مزرعة الكسرات في ريف الرقة الجنوبي غوطة الرقة وسلتها الغذائية

تشتهر مزرعة الكسرات، المؤلفة من خمسة قرى وتقع بمحاذاة الضفة اليمنى على نهر الفرات، بزراعة البساتين والخضروات والمحاصيل الصيفية والشتوية، لتميّزها بتربتها الخصبة التي دعت البعض لوصفها بـ "غوطة الرقة وسلة الغذائية لمقاطعة الرقة".

تقع منطقة الكسرات على سهل خصب يمتاز بتربته المتجددة، وتمتد من قرية العكيرشي 18كم شرق الرقة حتى أبو قبيع 11كم غربيها، ويفصلها عن مدينة الرقة جسرا الرقة القديم والجديد، ويمر منها الطريق الدولي الرقة – حلب، والطريق الرئيسي الرقة – دير الزور.

 

وفي هذا السياق، قال الفلاح وصاحب صيدلية زراعية في ريف الرقة الجنوبي حمود الفرج: "في السابق كانت منطقة الكسرات تعتمد على زراعة موسم القمح والشعير والسمسم، ولكن بسبب ارتفاع الأسعار وقلة تكاليف الإنتاج اتجه المزارعين لزراعة الأشجار المثمرة مع بداية العام 2000م، وكانت التجربة ناجحة، حيث اشتهرت المنطقة بزراعة الأشجار المثمرة والعنب والخضروات الصيفية والشتوية بسبب الانتاج المرتفع والجودة العالية، حيث اتجهت العائلات في قرية الكسرات إلى زراعة البساتين والأشجار المثمرة بدلاً من زراعة المحاصيل المعتادة في ريف الرقة كالقمح والشعير والذرة الصفراء والقطن، لعدة اعتبارات من بينها توفر المياه وخصوبة التربة في مساحات زراعية محدودة".

كما نوه "حمود الفرج" أن الفلاحين يواجهون صعوبات منها قلة الدعم المقدم من قبل هيئة الزراعة إلى جانب صعوبة في التسويق، وتحكم التجار بالفلاح أثناء تصريف المواسم.

ويعد سوق الهال في مدينة الرقة، المحاذي لضفة نهر الفرات من الجهة الشمالية شرقي المدينة، السوق الوحيد حالياً لبيع منتجات المزارعين، ويتم تصدير لباقي مدن سوريا، وكانت تصدر إلى لبنان والأردن قبل الأزمة.

حيث اتجه بعض المزارعين إلى زراعة البطاطا منذ ما يقارب 3 سنوات بسبب الانتاج المرتفع والجودة الجيدة، إلى جانب الاكتفاء الذاتي للمدينة وتصديرها لباقي مدن سوريا بحسب "الفرج".

وبدوره بيّن الفلاح عبود الخليل من أهالي ريف الرقة جنوبي عن سبب اتجاه الفلاحين إلى زراعة الأشجار المثمرة بدلاً زراعة القمح والشعير والقطن قائلاً: "يعود السبب إلى قلة مساحة الأراضي الزراعية التي تكبد الفلاح تكاليف مرتفعة مقابل الإنتاج الموسمي".

وطالب "عبود الخليل" الجهات المعنية بزيادة الدعم المقدم للمزارع من مبيدات حشرية والأسمدة والزراعية، إلى جانب تقديم البيوت البلاستيكية والمساعدة في تركيب الطرق الحديثة لري البديلة عن الري بالمياه الجارية، والتحكم بالأسواق لمنع تحكم التجار بالمزارعين.