تحليل: تركيا وقطر تسيطران على الموانئ الصومالية لتعويض خسارة سواكن
لا تتوقف مساعي تركيا وقطر لتعزيز نفوذهما في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، بالتزامن مع استخدام كل الوسائل الممكنة لطرد خصومهم الإقليميين حتى ولو باستخدام العنف والإرهاب.
لا تتوقف مساعي تركيا وقطر لتعزيز نفوذهما في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، بالتزامن مع استخدام كل الوسائل الممكنة لطرد خصومهم الإقليميين حتى ولو باستخدام العنف والإرهاب.
قبل أشهر قليلة من عزل الرئيس السوداني عمر البشير زار وزير الدفاع التركي خلوصي اكار السودان بعد توقيع اتفاق يقضي بمنح حكومة العدالة والتنمية أدارة جزيرة وميناء سواكن السوداني على البحر الأحمر في خطوة كان من شأنها تحقيق تطلعات تركيا بالوصول للبحر الأحمر وإيجاد موطئ قدم لنيل اطماعها وتنفيذ اجندتها ضد دول المنطقة، بحسب مراقبين.
وقالت مصادر صومالية لوكالة فرات للانباء ANF إن سيطرة قطر على موانئ صوامية هدفه تحقيق هذا الهدف لحليفها التركي، في ظل خسارته لفرصة سواكن التي كانت سانحة قبل أن تفقدها أنقرة برحيل البشير بثورة شعبية انحاز لها الجيش، وكان من بين أسبابها الكثيرة تفريط النظام السوداني السابق في موارد شعبه وسيادته لصالح قوى إقليمية على رأسها قطر وتركيا، في ظل سياسة التقلب بين المحاور التي اتبعها البشير وساهمت في بقاءه لعقود في سدة الحكم رغم الانتفاضات الشعبية.
ودخلت قطر مجددا بثقلها في "حرب الموانئ" في الصومال التي تقودها مع حليفتها تركيا ضد الوجود الخليجي في الدولة ذات الموقع الاستراتيجي بالقرن الأفريقي، حيث تعتزم تشييد ميناء بحري جديد في هوبيو وسط الصومال.
وتعتبر تركيا وقطر حلفاء للرئيس الصومالي عبدالله فرماجو، ولدى تركيا قاعدة عسكرية تستخدمها في "تدريب" الجيش الصومالي، فيما تتهم البلدين بدعم حركات متشددة لاستهداف خصومها بالبلاد، وتكشفت تلك الإتهامات الشهر الماضي بعد تسريب تسجيل صوتي بين مسؤولين قطريين يثبت ضلوع الدوحة في تفجير إرهابي استهدف مصالح اماراتية في الصومال لابعادها عن الاستثمار في الموانئ الصومالية والحصول على عقود جديدة كما حدث بالفعل، بحسب التسريب الذي اذاعته نيويورك تايمز الأمريكية، ولم تنفه الدوحة.
وبدوره، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الصومالي خالد محمد أيجيح لوكالة فرات للانباء ANF أن "تركيا وضعت كل ثقلها بالصومال، فهي تملك أكبر سفارة لها في العالم في مقديشو ، وتملك أيضا أكبر قاعدة عسكرية خارج أراضيها في مقديشو .. نعم تركيا قد تريد تعويض خسارتها لميناء السواكن السوداني، ولكنها بالمقابل تعتبر الصومال أكثر استراتيجيا من السودان".
وتابع المحلل السياسي الصومالي المهتم بصراع الموانئ في القرن الأفريقي: "ويقوم ثنائي الشر (تركيا وقطر) بمساندة بعضهما البعض في لعبة الموانئ بالقرن الأفريقي، حيث أن تركيا لديها حقوق إدارة ميناء مقديشو ، بينما حصلت قطر علي حقوق إدارة ميناء هوبيو مقابل بناء الميناء".
وبسؤاله حول دور تركيا في سيطرة قطر على ميناء هوبير، قال ايجيح: "نعم اعتقد وأجزم بإن تركيا سيكون لها دور في إدارة ميناء هوبيو بوسط الصومال وذلك لسببين، الأول "أن قطر التي أعلنت عن قيامها بتمويل الميناء وبالتالي إدارته مستقبلا هي حليفة لتركيا ويملك النظامان (التركي والقطري) نفس الأيديولوجيا السياسية، وثانيا أن تركيا هي التي بدأت حرب الموأني في القرن الأفريقي بعد استحواذها علي ميناء مقديشو منذ خمس سنوات ونيف".
كما اعتبر ان زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى الصومال وإعلانه عن بدء بناء ميناء "هوبيو" في وسط الصومال هدفه الاستحواذ على منفذ بحري تستطيع قطر منه تصدير الأسلحة إلى الإرهابيين بأريحية ودون تفتيش من أحد، بعدما ثبت تورطها وعلاقتها مع المتطرفين لمواجهة خصومها في الصومال.
وفور إعلان نبأ استحواز قطر وتركيا على الميناء الصومالي كتب على حسابه على تويتر: "يجب منع قطر من الحصول علي منفذ بحري علي السواحل الصومالية، وذلك بالتستر في الاستثمار بميناء هوبيو بوسط الصومال . إذ أن ذلك سيسهل علي قطر إدخال الأسلحة الارهابيين الي الصومال ، مما سيزيد الوضع الأمني الهش سوءا".
وتدعو مصر والسعودية لزيادة التعاون الإقليمي بين الدول العربية والأفريقية المشاطئة على البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن لوقف التدخلات الإقليمية والدولية، واستضافت القاهرة والرياض اجتماعات رفيعة المستوى لبحث تشكيل كيان لدول البحر الأحمر لحماية الأمن البحري ومواجهة التدخلات،
وقال المحلل السياسي الصومال ان المطلوب اولا من مصر والسعودية والامارات "تعزيز الدول والأنظمة الصديقة لها في منطقة البحر الأحمر، وخاصة حكومة صوماليلاند ( ارض الصومال) التي أعلنت وقوفها مع التحالف العربي بقيادة مصر والسعودية والامارات، ومن دون أن تجني شيئ من وراء ذلك".
وتابع: "بحيث يتم مكأفاة الأنظمة التي تعلن عن وقوفها مع التحالف العربي مثل صوماليلاند وتجاهل وعدم التعامل أو تقليل التعامل مع الأنظمة التي تستقطب الدول الخارجية للمنطقة.. فليس من المعقول أن يتم تكريم حكومة فرماجو في الصومال والتي تعلن جهارا نهارا تعاطفها مع تركيا وقطر، بينما يتم التجاهل لأنظمة وضعت كل بيضها في سلة الشرعية العربية".