في لقاء خاص على فضائية Stêrk TV، قيّم عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني صبري أوك المرحلة الحالية.
أوضح صبري أوك بأن القائد عبد الله أوجلان أدلى بتصريحات مهمة من أجل دمقرطة تركيا وحل القضية الكردية، ولكن حزب العدالة والتنمية لا تتقرب بشكل جدي من العملية وقال: "قبل عدة أيام قال عمر جليك، ليس هناك مساومات ولا تفاوض وأشياء من هذا القبيل، الم يسألوا ما الأمر...؟ يقولون فقط فليتخلى حزب العمال الكردستاني عن السلاح، القائد آبو يقول اتركوا السلاح، القائد آبو قال في عام 2013 واليوم أيضاً يقول، إذا لم يتحرر ولم يتم رفع العزلة المشددة ولم تتغير الظروف والشروط، لن يتم خطو خطوة، إذا ارادت الدولة التركية وحزب العدالة والتنمية فعل شيء أو إعطاء أهمية للحل الديمقراطي الذي بذل من أجلها القائد آبو جهداً كبيراً، عليهم أن يأخذوا الموضوع على محمل الجد، عليهم أن يقتربوا بشكل جدي من القضية التي نتجت عنها آلام كبيرة للشعب الكردي لسنوات وأدخلت تركيا في ضائقة".
ونوه صبري أوك إلى هجمات الدولة التركية ومرتزقة ما يسمى بالجيش الوطني السوري على روج آفا على سد تشرين، حيث يتم قصف المدنيين ومن بينهم النساء والأطفال مما ينتج عن ذلك فقدان الكثيرين منهم لأرواحهم، وأشار صبري أوك إلى أنه يجب دعم روج آفا التي حمت القيم الإنسانية من مرتزقة داعش ودعا لمساندة المقاومة العظيمة لشعوب شمال وشرق سوريا.
وهذا هو نص الحوار الذي أجرته فضائية Stêrk TV مع عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني صبري أوك:
التقى وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب للمرة الثانية مع القائد آبو، من جهة هناك محاولات للقائد آبو من أجل الحل، ومن جهة أخرى هناك عقلية وموقف حزب العدالة والتنمية الذي يقول "لا توجد مساومات ولا تفاوض، فليتخلوا عن السلاح"، كيف ترون اللقاء الأخير مع القائد آبو...؟ وكيف تقيمون عقلية وموقف الحكومة...؟
قبل عدة أيام قال عمر جليك" ليس هناك مساومات ولا تفاوض، على حزب العمال الكردستاني أن يتخلى عن السلاح"، العقلية التي تنكر وجود وحقوق الشعب الكردي، لعبت مثل هذه العقلية على مر التاريخ دوراً في الإبادة الجماعية وارتكاب المجازر والاستيعاب والاندماج بحق الشعب الكردي، عمر جليك وحزب العدالة والتنمية يعلمان جيداً بأن المشكلة الأساسية والتاريخية في تركيا هي القضية الكردية، لو لم تكن هناك مشكلة كردية، لكان وضع تركيا مختلف، تلك العقلية تسببت في آلام ومعاناة كبيرة للشعب الكردي لأكثر من مائة عام، حيث ارتكبت مجازر وإبادات وتهجير وتدمير آلاف القرى بحق الشعب الكردي، كانت فاتورة ذلك كبيرة لتركيا، إذا كانت الدولة التركية تعاني اليوم من أزمة عميقة، وخاضعاً للنظام العالمي بهذا الشكل، والمجتمع التركي يعاني مشاكل من الناحية الاقتصادية والسياسية والنفسية، فإن سبب ذلك هو عدم حل القضية الكردية، فإذا تكررت هذه العقلية الآن، فسوف يُعاني من نفس النتائج، بلا شك نرى ذلك خطراً، لطالما حاول القائد آبو في مواجهة هذه العقلية، حل القضية الكردية بأسلوب ديمقراطي وسياسي وعبر التفاوض والحوار، لو تتذكرون، حاول أوزال لأول مرة فهم هذه المشكلة والاقتراب منها بشكل جدي، ولكن ماذا حدث لـ أوزال وكيف مات، نحن نعلم لك، حينها دخل السيد جلال طالباني كوسيط، والقائد آبو كان جدياً في تطوير العملية، بعد ذلك، بدأت عملية عنيفة لا قواعد لها ولا اخلاق ضد الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني، ومن جهته قاوم حزب العمال الكردستاني بكل الأساليب وبإرادة قوية وبروح فدائية.
مؤخراً في عام 2013 أراد القائد آبو مرة أخرى إيجاد حل سياسي وقانوني والدولة التركية وحزب العدالة والتنمية بطريقة ما شاركا فيها، في ذلك الوقت، ذكر القائد آبو عدة أشياء، قال "على البرلمان التركي أن يضع هذه القضية على جدول أعمالها، يجب تشكيل لجان، يجب أن يكون هناك تغييرات من الناحية القانونية، والشيء الأهم، يجب أن يكون قانونياً ويكون مقبولاً"، حتى أنه كان لدى القائد آبو شكوك عند زيارة الوفد، حيث قام بتنبيههم، كان يقول "إذا لم يكن هناك شرعية قانونية، من الممكن أن يقوموا باعتقالكم وسجنكم"، وحدث ذلك، نرى الآن أنهم يعيشون شيء كهذا.
يقول عمر جليك" ليس هناك لا مساومات ولا تفاوض"، ماذا يوجد إذاً...؟ يقولون فقط" فليتخلى حزب العمال الكردستاني عن السلاح، وليدعوا القائد آبو حزب العمال الكردستاني إلى ترك السلاح"، القائد آبو قال في عام 2013 واليوم أيضاً يقول، إذا لم يتحرر ولم يتم رفع العزلة المشددة ولم تتغير الظروف والشروط، ويعيش بشكل حر وطبيعي ولم يقم بعمله بهذا الشكل، لن يتم خطو خطوة، على الدولة التركية أن تكون جادة إذا ارادت فعل شيء وخاصة أن القائد آبو ومن خلال جهوده يطرح الحل، حل متوازي ومعقول، إذا أراد حزب العدالة والتنمية أن يتحقق هذا الشيء، عليه أن يكون جدياً قبل كل شيء، المشكلة التي تسببت بفاتورة عالية لتركيا ومعاناة وآلام للشعب الكردي، على الدولة أن تكون جدية في حلها، قال القائد آبو في خطابه الأخير" أحاول وأريد أن أزيل القيود التي تحاصر تركيا، أريد أن أفتح الطريق أمام تركيا، فلتكن تركيا دولة ديمقراطية وليست تهديداً لمحيطها، أو لا تكون بلا إرادة أمام القوى الدولية، أن تكون ديمقراطية وواثقة من نفسها، ليعش الشعب الكردي والتركي وكل الهويات والثقافات والأديان معاً بحرية وديمقراطية، هذا ما اريد القيام به"، إذا تكبّر حزب العدالة والتنمية ولوّح دوماً بسيفه، فهو ليس عاقلاً او جدياً ولن يخدم الحل، ولأجل ذلك عليه قبل كل شيء أن يكون جدياً، إذا استطاع القائد آبو أن يقوم بدوره وأن يعيش ويعمل في ظروف حرة وطبيعية و اذا استطاع ان يلتقي مع رفاقه وحزب المساواة والشعوب وبشخصيات مختلفة ويتناقش معهم ويلعب بدوره التاريخي، فسوف يفتح الطريق أمام تركيا، إن مطالب القائد آبو معقولة جداً، وتؤدي إلى دمقرطة تركيا وتطوير الديمقراطية، هل يمكن لشخص يقول بأنه يتحلى بالقيم الإنسانية أن يقف ضد ذلك...؟ لا أعلم مدى تقرّب أو تباعد حزب العدالة والتنمية من هذا...؟ ولكن الشيء الظاهر يبدو سلبياً.
قال القائد آبو في عام 2013: "أريد جداً أن ألعب دوراً، وأن أعمل بجد، وأن أتحمل المخاطر"، أريد أن يصبح الشعب التركي والشعب الكردي ديمقراطيين، وأن يعيشوا معاً وبكل حرية، لكن الدولة التركية تتقرّب مني كذريعة وأداة، إنها ليست جادة" نحن لا نريد أن يحدث نفس الشيء مرة أخرى، ولكن إذا تقرّبت مرة أخرى من القائد آبو كذريعة وأداة، فلن تتمكن الدولة التركية من التقدم خطوة واحدة وستقلّب كل شيء رأساً على عقب، ولذلك يجب على الدولة التركية أن تكون جدية وترد على القائد آبو، نحن نعلم ذلك، والشعب الكردي وأصدقاؤه يعرفون ذلك أيضاً، ماذا يقول القائد آبو وما الخطوات العملية التي يتخذها من أجل التوصل إلى حل ديمقراطي ومشرف، فإننا على ثقة تامة بأنه يقول ما هو ضروري ويتخذ الخطوات اللازمة، عدا ذلك، ليس للقائد آبو أي آراء أو مواقف أو مساعي.
كل ذلك من أجل دمقرطة تركيا وحرية الشعب الكردي، ونحن كحزب وشعب كردي، نؤيد موقف القائد آبو والدور الذي يريد أن يلعبه، وسنكون كذلك على الدوام، ولكن على الدولة أن تفهم ذلك، عدا الدولة، يجب على المؤسسات التي تعتبر نفسها مسؤولة عن مستقبل الشعب التركي والشعب الكردي، ان تبذل قصارى جهدها، وترفع من صوتها، يعني يجب ان تكون هناك رؤية ديمقراطية وإرادة ديمقراطية ونضال ضد عقلية الإبادة والرفض والإنكار.
أنظر، لقد عينوا بالأمس وأول أمس الوكلاء على بلدية سيرت، كما تم اعتقال وسجن صحفيين، يعني ينشرون الخوف في المجتمع، لا يفسحون المجال للسياسة الديمقراطية الكردية بأن تتنفس، وبكل الاشكال يمارسون القمع والضغط النفسي، وروج آفا تشهد حرباً على مدى أربع وعشرين ساعة، وبأسلوب لا أخلاقي يقصفون ويقتلون المدنيين والنساء والأطفال متجاهلةً المعايير الدولية، ومن جهة أخرى يُراد القيام بعملية حل، هذان الشيئان متناقضان، إذا يريدون اللعب بعقول الشعب الكردي والإنسانية، فهم أغبياء، الشعب الكردي قدم التضحيات، وصاحب تجربة، حزب العمال الكردستاني لأيضاً كذلك، لا أحد يستطيع التقرب من القائد آبو كحجة وأداة، عليهم ان يكونوا محترمين وجديين، القائد آبو جاد، كل ما يقوله صحيح، القائد آبو صادق، يجب أن يكون محاوروه أيضاً كذلك، فليكن شيئاً تاريخياً، إذا تكرر ما حدث في عام 2013 وتجارب ما قبله، سيحدث انكسار عظيم، علينا كشعب وكحركة أن نرى هذه الحقيقة، لن نتقرّب من هذه العملية كسفهاء وغافلين، مهما كان القائد آبو جاداً، علينا أن نكون كذلك، إذا كنا كذلك، فسوف تتطور العملية، يجب ألا نتراخى قط، والا نقع في الغفلة، سوف نصعد من نضالنا في كل مكان وبكافة الاشكال وبلا توقف، مثلاً الحملة العالمية لحرية القائد آبو مستمرة، يجب أن تتصاعد في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وتركيا وفي كل مكان، يجب تطوير الأنشطة الاجتماعية والسياسة، كما تقوم حركتنا أيضاً بدورها، إذا كان الأمر كذلك فإن الدولة التركية سوف ترى مرة أخرى جديتنا وإمكانياتنا وإرادتنا ونضالنا، وإذا كانت يد القائد آبو قوية فإن العملية قد تتقدم، كل شيء يعتمد على الإصرار على الحقائق، الكثير من الأطراف مرتبطون بتصعيد النضال.
من ناحية أخرى، عندما ننظر إلى الأمر الآن، يبدو أن مسؤولو الدولة التركية منهمكون في مساعي لا تنذر بالخير، على سبيل المثال، وزير الخارجية هاكان فيدان في بغداد ورئيس جهاز الاستخبارات التركية (MIT) إبراهيم كالين في دمشق، ما هي حساباتهم وأهدافهم من هذه المساعي؟ وما هو نوع المفهوم الذي يجري العمل عليه؟
أنتم أيضاً تقولون أن ينوون خيراً، ولا بلا شك الأمر كذلك، فالدولة التركية دولة انتهازية، وتريد استغلال بعض الأمور واغتنامها كفرصة، ولقد تطورت عملية في الشرق الأوسط، بدأت مع حماس-فلسطين-إسرائيل، واستمرت مع حزب الله ولبنان، ومؤخراً مع سقوط نظام الأسد في سوريا، ويرون مجريات الأمور ويحللونها وفقاً لوجهة نظرهم، ويفكرون في المآل الذي ستنتهي إليه هذه المرحلة، كما يتوقعون أن تمتد هذه العملية لتشمل العراق وربما حتى إيران، ما يثير لديهم هواجس ومخاوف، ويجعلهم غير مطمئنين بعض الشيء، ويقولون كيف سنقوم بهذا العمل، ويمارسون الضغوط على العراق، وهذا هو السبب في ذهاب هاكان فيدان إلى العراق، فهو يريد أن يحصل على تنازلات من العراق، وقد برز ذلك في وسائل الإعلام أيضاً، حيث يقول للمسؤولين العراقيين "أرجوكم، ضعوا حزب العمال الكردستاني على قائمة الإرهاب"، أي أن كل ما يشغل تفكيرهم ويهمهم هو القضاء على حزب العمال الكردستاني وتصفيته، ولأجل ذلك ذهب هاكان فيدان إلى العراق، فهم خائفون ومتوجسون، وعلاوة على ذلك، يقول "إن حزب العمال الكردستاني يشكل خطراً على أمن العراق"، ويقولون عن ذلك باللغة التركية بما معناه "يافوز اللص يُسكت صاحب الدار"، فأنت ستقوم باحتلال العراق وجنوب كردستان، وتنشر الآلاف من جنودك، وتبني القواعد العسكرية، وتقصف على مدار الـ24 الساعة، وتقول في الطرف الآخر "حزب العمال الكردستاني يشكل خطراً على أمن العراق"، هذا نفاق وصفاقة بعينهما، وأعتقد أن العراق سيرى ذلك أيضاً، لا يمكن للعراق أن يحقق أي شيء من خلال تقديم التنازلات، وقد شُوهد كيف استغلت الدولة التركية الاتفاق المبرم بين أنقرة وبغداد، ونحن على يقين وإيمان أن الدولة العراقية ستستخلص استنتاجاً من ذلك أيضاً، حيث أن تركيا تريد ترتيب وتنظيم العراق وجنوب كردستان على أنهما شريكين لها، وتريد أن تفكر في استراتيجية بما يتماشى مع توجهاتها، ينبغي عليها أن تفكر فيما جرى في وسوريا، وعليها أن تعد نفسها لذلك، وعلى هذا الأساس يريدون ممارسة الضغوط على الدولة العراقية، وبكل الأحوال العراق أيضاً يرى ذلك، وبهذه المناسبة نقول مجدداً، على العراق أن يتخلى عن هذه التنازلات وأن يكون دولة تتمتع بإرادة، أولاً وقبل كل شيء، يجب أن تسأل الدولة التركية وتقول لها "ماذا تفعلون في بعشيقة، حيث قمتم بنشر قواتكم هناك؟ فحزب العمال الكردستاني ليس هناك، ماذا تفعلون في أرضي" فالخطر الأساسي هو الدولة التركية، ويجب أن يكون الموقف المتخذ على هذا النحو، ويحاول هاكان فيدان أيضاً استغلالهم، ويفكر في كيفية ممارسة الضغط على حزب العمال الكردستاني وكيفية الحصول على تنازلات من العراق، وإبراهيم كالن أيضاً كذلك على نفس النهج، حيث يقوم إبراهيم كالن بالشيء نفسه في سوريا مع هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني، أي أنه قد تكون هناك إمكانية لإجراء محادثات بين روج آفا ودمشق وحل مشاكلهما سياسياً، وعند رؤية الدولة التركية لاحتمالية من هذا النوع، فإنها تشعر بعدم الارتياح من هذا وتعبّر عن انزعاجها حيال ذلك، وتريد أن تضغط على دمشق، وتقول لدمشق: ”لا ينبغي أن تجري محادثات مع الكرد أو روج آفا"، وتحاول الاستفزاز، وتريد استفزاز دمشق، وتريد أن تستمر الاضطرابات في روج آفا، وتخلق بعض التصورات في دمشق وتقول "حزب العمال الكردستاني متواجد هناك وهم إرهابيين"، لكن العالم كله يعرف بأي قانون دولي يهاجم مرتزقة الجيش الوطني السوري ويحارب روج آفا، والدولة التركية تدعمهم أيضاً، وتشن حرباً على روج آفا من خلالهم، ومن ناحية أخرى، لا زالوا يقولون "لقد عملنا على تبني هيئة تحرير الشام لسنوات، وقمنا بتمويلها وما إلى ذلك، ومن الآن فصاعداً يجب أن يكون لنا ثقل سواءً اقتصادي أو سياسي على مستقبل سوريا"، إنهم غارقون في خدعة من هذا النوع، لكن القوى الدولية لن تسمح أبداً للدولة التركية بأن يكون لها الكلمة الفصل وتتمتع بالنفوذ في سوريا مثل المملكة العربية السعودية أو مثل الدول العربية، وهذا أمر محال وغير ممكن، فالدول العربية تعرف جيداً كيف تفككت الإمبراطورية العثمانية، ولن يرضوا بذلك، ولن يرغبوا أبداً في أن يكون لتركيا نفوذ على سوريا، وعلى الصعيد السياسي والاقتصادي أيضاً، لا تملك الدولة التركية الفرصة لتولي دور مثل المملكة العربية السعودية والدول العربية، ربما لا تكون دمشق بعيدة عن الدولة التركية من الناحية الأيديولوجية، لكن كهوية وثقافة، فهي مجتمع عربي، ولذلك، إن حساباتهم الرامية إلى تغليب مصالحهم الخاصة عبر سوريا، ولعب دور في مستقبل سوريا والاستفادة منها، وهذا البحث الحثيث، سيكون صعب المنال، وفي رأينا، لن يكون مثمراً.
يمكن للصحافة أن تلعب دوراً إيجابياً في تطوير العمليات، وفي هذه العملية، هل اللغة التي يتم استخدامها في الصحافة التركية في هذه العملية تخدم الحل أم أنها تعمق وتفاقم القضايا؟
تسعون في المائة من الصحافة في تركيا تابعة ومرتبطة بالسلطة الحاكمة، فالإذاعة والتلفزيون والصحف وغيرها، كما أن كل وسائل الإعلام تابعة لحزب العدالة والتنمية، وإلى جانبه، هناك المعارضة أيضاً، أما الأخر أيضاً، هناك الصحافة الحرة، أي أن هناك 3 خطوط: الأول مجتمع حول حزب العدالة والتنمية، والثاني حول المعارضة، والثالث حول الإعلام الحر، والآن، عندما ينظر المرء؛ فإنه يجد أن السم ينفث من فم إعلام حزب العدالة والتنمية، ربما كان هناك بعض الحذر خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن هذا ليس هو الحال بشكل عام، إنها ليست لغة ولا عقلية يمكن للمجتمع أن يفهمها ويتناولها كشيء إيجابي، إنها ليست كذلك، بل لغة قائمة على التشهير والتغييب والإنكار، إنهم يستخدمونها مثل قوة السلطة تماماً، وهذا لا يخدم أي شيء إيجابي، ربما لا يوجد مكان في العالم تكون فيه الصحافة حرة تماماً مائة بالمائة، لكن هناك مبادئ أيضاً، مثل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) ووكالة الأنباء العالمية رويترز (Reuters)، وهناك أيضاً شخصيات معروفة أيضاً، ويعتبرون أيضاً أنفسهم أحراراً إلى مستوى معين، ولكن في تركيا، يعمل 90% منهم حول حزب العدالة والتنمية، أياً كانت القناة التي تشاهدها، وأياً كانت الصحيفة التي تطالعها، لا تجد سوى مقالات حول ما قاله حزب العدالة والتنمية وما يريد القيام به، إنهم يستخدمون لغة مسمومة ضد قوى الديمقراطية والشعب الكردي، وهذا لا يخدم الإنسانية ولا المجتمع في تركيا، بل على العكس، فهو يعمق التناقضات، إنها ليس عقلية التوصل إلى حل، ومن الضروري أن يتخلوا عن هذه الأمور، يمكنهم أن ينتقدوا ويعبروا عن انزعاجهم، فحتى العداء له أخلاق وأسلوب، في حين أنه ليس لديهم أي معيار في لغتهم، فهم يفعلون كل شيء من حيث الكذب والتزييف، فالدولة تفسح المجال أمامهم، وهم أيضاً يقومون باستخدام كل شيء مثل السكارى، وهذا يلحق الضرر، ربما يريدون أن يكون في بعض الأحيان حذرين، ولكنهم ليس كذلك بشكل عام، فالذين يطلقون على أنفسهم صحافة المعارضة هم في الغالب أولئك الذين يلتفون حول حزب الشعب الجمهوري وأحياناً تبرز التوجهات الديمقراطية، حيث هناك ضغوط من حزب العدالة والتنمية عليهم أيضاً، ويمكنهم أن يلعبوا دوراً أفضل بكثير، وفي الواقع، هناك البعض ممن يريدون أن يؤدوا الدور اللازم، يمكنهم أن يقوموا بذلك بشكل أفضل، ويمكنهم أن يكونوا أكثر شجاعة، وأن يكونوا أكثر التزاماً بالحقيقة، وأن يفكروا بشكل استراتيجي أكثر، عليهم أن يعرفوا ويروا أن كل شيء لن يكون كما هو عليه الحال اليوم، أي أنه سيحدث التغير، وستصبح تركيا يوماً ما ديمقراطية، وسيتحرر الشعب الكردي، ويجب أن يستمدوا القوة والشجاعة من هذه الحقيقة، وأن يؤمنوا بأنفسهم، ويجب أن يؤدوا الدور الإيجابي بشكل أكثر، فهم لديهم دور إيجابي، لكن عليهم أن يلعبوا هذا الدور بشكل فعّال، وعلى الرغم من ذلك، فالضغوطات ضدهم ظاهرة للعيان؛ من سجن ، وقمع، واعتقال، وما إلى ذلك، حيث تُصنف تركيا في العالم فيما يخص بحرية الإعلام في المرتبة الأخيرة من القائمة، وهذا معيار ومقياس يدل على مدى حرية تركيا! بعبارة أخرى، هي بعيدة كل البعد عن الحرية والديمقراطية، وهذا هو حال الصحافة والإعلام، أمام القسم الثالث أو الخط الثالث هو للصحافة الحرة، وإننا بدوري، استذكر في شخص العم موسى والصحفية غربتلي أرسوز جميع شهداء الإعلام، حيث قدم هؤلاء تضحيات جسام، وقد كان هناك ضغط كبير على الصحافة الحرة، حيث قصفوا مبانيهم، وفعلوا كل شيء بحقهم، ولكن في المقابل، كانت الإرادة في مواجهة ذلك قوية، وعلى الرغم من الضغوط الممارسة عليها، فإن الصحافة الحرة في الواقع تقوم بأداء دورها، في حين أنهم يسعون إلى منعها وسد الطريق أمامها، ولكن على الرغم من ذلك، فإنهم مصرون على المقاومة.
يتبع...