جاءت تصريحات بايك في حديث لفضائيّة Stêrk TV، حيث أوضح فيها أنّ "القائد أوجلان شدّد دوماً على ضرورة عدم تكرار ما حدث للشعب الكردي إبّان الحرب العالميّة الأولى، حيث تمّ تقسيمهم بين أربعة دول.. القائد تحدّث، في مكالمته مع شقيقه، عمّا يجري من توتّر في منطقة ’زيني ورتى’ واصفاً الوضع بأنّه يشكّل خطراً على الكرد، محذّراً من أنّ أيّ اقتتال كرديّ-كردي سيجلب كوارث على الشعب الكردي والقوى الكردستانيّة.. لذا شدّد على ضرورة الالتزام ببنود البروتوكول الموقّع بينه وبين القيادي الراحل في الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK، في العام 1982 والذي ينصّ على التنسيق والتعاون بين القوى الكردستانيّة وعدم الانجرار إلى صراع داخلي.. وهو بذلك أدّى واجبه القومي التاريخي والدعوة إلى تحقيق وحدة الصف".
وأشار بايك إلى أنّ القائد أوجلان وصف حزب العمّال الكردستاني ب"حزب الشهداء"، مبيّناّ أنّ الحزب "سمّى شهر أيّار بشهر الشهداء"، وأضاف "كلّ عضو في الحزب يتّخذ من روح الشهداء أساساً في نضاله، ويدخل في مسائلة مع ذاته، ما هي الأمور التي لم تنجز بعد؟ ما هي المشاكل؟ ما هي العوائق؟.. كلّها أسئلة يتوجّب علينا جميعاً أن نجيب عنها. وهذا هو السبيل لاستمرار النضال وتحقيق الأهداف التي ضحّى لأجلها شهداء الحرّية. وبمناسبة حلول شهر أيّار، نجدّد العهد لشهدائنا، ابتداءً من حقّي قرار حتّى آخر شهيد قدّمته حركة الحرّية، بالمضيّ على دربهم حتّى تحقيق أهداف شعبنا في الحرّية والديمقراطيّة، كما نوجّه لأرواحهم الطاهرة أسمى آيات الإجلال والتقدير".
وتابع "كان القائد أوجلان يعتبر نفسه رفيق درب الشهداء ومتحدّثاُ باسمهم.. وهو الآن في سجنه بإمرالي، يجدّد اعتزازه كونه رفيق درب الشهداء، ولا يزال يواصل نضاله لأجل تحقيق أهدافهم، على الرغم من الظروف الصّعبة التي يمرّ بها في معتقله من حيث فرض السلطات الفاشية عزلة مشدّدة عليه.. لكنّنا نؤكّد من جانبنا أنّنا نناضل بفكر القائد، فهو الذي أنار لنا درب النضال ووجّهنا نحو حقيقة ثورتنا وأهدافها السامية في خدمة شعبنا".
ولفت القيادي في منظومة المجتمع الكردستاني إلى أنّ حزب العمّال الكردستاني "يناضل ويقاوم ضدّ الاستبداد. وهذا النضال مؤثّر لصالح الشعب الكردي، وأيضاً له تأثير إيجابيّ على أصدقاء الكرد، وبطبيعة الحال سيؤثّر سلباً على أعدائهم. يجب أن نعلم جيّداً أنّ السلطات التركيّة سمحت للقائد بإجراء مكالمة هاتفيّة مع عائلته، للمرّة الأولى منذ 21 عاماً، بعد الانتصارات التي حقّقها مقاتلو الكريلا في ميدان المعارك ضدّ جيش الاحتلال التركي في مناطق عدّة، والخسائر التي مني بها النظام التركي عسكريّاً وسياسيّاً جرّاء مقاومة الكريلا، ألقت بظلالها على الوضع العام في تركيا. النظام وجد نفسه في مأزق حقيقيّ، لذا سمح بالمكالمة لإشغال الرأي العام بها ويتخلّص من الضغوط التي تعرّض لها. أودّ القول هنا أنّ القائد أوجلان لا يناضل لأجل حقوق الشعب الكردي فحسب، بل يناضل لأجل الإنسانيّة وقيم الحرّية والديمقراطيّة، وهذا ما يقضّ مضجع الدولة التركيّة التي تنصب العداء للكرد علانيّة.. هي تعادي القيم الديمقراطيّة وتغذّي مفاهيم الدكتاتوريّة والاستبداد. لذا، فإنّ الالتفاف حول تضال القائد أوجلان في وجه مخطّطات الدولة التركيّة هو واجب على أبناء الشعب الكردي وجميع أحرار العالم.. في سبيل ذلك، نرفع وتيرة نضالنا وندعو شعبنا الكردي إلى تدعيم نضاله في وجه الاستبداد والدكتاتوريّة".
وفي ردّه على سؤال متعلّق ببروتوكول العام 1982 بين القائد أوجلان والقيادي الراحل في الحزب الديمقراطي الكردستاني إدريس بارزاني، قال بايك: "ناضل القائد أوجلان منذ البداية في سبيل خدمة قضيّة الشعب الكردي. ناضل لأجل تحقيق الحرّية والديمقراطيّة لشعبه. ناضل لأجل رفع الوعي لدى هذا الشعب العظيم. لقد رأى القائد في مجريات الأحداث بمنطقة ’زيني ورتى’ خطراً حقيقيّاً وكبيراً على الشعب الكردي والمنجزات التي حقّقها خلال نضاله الطويل، وشدّد على تحقيق وحدة الصفّ بين القوى الكردستانيّة كضرورة تاريخيّة. الآن نرى حرباً عالميّة ثالثة تدور رحاها في منطقة الشرق الأوسط، والكرد جزء من هذه الحرب. لو عدنا إلى الوراء، بالتحديد في الحرب العالميّة الأولى، لرأينا أنّ الفرص كانت متاحة أمام الكرد لنيل حقوقهم، لكنّ حالة التشرذم التي كانت القوى السياسيّة تعاني منها في تلك المرحلة هي التي وقفت مانعاً في تحقيق ذلك. والآن، هناك فرص متاحة، نستطيع أن نغتنمها من خلال وحدتنا، وإذا ضيّعناها، فإنّ التاريخ سيحاسبنا، فنحن مسؤولون أمام شعبنا لتحقيق أهدافه. قوّتنا في وحدتنا، وهي الأداة التي تمكّننا من تحقيق مكاسب للشعب الكردي. هذا ما أراد القائد أوجلان أيصاله لنا جميعاً من خلال تركيزه على بنود البروتوكول. ونحن بدورنا ندعوا إلى إنهاء التوتّر في ’زيني ورتى’ ونطالب الحزب الديمقراطي الكردستاني بسحب قوّات البيشمركة التي نشرها مؤخّراً في المنطقة تلك، وتهيئة الأجواء لحوار عقلانيّ بنّاء".
وأضاف بايك "في خضمّ الحرب العالميّة الثالثة القائمة في الشرق الأوسط هناك قوّتان عالميّتان، أمريكا وروسيا. نعم هناك دول أوروبيّة لها مصالح في المنطقة، لكنّ واشنطن وموسكو هما من يرسمان السياسات ووفقاً لمصالحهما. بالنسبة لدول الشرق الأوسط، فهي تتحرّك وفق سياسات هاتين الدولتين، والأنظمة الحاكمة فيها تعمل على ترسيخ سلطاتها والبقاء في سدّة الحكم، غير آبهة بمصالح شعوبها ولا بقيم الديمقراطيّة والعدالة والمساواة، المهم لديها هو كيفيّة الحفاظ على سلطاتها. لذا نرى بأنّ هذه الأنظمة تفتعل الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة وحتّى المجتمعيّة، كي تبرّر وجودها في الحكم. والقائد أوجلان تحدّث عن هذا الوضع مطوّلاً. والأفكار التي طرحها القائد هي الحلّ الأمثل لإنهاء الوضع المتأزّم الذي وصلت إليه دول الشرق الأوسط. لذا نجد أنّ شعوب المنطقة بدأت بالاهتمام بما طرحه القائد من حلول. لقد رأى فيها إنهاء الصراعات القائمة. رأى فيها قيم الديمقراطيّة والعدالة. لو تمّ العمل بما طرحه القائد، حينها لا الأنظمة الحاكمة ولا القوى الدولية بإمكانها تغليب مصالحها على مصالح الشعوب. ونحن في منظومة المجتمع الكردستاني، ندعم أفكار القائد أوجلان ونناضل وفقاً لها، لأنّها تمثّل روح السلام والديمقراطيّة".
وتحدّث القيادي في منظومة المجتمع الكردستاني عن مخطّطات الدولة التركيّة وسياساتها القائمة على العداء تجاه الشعب الكردي وجميع القوى الديمقراطيّة في المنطقة "تركيا تنتهج هذه السياسة منذ بدايات تأسيسها. من جهة تستفيد من الخلافات القائمة بين القوى الإقليميّة والدوليّة لخدمة سياساتها الفاشية، ومن جهة أخرى تعمل على إخضاع شعوب المنطقة لرغباتها التوسّعية القائمة على الذهنيّة العثمانيّة. شعوب المنطقة من الكرد، العرب، السريان، الأرمن وأيضاً العلويّين الإيزيديّين والجركس وغيرهم تعرّضوا لحروب إبادة على يد الدولة التركيّة الحديثة ومن قبلها السلطنة العثمانيّة. الآن، هذه الشعوب باقية وتناضل لأجل التحرّر من براثن مخطّطات النظام القائم في تركيا، الذي نراه يحتلّ أراض سوريّة تضمّ جميع المكوّنات، وتمارس سياسة لاأخلاقيّة قذرة تجاه شعوب المنطقة، فقط لتوسّع نطاق احتلالها. لكن يتوجّب علينا القول بأنّ القوى الدولية هي التي تمنح الضوء الأخضر للنظام التركي في تنفيذ مخطّطاته بل تقدّم له الدعم والمساندة، وتلك الدول مسؤولة عن المجازر التي ترتكبها الدولة التركيّة بحقّ الشعب الكردي وشعوب المنطقة. الكرد يقفون في وجه آلة القمع التركيّة، يتصدّون لمخطّطات النظام التركي ويفشلون، قدر الإمكان، سياساته التوسّعية. وبما أنّ شعوب المنطقة أدركت حقيقة نوايا الدولة التركيّة، يتوجّب عليها وعلى كافة القوى الديمقراطيّة الوقوف إلى جانب الكرد لردع تركيا ومنعها في الاستمرار بسياساتها القذرة".
وختم بايك حديثه بالقول: "نعلم تماماً أنّ لدى الدول الإمكانات المادّية القويّة، لديها أسلحة متطوّرة وأحدث التقنيّات العسكريّة ولديها جيوش كبيرة تشنّ حروباً ميدانيّة وأخرى نفسيّة لتركع الشعوب لإرادتها. لكنّ كلّ ذلك لا يجدي نفعاً أمام إرادة المقاومة لدى الشعوب وكلّ تلك الإمكانات لا تقف أمام رغبة الشعوب في الحرّية. هذه حقيقة أثبتها التاريخ. نحن نرى أنّ الأنظمة الدكتاتوريّة في الشرق الأوسط لم تتمكّن من تحقيق أيّة نتائج بالنسبة لمصالحها على حساب الشعوب التي بات لديها الوعي الكافي والإدراك اللازم للنهوض في وجه القمع والاستبداد والنضال في سبيل الحرّية والديمقراطيّة وستتمكّن من الانتصار على الذهنيّة الدكتاتوريّة وترسي أسس السلام والاستقرار في عموم المنطقة".