في حديثٍ خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF), ذكر الدكتور أيمن سمير, الخبير المصري المتخصص في العلاقات الدولية أنّه بعد مرور عدّة أيام من بدء العدوان التركي على عفرين, لم تتمكن القوات المهاجمة من احراز أيّ تقدمٍ, بالرغم من الأعداد الكبيرة للجنود الأتراك والمعدات العسكرية المتطورة, بالإضافة إلى مشاركة من وصفهم ب"مرتزقة تركيا" من الفصائل السورية المسلّحة.
ووصف سمير أفراد الجيش السوري الحر بأنّهم "لم يكونوا يوماً أحراراً, بل كانوا دوماً مرتزقة وتابعين وخونة للجيش التركي والمخابرات التركية" مضيفاً لأنّه "من يعمل لصالح دولة أخرى ضدّ أهله وشعبه لا يمكن أن يكون أبداً حرّاً".
واعتبر الخبير المصري أنّ عدم مقدرة تركيا على التقدّم في عفرين هو "فشلٌ جديد للدولة التركية ومخططاتها" حيث أعلنت أنّ هدفها الوصول إلى الحدود العراقية و"ستستولي على كلّ الشمال السوري" مؤكّداً على عدم مقدرتها لتنفيذ طموحاتها, حيث عزا فشل تركيا لإرادة الشعب في الشمال السوري الذي "لا يمكن بأيّ شكل أن يسلّم ببقاء تركيا في مناطقه" وأيضاً "الرفض الدولي للمشروع التركي, رغم التفهّم الروسي المرحلي" موضحاً أنّ الموقف الدولي "سيتبلور في المرحلة القادمة إلى مطالبتها بالانسحاب".
وتابع سمير بالقول "غالبية الدول العربية وفي مقدمتها مصر, تقف ضدّ المشروع التركي" لذا باتت عارية أمام دول العالم بأنّها "تريد أن تستولي على أراضي دولة أخرى, في الوقت الذي تنادي فيه بوحدة وسلامة أراضيها", كما فنّد مزاعم الدولة التركية بأنّها تحارب الإرهاب قائلاً "تركيا هي من صدّرت الإرهاب ليس فقط لسوريا والعراق, بل للعالم كلّه".
ونوّه المتخصص في العلاقات الدولية إلى المشروع "العثماني" الجديد, الذي يحاول تنفيذه الرئيس التركي, رجب طيّب أردوغان, وهو السيطرة على شمال سوريا وشمال العراق لأنّه "في اللاوعي التركي والأردوغاني هما منطقتان تابعتان لتركيا" حيث تضع تركيا في ميزانيةتها السنوية "الليرة الموصلية" والتي هي تعبير على "حقّ الموصل (المدينة العراقية) في الميزانية التركية".
وأضاف "توغّلت القوات التركية في الشمال العراقي إلى مسافة 250 كم "والهدف هو كامل ولاية الموصل, وليس فقط المدينة. لأنّها ترى كامل الشمال العراقي هو أراضي تركية", وكذلك بالنسبة لسوريا حيث "ترى مناطق الباب, إعزاز ومنبج وصولاً إلى الحدود العراقية هي مناطق تابعة لها", وكانت في بداية حملتها العسكرية على عفرين "تتحدّث عن عملية محدودة ومؤقّتة وستنتهي", لكنّها تتحدّث الآن عن إنشاء "حزام آمن" وهذا يعني أنّ القوات التركية "دخلت الأراضي السورية لتبقى" مستدركاً أنّ "الجيش التركي لن يتمكّن من البقاء, بسبب مقاومة وإرادة الشعب هناك".
وشدّد سمير على أنّ الدولة التركية هي الوحدية التي فشلت بتنفيذ مصالحها في سوريا "ربّما حقّفت روسيا وأمريكا لبعض المكاسب في سوريا" لكنّ تركيا التي "أرسلت الآلاف من الإرهابيين إلى الداخل السوري والعراقي" لم تحصل على أيّ شيء. وبيّن أنّ القوميين الأتراك مستاؤون من فشل مخططات أردوغان في سوريا, لذلك لجأ الأخير إلى "عملية عفرين ليخفف عن نفسه الضغوطات الداخلية".
ولفت إلى غياب مشروعٍ عربي واضح في المنطقة, وهذا ما تستغلّه القوى الأخرى وتقوم بملئ الفراغ الناجم عن ذلك. حيث "تقوم تركيا بدول وظيفي لتمرير أجندات القوى العالمية الكبرى" وهذا هو السبب في عدم الوقوف في وجه "دعم تركيا للإرهاب", لأنّ "ورقة الإسلام السياسي هي ورقة أمريكية أوروبية منذ أيام هتلر وحتّى يومنا هذا", وبالتالي فإنّ كلّ من قطر وتركيا هما "وكلاء إقليميون يقومان بتنفيذ المخططات الدولية".
وختم المتخصص في العلاقات الدولية, الدكتور أيمن سمير حديثه بالتأكيد على "فشل تركيا في علاقاتها مع الدول العربية, كما فشلت مع أمريكا وأوروبا", لأنّ مشروع الدولة التركية "ينطلق من فكر آيديولوجي ضيّق, لا يقبل التعددية والفكر الآخر". كما وجّه تحيّة احترام لمقاومة عفرين التي تعتبر "نموذجاً لكلّ العالم في الصمود والبطولة ضدّ الغزاة والمحتلين سوف يتمّ تدريسها للأجيال القادمة" وفضحت الموقف التركي أمام الرأي العام العالمي, باعتبار أنّ فكرة المقاومة هي "فكرة إنسانية تدعمها كلّ الدساتير الدولية واتفاقيات جنيف الأربع والميثاق العالمي لحقوق الإنسان".