السياسي الليبي د.محمد الزبيدي يكشف لـ ANF بدايات المخطط التركي للتغلغل "الخشن" في إفريقيا
قال الباحث السياسي الليبي د.محمد الزبيدي إن تركيا اتخذت في محاولة تغلغلها في إفريقيا عدة مراحل، وأنها في سبيل مخططها بدأت في مسار ما أسماه بالمخطط "الخشن".
قال الباحث السياسي الليبي د.محمد الزبيدي إن تركيا اتخذت في محاولة تغلغلها في إفريقيا عدة مراحل، وأنها في سبيل مخططها بدأت في مسار ما أسماه بالمخطط "الخشن".
كشف الباحث السياسي الليبي د.محمد الزبيدي أن تركيا استغلت البعد الديني لتحقيق مصالحها القومية تمهيداً للانتقال إلى مرحلة "التغلغل الخشن" في إفريقيا، ولتكن منطلقاً لدعم فروع القاعدة وداعش في القارة الإفريقية، وفي نفس الوقت الأتراك يحتلون شمال سوريا ويستبيحون العراق ودمروا ليبيا ويهددون السعودية ويحتضنون قادة الإرهاب والتطرف ويبيدون الكرد كما أبادوا الأرمن من قبل في ظل صمت عربي مطبق.
وقال الزبيدي في حوار مع وكالة فرات للأنباء ANF : إنه "قبل سنة ١٩٩٨ لم يكن لتركيا حضوراً في القارة الافريقية، لكن بعد صعود تيار الإسلام السياسي في تركيا تغيرت السياسة التركية في إطار نظرية العمق الاستراتيجي خاصة بعد سنة ٢٠٠٢ والتي تقوم فلسفتها الرئيسية على أن تركيا متعددة الأحواض القارية، الأمر الذي يمنح تركيا عمقاً في القارة الإفريقية، يمنحها إمكانيات التأثير في قارتي أوروبا وآسيا ويعزز فرص انضمامها للاتحاد الأوروبي".
وأضاف الزبيدي "بدأ ذلك عبر دعم جهات سياسية حليفة لها والعمل على ايصال جهات سياسية لسدة الحكم بالأساليب الممكنة ولبلوغ هذه الغايات تم افتتاح ٢٧سفارة تركية بإفريقيا بعد سنة ٢٠٠٩ منها ١٩ سفارة في دول إفريقيا جنوب الصحراء بعد أن كان عدد السفارات التركية حتى عام ٢٠٠٢ سبع سفارات فقط في عموم القارة الإفريقية".
وتابع: "أردوغان زار ٣٢ دولة إفريقية من اصل ٥٤ بل إن هناك دول زارها أكثر من مرة كالجزائر ٤ مرات والسنغال ٣ مرات مُركزاً على الدول التي تتمتع بأهمية استراتيجية لتظفر تركيا بقاعدة عسكرية في الصومال وقاعدة في جيبوتي وقاعدة في جزيرة سواكن السودانية وليرتفع حجم المبادلات التجارية بين تركيا وإفريقيا ليبلغ ٢٥ملياراً".
وأشار إلى أن " تركيا نظمت أول منتدى لرجال الأعمال الأتراك والأفارقة شارك فيه نحو ٣٠٠٠ شخص من ٤٥ بلد إفريقي واحتضنت تركيا سنة ٢٠٠٨ قمة تركيا إفريقيا بمشاركة ٤٩ دولة إفريقية ليتم بعدها منح تركيا صفة مراقب داخل الاتحاد الافريقي وعضوية بنك التنمية الإفريقي".
وحول استغلال تركيا البعد الديني في تحقيق اطماعها في إفريقيا أجاب قائلا :"بالتأكيد لتحقيق الحضور التركي في إفريقيا استندت السياسة الخارجية التركية على البعد الدبلوماسي والاقتصادي والديني مع التركيز على دعم حركة الإخوان المسلمين وتشجيعها على العمل السياسي استناداً على المنهج البراغماتي وترسيخ صورة الدولة التركية في العقل الجمعي الإفريقي بأنها دولة تتبنى سياسات أخلاقية تحترم الإنسان باعتبارها شريك الخير المضطلع بالمهام الانسانية ومد العون للفقراء الأفارقة مع التركيز على اعتماد الوسائل الاقتصادية كبوابة للتوغل داخل إفريقيا".
وأشار بهذا الخصوص إلى أن "تركيا وقعت اتفاقيات تعاون اقتصادي وتجاري مع نحو ٤٦ دولة إفريقية ومجلس علاقات اقتصادية مع ٤٣ دولة وسيرت رحلات جوية منتظمة إلى ٣٥ دولة إفريقية".
ورداً على سؤالنا حول إلى أي مدى نجحت القوة الناعمة في تركيا في التوغل في البنية الاجتماعية الإفريقية، أجاب قائلا بأنه : "في إطار استخدام القوة الناعمة لتوسيع النفوذ التركي في افريقيا تم توظيف البعد الحضاري والديني واعتماد سياسة العطاء بنكهته الإسلامية المحببة للأفارقة بهدف دعم النفوذ التركي افتتحت الوكالة التركية للتنسيق والتعاون (تيكا) سنة ٢٠١١ في كل من الصومال وليبيا وكينيا ومصر وتونس لتنضم إلى فروع الوكالة في إثيوبيا والسودان والسنغال لتشرف على مشروعات الوكالة في ٣٧ دولة إفريقية تتنوع بين مجالات التعليم والصحة والزراعة إضافة إلى مؤسسات الإغاثة والمساعدات الإنسانية كمؤسسة محمد الفاتح وجمعية ياردم والهلال الاحمر التركي ومركز يونس امره ومركز العلاقات التركية".
مرحلة التغلغل الخشن
وأضاف "كما استضافت تركيا سنة ٢٠٠٦ مؤتمر رجال الدين الأفارقة ضم ممثلين عن ٢١ دولة إفريقية موظفة بذلك البعد الديني لتحقيق المصالح القومية التركية تمهيداً للانتقال إلى مرحلة التغلغل الخشن في قارة يزيد عدد سكانها عن مليار نسمة بما تمتلكه من موارد طبيعية وبشرية".
وأشار إلى أن "التواجد التركي في ليبيا هو الأبرز حيث استغلت حالة الفوضى في ليبيا لتعزز نفوذها في هذا البلد متحالفة مع الجماعة الليبية المقاتلة لتستقر الأموال الطائلة التي تم نهبها في خزائن الدولة التركية وزجت بالقوى البشرية المدربة والمتمرسة في حرب العصابات لدعم المليشيات في ليبيا لتسفيد تركيا من الموقع الجيوستراتيجي في ليبيا لتعزيز نفوذها الجنوبي للمتوسط ونقطة ارتكاز لتهديد دول الجوار الليبي خاصة مصر مع زيادة حجم الاستثمارات التركية في ليبيا الذي يتجاوز ٢٠ مليار دولار".
وحذر من أن "تركيا ستستخدم ليبيا منطلقاً لدعم فروع القاعدة وداعش في القارة الإفريقية مثل شباب المجاهدين في الصومال وبوكو حرام في نيجيريا وازاواد في مالي وتنظيم القاعدة في المغرب العربي وجماعة الإخوان المسلمين مصر".
وحول الدور العربي تسائل متهكما: "وهل للعرب من دور داخل محيطهم حتى يمكنهم مواجهة التوغل التركي في افريقيا؟! فالأتراك يحتلون شمال سوريا ويستبيحون العراق ودمروا ليبيا ويهددون السعودية ويحتضنون قادة الإرهاب والتطرف ويبيدون الكرد كما أبادوا الأرمن من قبل".
واستطرد: "الدول العربية بعد الربيع المزيف لم يعد لهم من دور سوى إصدار بيانات الشجب والاستنكار وعلى استحياء".
وتابع: "النظام الاقليمي العربي تهدده دول الجوار؛ تركيا، إيران، إثيوبيا وإسبانيا. والتغلغل التركي الإسرائيلي الإيراني بإفريقيا يهدف إلى التضييق على العرب وتحديداً مصر بعد الانتهاء من السودان وتوطين الأفارقة بليبيا وتقسيم الجزائر وإنهاك المغرب واستقطاع جنوب موريتانيا حيث بحيرة السنغال".