الدولة التركية تعد خطط توطين متكاملة لتثبيت احتلالها لسوريا
تريد الدولة التركية بناء مؤسساتها في المناطق التي احتلتها بطريقة مشابهة لما تمّ في هطاي التي ألحقت بالدولة التركية.
تريد الدولة التركية بناء مؤسساتها في المناطق التي احتلتها بطريقة مشابهة لما تمّ في هطاي التي ألحقت بالدولة التركية.
بشكل مشابه لما فعلته دولة الاحتلال التركي قبل عقود عندما ألحقت أنقرة ولاية هاتاي السورية بها، تريد اليوم تكرار السيناريو عبر بناء مؤسساتها في تلك المناطق التي احتلتها في سوريا خلال السنوات والأشهر الفائتة، فقد عينت الدولة التركية حكومات مؤقتة ومجالس مرتبطة بالقائممقامين الذين عينتهم الدولة التركية في المنطقة كما أنه تدعو إلى مشاريع الإسكان من أجل تغيير ديمغرافية المناطق الواقعة تحت احتلالها.
وتسرّع الدولة التركية من وتيرة الأعمال المؤسساتية، حيث عيّنت القائممقامين على جرابلس، الباب، إعزاز، عفرين، سري كانيه وكري سبي والمناطق المحتلة وتحاول فتح مؤسسات من مثل شركة البريد والتلغراف.
وعيّنت الدولة التركية في السابق القائمقامين على جرابلس، الباب، إعزاز وعفرين والآن تصرح بأنها ستعين القائممقامين على سري كانيه وكري سبي. حيث أعلن والي رها عبد الله إرين، يوم أمس، خلال بيان صحفي أنه عيّنوا قائممقامين على سري كانيه وكري سبي.
وقامت الدولة التركية في سري كانيه وكري سبي بتهجير نحو 300 ألف شخص وتوطين العائلات التي استقدمتهم من المناطق المختلفة في الأماكن التي احتلتها.
وادعى والي رها "أن خدمات المياه، الطاقة، الصحة، التعليم، البنية التحتية والبنية الفوقية بدأت وبأن الناس الذين يعيشون في تلك المنطقة عادوا بسرعة إلى منازلهم" واعترف بأن الدولة التركية تحاول من أجل البقاء في تلك المناطق بشكل دائم.
وفي اليوم نفسه قال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية حلمي آكسوي: "نحتفظ بحقنا في الاستمرار بعملية نبع السلام. وكما قال رئيس الجمهورية لن نخرج من سوريا حتى تنظيف المنطقة الآمنة من الإرهابيين."
وفي عام 1938 جعلت الدولة التركية من هطاي "دولة مستقلة" وبعد ذلك ألحقتها بتركيا. والآن أيضاً بدأت بعملية مشابهة في المناطق التي احتلتها.
وشرّدت الدولة التركية ومرتزقتها أصحاب المنطقة توطن الآن العديد من الأشخاص الذين استقدمتهم من المناطق المختلفة تحت اسم "التركمان" في سري كانيه وكري سبي.
وفي هذا الإطار نظمت الدولة التركية في 24 تشرين الثاني من عام 2019 في إعزاز اجتماعاً تحت اسم "المؤتمر الاعتيادي الخامس لمجلس التركمان في سوريا" ودعت هؤلاء "التركمان" الذين يعيشون في مناطق مختلفة من أجل "العودة" إلى المناطق التي احتلت.
وقال نائب وزير الخارجية التركي ياوز سليم "قضية التركمان ستتطور أكثر وستستمر" وتابع قائلاً "عن طريق بناء المنطقة الآمنة سنستمر بنضالنا الجاد وسنعمل من أجل أصحاب المنطقة الحقيقيين وكذلك من أجل عودة المواطنين الذين أجبروا على النزوح."
وقال محمد وجيه جمعة الذي نصّبوه على رأس المجموعة التابعة لتركيا والتي تسمى مجلس التركمان في سوريا "في حال أنشئت المنطقة الآمنة فإننا مستعدون من أجل العودة بشكل جماعي وسريع إلى وطننا" وعبّر عن نيته في اقتطاع جزء من الأرض السورية بقول "نحن الآن مستعدون لتعيين مصيرنا."
كما قال عبد الرحمن مصطفى الذي نصبته الدولة التركية على الهيئة المسماة "الحكومة السورية المؤقتة" مدافعاً غن لواء السلطان مراد المتهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا "إن المجتمع الدولي غير راض عن انتصارهم."
وفي الاجتماع الذي أرسل رئيس المجلس التركي مصطفى شنتوب رسالة تهنئة له اجتمع حزب الحركة الوطنية التركمانية في سوريا، الحزب الشعبي التركماني السوري، حزب النهضة التركماني في سوريا وحزب الوفاء وأسسوا التشكيل المذكور.
وفي الاجتماع الذي تم الادعاء بحضور بعثات من حلب، اللاذقية، طرطوس، إدلب، حماه، حمص، دمشق، الجولان والرقة فيه تمّ النقاش حول بعض الخرائط التي يدعى بأنها أرض التركمان.
ومن ناحية أخرى، نشرت صور الأعلام والخرائط المتعلقة بالعديد من المناطق في سوريا والنشيد على أجهزة الإعلام التابعة للتشكيل المذكور وبهذا الشكل اعترفوا بهدف الدولة التركية.
وتريد الدولة التركية احتلال المنطقة عن طريق المجموعات التي تحمل اسم السلطان مراد، سلطان شاه سليمان، السلطان محمد الفاتح، المنتصر بالله، كتيبة الحمزات وسمرقند والتي تدعي الدولة التركية أنها مكونة من "التركمان".
وتريد المجموعات المذكورة توطين السكان المستقدمين في إدلب، جبل الأكراد، جبال التركمان، المعبر الحدودي في باب الهوى، نواحي جندريسة، راجو، بلبلة وشرا في عفرين، المعبر الحدودي في باب السلامة في إعزاز والمناطق القريبة من الخط الحدودي في جرابلس وفي منطقة 5 كم الحدودية في كري سبي وسري كانيه وبذلك تعد خطة الاحتلال.
وتجلب الدولة التركية بواسطة الاستخبارات التركية والمديرية العامة للهجرة بعض عائلات المرتزقة الإسلاميين من تركستان الشرقية، تركمانستان، أوزبكستان، طاجكستان، أذربيجان والجمهوريات التركية ومن أفغانستان وتوطنهم في هذه المناطق تحت اسم "التركمان".
وتعمل الدولة التركية على خطة لاقتطاع أراضي من سوريا حيث تبني مؤسساتها بسرعة في المناطق المحتلة وتحاول من أجل احتلال يشبه خطة إلحاق هطاي في أعوام 1937-1939.