تستمر الدولة التركية بشن هجمات كثيفة في منطقة بوطان, التي تعتبر احدى اقوى قلاع الكريلا ضد محاولات الاحتلال. وفي مواجهة هذه الهجمات يواصل مقاتلو الكريلا مقاومتهم البطولية وتؤكد على مر الأيام ثباتهم على مبادئهم في الحرية والديمقراطية.
وفي حوارٍ خاص أجرته وكالة فرات للأنباء (ANF) تحدّثت القيادية في وحدات المرأة الحرة-ستار (YJA/STAR), بيمان آمد العمليات العسكرية التي تخوضها قوات الاحتلال التركي في منطقة هركول وعمليات الكريلا ضد وحدات جيش الاحتلال, مشيرة إلى دور ومهام قوات YJA/STAR وقالت: "في هذه المرحلة وحدات المرأة الحرة كثفت من مشاركتها في العمليات من ناحية ومن ناحية أخرى أثبتت دورها الفعال في تلك العمليات".
ووصفت آمد العمليات العسكرية بأنها تسير بشكل مكثّف, مضيفةً بالقول "منذ شهر بدأت العمليات العسكرية في المنطقة بشكل كثيف, كما أنها تختلف في الكثير من الجوانب عن الحملات العسكرية في السنوات السابقة في المنطقة. الحملات العسكرية التركية هذا العام واسعة, خلالها تمركزت قوات العدو في اربع تلال وهي (تل كوليند, تل الشهيد رسول, تل الشهيد سور خين وتل الشهيد جان خورت), وهي إلى اليوم تسيطر على هذه المواقع وتعتبر هذه المواقع جزء من منطقة هركول. ويمكن أن نقول أن الهدف من السيطرة على هذه المناطق هي لوضع مخططات وتحقيق بعض الغايات. والهدف الاساسي من السيطرة على تلك التلال هو إيقاف نشاط الكريلا والتضيق على تحركاتنا, لكن رغم كل محاولاته, لم يتمكن العدو من إيقاف الكريلا لأن هركول منطقة شاسعة ولا يمكن السيطرة عليها من خلال التمركز في عدة مواقع. بالمختصر وكما قلنا أن العدو تمكن من السيطرة على أربعة تلال خلال عملياته هذا العام والآن هو يتمركز فيها ويتحصن بقوة ويمكن أن نقول أن جيش الاحتلال اكتفى إلى الآن بهذا الهدفط.
وفي ردّها على سؤال متعلّق بحجم مشاركة الكريلا في العمليّات العسكرية ضدّ جيش الاحتلال, قالت القياديّة إنّ "قواتهم في منطقة هركول وخلال التصدي لهذه الحملة العسكري شاركت بقوة وفعالية غير مسبوقة. جيمع الرفاق في الحملة كانوا مستعدين للمشاركة والمقاومة. منذ بداية فصل الربيع وإلى اليوم بدأت التحركات العسكرية في المنطقة, لذا فإنّ مقاتلينا المرابطين في منطقة هركول كانوا على أهبة الاستعداد للتصدي, والاستعدادات كانت حاضرة على كافة المستويات. منذ اليوم الأول للحملة ردت قواتنا عليها بشكل قوي واعتقد أن العدو لم يكن يتوقع أن يكون الرد عليه بهذه السرعة والقوة. قبل أن تسيطر قواتهعلى المواقع التي ذكرناها سابقاً كانوا يتوزعون على عدد من النقاط في المنطقة والكريلا كانت تنفذ علميات مستمرة ضدهم, بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وبعد تقدم قوات العدو في منطقة هركول, قواتنا بدأت بشن أكثر من هجمة في اليوم ضدهم. ونستطيع القول أن عمليات المقاومة مستمرة بشكل يومي منذ نحو شهر إلى اليوم".
وأوضحت آمد أنّ هجمات الكريلا كانت مفاجئة بالنسبة للعدو ومخططاتهم فشلت بفضل الرد السريع, المقاومة, العمليات المكثفة الجماعية والخاصة. هذه العمليات كانت بمثابة رسالة للعدو مفادها "لن تتمكن من الصمود في هركول ولن نسمح لك بالتقدم أكثر". مضيفة "العدو فهم الرسالة ولا نستبعد أن يكون هناك مخططات توسعية أخرى له, لكن بالنتيجة فإن العمليات أفشلت مخططات العدو حتى الأن. في هذه المرحلة وحدات YJA/STAR كثفت من مشاركتها في العمليات وأثبتت دورها الفعال والأساسي في قيادة ساحة العمليات. وتمكنت من شن هجمات قوية وموجعة للعدو, والتي كانت بمثابة الرد المناسب على البروبوغاندا التي تديرها غرف العلميات الخاصة للعدو ضدنا وضد شعبنا. من خلال عملياتنا اثبتنا لشعبنا في بوطان أن مقاتلي الكريلا ومقاتلات YJA/STAR لا يزال متواجدين في هركول وكذبنا ادعاءات الدولة التركية. بفضل فكر القائد أوجلان والقيادات الأخرى تشكلت هذه الوحدات والقضاء عليها ليس بالأمر السهل, استشهاد عدد من مقاتلينا لن يكون سبباً في انهيار وحداتنا كما يدعي العدو عبر وسائل إعلامه. جهل العدو يثبت لنا مرة أخرى العدو يعتمد على الحرب النفسية بشكل كبير وهذا يعتبر أحد أهداف الحملة في هركول. نحن نؤكد مرة أخرى لشعبنا أن كريلا YJA/STAR اليوم متواجدة في جميع أجزاء كردستان وقواتنا باتت مصدر الهام في كل العالم, كل نساء العالم تنظر إلينا بفخر واعتزاز لهذا نقول أن عملياتنا في هركول لها معنى اكبر من كونها عملية ضد العدو".
كما أشارت القيادية آمد إلى أن منطقة بوطان وشعب بوطان "لهم مكانة خاصة في كردستان" وكذلك بالنسبة لحزب العمال الكردستاني, "هذا لأنّ أوّل رصاصة أُطلقت على العدو كانت على تراب بوطان, وأوّل من اعترف بالعمال الكردستاني PKK كان شعب بوطان" وتابعت: "اولى تحركات الكريلا كانت في بوطان واول من التف حول الكريلا هم شعب بوطان لذا نحن نقدر هذا الشعب وهذه المنطقة وهذا سيبقى ديناً في رقابنا حتى نحقق له مطالبة في الحرية وهذه حقيقة".
ونوّهت آمد أنّ "العدو وخلال العامين الماضيين يحاول أن يظهر نفسه أنه يتفوق على الكريلا من خلال التقنية العسكرية التي يستخدمها ومن الناحية التكتيكية, لكن الحقيقة عكس هذا تماماً. فهو يقول للشعب في بوطان انه تمكن من القضاء على الكريلا. لكن هذا الشعب يملك كرامة لا متناهية وقدم الكثير من التضحيات من أجلنا وهو إلى اليوم يثبت ولاءه وحبة للكريلا و لـ PKK. كما أن بوطان والى اليوم تعتبر قلعة الكريلا المنيعة. شعب بوطان يدرك حقيقة أكاذيب وخداع العدو ومن الصعب جداً أن ينجرّ خلف كذب العدو وهو قادر على التمييز بين الحقيقة والتضخيم الإعلامي. ونحن واثقون انهم لن ينجروا إلى خداع العدو الذي يقول انه قادر على تأثير على شعب بوطان من خلال الحرب النفسية والبروبوغاندا".
وأكّدت القيادية في وحدات المرأة الحرّة أنّ العدو يحاول دفع الشباب في المنطقة إلى العمالة لصالحة وضمهم إلى مرتزقة ميليشيات "حماة القرى", مستدركة بالقول "لكن وبحسب ما تردنا من معلومات, شعبنا في بوطان يرفض الانجرار إلى هذه الألاعيب. كذلك البعض من أبناء القرى كانوا ضمن فرق حماة القرى يسلمون أسلحتهم للعدو. تركيا تدير حرباً قذرة في كردستان والجيش التركي لا يحارب كريلا كردستان وحدهم إنما هدفة إبادة كل الشعب الكردي ويستخدم كل الإمكانيات والأساليب المنافية للإنسانية لتحقيق أهدافه, لكن شعبنا فهم حقيقة العقليّة التركيّة".
وختمت آمد حديثها بالقول: "نحن كريلا YJA/STAR وHPG نجدد عهدنا لرفاقنا الشهداء ونؤكد بأننا سنواصل السير على دربهم حتّى النهاية. كلّ عملياتنا التي نفذناها هذا العام كانت على أساس الانتقام للشهيدة دلال آمد وشهداء بستيه, وعملياتنا ستستمر. ونحن على ثقة بأننا سنتمكن من إفشال كل مخططات العدو التي تستهدف شعبنا والكريلا, حتى تتويج المقاومة بالنصر. نحن نعلن أنّ الواجب الأكبر ملقى على عاتق الكريلا وعلى هذا نؤكد مواصلة نضالنا مهما كانت التضحيات كبيرة. كما أن نضالنا ومقاومتنا ليست مقتصر على الجانب العسكري ونعاهد شعبنا أننا سنواصل النضال في كلّ الساحات كما نناضل في ساحة المعركة".
*يمكنكم متابعة اللقاء باللغة الكرديّة من خلال الفيديو أدناه"