرسين, ثم ادرجنا المناهج في المعاهد وفق الاختصاصات وأولينا هذه الخطوة أهمية كبيرة ومنذ عام نركز بشكل كبير على هذا الجانب.
اعتباراً من العطلة الصيفية القادمة سيتم افتتاح أكاديميات للاختصاصات في الحسكة وقامشلو, واحدة للمكون الكردي والأخرى للمكون العربي. بشكل عام نحن نعتبر أن سير العملية الدراسية في مستوى جيد, طبعاً لا شكّ أن هناك تقصير في بعض الجوانب لكن نسعى بكل إمكاناتنا المتوفرة لتجاوزها وإدارة المدارس بالشكل الأفضل. إلى جانب هذا, نظام التدريس في مدارسنا يختلف عن نظام التدريس في مدارس النظام, من حيث الأسلوب والصيغة المعروفة, جميع كوادر هيئة التربية والتعليم خضعوا لدورات تدريب في هذا المجال.
لا نستطيع أن ننكر أن هناك تقصير من جانبنا, هناك كوادر غير مؤهلين بالشكل الجيد, لكننا نعمل على تجاوز هذه الجوانب ورفع مستوى الكادر التعليمي وفق الاختصاصات.
_ ما هو مستوى المعلّمين والطلاب بشكل عام؟
لا توجد نسب دقيقة, لكن بصورة عامة نستطيع أن نقول أن نحو ثمانين بالمئة من كوادر التدريس مستواهم جيد, وبالنسبة للطلاب أيضاً في نفس المستوى والنسبة, لكن الطلاب يعانون من بعض المشاكل من حيث التعلّم باللغة الأم. مثال على هذا, الطلبة الذين بدأوا دراستهم بمنهاج الإدارة الذاتية باللغة الكردية بشكل متسلسل مستواهم جيد جداً, لكن الذين يدرسون المرحلة الإعدادية اليوم ولم يدرسوا المرحلة الابتدائية نفس المنهاج واللغة يلاقون صعوبة في التعليم. لكن رغم هذا ومن اجل التغلّب على هذه المشكلة قمنا بفتح دورات تدريب تقوية في اللغة لطلاب اللغة الإعدادية من اجل مساعدتهم وتحسين مستواهم. لكن ومع هذا مستواهم جيد لأسباب عدة وهي: حبّ هؤلاء الطلاب للغتهم الأم, الرغبة بالتعلم بها, والمقدرة على التعبير باللغة الأم بشكل افضل.
_ هل ينطبق هذا الحديث على الطلاب والكوادر من المكوّنات الأخرى ممن يدرّسون مناهج الإدارة الذاتية؟
لا شكّ أن المكون العربي أيضاً لامس دورة ومكانته في ظل الإدارة الذاتية, فالمكوّن العربي أيضاً وفي ظل نظام البعث كان مقموعاً وكان يفرض عليه ما يفرض على كل المكونات من قبل هذا النظام. على مستوى التعليم, المكون العربي اليوم يرحب بمناهج الإدارة الذاتية ويعبر عن ارتياحه في هذا الخصوص. نظام الإدارة الذاتية على كل المستويات يشمل كل المكوّنات ويؤمن حقوق الجميع, غالبية الطلاب وكوادر التدريس والمجتمع يعبّرون عن ارتياحهم لنظام التدريس في مناطق الإدارة الذاتية, وليس فقط المكوّن الكردي.
السريان أيضاً يعبّرون عن ارتياحهم لنظام التدريس, وهذه هي المرة الأولى التي يدرس فيها اللغة السريانية في الشرق الأوسط والعالم. اللغة السريانية قديمة وموجودة منذ القدم لكن لم تكن تدرّس في المدارس بشكل رسمي وكانت تقتصر على التدريس في الكنائس على شكل دروس دينية. بشكل عام هذا النظام وعلى أساس فكر الأمة الديمقراطية يضمن حقوق التعلم باللغة الأم للجميع, ويمنح للجميع الدراسة وفق ثقافته والتعرف على تاريخية بالشكل الصحيح.
_ هل اعتمدتم على نماذج أو تجارب من دول أخرى في طرق التدريس؟
لا, نحن من قمنا إعداد نظام التدريس بشكل يؤمن للجميع حق التعلم بلغة الأم, بالإضافة إلى أننا أجرينا الكثير من الدراسات والأبحاث لأنظمة التدريس في ألمانيا, هولندا, سويسرا, السويد, اليابان وبعض الدول الأخرى ونختار ما يناسبنا وهو قابل للتطبيق في مدارسنا.
بشكل عام نظام التدريس لدينا قريب من نظام التدريس في جمهورية فلندا. إلى جانب هذا النظام غير ثابت وقابل للتطوير والتحديث. مثال على تجارب الغير, في نظام الامتحانات, توضع الأسئلة في الامتحان النهائي وعلى الطالب أن يجيب عليها ولربما يلجأ إلى الغش أيضاً في الامتحانات, نحن نعتمد التقييم للطالب منذ بداية العام وحتى النهاية من كافة الجوانب من حيث تلقي المعلومات, الإدراك, الفهم, المشاركة, تصرفات الطالب, النظافة ... الخ
هذه التجربة موجودة في نظام المدارس الفنلندية, الألمانية والعديد من الدول الأخرى, كذلك نظام التدريس بلغة الأم إلى الصف الثالث موجود لدى الكثير من الدول في العالم. وتدخل اللغات الأخرى إلى المناهج في الصف الرابع وما يليها.
العلم غير محدود وكذلك أساليب التعليم, لذا نبذل كلّ جهدنا لتطوير هذه الأساليب, لربما في الواقع قد لا نلاحظ هذا, لكن في الشكل هناك فارق من حيث الإمكانيات والأدوات التي تستخدم في التدريس لكن في المضمون نحن نعمل على بناء أطفالنا على تلك الأسس الفكرية.
مثال: كنا في زيارة إلى هولندا للتعرف على نظام التدريس هناك, يوجد كل عشرة طلاب في صف واحد ولكل طالب مقعد خاص وكمبيوتر وأدوات تساعده على التعلم, بالنسبة لنا, نحن لا نملك تلك الإمكانيات لكننا نستطيع أن نستفيد من نظامهم بشكل يمنحنا القدرة على إجراء تغير في نظام التدريس والتعليم هنا, فنحن هدفنا المنهاج والفكر وليس البناء والأدوات. ولا شك اذا توفرت لدينا الإمكانيات سيكون بمقدورنا بناء مدارسنا بشكل نموذجي.
_ هل لديكم تواصل مع لجان مختصّة في إعداد المناهج, خاصّة وأنّ اللغة الكرديّة لم تكن تُدرّس من قبل بشكل رسمي؟
في بداية أعداد المناهج الدراسية وباللغة الكردية تحديداً, لم يكن لدينا من الخبرات الكبيرة والكثيرة. وحتى بعض المختصين في اللغة الكردية لم يشاركونا أعداد المناهج لأسباب تتعلق بمصالحهم الخاصو.
في البداية كانت الصعوبات كبيرة, لكن فيما بعد انضم إلينا أعداد من المثقفين وخرجي الجامعات باللغة العربية في مجالات عدة, قادرون على إعداد كتب في مجال دراستهم إلى جانب مختصّين في اللغة والقواعد يقدمون المساعدة وللازمة في كل المجالات. وهنا تمكّنا من التغلب على هذه المعوقات. بدايةً كان عددنا لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة, لكن اليوم وبمشاركة كبيرة من كل المكونات من كرد, عرب وسريان يوجد ما يزيد على مئة وخمسين شخص ضمن لجان إعداد المناهج الدراسية.
في مجال اللغة الكردية تحديداً, لا يوجد مجمّع لغوي حتى نستطيع إعداد مناهج تامّة شاملة, فهناك اختلاف في اللهجات بين الكرد في أجزاء كردستان الأربعة, لهذا إعداد منهاج شامل وبالشكل الصحيح للغة الكردية صعب في هذه المرحلة. لهذا السبب كانت هناك أخطاء في المناهج الدراسية في البداية ونحاول قدر الإمكان أن نتفاداها.
_ على ضوء الانتقادات الشديدة التي توجه لكم, هناك سؤال يراود الرأي العام, لما لا تقومون بالتحضير لمؤتمر عام حول عمليّة التعليم في روج آفا, يحضره مثقّفون ومختصّون باللغة وبالتدريس؟
بالنسبة لنا كهيئة هذا المقترح قابل للتنفيذ, لكن المرحلة صعبة, البعض يقول لماذا أدخلتم مناهج الإدارة الذاتية في المدارس في حين كان من الممكن أن تدخلوا التعليم باللغة الأمة فقط إلى جانب مناهج النظام, لحين الوصول إلى اتفاق سياسي ما بين الإدارة الذاتية النظام؟ لكن نقول هل من الممكن أن نخوض ثورة ضدّ نظام وفي نفس الوقت نعلم أطفالنا مناهج دراسية لنفس النظام أو نبقى اسرى لنفس ذهنية للنظام؟ هذه هي نقطة الخلاف.
رغم هذا نحن دائماً ما نرد على جميع الأسئلة حول هذا الموضوع ونعمل على تجاوز كل المعوقات التي تعيق عملية التدريس بمناهجنا. ومع هذا يبقى مقترح عقد مؤتمر عام للمثقفين والمختصين من اجل تطوير عملية التدريس في روج آفا مطروحاً ونستطيع أن نثبت صحة وجهة نظرنا من خلال المستوى الذي وصلنا إليه في ظل الإمكانيات والخبرات المتوفرة.
_ هل لديكم تواصل مع جامعات من جنوب كردستان أو حتّى جامعات أوروبيّة, للاستفادة من الخبرات والحصول على مٍنح تدريسيّة يستفاد منها الطلبة الذين ينهون دراستهم في المرحلة الثانويّة؟
منذ مدة كان هناك وفد من جامعة روج آفا في زيارة إلى الجامعات في جنوب كردستان, جامعة السليمانية, حلبجة ورابين. فيما بعد كان هناك زيارة مشابهة لهيئة التدريس من تلك الجامعات إلى جامعة روج آفا. ناقشنا موضوع تعديل الشهادات من أجل إتمام الطالب في مدارس روج آفا لدراسته في جامعات جنوب كردستان والحصول على شهادة جامعيّة من هناك. نحن نعمل على هذا الجانب, كما قامت وفود عدّة من دول أوروبية مثل هولندا وألمانيا بزيارة روج آفا وناقشنا معهم هذا الموضوع. هناك لجنة علاقات لجامعة روج آفا تتابع هذا الموضوع عن كثب, بشكل عام هناك تقدم جيد في هذا الجانب وخاصة مع جامعة السليمانية.
_ هل من معوقات تمنع إكمال طلاب مدارس مناطق الإدارة الذاتية دراستهم بالجامعات في الخارج؟
الحقيقة لا توجد معوقات كبيرة من حيث بناء العلاقات في هذا المجال, لكن إلى اليوم كل تلك العلاقات في هذا المجال لم تدخل في إطار رسمي لتلك الدول, بل تقتصر على مناقشات وتبادل وجهات نظر بين هيئات التدريس في تلك الجامعات في الداخل والخارج.
_ نحن نعلم أنّ مدارس جنوب كردستان, قامت بالتدريس باللغة الكرديّة لفترة طويلة دون الحصول على اعتراف, إن صحّ التعبير, حتّى العام 2003 تقريباً, انطلاقاً من هذه النقطة, كيف تردّون على مسألة عدم الاعتراف بالمناهج التي تدرّسونها في روج آفا؟
بالنسبة لموضوع الاعتراف بالشهادة الدراسية التي يتلقاها الطالب من مدارس الإدارة الذاتية نستطيع القول: بدايةًعلينا أن نعمل على بناء هذا الكيان وهذه المعرفة, فمسألة الاعتراف هي مسألة اعتراف ذاتية, اذا لم نتمكن من بناء انفسنا وتعليمنا بأنفسنا, فلن يعترف احد بنا لا حكومة ومحيط. فنحن انطلقنا من عدة مراكز تعليم لغة ووصلنا اليوم إلى مرحلة إعداد مناهج للصف الأول الثانوي (العاشر). قمنا بافتتاح سبعة كلّيات تابعة لجامعة روجا افا ونحن في إطار فتح أكاديميات تخصص. كل هذه الإنجازات تدفع بعجلة الاعتراف بهذه الشهادات نحو الأمام. دون هذا العدد الكبير من الطلاب, المدرسين, المارس والأكاديميات فلن تستطيع انتزاع الاعتراف من النظام ولا حتى من العالم.
بالنسبة لنا لن نقول أن قضية الاعتراف بالشهادة موضوع غير مهم وغير أساسي لكنه في ظل هذه الظروف, نحن مصرين على إتمام العملية الدراسية وتدريس مناهجنا في المدارس. ونحضّر لإعداد مناهج عربية وكردية للجامعات.
الكثيرون يطرحون هذا الموضوع, لماذا لا يوجد اعتراف بالشهادة الممنوحة من قبل مدارس الإدارة الذاتية, لكن اذا ما نظرنا إلى الحقيقة كلها وليس بعين واحدة, سنرى أن الكثير من خريجي الجامعات في سوريا اليوم عندما يسافرون إلى أوروبا, لا يتم الاعتراف بشهادتهم قبل أن يتعلموا لغة تلك البلاد ويجتازوا اختبارات اللغة ويندمجوا مع مجتمعاتهم.
هناك أمثلة كثيرة على هذا, لكن تبقى قضية الاعتراف بالشهادة من قبل المنظمات الدولية مثل اليونسكو والنظام هي قضية تقدم الملف السياسي وهناك تقدم ملحوظ في هذا الجانب. وكتعليم اثبتنا قدرتنا على إدارة هذا الملف بشكل خاص ولن يكون هناك تجاهل لمناهج الإدارة الذاتية في أي خطوة سياسية تدفع نحو الاعتراف بالشهادة ولن تكون هناك عودة إلى الفترة ما قبل العام 2011.
_ أشرتم في حديثكم إلى قضية الاعتراف بمناهج الإدارة الذاتية من قبل منظمة اليونسكو, هل هناك تواصل فيما بينكم وبين هذه المنظمة من اجل الحصول على اعتراف بالشهادة او تقديم مساعدة في مجال تقديم الدعم لكم كمؤسسة؟
إلى اليوم لا يوجد أي تواصل في هذا الجانب, هذه المنظمات تعرض فقط خدمات الدعم النفسي, في البداية كانت هناك محاولات من قبل هذه المنظمات للتدخل في مسائل نظام التدريس, وكانت هناك محاولات من اجل إدخال المنهاج البريطاني في مدراس الإدارة الذاتية, أو منهاج اليونيسف والذي اعد من قبل النظام أو على الأقل بموافقة من النظام. لكننا قلنا أننا لسنا بحاجة إلى مثل تلك المناهج فنحن ندرس منهاج بالكردية, العربية والسرياني, لذاهذه المنظمات ترفض الاعتراف بمناهجنا. وترفض تقديم أي مساعدات لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية وبناء مدارس في مناطقنا.
_ كان هناك قرار من قبل الإدارة الذاتية بخصوص عقوبات بحق الكوادر الذين يعملون في مؤسسات الإدارة الذاتية ويرسلون أبناءهم إلى مدارس النظام؟ هل طبقتم هذا القرار؟
نعم تمّ تطبيق هذا القرار إلى حدّ ما. في الأصل القرار كان بمثابة تنبيه وإنذار للبعض, وليس كعقوبة. لذا بادر الذين كانوا يرسلون أبناءهم إلى مدارس النظام بإرسالهم إلى مدارس الإدارة الذاتية.
هذا القرار لا يزال ساري المفعول, وتمّ إرسال قوائم بالأسماء إلى جميع مؤسسات الإدارة الذاتية, البعض تمّ توقيفة عن العمل والبعض عاد إلى عملة بعد أن استجاب للقرار.
هنا نؤكد أن الجميع عليه أن يكون واثقاً بهذه الثورة, فعندما أقوم بعمل ضمن هذه الإدارة فيجب أن أضع ثقتي بها وبكل مؤسساتها ومنها هيئة التربية والتعليم, وهذا يفضي بالنتيجة إلى نجاح الثورة. لكن اذا ما كنا نعمل ضمن هذه المؤسسات من اجل المصالح الشخصية ومن جانب أخر نرسل أبنائنا إلى مدارس النظام, فهذه ازدواجية لا تناسب مقايس الإدارة الذاتية. لهذا صدر هذا القرار حتى يكون تنبيهاً يعيد البعض لإعادة التفكير في حجم التضحيات الكبيرة في سبيل نجاح الثورة التي خرجت ضد هذا النظام في حين هم يرسلون أبنائهم إلى مدارس النظام وأكثر من يستفيدون من الثورة.
الذين يرسلون أبناءهم إلى مدارس النظام إلى اليوم هم الذين ابقوا هذا النظام موجوداً في مناطق الإدارة الذاتية, فعندما يمتنعون عن إرسال أبناءهم إلى تلك المدارس فلا شكّ أنّ النظام سيفقد إحدى أهمّ ركائزه.
هدفنا هو بناء الطالب من كلّ النواحي, حيث نقدّم له كلّ الدعم حتى يكمل دراسته في المجال الذي يرغب فيه. ولا نريد لأطفالنا أن يتعلّموا ثقافة البعث التي تفرض على المدارس والطلاب ونحن نخوض ثورة ضدّ هذا النظام الذي يرفض الاعراف بحقوق كلّ المكونات ويفرض على الجميع ثقافته فقط.