باهوز أردال: قوات الكريلا لها تجربة كبيرة في الحرب، وتعرف الجيش الذي تواجهه جيداً

صرح أردال أن الاجتماع السنوي للجنة القيادية في قوات الدفاع الشعبي (HPG) سوف يؤثر بشكل إيجابي على أداء حرب الكريلا، وقال:" بدلاً من ارسال أربعون طائرة حربية، لو أرسلوا أربعة ديمقراطيين ومطالبي السلام، لكانت مسألة الاسرى ستحل بسهولة". 

خلال لقاء على قناة(Stêrk TV ‎)  الفضائية في برنامج خاص، قيّم قائد القيادة المركزية في قوات الدفاع الشعبي باهوز أردال الاجتماع السنوي للجنة القيادية لقوات الدفاع الشعبي (HPG) الذي انعقد الشهر المنصرم وانتصار مقاومة كارى.

وهذا نص اللقاء مع باهوز أردال قائد القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي (HPG):

- ماهو تأثيرات انتصار مقاومة كارى من الناحية العسكرية والسياسية...؟

لقد وجهت قوات الكريلا ضربة كبيرة للعدو في كارى، وظهرت قوة الكريلا مجدداً، دولة الاحتلال التركي ادّعت في السنوات الأخيرة بأن الكريلا لا تستطيع أن تحارب وتقاوم التقنية المتطورة التي يملكها الجيش التركي، والشعب الكردي لا يستطيع السير في قضيته من أجل الحرية، ولكن في كارى، أفشل الشهيد شورش ورفاقه ادعاءات دولة الاحتلال التركي بمقاومتهم البطولية، ومن الناحية المعنوية والنفسية ايضاً، جلبت معها نتائج كثيرة، المحتلون أدركوا مرة أخرى بأن المجيء الى جبال كردستان ليست بتلك السهولة، وكل خطوة يقومون بها في هذه الجبال، سوف يدفعون ثمنها غالياً، وفي المرة القادمة، إذا أرادوا القيام بعملية مشابهة كهذه، سوف يفكرون ليس عشر مرات، بل أربعون مرة قبل القيام بها، هذا النصر أعطى لشعبنا فرحة عارمة.

قوات الكريلا كانت حسب ظن شعبنا ومحل ثقته مرة أخرى، وأثبتت أن الكريلا ستحمي هذا الشعب وهذا الوطن، سواءً في شمال أو جنوب كردستان، حقيقةً، خلقت انتصار مقاومة كارى روح وطنية وقومية بين الشعب، وأصبحت انتصاراً لعموم الشعب الكردي، ونحن ضمن الشعب ونرى ذلك بشكل واضح، والأكثر فرحاً و مرفوعي الرأس هم شعب جنوب كردستان وخاصة أهالي بهدينان، فلو سمحت إدارة إقليم كردستان لهذا الشعب، لكانت ستقام احتفالات عارمة في آكري وآميديه وسر سينكيه، وهذا يدل على أن شعبنا في جنوب كردستان قد وصل الى قناعة بأن هجمات الاحتلال التركي تستهدف عموم كردستان، ومقاومة الكريلا ليس من أجل حزب العمال الكردستاني فحسب، بل من أجل عموم الشعب الكردي. 

بدلاً من ارسال أربعون طائرة حربية، لو أرسلوا أربعة ديمقراطيين ومطالبي السلام، لكانت مسألة الاسرى ستحل ‏بسهولة". ‏

ظهرت أقاويل كثيرة بشأن الاسرى الثلاثة عشر، بالتأكيد هؤلاء الاسرى قتلوا على يد جيش الاحتلال التركي، قيادتنا طالبت المنظمات الدولية بالذهاب الى مكان القصف للبحث والتحري، من المعروف لم يصدق أحد ادعاءات الدولة التركية، لأن الجميع يعلم بموقف قواتنا من أسرى الحرب، فهؤلاء كانوا عندنا منذ ستة سنوات، فإذا كانت لنا أية نوايا، لكنا قمنا بها خلال تلك السنوات الست، موقفنا تجاه الاسرى واضح جداً، لم يكونوا يستطيعون تحرير هؤلاء الاسرى، فلو كانت لدى الدولة التركي نيّة في تحريرهم، لم يكن هناك حاجة لإرسال أربعون طائرة حربية الى كارى، بل ارسال أربع ديمقراطيين ومطالبي السلام من تركيا مع عوائل الأسرى و لكانت مسألة ستحل بسهولة.

حتى الآن أطلقنا سراح الكثير من الاسرى، سواء في 2013 أو في 2007 أسرى مقاومة أورامار، أطلقنا سراحهم بدون مقابل ودون شروط ايضاً، وهذه المرة كان من الممكن إطلاق سراحهم، فالطريق كان مفتوحاً، ولكن حكومة حزب العدالة والتنمية كانت تريد أن تصفيهم، هذا كان موقفها، تم إدارة هذه العملية بقرار من ثلاثة أشخاص، هاكان فيدان بالمعلومات الاستخباراتية والتخطيط من قبل خلوصي آكار وقرار التنفيذ من قبل أردوغان، هؤلاء الثلاثة مسؤولون عن مقتل الاسرى الثلاثة عشر، فإذا كان هناك قانون وعدالة في تركيا، كان يجب على عوائل هؤلاء الاسرى فتح قضية ضد هؤلاء المسؤولون. 

- قبل الهجوم على كارى، عقدت اللجنة القيادية لقوات الدفاع الشعبي اجتماعها الاعتيادي السنوي، فما هي أهمية هذا الاجتماع، وكيف يمكن تقييم نتائجه...؟

لقد عقدنا اجتماعاً موسعاً ومثمراً، حيث استمر لأكثر من تسعة أيام، كما أصدر بيان بشأنه، وتم تحليل هجمات الاحتلال وأسلوب وتقنيات الهجوم، ومقاومة الكريلا في 2020، وكانت هناك تقييمات مهمة بشأن موضوع التقنية والأسلوب، وبالأخص مسألة الضعف والنواقص ضمن جبهتنا، والنواقص التي تظهر من جهتنا، حيث تم التوقف عندها بشكل جدي، نحن نعترف بأنه نتيجة بعض النواقص كانت هناك خسائر بين صفوفنا، فإذا كان هناك انضباط قوي، فلن تكون هناك خسائر ويمكن للمقاتلين تحقيق نتائج أقوى، هناك نقد بشكل خاص لقوات كريلا كردستان، يكون الرفاق واثقون جداً من أنفسهم وهذا يدفعهم أحياناً إلى رؤية العدو صغيراً، وهذا يؤدي إلى ضعف في الانضباط والسلامة.

قيمنا في الاجتماع تجربة حربنا خلال الـ 37 عاماً الماضية، نحن أصحاب تجربة كبيرة في الحرب، ونعرف الجيش الذي يحاربنا بشكلٍ جيد، ونعرف بقوتنا ايضاً، ومن هذه الناحية، نحن على ثقة بأن هذا الاجتماع سيؤثر بشكل إيجابي على أداء الكريلا، وسيُطَّبق نتائج اجتماعنا هذا على الواقع، في السنوات القادمة سيكون هناك العديد من المقاومات مثل مقاومة كارى، ليست هناك مشاكل لدى قواتنا من حيث الروح والتضحية والشجاعة، كما أن هناك فوران الدم لديهم، كان هناك نقص في الانضباط والتدابير الضرورية، ونحن على ثقة بأن اجتماعنا هذا سيؤثر على بناء الكريلا الحديث وأسلوب الحرب والابداع، وقد أظهر كريلا كردستان ذلك في ممارساتهم العملية في السنوات الأخيرة.

البعض يقول بأنه في عصر التكنولوجيا الحديثة (GPS‎) والاحداثيات لا توجد فرصة لمقاومة قوات الكريلا في النصر، ولكن تجربة كريلا كردستان أثبتت عكس ذلك، في مقاومة حفتانين وكارى رأينا أنه من الممكن خلق كريلا عصري، الاعلام التركي والمسؤولين الاتراك يرون هذا كانتصار لهم، لا يوجد شيء من هذا القبيل، فالكريلا تجدد نفسها حسب التطورات والتجديد، هذا ليس انتصار لهم، بل على العكس، هذا يظهر مدى براعة وإبداع قوات الكريلا، قالوا قبل يومين، قلد قمنا بعملية في الشمال، و في غرزان وووو الخ، يقولون، لقد عثرنا على مخيمات الرفاق و استولينا على ادواتهم، ولكن في الحقيقة هي أشياء مخزنة منذ القدم في هذه المخيمات، لقد عثروا على مخلفات الرفاق منذ خمس سنوات وادعوا بأن هذا انتصار لهم، وهذا يدل اجتماعنا وانتصار كارى على أن الكريلا جدد نفسه، وغير نفسه وحلل العصر الحديث بشكل جيد، ويستطيع أن يكون ضامناً لتحقيق للنصر.

  - بعد هجوم كارى أصبح وضع جنوب كردستان على جدول الاعمال، كيف يمكن تقييم موقف شعب جنوب كردستان من هذه الهجمات، والمواقف على الساحة السياسية...؟

موقف شعب جنوب كردستان نبيل ومقدس، شعبنا في جنوب كردستان يملك روح وطنية عالية، الشعب فهم بأن حزب العمال الكردستاني مجرد حجة، إذا لم يكن حزب العمال الكردستاني موجوداً، فسيخلق العدو حجة أخرى من أجل القيام بالهجمات الاحتلالية، وسيتهم إدارة هولير بأنها هي نفسها حزب العمال الكردستاني، ويهاجمها بناء على ذلك، من هذه الناحية، فهم شعب جنوب كردستان هذه الحقيقة جيداً، وأصبحت هناك علاقة وثيقة بين كريلا حرية كردستان وبين شعب جنوب كردستان.  

ومن أجل حكومة جنوب كردستان، هناك أشياء أساسية، إحداها، هي أن شعبنا وحركتنا يطالبانها بموقف إيجابي وصريح، هذا ما يتمناه، وادارتنا في منظومة المجتمع الكردستاني قالت بشكل واضح وصريح أنها تحترم الحكومة وقوات البيشمركه في جنوب كردستان، ومن هذه الناحية موقفنا واضح، يجب على حكومة جنوب كردستان ايضاً أن تحترم نضال حزب العمال الكردستاني وشعب شمال كردستان، إننا نحترم الإدارة الذاتية وشعب روجافا، وهذه وظيفة كردستانية وواجب وطني يقع على عاتق حكومة جنوب كردستان، وثانيها، يجب رؤية هذا الخطر، بأن هدف الدولة التركية هي جنوب كردستان ايضاً، وهناك فكرة تراود الدولة التركية وهي، يقولون، لأنه يوجد في جنوب كردستان حكومة رسمية، وهناك حركات ونضال مستمر للشعب الكردي في الأجزاء الأخرى، يرون هذا هو السبب، الهدف الرئيسي والاستراتيجي من استهداف كارى وشنكال وخاكورك هو احتلال جنوب كردستان، مسؤولو جنوب كردستان وبالأخص الحزب الديمقراطي الكردستاني، يقولون بأن أهالي بعض القرى في بعض المناطق لا يستطيعون العودة الى قراهم بشكل آمن، فلو دخل جيش الاحتلال التركي هذه المناطق، فلن يستطيع أحد الذهاب الى هولير ودهوك بشكل آمن، الجيش التركي لن يأتي من أجلنا فقط، يجب أن يُفهَم بأنه يأتي من أجلهم ايضاً، وعليهم ان يبدوا موقفهم على هذا الأساس، وهذا مطلب حركتنا من حكومة جنوب كردستان، هذا التهديد والخطر يستهدف القضية الكردية بشكل عام، وحسب ما فهم شعبنا وكذلك نحن، بأن حكومة جنوب كردستان يعلم هذا الشيء. 

-تحدث وزير الدفاع التركي خلوصي آكار خلال اجتماع الناتو، وقال أن حزب العمال الكردستاني هو عدو الناتو، وتعيق مشاريعه، ماذا تقولون بهذا الصدد...؟

وحسب خلوصي آكار فإن حزب العمال الكردستاني هو سبب كل الشرور التي تحدث في العالم، بحسبهم فإن حزب العمال الكردستاني هو صندوق باندورا، يقال إن حزب العمال الكردستاني هو سبب الوضع في العراق وجنوب كردستان، حزب العمال الكردستاني هو سبب الأزمة السورية، حزب العمال الكردستاني هو سبب الأزمة الاقتصادية في تركيا، حزب العمال الكردستاني هو سبب الاضطرابات في كاراباخ، كما قال مؤخراً إن سبب الهجوم على الكونغرس الأمريكي هو حزب العمال الكردستاني، نفسيتهم معقدة للغاية، لكن الحقيقة ليست كذلك، حزب العمال الكردستاني ليس ضد مصالح أي دولة.

ماذا كان سيحدث لولا حزب العمال الكردستاني...؟ كانت تركيا ستغزو إيران، وتزعزع استقرار القوقاز، وترسل إرهابيي داعش إلى أوروبا كل يوم لكي تستسلم أوروبا وتخضع لها من خلال ارهابهم، لولا وجود حزب العمال الكردستاني، كانت تركيا ستبدي ردة أفعال شديدة أكثر في وجه أمريكا، وكانت ستشكل خطراً على مصالح أمريكا في المنطقة، لكن لأن حزب العمال الكردستاني موجود ويناضل، فقد وقعت الدولة التركية في ضيق وضعف، وبالتالي لا يستطيع أردوغان فعل هذه الأشياء الآن، إذا كان أردوغان يحسب حساب لأمريكا، فالفضل يعود الى نضال حزب العمال الكردستاني، نضال حزب العمال الكردستاني يجبر أردوغان بالحاجة الى أمريكا، نضال حزب العمال الكردستاني يجعل أردوغان يعمل حساب لروسيا وإيران ودول أخرى، لا يتضرر أي من الدول سواء كانت أمريكا أو روسيا أو أي شخص آخر من نضال حزب العمال الكردستاني، بل على العكس هذا من مصلحتهم.

أردوغان الآن يكذب ويقول" ساعدوني للقضاء على حزب العمال الكردستاني"، يقول لروسيا: "بعد ذلك،مثلما تريدون سوف نحل الأزمة السورية"، ويقول لأمريكا:" كما تودون سنحل منظومة الـ إس 400"، ويقول لأوروبا" فلنقضي معاً على داعش"، ويقول للنظام السوري" حينها لن يكون هناك أية مشاكل بيننا"، ولكن هذه كلها أكاذيب، فإذا تم القضاء على حزب العمال الكردستاني، فستكون هذه العقلية العثمانية ـ الطورانية والفاشية العنصرية كضبع ينهش في أجسادهم و سيثير الفوضى والأزمات في هموم المنطقة والعالم، وحينها سيكون اردوغان بلاء على العالم مثل هتلر وصدام جديد، ولأن أردوغان لا يستطيع أن يضر بالناتو وبأمريكا وبروسيا، فذلك لأن حزب العمال الكردستاني قد أمسك بلجامه.

أمريكا لم تخسر جراء تحالفها مع الكرد، بل استفادت من هذا التحالف

نود أن نقول ذلك، الآن هناك إدارة جديدة على رأس عملها في أمريكا، ولم يتضح بعد سياستهم الإقليمية بشكل كامل، لكن يجب أن يكون لديهم سياسة مشتركة بشأن القضية الكردية، الولايات المتحدة عملت مع الكرد، واستفادت منها، ولم تؤذهم، حزب العمال الكردستاني قوة رئيسية في كردستان والشرق الأوسط، له ثقل وله تأثير في المنطقة، حزب العمال الكردستاني منفتح على الحوار لخدمة السلام والاستقرار في المنطقة، لم تسفر السياسة حتى الآن عن أية نتائج، كافة المحادثات التي لم يشارك فيها حزب العمال الكردستاني لم ولن تسفر عن نتائج.

هذا النداء ليس لأمريكا فحسب وإنما لأجل كافة القوى الإقليمية والدولية، الحوار مع حزب العمال الكردستاني هو في مصلحتهم، لستم مجبرين للنظر إلى المسألة الكردية كما تنظر اليها تركيا، وتكون نظرتكم نفس نظرة اردوغان لحزب العمال الكردستاني، في الحقيقة حان الوقت، والرأي العام ايضاً يريد هذا، الملايين من الناس في بريطانيا وإيطاليا وفي كل مكان من العالم يطالبون بتحرير القائد أوجلان، ووضع حزب العمال الكردستاني على لائحة الإرهاب يفتح الطريق أمام تركيا للهجوم وشرعنة احتلالها، العمل جاري من أجل إخراج حزب العمال الكردستاني من لائحة الإرهاب، الدول الأوروبية بأكملها مديونة لحزب العمال الكردستاني.

الآن هناك تحالف ضد كمرتزقة داعش الإرهابي، يشارك فيه العشرات من الدول والقوى، والذي حارب مرتزقة داعش هو حزب العمال الكردستاني، والذي قدم أكبر عدد من الشهداء والجرحى في محاربة تنظيم داعش الإرهابي في شنكال ومخمور وكركوك وحتى في روجافا، هو حزب العمال الكردستاني، يجب عليهم رؤية هذا الدين، يجب إخراج حزب العمال الكردستاني من لائحة الإرهاب، وبهذا يمكنهم إيفاء دينهم تجاه حزب العمال الكردستاني، السبب في الضائقة التي ألمّت بالجميع والبلاء الذي لحق بكل شخص هو أردوغان، والجميع يعلم هذا.

-هناك بعض الناس في شمال وجنوب كردستان وروج آفا، يدعون أن وجود حزب العمال الكردستاني هو سبب هجمات الاحتلال التركي والأزمة الحالي!، كيف تقيمون هذه المسألة؟

على المرء أن يكون عادلاً قليلاً؛ أردوغان يهدد صباحاً ومساء ويقول "لن أسمح للكرد بأن يكون لهم مكان في الشرق الأوسط، وسوف نستهدفهم أينما كانوا" إنها حقيقة واضحة تماماً. إنه لخطأ كبير أن نرى حزب العمال الكردستاني سبباً لهذه الهجمات الاحتلالية، وهذه الرؤية تحتاج إلى تصحيح؛ وعلى العكس من ذلك، ساعد حزب العمال الكردستاني حتى الآن كل من واجه مشكلة، لقد هَبَّ لنجدة كوباني عندما كان يقول أردوغان: "سقطت كوباني، تسقط كوباني"، من ذهب لنجدة شعبنا الإيزيدي عندما كان يتعرض لمجازر وإبادة جماعية على ايدي داعش الإرهابي؟ من اعترض تنظيم داعش الإرهابي في مخمور عندما كان يقترب من هولير؟ من الذي قاوم في كركوك؟ ألم يكن مقاتلي حزب العمال الكردستاني! كذلك في شمال كردستان، لولا ظهور ووجود حزب العمال الكردستاني، لما كان للكرد أسماً في يومنا هذا.

كلما تعرضت روج آفا للمخاطر، يقدم حزب العمال الكردستاني أكبر التضحيات لمساندتها، لولا حزب العمال الكردستاني لما تحققت كل تلك الانجازات في روج آفا، والشيء نفسه في جنوب كردستان لو لم يكن حزب العمال الكردستاني موجوداً، لما تهاونت دولة الاحتلال التركية مع إدارة إقليم جنوب كردستان، ولولا وجود حزب العمال الكردستاني، لم يكن العدو التركي ليعترف أصلاً بإقليم جنوب كردستان؛ لذلك يتوجب على كل كردي صاحب ضمير ووجدان، أن يدرك أن كل التطورات الإيجابية التي حدث في الأجزاء الاربعة من كردستان هي بفضل حزب العمال الكردستاني، وعليهم أن يسألوا أنفسهم كل تلك الأسئلة.

- لولا وجود حزب العمال الكردستاني، ماذا كان سيحدث في كوباني؟ وماذا كان ليحدث في شنكال أيضاً؟ ماذا كان ليحدث في المنطقة لولا حزب العمال الكردستاني؟

إن نضال وكفاح حزب العمال الكردستاني، هو كفاح ونضال يجب تكريمه وتقديره، ويفخر كل مناضل ومقاوم في حزب العمال الكردستاني بانتمائهم إلى هذا الحزب، لا تشوب حياتهم ومفاهيمهم الأخلاقية وفلسفتهم و بطولاتهم وشجاعتهم أية شائبة، ولا يقصرون في أي واجب؛ إن ما تقوله دولة الاحتلال التركي، من قبيل "لا مشكلة لنا مع الكرد، بل مشكلتنا هي مع حزب العمال الكردستاني" هي دعاية تركية تخدم الحرب الخاصة، إلا أن لها نصيب من الصواب، لأنه لولا وجود حزب العمال الكردستاني لما كانت هناك قضية تحرر وطنية كردستانية وعلى الجميع أن يدركوا ذلك جيداً.

- في خضم التطورات المهمة في روج أفا وعدم وجود حل سياسي وشيك، في حين وصلت محادثات أستانا وجنيف الى طريق مسدود، كيف تقيّمون الوضع في روج افا وسوريا، وموقف النظام السوري؟

ما تزال الأزمة السورية مستمرة، ومؤتمرات جنيف وسوتشي وصلت الى طريق مسدود، وفي الوضع الحالي ليس من الممكن تطوير حل سياسي، نحن في حزب العمال الكردستاني (PKK) لدينا دور وتأثير في المنطقة، كما للقائد اوجلان تأثير في مناطق روج افا وسوريا بشكل عام، على الكرد والعرب، لقد قدمنا اقتراحنا من اجل حل الازمة في سوريا والمنطقة بشكل عام، نحن في حزب العمال الكردستاني (PKK) نؤكد على أن الحل يكمن في دمشق، نموذج سياسي لسوريا ديمقراطية لامركزية هي الحل وفق الواقع الديموغرافي والسياسي لسوريا، نحن مع وحدة الأراضي السورية، لا يشكك الكرد في روج افا بوحدة الأراضي السورية، هذا من جهة، من جهة ثانية، ليس لدينا مشكلة تجاه العلم السوري، لكن لدينا مشكلة حيال العقلية البعثية الشوفينية والمعادية للديمقراطية، هناك حاجة إلى دمقرطة أساسية لسوريا، يجب حل المشكلة على هذا الأساس.

مشروع الامة الديمقراطية مشروع متساوٍ لسوريا وهو الحل الوحيد ليس فقط بالنسبة للكرد، وإنما بالنسبة لجميع السوريين، يعتقد بعض الشوفينيين البعثيين أن الاعتراف بحقوق الكرد سيؤدي إلى تقسيم سوريا، كما هناك بعض الدعاية في مؤسساتهم ووسائل الإعلام مفادها أنه إذا استسلمنا، فسوف تنقسم سوريا في النهاية، وسيكون مستقبل الشعب العربي في خطر.

في الحقيقة، دمقرطة سوريا وقبول خطوة حرية الكرد أمر أساسي لوحدة الأراضي السورية وحماية حدودها ومستقبلها، يجب أن تعيش جميع المكونات السورية من كرد، دروز، علويين، أرمن في حرية حتى يتحقق الأمن والسلام في سوريا. 

إن حرية الشعب الكردي في سوريا وتحولهم الى قوة سياسية، لا يشكل تهديداً لمستقبل سوريا، بل على العكس هذه الحرية هي قوة لسوريا، وإن استعباد الكرد هو ضعف لسوريا، نحن في حزب العمال الكردستاني نعتقد ذلك وهذا هو اقتراحنا لجميع المكونات السورية.

أصبح من الواضح الآن أن الدولة التركية ليست عدو الشعب الكردي فحسب، بل هي عدوة للشعب العربي والارمني ايضاً، وإنها عدوة لجميع المكونات السورية.

 كان هذا واضحاً في ناغورنو كاراباخ، أي ان تركيا تنتهج العقلية الطورانية، ولا تقبل فكرة انتهاء الدولة العثمانية بعد 600 عام من وجودها، هم يعتقدون أن العرب والكرد والأرمن وجميع العناصر قد خانوا هذه الدولة أثناء الحرب العالمية الأولى، ويريدون الانتقام من الجميع، سياساتهم في ليبيا ومصر والخليج كلها تقوم على هذا النهج.

لقد تشكلت جبهة كردية وعربية موضوعية ضد هذه العقلية العدوانية والاحتلالية، ومن يقودون هذه الجبهة هم الكرد وحزب العمال الكردستاني.

 كما في روج افا، حيث يقود الكرد النضال، بالطبع للشعب العربي والدول العربية موقف، لأنهم عاشوا هذا الالم والاضطهاد، لذلك من الضروري أن يكون للدول العربية موقف شجاع بهذا الشأن، الدولة التركية تريد ترسيخ رعب الإمبراطورية العثمانية التي يبلغ عمرها 400 عام على الدول العربية وتكرار المجازر التي ارتكبتها هذه الامبراطورية.

يجب على الحكومات في الدول العربية أن تدرك أن إقامة علاقات مع حزب العمال الكردستاني (PKK) ستكون فعالة في هذا الصدد، ويرى الوطنيون العرب ومن بينهم المثقفين هذه الحقيقة أيضاً، لذلك هناك تعاطف وتأييد للقضية الكردية وللقائد اوجلان.

كما يرون الآن أن الكرد يقاتلون ضد هذه العقلية في الخطوط الأمامية، ولولا هذا النضال الذي يخوضه الشعب الكردي لكانت الدولة التركية قد احتلت جميع المناطق العربية منذ زمن بعيد.

في هذا الوقت ظهرت حقيقة، وهي حقيقة روح النضال الذي خاضه مقاتلي الكريلا في كارى والنصر الذي حققوه، وهذا شكل فرحة كبيرة بالنسبة للشعب الكردي جميعاً، وهذا النصر لم يتحقق بسهولة، وانما قد تحقق في ظل ظروف صعبة، نحن نواجه عدوا شرساً يلجأ لجميع الطرق والتقنيات ويستخدمها ضد ارادتنا، لكننا ننتهج روح المقاومة الفدائية في كارى، لهذا يجب أن تكون هذه الروح النضالية اساساً لنضال شعبنا الكردي ولكافة الشعوب الوطنية و التواقة للحرية وخاصة الشبيبة.

يجب أن تنتهج الشبيبة هذه الروح النضالية، لقد خلقت الدولة التركية هذه الأسطورة من الأكاذيب والخوف، يجب على شبابنا كسر حاجز الخوف هذا، يجب أن ندرك إن أي شاب يعتقل يعني أنه شاب يتمتع بكرامة، لهذا يتعرض للهجوم، لهذا يجب على شبابنا انتهاج روح المقاومة في كارى والتوجه لصفوف النضال من أجل الحرية.