بعد أن سيطرت قوات الجيش السوري على مدينة سراقب في ريف إدلب في الليلة الماضية، بدعم بري وجوي مكثف من القوات الروسية، أصبح الطريق إلى إدلب مفتوحاً أمام قوات النظام السوري.
لم تنجح المواقع العسكرية التي أنشأتها دولة الاحتلال التركي على طريقي حلب اللاذقية (M4) وحلب دمشق (M5)، في وقف تقدم القوات السورية، وخضعت مدينة سراقب في نهاية المطاف لسيطرة النظام السوري.
مع سقوط سراقب، باتت قوات النظام السوري بدعم روسي إيراني على مقربة من مركز محافظة إدلب بمسافة لا تزيد عن 15 كم في إطار العملية العسكرية التي أطلقت منذ كانون الأول/ديسمبر 2019 والتي سميت " فجر إدلب".
تسع نقاط تركية محاصرة
وفي خارطة آخر المستجدات الميدانية، باتت بالفعل خمس نقاط تركية محاصرة من جميع الأطراف من قبل قوات النظام السوري، وهي ( مورك، صورمان، تل طوقان، راشدين، معر حطاط)، إضافة إلى النقاط العسكرية الأربعة التي أنشأها الجيش التركي مؤخراً حول سراقب، بهدف منع سقوط المدينة.
التوتر بين الضامنين
في حين زادت عملية "فجر إدلب" من التوتر بين ضامني أستانا وسوتشي (روسيا والدولة التركية وإيران)، أدلت الولايات المتحدة الأمريكية بتصريحات داعمة لدولة الاحتلال التركي وحقها في الدفاع عن النفس، مما تسببت في تشديد لهجة الرئيس التركي تجاه روسيا.
اتهمت الدولة التركية روسيا على مختلف المستويات والاتفاقات المتعلقة بإدلب وأطلقت تصريحات أقرب إلى التهديد، وكان الرد الروسي على شكل اتهام مباشر لتركيا بدعمها للإرهاب.
لافروف: الإرهابيون مسؤولية تركيا
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي "إن الدولة التركية لم تف بمتطلبات اتفاقية سوتشي المؤرخة في 17 أيلول/ سبتمبر 2018.
وقال لافروف" لدينا اتفاق محدد مع تركيا بشكل واضح من أجل تخفيف حدة التوتر في المنطقة إدلب، لقد وعد زملاؤنا الأتراك بالفصل بين المعارضين الذين يتعاونون معهم في هذه المنطقة، وإرهابيي جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، لسوء الحظ لا يزال الإرهابيون يحكمون منطقة إدلب التي هي من مسؤولية تركيا. لذلك يجب عليها الوفاء بهذه بتعهدها ومسؤوليتها."
تشاويش أوغلو: وفد روسي قادم إلى أنقرة
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أن وفداً روسيا سيكون في تركيا يوم غد للتباحث حول مسألة إدلب وقال " اتفق رئيس الجمهورية مع السيد بوتين على اجتماع الوفد الروسي مع وفدنا، وهذا سيحدث غداً، وإذا أدعت الحاجة ستكون هناك لقاءات على مستوى قادة الدول."
اتفاقية سوتشي
بموجب اتفاقية سوتشي المؤرخة في17 سبتمبر 2018 ما بين تركيا وروسيا وإيران، أقامت الدولة التركية 12 نقطة مراقبة حول إدلب، وبحسب الاتفاقية كانت كل من روسيا وإيران ضامنين عن النظام السوري، والدولة التركية ضامنة عن الجماعات المسلحة.
وتضمنت اتفاقية سوتشي التي أرادت روسيا تنفيذها بإصرار " إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين جنوب إدلب وشمال حماه وشرق إدلب بين 15-20 كيلومتراً"، وفتح الطريقين السريعين M4 و M5 ونقلهما إلى سيطرة قوات النظام و الفصل ما بين الجماعات المسلحة إلى فصائل معتدلة وأخرى راديكالية متشددة.
دعم أمريكي للموقف التركي
مع استمرار التوتر في إدلب بين الدول الضامنة لأستانا، لفت الانتباه جملة التصريحات الأمريكية المساندة للموقف التركي، حيث أوضح كل من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والممثل الخاص للولايات المتحدة في سوريا جيمس جيفري " أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب تركيا، حليفتها في الناتو."