تحدث الإداري في مركز الثقافة والفن لمخيم برخدان فرهاد علوش، لوكالة فرات للأنباء، حول الثقافة والفن في مخيم المقاومة (برخدان) وأنه رغم الهجرة القسرية والمشاكل التي يواجهونها والمقاومة الكبيرة التي يقومون بها في مناطق الشهباء، فهم واثقون من حماية ثقافتهم والدفاع عنها.
وقال في بداية حديثه: "عندما كنا في عفرين كنا أعضاء في مركز الثقافة والفن وبعدما هجرنا من عفرين قسراً صوب مناطق الشهباء. اجتمعنا كأعضاء وإداريي مركز الثقافة والفن ونسقنا مع بعضنا البعض لنبدأ بالعمل من النقطة التي جُبرنا أن نتركها، وقلنا يجب أن نقوم بالعمل مثل ما كنا نعمل في عفرين وأكثر، لأننا دائماً ما كنا نحمي ثقافتنا وثقافة أجدادنا وآبائنا لكن ثقافة المقاومة تعيش معنا وبداخلنا في جميع الأوقات، وبعد التطوير والحماية للثقافة في عفرين خرجت ثقافة جديدة أمامنا ألا وهي ثقافة الحرب".
وأضاف "أردنا وضع ثقافة المقاومة والحرب إلى جانب ثقافة أجدادنا، وأصبحنا ندور بين الشبيبة والأطفال في المخيمات وأبلغنا الكومينات وتكلمنا مع العائلات من أجل أن نعلم من لديه موهبة ثقافية من خلال الانضمام إلى مركز الثقافة والفن والتدريب، من قصاصين وشعراء وفنانين والأطفال الذين يريدون التدريب على الغناء، وسجلنا أسماء من يريد الانضمام إلى الثقافة والفن في أي قسم يرى نفسه موهوب به".
وأوضح علوش: عندما سجلنا أسماء الذين يريدون الانضمام إلى مركز الثقافة والفن قمنا بإنشاء خيمة كبيرة لافتتاح مركزنا، ودعونا الشبيبة والأطفال والأهالي وناقشنا معهم مضمون العمل في مركز الثقافة والفن ومن ثم باشرنا بالعمل على التنظيم وتوزيع الأطفال إلى أقسام بحسب مواهبهم (الغناء، الشعر، المسرح، الدبكة، الرسم)، وقمنا بتعين عدد من المعلمين ممن لديهم خبرة في المجالات (الغناء، الدبكة، آلة البزق) لتعليم وتدريب الأطفال عليها، وكان هناك إقبال كبير من قبل الفئة الشابة والأطفال وأكثر من عفرين أيضاً، لأنه يوجد حماس وحب كبير للثقافة والفن والجميع يريد الانضمام إليها ويمكنني القول بأن هناك تجاوب كبير من قبل الشبيبة والأطفال.
وتابع علوش: ندرب الأطفال على الأغاني الجديدة وأحياناً الأغاني الفلكلورية، وأصبح كل واحد منا يعمل في المجال الذي يتقنه وبهذا الشكل نظمنا الثقافة والفن هنا في مناطق الشهباء وتحديداً في مخيم المقاومة(برخدان)، وحتى الآن عملنا يسير بشكل موفق وناجح ومنتصر، ورغم الظروف المعيشية الصعبة في مخيم برخدان والنقص في الآلات الموسيقية والتكنيكية وعدم توفر مكان مستقر ومناسب لتدريب هؤلاء الأطفال وعدم توفر أدوات للكتابة عليها وتعليم الأطفال والضعف والمشاكل الكبيرة التي نواجهها في عملنا، إلا أننا تخطيناها جميعها، والشيء الوحيد الذي بقي ناقصاً هو تعليم الأطفال العزف على آلة البزق، فقط نعلمهم نظرياً بسبب نقص في آلات البزق.
وقال علوش: "بدأنا بتعليم وتدريب الأطفال على أغاني العودة على عفرين لأملهم الكبير وحبهم لأرضهم عفرين، ففي عفرين لم نكن نعلم ما معنى الهجرة أو ألم الهجرة لأننا لم نعشه من قبل، صحيح كنا نحب عفرين كثيراً لكن الآن وبعد هجرتنا منها أصبح حبنا لعفرين أكبر ونرى أن جميع الأعضاء في الثقافة والفن والأعضاء الذين يعملون في الشهباء مرتبطون بعفرين كثيراً ويعبرون عن ذلك من خلال العمل والتدريب في مراكز الثقافة والفن، وعلى هذا الأساس والشكل عملنا يستمر ويسير نحو الأفضل".
واستطرد: "يمكننا القول إن الهدف من تدريب الأطفال والشبيبة على معرفة ثقافتهم هو واجب علينا نحن كأهالي عفرين لمعرفة ثقافتنا وثقافة أجدادنا والعمل على تطوير وحماية هذه الثقافة لكي يعلم أطفالنا بأننا أصحاب ثقافة قديمة وعريقة، فالهدف من تدريب وتعليم الأطفال هو أن يعلموا بتاريخهم وثقافتهم ولغتهم وأنهم أصحاب ثقافة قديمة كثيراً، ونريد بتوسيع ثقافتنا أكثر من هذا لكي يعلم العالم أجمع كيف نقوم بتطوير وحماية ثقافتنا ويخرجوا من صمتهم".
وأنهى فرهاد علوش حديثه، قائلاً :" برأيي وأنه ورغم الظروف الصعبة التي نعيشها بهجرتنا من عفرين لكن هناك عمل كبير وجدي نقوم به في مركز الثقافة والفن، ومثلما قاومنا في عفرين نقاوم هنا أيضاً، وبالأخص من ناحية الثقافة والفن هناك مقاومة كبيرة جداً في المجال الثقافي ويوجد تقدم وانضمام كبير إلى المركز وبحماس عالي، فالشيء الوحيد الذي بقينا محافظين عليه بعد تدمير المواقع التاريخية والأثرية هي الأغاني التي كان يغنيها الفنانين القدماء والأشعار والقصص القديمة".