وقال القيادي في حزب الشعوب الديمقراطي HDP في حوار مع وكالة فرات للأنباء ANF: "اتّخذ حزب الشعوب الديمقراطي HDP قرارًا واضحًا تجاه هذه الانتخابات المبكرة والمفروضة على جماهيرنا، وبالطبع لن ننسحب من التنافس ولن نقاطع الانتخابات وسوف نخوف المعترك الانتخابي مهما كان الأمر".
وذكر كار أنه لا يمكن اعتبار الانتخابات التركية المبكرة انتخابات ديمقراطية في ظل استمرار حالة الطوارئ، وعمليات الاعتقاب التي طالت البرلمانيين ورؤوساء البلديات عن حزب الشعوب الديمقراطي. مضيفاً "دعونا كل القوى اليسارية والديمقراطية وحتى الأحزاب الإسلامية المعتدلة والمنظمات غير المنظمة سياسياً إلى تشكيل تحالف أو عبر أي إطار يجمعها، من أجل بحث سبل التنسيق والتحضير للانتخابات".
وأوضح أن المظاهرات خرجت أمس، تزامنا مع احتفالات عيد العمال في عموم تركيا، وتحولت إلى موجة غضب واستنكار جماهيري ضد سياسات وممارسات حزب العدالة والتنمية الحاكم، والمطالبة بالحقوق الاجتماعية والديمقراطية والحريات.
وأشار إلى أن هذا الأمر لم يحدث منذ سنوات، لم نرى حشوداً كالتي خرجت أمس لتعبر عن غضبها ورفضها في غالبية المدن التركية مؤكّداً أن هذا الحراك كان مهمًا للتعبير عن الرفض الجماهيري للقرارات التي اتخذتها السلطات وخاصة رئاسة الجمهورية وأبرزها إجراء انتخابات في 24 حزيران. موضحاً أن "هذه الانتخابات المبكرة كانت متوقعة، ولكن ليس بهذه السرعة وفي اجواء الذعر الذي تمت به، كنا نتوقع أن تحدث أواخر هذا العام، لكن تم تقديمها أكثر من سنة ونصف من موعدها المقرر".
وقال القيادي في الحزب: "إن قرار السلطات بإجراء انتخابات مبكرة تعود لعدة أسباب على رأسها السياسات الخارجية الفاشلة للحكومة والتدخلات في دول المنطقة وسياساتها الخارجية تجاه القضية الكردية، التي كانت سببا في إعلانها الحرب على الكرد بكافة المستويات وفي كل مكان تقريبا, مشيراً إلى أن هناك أسباب تتعلق بالأزمات الداخلية وأهمها الأزمة الاقتصادية الخانقة والتي تزداد يوما بعد يوم".
وأكد أن جميع هذه الأمور جعلت أردوغان يتخذ هذا القرار، رغم أنه خوَّن كل من دعا إلى انتخابات مبكرة في مواقف سابقة له، كما جاء على لسانه بأن الانتخابات المبكرة عامل متخلف ولا تحصل إلا في الدول المتخلفة وليس في الدول الحديثة.
ونوّه إلى أن "حزب الشعوب الديمقراطي HDP دعا كل القوى اليسارية خاصة والعلمانية وحتى الإسلامية المعتدلة والمؤتمر الإسلامي الديمقراطي إلى جانب كل الاطراف والقوى الغير منضوية في تلك الأحزاب إلى التحالف لتشكيل شبه جبهة حتى لو لم يكن تنظيما، لكن على الاقل للوقوف بصف واحد ورمي الحجر إلى هدف واحد.
ولفت إلى أنه بذلك يمكن على الاقل إيقاف هذا السياسات القمعية الممنهجة على كل مستوى في الدولة والمجتمع والمظاهرات الغاضبة، وأن مظاهرات 1 ايار جاءت لتعبر وترفع الصوت بهذا الاتجاه.
وشدد على أنه بات ضروريا على قوى المعارضة أن "تتحالف مقابل التحالف الذي حصل بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشية فمنذ مايقارب سنة وحتى الآن هناك محاولات حثيثة ولكن حزب الشعب الجمهوري، لعب دورًا سلبيًا حتى الآن، وحتى أن الأحزاب البرجوازية الأخرى يتخوفون حتى من لفظ اسم حزب الشعوب الديمقراطي، يعتبرونه بعبعاً ويبتعدون عنه قدر المستطاع".
وفي قضية ترشيح شخصية يتم التوافق حولها من كل أحزاب المعارضة ليواجه أردوغان في الانتخابات الرئاسية قال "حزب الشعوب الديمقراطي اتخذ بالاجماع ترشيح المناضل المعتقل صلاح الدين ديمرتاش الرئيس المشترك السايق للحزب ليخوض تنافس الانتخابات الرئاسية في المرحلة الأولى، ودعونا كل الأحزاب أن ترشح شخصيات تمثلها لتخوض التنافس و بتقديري المعارضة التي صوتت بالاستفتاء ب( لا) بأغلبها ستصوت لمرشحيها بالمرحلة الأولى على الأقل لمنع نصر أردوغان من الجولة الأولى".
وأضاف "أما في المرحلة الثانية فمن المتوقع أن يتم اختيار شخصية من هذه الشخصيات و نتمنى أن يجري اختيار شخصية تكون مقبولة من الأطراف الاخرى، على الأقل إذا وصلت للمرحلة الثانية من الانتخابات. متابعاً بالقول "إن المرشح في الانتخابات المبكرة القادمة، لن ينجح إذا كان صاحب أفكار معادية للديمقراطية والحريات وخاصة حل القضية الكردية والقضايا الطائفية العالقة الأخرى"، مذكراً بما حدث مع أكمل الدين إحسان أوغلو في انتخابات 2014.
وتابع كار بالقول: "تم إعلان التحالف بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير وحزب السعادة وحزب الديمقراطي، ولا زالوا في طور مناقشة إمكانية دخول حزب الشعوب الديمقراطي في هذا التحالف".
واستدرك: "لكن يبدو أن حزب الجيد يعترض على دخول حزب الشعوب الديمقراطي إلى التحالف، رغم أن الشعوب الديمقراطي بالاساس لا يرفض أي تحالف حتى لو كان شبه تنسيقي فقط".
وأضاف: "أحزاب المعارضة تدرك جيدًا أنه بدون حزب الشعوب الديمقراطي لا يمكن الحصول أغلبية نيابية - 301 مقعد على الأقل لتتمكن من استجواب رئاسة الجمهورية والعديد من القضايا- الامر الذي يفرض التحالف بين جميع القوى المعارضة".
وأوضح أن "حزب الشعوب الديمقراطي هو الحزب الوحيد الذي بقي معارضًا فعليًا على الأرض، وأثبت في كل سياساته أنه كان على حق في وقت كانت الأحزاب بدون برامج سياسية واضحة، وكل ماتقوم به لايتعدى كونه مساعٍ للحصول على امتيازات ومواقع ومصالح مرحلية".
وشدد على إيمان حزب الشعوب الديمقراطي بأنه سيتمكن من كسر جدار 10%، وأنه سيمثل بالبرلمان، وسيكون المفتاح الأساسي في المرحلة القادمة لاستبدال النظام الرئاسي بالبرلماني, مشيراً إلى أنه برغم كل ما يحاك ضد الحزب من خطط ومؤامرات للحيلولة دون وصله إلى البرلمان، فإن الحزب سيواصل سعيه وسيصل للبرلمان فعلا.
وختم حواره مع الوكالة معبّراً عن قناعته بأنه لا يمكن اعتبار الانتخابات التركية المقبلة التي ستجرى في 24 حزيران، انتخابات ديمقراطية، إطلاقاً، في ظل استمرار حالة الطوارئ والملاحقات المستمرة، متوقعاً أن أردوغان قد يضطر إلى تأجيل الانتخابات حال شعر بعدم قدرته على الحصول على أغلبية مطلقة.