أمضت زهرة دوغان ما يقرب من ثلاث سنوات في السجون التركية وقامت بتهريب أعمالها كملابس متسخة. وقد سُجنت زهرة دوغان لتصويرها مدينة كردية دمرها الجيش التركي.
وقالت صحيفة الجارديان في تقرير لها اليوم"سلطت فنانة منفية قضت ما يقرب من ثلاث سنوات في السجن في تركيا، الضوء على النسوية الكردية من خلال معرض جريء للأعمال التي أبدعتها أثناء وجودها خلف القضبان."
وكانت زهرة دوغان من بين آلاف الأشخاص الذين تعرضوا للاعتقال والاحتجاز في تركيا منذ محاولة الانقلاب المزعون عام 2016 ضد حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان. والمعتقلون متهمون إما بدعم حركة غولن، التي يُلقى عليها باللوم في تدبير "الانقلاب الفاشل"، أو حزب العمال الكردستاني (PKK)، وكلاهما محظور في تركيا.
وسُجنت بسبب لوحة تصور بلدة في كردستان دمرت في عملية عسكرية تركية بعد انهيار محادثات السلام بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني في عام 2015.
أدت اللوحة، إلى جانب عملها كصحفية، إلى عقوبة بالسجن لمدة عامين وعشرة أشهر بتهمة "الدعاية الإرهابية والتحريض على الكراهية".
وعند إطلاق سراحها العام الماضي ، غادرت الفتاة البالغة من العمر 31 عامًا البلاد وتخشى ألا تتمكن من العودة.
وقالت زهرة: "في السجن ، كان لدي خياران: إما أن أقبل ذلك، وأن أتذمر، أو أن أحاول الاستمرار في فنّي كوسيلة للمقاومة".
وتابع التقرير "لطالما وجد الكتاب الأتراك والكرد أصواتهم في السجن ، بينما تأثرت أعمال الفنانين التشكيليين المنقطعين عن المواد والوسائط الخاصة بفنهم. ومع عدم وجود ورق ، استخدمت دوغان الصحف والورق المقوى والملابس كقماش. بالنسبة للطلاء، وجدت أن الأعشاب المسحوقة الخضراء لونا، واللفت كان بديلاً للأرجواني، ويمكن استخدام الرمان أو دم الحيض للأحمر. ويشكل قلم الحبر الأزرق ورماد السجائر وبقايا القهوة والفلفل والكركم جزءًا كبيرًا من لوحة ألوان السجن".
والنتيجة هي سلسلة مذهلة من الأعمال التي تم تهريبها من زنزانتها كملابس قذرة، وهي معروضة الآن في معرض Kıraathane24 في اسطنبول باعتبارها "غير معتمدة بعد"، وذلك في أول معرض فردي لها في تركيا. وعلقت الصحيفة بالقول " لاقى المعرض استحسان النقاد والجمهور. لكن على الرغم من نجاحه ، لا يزال الفن الكردي في تركيا يكافح لإيجاد منصة."
واختتمت الجارديان بتصريحات زهرة دوجان "الكرد يناضلون من أجل حقوقنا منذ 100 عام. يختار البعض القتال بالسلاح. نحن بحاجة إلى تعلم القتال من خلال وسائل أخرى. بالنسبة لي، إنه الفن".
وفي مقال سابق حول تجربتها قالت دوجان في صحيفة اندبندنت البريطانية "بينما وصفوني بالإرهابية في تركيا، عُرِضت صوري في عدد من الدول الأوروبية. ورُشّحت لجوائز دولية من دون علمي، وفزت ببعضها. أما الصورة التي اعتبرتها المحكمة "تجاوزت حدود النقد الفني"، فعرضها الفنان بانكسي على جدار في نيويورك. وطالبت منظمات دولية كثيرة وفنانون عالميون كثر بإطلاق سراحي وسلطوا الأضواء على الصحافيين المسجونين في تركيا. فانتشرت أعمالي وكلماتي، التي سعت السلطات إلى إسكاتها وفرض رقابة عليها، وبلغت أصقاع المعمورة نتيجة هذا القمع. وتلقّيت رسائل مشجّعة وبطاقات بريدية من بلدان مختلفة، ومن العسير أن أصف بالكلمات الأمل الذي مدّني به كل حرف كُتِب."