مقاومة تلة قسطل جندو

خاض 19 مقاتلاً من مقاتلي وحدات حماية الشعب، الذين لم يحاربوا قط حتى ذلك اليوم، المقاومة في تلة قسطل جندو في عفرين على مدى ثلاثة أيام وليالي بدون ماء وطعام وقلة في الذخيرة، ودحروا خطة تركيا الرامية إلى خنق ثورة روج آفا.

تتواجد في كل ثورة الخطوات الأولية والمقاومات التي تحدد طابعها، حيث أن مقاومة قسطل جندو كانت بالنسبة لثورة روج آفا خطوة أولية.  

شنّت 11 مجموعة من مرتزقة الجيش السوري الحر في 27-30 تشرين الأول 2012، الهجوم على قرية وتلة قسطل جندو التابعة لعفرين بدافع القائل "سنستولي على عفرين ونصلي صلاة الظهر في المدينة"، حيث شن المئات من المرتزقة الذين دُربوا على يد الدولة التركية، الهجوم على قرية قسطل جندو في 27 تشرين الأول 2012، وفي اليوم التالي شنّوا الهجوم على تلة قسطل جندو، وتزعم الهجوم عمر داديخي ومرتزقته من عاصفة الشمال، الذين كانوا على علاقة وثيقة مع الاستخبارات التركية، وخاض 19 مقاتلاً من مقاتلي وحدات حماية الشعب (YPG) مع ذخيرة محدودة للغاية وعدم وجود خبرة قتالية سوى لدى القادة، مقاومة على مدى ثلاثة أيام وليالي وأحبطوا هجوم مرتزقة الجيش السوري الحر، واستمد المقاتلون معنوياتهم وحافزهم من الإيمان بالثورة وشعار "يعيش القائد أوجلان"، وعلى الرغم من نفاذ ذخيرتهم، إلا أنهم لم يغادروا خنادقهم، مما أجبر مرتزقة الجيش السوري الحر لطلب وقف إطلاق النار منهم، وهذه المقاومة التي أظهرت انتصار قوتها وإيمانها وإرادتها، تمثل اليوم أيضاً أساس مقاومة ثورة روج آفا. ويتحدث كاركر عفرين قائد مقاومة تلة قسطل جندو، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن هذه المقاومة:   

الهجوم الأولي على التلة

لقد سمعنا أن المرتزقة في 28 تشرين الأول، قد توجهوا من القرية صوب التلة، وقمتُ بدوري، بإرسال مجموعتين من الرفاق لنصب الكمائن، حيث كان صوت المرتزقة مسموعاً في الأسفل، إلا أنه لم يكن لديهم القدرة على التقدم نحو الأمام، وفي ساعات المساء، قمنا بسحب مجموعات الكمائن ووصل الرفاق إلينا، وقد سمعنا من الرفاق المتواجدين بالقرب من مزار بارصا خاتون على التلة أن المرتزقة قادمون بالآليات، حيث كان معنا على التلة سلاح رشاش بي كي سي و قاذفة آر بي جي، وقال أحد هؤلاء الرفاق أنه كان جندياً لدى الدولة السورية وأنه قام بإطلاقها عدة مرات في الجيش، فقلتُ له "حسناً إذاً، عندما تأتي الآلية أطلق عليها قاذفة آر بي جي"، وقمتُ بإرسال مجموعة من الرفاق إلى ناحية مزار بارصا خاتون، وإذا بي أراهم قادمين من أعلى التلة على خط ديكمتاش، وقال الرفاق بأن  هناك مجموعة قادمة من الغابة الحراجية.        

وقمتُ بإرسال الرفاق إلى الأسفل في الجهة المحاذية لـ بارصا خاتون، وعندما قال الرفاق المتواجدين في الأعلى أن المرتزقة قادمون، ناديتُ على الرفاق في الأسفل وقلتُ لهم إنهم قادمون، ومع وصول الرفاق، وصل المرتزقة بآليتين أو ثلاثة، حيث كانت المسافة الفاصلة المتبقية بيننا وبينهم بقدر 200 متر، ونزلوا من الآليات وألقوا بأنفسهم على الأرض، وكان اسم الرفيق الذي قال بأنه قادر على استخدام قاذفة آر بي جي جهاد، ولا أعلم أين يكون الآن أو ماذا يفعل، حيث أنه لم يكن لدينا بالأصل سوى قاذفة آر بي جي واحدة و3 صواريخ على التلة.

وقلتُ "أطلق الصاروخ يا جهاد"، وأطلق جهاد الصاروخ، حيث سقط الصاروخ بين الآليتين، إلا أنه لم تنفجر، وكانت هناك مسافة متر واحد بين كلتا الآليتين، فلو كان قد انفجر لكان سيُحدث تأثيراً، وقام بإطلاق الصاروخ الثاني، ولم ينفجر هو الآخر أيضاً، وقمتُ بالتوجه إليه، ورأيت أنه بدلاً من أن يسحب دبوس الأمان، كان يزيل الصاعق المتفجر بأكمله، ففي الظروف العادية، لا يُزال هذا الصاعق المتفجر بسهولة، لا أعرف كيف فتحه، وبينما كان على وشك فتح الصاعق المتفجر الثالث، أوعزتُ بإيقافه، وقام الرفاق على الفور بإطلاق النار من رشاشات الكلاشينكوف، وتشتت المرتزقة، ولاذوا بالفرار، فيما أُصيب البعض منهم، وبهذا الشكل، اندلعت المعركة على التلة.   

الجو المتوتر تحول إلى الحماس والتصميم  

عندما اندلعت المعركة، كان هناك جو من القلق والتوتر لدى قواتنا، فالجميع كانوا من الرفاق المستجدين ولم يشاركوا في أي معركة، وكان الرفيق الذي خدم في الجيش السوري قد أهدر صاروخين من صواريخ قاذفة آر بي جي بلا سبب، لأنه لم يكن محكماً السيطرة، ولم يكن لدينا بالأصل سوى 3 صواريخ، وكان الهجوم يجري من عدة محاور، حيث كان الهجوم يُشن من محور معرين وكذلك من أسفل التلة من جهة إعزاز وأيضاً من جهة قرية يازي باغ.    

كان القلق ينتاب رفاقنا بعض الشيء، حيث كانوا على دراية بالمعركة نظرياً، إلا أنه لم يكن لديهم أية ممارسة عملية لخوض المعركة، وكان هناك جو مختلف، وكنتُ الوحيد من بينهم أتمتع بالتجربة، حيث كنتُ أتجول على جميع الخنادق، وقمنا بترديد بعض الشعارات لشحذ همم الرفاق وجمعهم، وكان الرفاق يهتفون الشعارات بحماس شديد لدرجة أن أصواتهم كانت تصل إلى الطرف الآخر من التلة، حيث كان شعار "يعيش القائد أوجلان" يتعالى من الخنادق، وبات بدل الجو المحفوف بالتوتر والقلق، هناك جو من الحماس والتصميم.         

لم تبق شجرة إلا وأصابها الرصاص

شن مرتزقة الجيش السوري الحر في ذلك اليوم الهجوم من عدة محاور، إلا أنهم لم يتمكنوا من السيطرة حتى ولو على خندق واحد، في حين أنهم كانوا متفوقين كثيراً، حيث كانت التلة محاطة بالأشجار، وكانت الأشجار موجودة في كل مكان، فحتى لو اقتربوا منا، لما كنا قد تمكنّا من رؤيتهم، ولم يجرؤوا على الاقتراب كثيراً، واندلعت معركة طاحنة على مدى ساعات بين الأشجار، وأصبح الجو مظلماً، ولم تتوقف المعركة طوال الليل أيضاً، وأطلقوا منذ الليل حتى ساعات الصباح آلاف الرصاصات للاقتراب منا، مرددين "الله أكبر"، وفي كل مرة كان الرفاق يطلقون فيها عدة رصاصات ويقوم المرتزقة بالانسحاب على الفور، وبعد دقائق قليلة قامت مجموعة أخرى بتجربة نفسها، إلا أنها انسحبت بنفس الطريقة، فنحن كنا متمركزين في الأعلى وهم في الأسفل، ولم تكن الرصاصات تصيبنا، وحينها، لم تبق شجرة في تلة قسطل جندو إلا وقد أصابها الرصاص.       

كان مثل قيادي بارع في معركته الأولى

ومما لا شك فيه، عند الحديث عن هذه المعركة، لا يجوز إلا الحديث عن الرفيق زكريا، وعلى الرغم من أن الرفيق زكريا لم يكن لديه خبرة حتى شن الهجوم على قسطل جندو، إلا أنه بعد اندلاع المعركة، بدأ بخوض المعركة مثل قائد بارع، وبتُ أقول "هيا يا زكريا أذهب إلى هناك" أينما كان هناك هجوم، حيث كان يحارب على كافة الخنادق، وكان حينها قائد الفريق، ومتزوجاً ولديه طفلين، وكان آنذاك ضمن المجلس العسكري لوحدات حماية الشعب (YPG)، وفيما بعد استشهد الرفيق زكريا عفرين في حلب، وقد أدى دوراً جدياً في معركة قسطل جندو.

هاجموا 27 مرة، إلا أنه لم يسقط أي خندق من الخنادق

منذ الليلة الأولى وحتى ساعات الصباح الأولى، شنوا الهجوم 27 مرة، إلا أنه لم يسقط أي خندق من خنادقنا، حيث أن ذخيرة مرتزقة الجيش السوري الحر كانت كثيرة، فيما كانت ذخيرتنا قليلة، ولم يكن لدينا 10 آلاف رصاصة ليس في التلة فحسب، بل في جميع أرجاء عفرين، وطالبت الرفاق ألا يطلقوا الرصاص كثيراً خلال الليل، إلا أننا لم نتمكن من السيطرة على الأمر لحماسهم الشديد وكونهم مبتدئين، ولكي لا يتم إطلاق الرصاص بشكل مكثف، قمتُ مع أحد الرفاق بالتمركز في خندق ما بين الرفاق والعدو، وقلتُ للرفاق "لا تطلقوا الرصاص، قد تصيبنا إحداها"، وكان من الممكن أن نصاب برصاص رفاقنا هناك، وقد خاطرنا بذلك، إلا أننا كنا مضطرين لفعل ذلك، وعندما شاهدنا الرفاق، ارتفعت معنوياتهم وباتوا يطلقون الرصاص بحذر أكبر، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك سوى ألفي طلقة على التلة، وقد قمنا بتقاسمها على جميع الرفاق، وفي كل مرة يهاجمون فيها، كان الرفاق يهمون بإطلاق الرصاص عليهم ويدفعونهم على الانسحاب، حيث كانوا يطلقون الكثير من الرصاص ويقولون تكبير، وفي الواقع، كان المرء يعتقد أنهم يشنون الهجوم من كل الأماكن نتيجة لاختلاط أصوات الرصاص والتكبير معاً وأنهم على وشك الوصول إلينا.      

ونظراً لعدم تمكنهم من تحقيق أي نتيجة تُذكر في اليوم الأول، بدأوا بالقدوم هذه المرة من خط ديكمتاش، حيث كان هناك طريق اسفلتي ما بين قريتي ديكمتاش ويازي باغ، وكانوا يأتون من هناك بالآليات والدوشكا، وقامت مجموعة تابعة لوحدات حماية الشعب (YPG) كانت متمركزة هناك، باستهداف هؤلاء المرتزقة الذين أتوا للهجوم علينا، وكان لديهم قتلى وجرحى، وانسحبوا بهذه الطريقة، وشنوا الهجوم مرة أخرى من جهة معرين، واستمر الهجوم حتى ساعات المساء.   

كنا نقوم باستهدافهم ودفعهم نحو الانسحاب في كل مرة كانوا يهاجموننا فيها

في اليوم الثاني، كانت المعركة تدور من مسافة 50 متراً، ففي كل مرة كانوا يشنّون الهجوم كنا نقوم باستهدافهم، وكانوا يقومون بالانسحاب والتراجع، وعند حلول المساء، شنّوا هجوماً واسعاً للغاية من كافة الأطراف بالهاونات والقذائف والأسلحة الفردية، وخلقوا جواً لدرجة أنهم كانوا يعتقدون بأنهم سوف يسيطرون على التلة، حيث نفدت الطلقات بالكامل في بعض خنادقنا، كما أنه لم يكن لدينا بالأصل سوى 4 قنابل في هذه المعركة، ولم يتبق لدى بعض الرفاق سوى عدة مخازن من الطلقات، وقال الرفاق بأنهم سيرسلون تعزيزات مساندة، ولكننا طالبنا بالذخيرة أكثر من التعزيزات المساندة، ووصلت قوة مساندة إلينا وألف رصاصة ليلاً، لكن لم يكن من الممكن خوض القتال لفترة طويلة بهذا العدد من الرصاص بسبب الهجمات المستمرة من قِبل المرتزقة.

وأرسل الرفاق حينها الرفيقة روكسان عفرين وبعض الرفاق الآخرين، ووصلت المجموعات من جندريسه وراجو ومركز عفرين ومن كل الساحات والتحقوا بنا، كما جاء رفاق الأنشطة الشبيبية أيضاً، وأصبح عددنا لا بأس به على التلة، وقمنا بتوزيع الرفاق على الخنادق، ولم يعد هناك نقص في العدد على التلة، إلا مشكلتنا لم تكن محصورة في العدد، بل كانت المشكلة في الافتقار إلى الذخيرة.  

بدأنا بخوض حرب الكريلا

لقد قمنا بالنقاش أنه لا يمكن خوض معركة الخنادق على هذا النحو، وأنه ينبغي علينا البدء في تنفيذ العمليات، وقلنا: "يتعين علينا الالتفاف عليهم من الخلف وتوجيه الضربات لهم"، وبدورها قبلت القيادة اقتراحنا، حيث توجه أربعة رفاق منا إلى تنفيذ العملية، وقمنا بالالتفاف خلف المرتزقة وهاجمناهم، وكان معنا كل من الشهيد زكريا والشهيدة روكسان ورفيق آخر، واقتربنا بعض الشيء ورأينا أن أحدهم يتوجه من الأسفل إلى الأعلى، وكانت هناك مجموعة من المرتزقة تحاول الوصول إلى قواتنا، ويستفسرون عن مكان تواجدهم، وحينها، قال الرفيق زكريا لهم باللغة العربية "تعالوا نحن هنا"، وتوجه المرتزقة نحونا، ولم يكن مكاننا مناسباً، ولم يكن المنحدر مكانا مناسباً لمهاجمتهم، وقلتُ "رفيق زكريا أنت ستطلق النار"، وعندما اقتربوا أطلق الرفيق زكريا النار عليهم، إلا أن مكانه لم يكن مناسباً بما فيه الكفاية لإطلاق النار، في حين أنه عندما أطلق النار، لاذا المرتزقة بالفرار قائلين "الله أكبر"، وفي تلك الأثناء سقط أحدهم، ولم تنطلق رصاصة الرفيق زكريا، ومن ثم رأينا على بعد 10 أمتار إلى الأعلى منا مجموعة أخرى من المرتزقة، وحتى تلك اللحظة لم نشعر بهم، وقد بقينا بينهم، وهذه المرة، قمنا نحن الرفاق الأربعة بمهاجمتهم، وحينها قُتل 6 مرتزقة، وقد أصيب الرفيق زكريا إصابة خفيفة من كتفه وعدنا إلى التلة. 

تكبدوا الكثير من الخسائر طوال النهار                           

عندما عدنا إلى موقعنا، بدأ المرتزقة بشن هجوم واسع من طرف ديكمتاش، حيث كانت المسافة الفاصلة بيننا 20 متراً، إلا أنهم على الرغم من ذلك لم يتمكنوا من تحقيق النجاح، وبعد عمليتنا، وصلتهم الكثير من التعزيزات، وقمنا بتنفيذ العملية بنفس الطريقة، كما أن المسافة الفاصلة بيننا وبينهم كانت ما بين 50-60 متراً، وقمنا بجمع القنابل التي كانت بحوزة الرفاق، حيث كان لدينا 4 قنابل، وذهبتُ أنا والرفيق شيار هيلالكان، وكان هناك العديد من القتلى والجرحى من المرتزقة في تلك العملية، وقد أحبط الرفاق جميع الهجمات طوال النهار، وسقط منهم حوالي 38 قتيلاً والكثير من الجرحى، فيما أصيب من طرفنا فقط بعض الرفاق بجروح خفيفة.   

لم تكن هناك ذخيرة في كل أرجاء عفرين

استمرت الهجمات في اليوم الثالث والأخير للمعركة، وباتت الذخيرة معدومة بالكامل لدى الرفاق على التلة، وقمنا بطلب الذخيرة من القيادة، فأجابوا بأنهم سيرسلونها، ولكن لم تأتي الذخير على مدى يومين، ولاحقاً، سمعنا أن الذخيرة غير موجودة أيضاً في عفرين، وانتشر الرفاق ضمن عفرين، وجمعوا الرصاص من الشعب لإرسالها لنا، وبعد مقاومتنا تشتت المرتزقة وتعاركوا مع بعضهم، وفي مساء اليوم الثالث، شنّوا هجوماً كبيراً، فعلى الرغم من نفاذ ذخيرة الرفاق، إلا أنهم لم يتخلوا عن خنادقهم، ولم تأتي الذخيرة إلينا، وقلنا سنقوم بالتخفيف من حدة المعركة حتى وصول الذخيرة، ولم يتبق لدينا سوى عدة طلقات، وحذرنا الرفاق من توخي الحذر في استهلاك الرصاص وإطلاقها بقلة قدر الإمكان.

المرتزقة الذين باتوا يأسين، طالبوا بوقف إطلاق النار   

اقترب المرتزقة كثيراً، وأصبحت المسافة الفاصلة بيننا وبينهم 20 متراً، وكانت أصواتهم مسموعة لنا، وسأل أحد المرتزقة بسؤال على هذا النحو "أيها الإخوة الكرد، ألستم بمسلمين؟ فأجبناهم "إننا مسلمون"، وسألوا "إذاً، لماذا قمتم بقتل 2 من أهالي إعزاز قنصاً؟ فأجبناهم "لا يوجد شيء من هذا القبيل، وهذه لعبة من ألاعيب تركيا التي تسعى لتحريض الكرد والعرب ضد بعضهم البعض، فعندما قام النظام بالهجوم عليكم، لجأتم إلى عفرين مع زوجاتكم وأخواتكم، وقامت عفرين بتبنيكم، لكنكم الآن وقعتم في فخ الأتراك، فإن كل من أردوغان والأسد يستفيدان من هذه الحرب، ولم نكن نرغب في محاربتكم، ولكن، أنتم من قمتم بالهجوم علينا"، وهم بدورهم أجابوا قائلين "لدينا مصابين، امنحونا الوقت لنأخذ جرحانا"، ومن ثم قمنا بمنحهم نصف ساعة من الوقت، وهم بدورهم قبلوا بذلك، لأنه لم يبق لدينا أيضاً ذخيرة.   

وقمنا بإعلام جميع الخنادق بعدم إطلاق الرصاص، كما أبلغنا قيادتنا وقلنا لهم أنه قمنا بإعلان وقف لإطلاق النار لمدة ساعة واحدة وأنه ينبغي عليهم إيصال الذخيرة إلينا على الفور، وساد الهدوء حتى الصباح، كما أنه لم يكن هناك ماء على التلة، حيث قام الرفاق بجلب الماء والطعام، إلا أن هذه كانت قد نفدت أيضاً، حيث بقينا بدون ماء ونوم على مدى ثلاثة أيام متواصلة.     

انتصرت المقاومة

وأصدرت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب (YPG) بتاريخ 2 تشرين الثاني 2012، بياناً بشأن مقاومة 26 تشرين الأول في حي الأشرفية ومقاومة 27-30 تشرين الأول في قرية وتلة قسطل جندو، وجاء في البيان ما يلي: "اضطر مجلس الجيش السوري الحر في حلب إلى الدعوة لعقد لقاء في الأول من تشرين الثاني، نتيجة للمقاومة التي أبداها أهالي عفرين في قرية قسطل جندو بالمعركة التي استمرت لبضعة أيام، وقد تم إجراء هذا اللقاء من قِبل مجموعة من وجهاء عفرين، وهذا يمثل انتصاراً لأهالي عفرين"، كما تم الإعلان في نفس البيان أن نوجين ديريك قد اغتيلت على يد الجيش السوري الحر، إلا أنه بعد 9 أيام من البيان الصادر، تبيّن أنه قد تم تسليم نوجين ديريك إلى الاستخبارات التركية (MÎT) من قِبل المرتزقة ونقلها إلى تركيا.