حيث قال الباحث في معهد "هدسون" في واشنطن بليزي ميسزتال لـ"نورث برس" إن الضغط الأمريكي المستمر لمعارضة عملية تركية شمال وشرقي سوريا قد يفضي إلى بعض التفاهمات الجانبية, ولكن ليس بالضرورة منع كامل للعملية المرتقبة، إذ لا تزال فرص التوصل لاتفاق شامل ضئيلة رغم أنها تنجح في تأجيل وتسويف العملية, فحكومة أردوغان تعتبر هذه العملية مسألة "بقاء أو زوال" لعهد أردوغان وتوجه قاعدته الشعبية.
ويضيف ميسزتال أن أردوغان يخطط "للتخلص من عشرات الآلاف من اللاجئين, وإرسالهم إلى المناطق الجديدة التي يعتزم احتلالها، معتمداً على وعد الرئيس ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا وشعور أنقرة بأن رغبة الإدارة الأمريكية بالبقاء في سوريا محدودة".
ميسزتال يشير إلى أن العقوبات المرتقبة بشأن (إس – 400) على تركيا "لا تزال قائمة وهي ورقة قوية بيد واشنطن".
ويتّفق الباحث في معهد "الدفاع عن الديمقراطيات" والبرلماني التركي ايكان اردمير، على أن العقوبات المرتقبة على تركيا بشأن مشتريات (إس – 400) هي ورقة ضغط مهمة بيد الأمريكيين في التفاوض مع تركيا, ومن المرجح أنها تستخدم وخاصة مع تمسك الجنرالات الأمريكيين والعارفين بالوضع على الأرض بمدى الفوضى التي قد تندلع إذا دخلت تركيا المنطقة".
ويضيف اردمير أن ما سيفعله صناع القرار والمشرعين في واشنطن والرافضين على اختلاف أحزابهم لحملة تركية في شرق الفرات، هو الدفع لمعاقبة تركيا لاستخفافها بالتحالف مع أمريكا إذا ما أقدمت أنقرة على العملية بشكل منفرد، ومن الواضح أن هذا هو سبب التأجيل التركي للعملية والذي تترددت أنباءه هذا الصباح".
ويلفت أردمير إلى أن التفاوض الحالي الجاري بين أنقرة وواشنطن لن يقرر مصير شرق الفرات فقط، وإنما مصير العلاقة التركية الأمريكية التي ستسقط وتفقد آخر ما بقي من ثقة متبادلة، حيث سيكون الرد الأمريكي على عملية تعارض بالكامل المصالح الأمريكية، عقوباتٍ بسبب صفقة (إس – 400) وشقاق كبير بين أنقرة وحلف الناتو".
المصدر: NP