في تصريحٍ خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF), تحدّث عضو الهيئة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) عن "الحرب العالمية الثالثة" التي تشهدها المنطقة, معتبراً أنّ توتر العلاقات بين كلّ من روسيا والولايات المتّحدة الأمريكية يلقي بظلاله على منطقة الشرق الأوسط, مشدّداً في الوقت ذاته على هزيمة تركيا في عفرين "دون أن تدرك هزيمتها".
الخلافات الأمريكية-الروسية
وأوضح رضا أنّه يتعيّن تقييم سياسات روسيا الاتحادية في عموم الشرق الأوسط لتتوضح أسباب الضربة الأمريكية-البريطانية-الفرنسية الأخيرة ضدّ مواقع تابعة للنظام السوري, مضيفاً "ثُبت تورّط النظام في استخدام السلاح الكيماوي أكثر من مرّة, كما وُجّهت له اتهامات دولية بارتكاب مجازربحقّ الشعب السوري. شهدنا انتقادات دولية حيال تلك الجرائم, لكن لم يتمّ التحرّك بهذا الشكل أبداً", مستدركاً بالقول: "إنّ ضرب النظام السوري من قبل القوى العالمية الثلاث هو ردّ على سياسة روسيا في الشرق الأوسط, وليس استخدام السلاح الكيماوي من قبل النظام.
ماذا يحدث في سوريا؟
وأضاف القيادي في KCK أنّ روسيا قد أسّست لنفوذها في المنطقة بناء على الفرص التي أتاحها لها النظام السوري, مبيّناً أنّه بالنظر لعلاقات روسيا مع كلّ من النظام السوري, إيران, حزب الله وتركيا "تتوضّح لنا وجود مشكلة كبرى", حيث تحاول دول الغرب أنّ تكون صاحبة القرار في عموم المنطقة و"روسيا تعمل بالضدّ من ذلك" مشيراً إلى "التناقض الواضح" بين روسيا وإيران "رغم الاتفاق بين الدولتين".
قوى الغرب ستقف في وجه الاتفاق الروسي-التركي
وشدّد آلتون رضا على أنّ العلاقات التركية-الروسية التي شهدت تطوّراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة تؤسّس لمرحلة جديدة في الصراع الحالي في المنطقة, وتابع قائلاً: "هناك سؤال يتبادر للأذهان, هل سيقف التحالف الدولي في وجه هذه العلاقات؟, نرى بوادر لذلك, أزمة الجاسوس الروسي تشير بوضوح إلى رؤية دول التحالف التي تنصّ على أنّ السياسات الروسية تشكّل خطراً على مصالحها, وأنّه من الضروري في نظر تلك الدول أنّ تجابه هذه السياسات. وما العلاقات الروسية-التركية إلّا دليل على الخطر الروسي. لذا فقد جاءت الضربة الثلاثية ردّاً على توسّع موسكو في الشرق الأوسط, رافعة بذلك حرارة المواجهة, وهي إشارة في الوقت ذاته على عدم قبول قوى التحالف بتطوّر العلاقات بين أنقرة وموسكو".
وأشار إلى عدم رغبة أمريكا لضرب تركيا بشكل مباشر, مبرّراً ذلك ب"عدم اتخاذ تركيا موقفاًواضحاً حيال الغرب", كما أنّه من غير الممكن ضرب روسيا مباشرةً "خوفاً من اندلاع مواجهة نووية", لذا "فالطريق الأسهل كان ضرب مواقع تابعة للنظام السوري وأخرى للقوات الإيرانية المتواجدة في سوريا,كي تكون رسالة أمريكية, ووصلت تلك الرسالة".
الحرب في تصعيدٍ مستمر
ونوّه القيادي في KCK إلى أمريكا, بريطانيا وفرنسا في تحرّكٍ دائم,كما أبدت كلّ من إيطاليا وألمانيا استعدادهما للوقوف في نفس الحلف, علاوةً على تأكيد القوى التي تدعم هذا الحلف على جهوزيتها للتحرّك في هذا الإطار, معتبراً أنّ تلك القوى هي "إسرائيل إلى جانب كلّ من مصر والسعودية اللتان تقودان التوجّه العربي".
وتابع بالقول: "في مواجهة الحلف ذاك, نرى بأنّ العلاقات الثنائية التركية-السورية, التركية-الروسية والإيرانية-الروسية قددخلت مرحلة جديدة, وشكل هذه العلاقات ستحدّد أولوية التحرّكات السياسية لدول التحالف, فيما إذا استمرّت تلك العلاقات فبكلّ تأكيد ستقف دول التحالف في مواجهتها, لكن إذا ما شهدت العلاقات الآنفة الذكر توترات معيّنة, سنشهد تطوّرخلافات وتناقضات جديدة".
أردوغان لا يرى الهزيمة التي تعرّض لها وتركيا في مأزق حقيقي
وفي ردّ على تساؤل يفترض إعادة تقوية تركيا لعلاقاتها مع أمريكا على حساب روسيا, اعتبر آلتون رضا بأنّ هذا الافتراض "يشكّل خطراً على أنقرة, إذا ستتحرّك روسيا وإيران معاً ضدّها", موضحاً بأنّ تركيا لطالما قالت بأنّها تريد أن توطّد ثقلها في الشرق الأوسط من خلال علاقاتها مع روسيا من جهة ومع التحالف الدولي من جهة أخرى "لكنّها الأن في حالة تشبه القفص", إذا أنّ مصر والسعودية وجدت مصالح دولتيهما في الشمال السوري, كما أنّ قوى التحالف الدولي, بخاصة فرنسا وأمريكا, قد مكّنت نفوذها هناك, وهذا يعتبر ضربة قاسية لتركيا".
ولفت إلى أنّ وجود "الآلاف من المسلّحين في المنطقة الممتدة من جرابلس حتّى عفرين, مروراً من الباب, إلى جانب 3 ملايين لاجئ سوري في تركيا, و2 مليون يعيشون في تلك المناطق المذكورة" يشكّل خطراً حتميّاً "سواء أكانت علاقة أنقرة جيّدة مع موسكو أم لا" موضحاً "إذا ساءت تلك العلاقات فإنّ روسيا ستطلب من تركيا أن تسحب مسلّحيها إلى الداخل التركي, وستشكّل مثل هذه القوّة المسلّحة الكبيرة خطراً على الدولة التركية, وإذا تحسّنت العلاقات بين الدولتين, وتطلّب الوضع حلّاً للأزمة السورية, حينها لا مفرّ من التقسيم وستنضم المناطق من إدلب حتّى جرابلس إلى تركيا, تماماً مثل الاسكندرون, أو ستضطر أنقرة لقبول النظام الفدرالي في سوريا, وإلّا ستصبح مشكلة الآلاف من المسلّحين والخمسة ملايين من اللاجئين عالة عليها".
وأشار عضو الهيئة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) في ختام حديثه إلى أنّ كلّ هذه الافتراضات تؤدّي إبى نتيجةص مفادها "هزيمة أردوغان وفشل مشروعه, بخاصة في عفرين" في الوقت الذي "يظنّ نفسه منتصراً", وكلّ الدلائل تؤكّد "انتصار شعوب الشمال السوري التي ستنال حرّيتها ولن تقبل بأيّ شكلٍ من العبودية مجدّداً"