في الخامس والعشرين من نيسان/ إبريل الماضي شنت قوات النظام السوري وروسيا حملة عسكرية على مدينة إدلب انطلاقاً من ريف حماة الشمالي، وتوقفت الحملة العسكرية بشكل مؤقت بعد أن قامت تركيا بدعم هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً). رداً على هذا الموقف التركي قامت روسيا بإنشاء نقاط عسكرية في ثلاثة مناطق في تل رفعت.
الحملة العسكرية بدأت بغارات جوية مكثفة من قبل النظام السوري وروسيا, وبدأت التقدم براً من شمال حماة نحو سهل الغاب، وتم تحرير العديد من القرى والبلدات التي كانت خاضعة لسيطرة مرتزقة النصرة. وبعد أن تمكن النظام السوري من السيطرة على منطقة كفرنبوذ المطلة على سهل الغاب بدأت تركيا بالتدخل فوراً لوقف الحملة العسكرية.
في هذه الأثناء بدأت المجموعات المرتزقة التابعة لتركيا والتي تطلق على نفسها اسم "الجيش الوطني السوري" بالتحرك من مناطق عفرين, عزاز, الباب وجرابلس باتجاه إدلب لدعم النصرة. وقدمت الدعم للفصائل التابعة للنصرة. جماعات أحرار الشام, شهداء الشرقية وأحرار الشرقية فشلت في صد هجوم النظام السوري و روسيا, وهنا تدخلت تركيا بشكل مباشر دعماً للجماعات المرتزقة في إدلب.
وبعد أن قالت كل من الولايات المتحدة الأمريكية, فرنسا وبريطانيا "في إدلب تم استخدام أسلحة كيماوية وسنعمل على التحقيق في هذا الشأن" بدأت تركيا حليف الناتو بتقديم المزيد من الدعم للنصرة.
بعد الدعم العسكري التركي للنصرة, تمكن المرتزقة المدعومين من تركيا استعادة السيطرة على كفرنودة, ووفقاً للمعلومات قامت تركيا تزويد الجماعات المرتزقة بالصواريخ والأسلحة المتوسطة. وهذا ما منح المرتزقة المبادرة من اجل استعادة كفرنودة عبر الهجوم بمجموعات صغيرة ومن محاور عدة.
كفرنبودة المطلة على سهل الغاب وخلال المعارك ينفذ النظام والروس غارات جوية نتيجة قرب مواقع الطرفين من بعضها البعض, وقتل عدد كبير من جنود النظام والروس الذين يقاتلون مقابل المال لصالح النظام. وبعد معارك قوية دامت أكثر من أسبوع استطاع النظام والروس من استعادة كفرنودة قبل يومين.
بعد هذا الدعم التركي للنصرة بدأت روسيا بإنشاء ثلاثة مواقع عسكرية في محيط مدينة تل رفعت.
ووفقاً لتصريحات من مصادر عسكرية, توصل الروس والنظام إلى اتفاق إنشاء ثلاثة نقاط عسكرية روسية أثنان منها داخل مدينة تل رفعت وواحدة خارجها وتم إرسال المزيد من القوات إلى تلك النقاط.
هذه الخطوة الروسية غير مفهومة حتى الآن ويذكر أنها خطوة ضد الدعم التركي للنصرة أو أنها خطوة لمواجهة هجمات محتملة من قبل الجماعات التابعة لتركيا على مدينة تل رفعت. لكن سبق أن تراجعت روسيا وانسحبت من نقاطها العسكرية لصالح الجماعات المدعومة من قبل تركيا وهذا حصل في عفرين, حيث انسحبت القوات الروسية من نقطة المراقبة الروسية في منطقة كفر جنة في عفرين أثناء الهجوم التركي بداية العام 2018 على مقاطعة عفرين.
وتستمر المعارك ما بين قوات النظام السوري-روسيا والجماعات المدعومة من قبل تركيا في ريف حماة الشمالي وشمال وشرق محافظة اللاذقية. روسيا والنظام شنت غارات جوية عنيفة على مناطق المرتزقة خلال الأيام الأخيرة, وعلى الأرض تواصل القوات الروسية التي تقاتل مقابل المال وقوات النمر بقيادة سهيل حسن المدعومة من قبل روسيا القتال ضد الجماعات المرتزقة التابعة للنصرة وجيش العزة في ريف حماة والحزب الإسلامي التركستاني وحراس الدين في ريف منطقة جسر الشغور.
ووفقاً للتقارير قتل خلال الشهر الأخير ما لا يقل عن 200 من جنود النظام وروسيا خلال المعارك واكثر من 300 مرتزق من النصرة والجماعات التابعة لها. كما أوضحت مصادر إعلامية مقربة من النصرة أن 568 مدني قتلوا نتيجة هذه المعارك.
والى هذه الأثناء ترفض روسيا السماح للميليشيات الإيرانية بالمشاركة في المعارك, حتى لا تكون هناك حجة لأمريكا والدول الغربية بالتدخل وإيقاف الحملة. في حين تواصل القوات الإيرانية المتواجدة في مدينة حلب وريفها شن هجمات على المناطق الغربية للمدينة ضد النصرة.
روسيا والنظام السوري الذين يواصلان العمليات العسكرية بشكل حذر, يحاولان ضمان امن قاعدة حميميم الروسية والسيطرة على الطريقين الدوليين في المنطقة التي تربط حلب, إدلب, اللاذقية, حماة ودمشق. ويعتبر السيطرة على هذه الطرق عاملاً مساهماً لفتح التجارة, وتسهيل وصول الشحنات العسكرية والأسلحة إلى النظام السوري. كما وفي نفس الوقت يسد الطريق الوصول إلى مناطق المرتزقة.
وفي حال استمرت الحملة فيجب على النظام السوري أن يسيطر على مناطق معرة النعمان, سراقب وخان شيخون والتي تعتبر محور السيطرة على الطرق الدوليين "إم4" و"إم5" والسيطرة على هذه المناطق تعني السيطرة على 25 بالمئة من محافظة إدلب.