"والثلج أيضاً يتألم" ضمن فعاليات اليوم الرابع لمهرجان الشهيد يكتا هركول المسرحي

عرض مسرحية "والثلج أيضاً يتألم" لساريا كولان ومتين آور، ومحاضرة عن مراحل ظهور المسرح ألقاها المؤلف والمخرج المسرحي بشير ملا نواف. 

في اليوم الرابع للمهرجان، سبق العرض المسرحي، محاضرة عن المسرح ألقاها المؤلف والمخرج المسرحي بشير ملا نواف عن مراحل ظهور المسرح.
حضر المحاضرة التي ألقيت بمركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة قامشلو عدد من الكتّاب المسرحيين والمهتمين بالمسرح.
واستعرض ملا نواف بشكل موجز تاريخ نشوء المسرح، لافتاً إلى أن تاريخ المسرح كجنس أدبي بدأ قبل نشوء المسرح بشكل رسمي.
وربط تاريخ الفن بشكل عام بتاريخ البشرية. وقال ملا نواف "عندما كان الرجال يعودون إلى أسرهم من رحلات الصيد، يجرون محاكاة لما جرى معهم خلال عملية الصيد"، مشبّهاً تلك المحاكاة بالأداء المسرحي.
ثم انتقل للحديث عن المسرح الإغريقي في القرن الـ 7 قبل الميلاد وكيف تطور في الريف وانتقل إلى المدن، والجمهور الكبير الذي جذبه هذا الفن.
وأشار ملا نواف إلى أن التاريخ الرسمي للمسرح يعود إلى الإغريق، لكنه أوضح أن ملحمة كلكامش أقدم من مسرحية "إلياذة" للكاتب الإغريقي هوميروس، تاركاً الباب مفتوحاً أمام التطورات العلمية وخاصة في مجال البحوث الأثرية التي ربما قد تكتشف تاريخاً أقدم للمسرح.
في حوالي الساعة 12:30 عرضت مسرحية "والثلج أيضاً يتألم" التي ألفتها ساريا كولان ومتين آور وأخرجتها أيضاً ساريا كولان، وأدتها فرقة المسرح التابعة لحركة الهلال الذهبي لثقافة المرأة.
والمسرحية مستوحاة من مسرحية "لغة الجبل" للكتاب هارولد بنتر.
كتب بنتر هذه المسرحية بعد مرور ثلاث سنوات على رحلته التي قام بها هو وآرثر ميللر إلى تركيا عام 1985 بدعم من منظمة العفو الدولية وتكليف من الجمعية العالمية PEN وهي جمعية عالمية تهتم بشؤون الشعراء والكتّاب المسرحيين والروائيين، والنقاد والصحفيين، للتحقق من الأوضاع السيئة التي كان يقاسيها الكتّاب في تركيا. حينها أقيم حفل في السفارة الأميركية على شرف الكاتب آرثر ميللر، تقدم فيه بنتر لإلقاء كلمة تتضمن معاناة الكتّاب ومعارضي الرأي في تركيا من إذلال إنساني وتعذيب جسدي في سجون تركيا.
كانت الكلمة غير متوقعة وقد أثارت حينها صدمة عنيفة لشخصية السفير الأميركي مما دفعه إلى طرد هارولد بنتر من الحفل أمام مرأى الجميع.
مسرحية "والثلج أيضاً يتألم" بدأت بمشهد لنساء ورجال وأطفال واقفين في جو بارد والثلوج تغطي الأرض أمام أحد بوابات السجون التركية.
خلال الحوار الذي يجري بين امرأتين، يجري تسليط الضوء على عمليات التهجير التي تعرض لها الكرد في منطقة بوتان في شمال كردستان بعدما ما أحرقت السلطات التركية الفاشية قراهم.
وبعد انتظار طويل أمام بوابة السجن، يُسمح لأم سبعينية بالدخول للقاء ابنها الذي على ما يبدو أنه ثائر ضد الدولة التركية الفاشية وبعد الكثير من العراقيل وفرض التحدث باللغة التركية على الأم الكردية التي لم تنطق خلال سبعة عقود من عمرها إلا لغتها الكردية. خلال اللقاء أيضاً لا يسمح للأم وابنها بالتحدث باللغة الكردية ويتعرضان للضرب والشتم على يد حراس السجن.
ولا تكتفي المسرحية بإلقاء الضوء على هذا الجانب من الإنكار الذي يطال الكرد في شمال كردستان، بل يتناول القمع والإنكار المُطبق بحق الكرد في الأجزاء الأخرى من كردستان.
وفي المشهد الأخير، تظهر 4 نساء خلف قضبان حديدية، وتتحدث إحداهن وتقول أنا زينب جلاليان، وتؤكد أنها ستقاوم من أجل الحرية، وتقول أخرى أنا "غريبة جيزار" والدولة التركية قتلتني، وأخرى تؤدي دور شاديا ماناب السجينة في تركيا حتى الآن ونودم دوراك هي أيضاً لا تزال سجينة.
من خلال تلك الشخصيات تسلط المسرحية الضوء على عمليات التعذيب في السجون التركية بحق جميع الثوريات والثوريين، ومن خلال شخصية زينب جلاليان تلفت الانتباه إلى التعذيب والاضطهاد بحق الكرد من قبل الدولة الإيرانية.
وفي نهاية المسرحية، تكسر زينب جلاليان القضبان وتحرر بقية السجينات وسط ترديد شعارات " Jin Jiyan, Azadî المرأة، الحياة، الحرية" التي تفاعل معها الحاضرون الذين ملأوا كراسي وجنبات مسرح مركز محمد شيخو للثقافة والفن.
أما المسرحية الثانية التي عرضت اليوم، كانت بعنوان "الدراويش يبحثون عن الحقيقة" للمؤلف الراحل مصطفى الحلاج وإخراج أحمد شحادة.
وأدى المسرحية 10 ممثلين وممثلات وهم أعضاء في فرقة المسرح التابعة للمركز الثقافي في منبج، التي تشارك للمرة الأولى في مهرجان الشهيد يكتا هركول.
وتتناول المسرحية موضوعاً اجتماعياً، وتحذر من خلال رسالتها من إطلاق الأحكام المتسرعة بحق الأشخاص والتأني قبل الحكم على الناس.