وفي حديثه لراديو Dengê Welat (صوت الوطن), شرح بايك آخر المستجدّات على الساحة الكردستانيّة بالعموم, منوّهاً إلى حملات المقاومة المتمثّلة بالإضراب المفتوح عن الطعام التي يقوم بها المئات من النشطاء الكرد المطالبين برفع العزلة عن القائد أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي, كما تطرّق إلى سياسات تحالف حزبي العدالة والتنمية AKP والحركة القوميّة MHP "تحالف أردوغان - بهجلي" ضدّ الشعب الكردي, إلى جانب حديثه عن احتلال عفرين من قبل الدولة التركيّة والفصائل الإرهابيّة الموالية لها.
وحذّر بايك حكومة العراق والسلطات والأحزاب السياسيّة في جنوب كردستان (إقليم كردستان) من عدم الانجرار خلف سياسات الدولة التركيّة وعقد تحالفات مع حكومة أردوغان - بهجلي "التي تعمل على إبادة النضال الديمقراطي للشعب الكردي".
واستهلّ القيادي في منظومة المجتمع الكردستاني حديثه بالقول: "نحن مقبلون على شهر أيّار, شهر الشهداء, ولدينا يوم الشهداء في 18 أيّار. صحيح أنّ لدينا شهداء في كلّ الأشهر, إلّا أنّ هذا الشهر له خصوصّية لدى حركة التحرر الكردستانيّة, فالكثير من القيادات استشهدت فيه, بدءاً من حقّي قرار وابراهيم كايباك كايا وصولاً إلى كلّ الشهداء الذين قضوا في سجون الاحتلال. انحني أمام تضحيات أولئك الشهداء, الذين بفضل تضحياتهم, لا تزال حركتنا تواصل نضالها في مواجهة مخطّطات الدولة التركيّة بإرادة وعزيمة صلبة".
وتابع بالقول: "1 أيّار هو يوم العمّال العالمي, وبهذه المناسبة أودّ أن استذكر شهداء 1 أيّار, سواء في كردستان وتركيا أو في الشرق الأوسط وعموم العالم, كما أبارك هذا اليوم لجميع العمّال واتمنّى لهم النصر في نضالهم الدؤوب".
وبيّن بايك أنّ المقاومة التي تقودها البرلمانيّة ليلى كوفن, من خلال حملات الإضراب المفتوح عن الطعام "مقاومة تاريخيّة في وجه الفاشية التركيّة وفرضها العزلة على القائد أوجلان. حيث يهدف المقاومون في هذه الحملات إلى رفع العزلة عن القائد, وبالتالي تحرير الكرد من الاستبداد وإيجاد الديمقراطيّة لعموم تركيا. هذه المقاومة ليست لأجل الكرد فقط, بل لأجل تركيا والمنطقة بالعموم, لأنّها تسعى لإرساء دعائم الديمقراطيّة في الشرق الأوسط القائمة على القيم الإنسانيّة, المنادية بمبدأ أخوّة الشعوب. إذا أنّ الشعب الكردي ليس وحده في الصراع ضدّ الأنظمة الدكتاتوريّة الفاشية, وهذا يفرض توحيد القوى في مواجهة حرب الإبادة التي تشنّها السلطات التركيّة ضدّ قيم الديمقراطيّة".
وأثنى بايك على "الإرادة الصلبة" التي يمتلكها المضربون عن الطعام "الذين ينادون برفع العزلة عن القائد أوجلان وهزيمة الفاشية", مشيراً إلى عزم أولئك المقاومين على مواصلة حملاتهم حتّى تحقيق مطالبهم "وهذا ما يدلّ على عظمة أهدافهم, في مواجهة سلطات أردوغان - بهجلي التي تحارب كلّ فكر ديمقراطي, ويقبع الآلاف من المثقّفين وأصحاب الفكر الحر في سجون هذه السلطات".
وأكّد على أنّ الدولة التركيّة "بذهنيّتها الاستبداديّة" تواجه المناضلين الكرد في حملات المقاومة ب"مواصلة حرب الإبادة", مضيفاً "كلّ مناضل منهم يقول أنا كردي, أنا إنسان, أنا ديمقراطيٌّ لا أقبل بالظلم والدكتاتوريّة.. وهذا ما لا تقبل به السلطات الحاكمة في تركيا. لذا يتوجّب على عموم الشعب الكردي أن يقف إلى جانب المقاومين, بالأخص الشباب الكرد والنساء اللاتي يناضلن لأجل نيل حقوقهنّ ".
وفيما يخصّ الانتخابات المحلّية التي أجريت في 31 آذار الماضي في تركيا وشمال كردستان, ذكّر بايك بانتخابات 7 حزيران في العام 2015 التي "تلقّى فيها تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية صفعة قويّة" موضحاً أنّ أردوغان "هُزم هزيمة نكراء" في الانتخابات الأخيرة "فمن يفقد بلديّات إسطنبول, أنقرة, أنتاليا ومدن أخرى, يفقد السلطة ويفقد القدرة على إدارة تركيا بمفرده, كما يرغب أردوغان بذلك دوماً.. ولو كان لديه قليل من قيم الديمقراطيّة, لقدّم استقالته بعد نتائج الانتخابات تلك".
وأضاف قائلاً: "لكنّ تحالف أردوغان - بهجلي مصرّ على مواصلة النهج الاستبدادي في مواجهة القيم الديمقراطيّة, إذ يقول علانيّة ’إذا ما فقدنا السلطة من خلال الديمقراطيّة, فإنّنا سنتمسّك بها بوسائل أخرى’, هذا هو نهجهم الذي يسيرون عليه في حكم تركيا.. ولهذا السبب هم يعملون على الانتقام من الكرد وكلّ القوى الديمقراطيّة التي تسبّبت بهزيمتهم النكراء".
ونوّه الرئيس المشترك للهيئة القياديّة في منظومة المجتمع الكردستاني إلى الدور الذي لعبه حزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات 31 آذار "في هزيمة تحالف الفاشية, إذ كانت أصوات الحزب في المدن الكبرى هي العامل الأساسي في خسارة حزب العدالة والتنمية للبلديّات.. القوى الديمقراطيّة في تركيا تبذل جهدها لإخراج البلاد من الحالة المتأزّمة التي وصلت إليها نتيجة سياسات الدولة, تعمل على إرساء الديمقراطيّة وتحقيق حياة حرّة كريمة لتركيا. لكنّ ذهنيّة العدالة والتنمية الرافضة للديمقراطيّة, ترى بأنّ تركيا هي أردوغان وأردوغان هو تركيا, تماماً كما كان أنصار هتلر يرون في شخصه ألمانيا كلّها.. أتباع أردوغان وبهجلي مصرّون على أنّ قدر تركيا مرتبط بشخصيهما, ولأجل ذلك يعلنون حرباً مفتوحة ضدّ الشعب الكردي وكافة القوى الديمقراطيّة, والسجون المليئة بالمثقّفين, الصحفيّين, السياسيّين خير دليل على ممارساتهم, التي تودي بالبلاد إلى كارثة لا يحمد عقباها".
وفنّد بايك ادّعاءات السلطات التركيّة في أنّ حزب العمّال الكردستاني, الكرد والقوى الديمقراطيّة تعمل على تقسيم تركيا, قائلاً "تقوم السلطات التركيّة بكافة الممارسات لأجل ترسيخ هذه الفكرة لدى الجميع, لكنّ الجميع بات يعي سياسة التضليل التي تقوم بها, ويجب عليهم الوقوف صفّاً واحداً في مواجهة تلك السياسات" لافتاً إلى أنّ "الكرديّ المناضل لأجل قيم الديمقراطيّة لا يقبل بهذه السياسات ويعلم تماماً مدى حجم الكذب الذي تمارسه السلطات لتشويه نضال حزب العمّال الكردستاني, والكردي الذي يقف إلى جانب هذه السلطات هو عدوّ للشعب الكردي, هذه حقيقة يجب أن نعيها جيّداً. يجب أنّ يعلم الجميع بأنّ الكرديّ الذي يساند تحالف العدالة والتنمية والحركة القوميّة هو شريك في سياسة الإبادة بحقّ الشعب الكردي, ونحن لن نقف مكتوفي الأيادي إزاء كلّ هذه السياسات, وهذا واجب يقع على عاتقنا".
وفي ردّه على سؤال متعلّق بزيارة وزير الخارجيّة التركي, مولود جاويش أوغلو إلى العراق وجنوب كردستان وطلبه من الحكومة العراقيّة "إخراج مقاتلي حزب العمّال الكردستاني من الأراضي العراقيّة", قال بايك إنّ تحالف أردوغان - بهجلي "يشنّ حرب إبادة ضدّ الشعب الكردي, وهو يعلن ذلك صراحةً.. ومن يقف إلى جانب أردوغان في حربه هذه هو شريك له, كائناً من كان, سواء في تركيا, في شمال كردستان, جنوب كردستان, في أوروبا..الخ, كلّ من يدعم أردوغان هو مساهم في حرب الإبادة بحقّ الشعب الكردي".
وحذّر بايك الحكومة العراقيّة وحكومة جنوب كردستان وكافة الاحزاب السياسيّة الكردستانيّة من مغبّة الوقوف إلى جانب سياسات أردوغان - بهجلي "المتمثّلة بحرب الإبادة بحقّ الشعب الكردي", داعياً إيّاهم إلى "عدم الانجرار خلف تلك السياسات بسبب مصالح حزبيّة ضيّقة.. عدم التعاون مع هذا التحالف الفاشي سيؤدّي إلى فشل مخطّطات الدولة التركيّة في إبادة الكرد, يجب أن يعلموا ذلك جيّداً, يجب أن يعلموا بأنّ مصلحة الشعب الكردي لا تكمن في تصفية حزب العمّال الكردستاني, بل على العكس من ذلك تماماً, مصلحة الكرد تكمن في بقاء الحزب قويّاً".
وأكّد بايك أنّ جميع السياسات التي انتهجتها الدولة التركيّة لتصفية حزب العمّال الكردستاني "باءت بالفشل", مشدّداً أنّ الحزب "يمتلك القدرات والإمكانات الكفيلة بمواصلة النضال والمقاومة في وجه المخطّطات التركيّة", كما أضاف: "ليس لدينا مانع بأن يقيم أيّ طرف سياسي علاقات اقتصاديّة مع تركيا, هذا شأنهم ولا نتدخّل فيه, لكنّ بشرط أن لا تؤثّر تلك العلاقات على قضيّة الشعب الكردي, وأن لا تصبّ في خانة حرب الإبادة التي تشنّها تركيا على الكرد.. نرى الآن حرباً خاصّة على حزب العمّال الكردستاني وعموم الشعب الكردي من قبل تحالف أردوغان - بهجلي, الذي يرى في تصفية حزبنا شرطاً لبقاء التحالف في السلطة, وهناك أحزاب كردستانيّة تشترك مع هذا التحالف في حربه على الكرد, ولا يمكن أنّ نقف موقف المتفرّج إزاء هذه الحرب. حذّرنا ومازلنا نحذّر حكومة جتوب كردستان من التعاون مع الدولة التركيّة في هذا الصدد. يعلم الجميع أنّ العشرات من القواعد العسكريّة التركيّة تتواجد على أراضي جنوب كردستان, وأنّ الطائرات التي تقصف أماكن عدّة في تلك المنطقة يتمّ تزيدها تقنيّاً من خلال تلك القواعد, ولا يمكن أن تتمّ تلك الغارات الجوّية لولا أنّ السلطات في جنوب كردستان قد منحت الجيش التركي المجال. هنا ليست الدولة التركيّة هي المذنبة الوحيدة, بل أؤكّد أنّ من يتعاون معها في تلك العمليّات العسكريّة والغارات الجوّية هو أيضاً شريك مساهم في قتل الكرد".
ولفت بايك إلى أنّ الشعب الكردي في جنوب كردستان "بات يعي شراكة سلطاتهم في مخطّطات الدولة التركيّة ضد حزب العمّال الكردستاني, هذه الشراكة غير المعلنة, لكنّها تتمّ بشكل أو بآخر. ونطالب شعبنا هناك بعدم قبول هذه الشراكة, وأن يتّخذ موقفاً معارضاً إزاء تلك السياسات اللامسؤولة".
وفيما يتعلّق بالاحتلال التركي لعفرين, أوضح بايك أنّ الدولة التركيّة عبر تاريخها, لديها مخطّطات لإنهاء وجود الشعب الكردي. هذه المخطّطات بدأت تحت مسمّى إصلاح شرق الأناضول, هذا المشروع الذي هدف إلى تأسيس دولة أحاديّة القوميّة, من خلال تغيير ديموغرافيا المناطق الكرديّة. هذا المشروع لا يزال قائماً, ونرى تطبيقه في عفرين. هذا مخطّط كبير للدولة التركيّة, التي تهدف إلى تركيع الشعب الكردي والاستسلام لقدره. أود أن أنوّه إلى أنّ هناك مشروع مكتوب في 36 صفحة, يرمي إلى القضاء على الكرد, ولا أحد يعلم المزيد حول هذا المشروع".