الخبر العاجل: الاحتلال التركي ومرتزقته يستهدفون قرية بينة في عفرين المحتلة

ألحان منسية مزجها فنانون عرب وكرد لإحياء فلكور المكونات

يجسد فنانون من مناطق شمال وشرق سوريا التكاتف والتآخي بين المكونات، من خلال الألوان الغنائية الفلكلورية التي تحاكي خصوصية كل مكون، ومزجها بعد سنوات من التهميش في المجتمع الموسيقي.

منذ مئات السنين تعيش كافة المكونات بجوار بعضها البعض، يتبادلون العادات والتقاليد والألوان الغنائية، ولكن بعد انتشار الفكر القومي في العالم عموماً، وفي الشرق الأوسط خصوصاً، بدأ يتراجع التآلف والتآخي بين المكونات.

 

كربيت خاجو (1907 -2005)، مثلاً، هو فنان يغني مواويل شعبيّة باللغة الكردية، ولكن كربيت، الذي عاش تقريباً قرناً من الزمن، لم يكن من أصل كردي، بل هو أرمني، كبر في قرية كردية أنقذته من الإبادة.

كما أنّ هنالك معلومات من مصادر متنوّعة تشير إلى أن صداقة قوية جمعت بين الفنان الكردي المشهور تحسين طه (1941 -1995)، والفنان فريد الأطرش (1910 -1974)، إذ تتلمذ تحسين طه على يد فريد لفترة من الزمن.

وعانى الفنانون في سوريا عموماً وشمال شرق سوريا خصوصاً من تهميش وكبت لمواهبهم، وذلك بسبب الحروب والصراعات الدامية التي دفعت المئات من الفنانين والهواة للخروج من مدنهم وقراهم خشية الاعتقال.

وبعد تحرير مناطق شمال وشرق سوريا من التنظيمات الإرهابية "داعش"، على يد قوات سوريا الديمقراطية، بدأت ملامح المجتمع الموسيقى بالظهور تدريجياً، من خلال المراكز الثقافية وتُنشط الواقع الثقافي المندثر.

وتم العمل على عدة أعمال غنائية فنية جمعت كافة المكونات تحت سقف واحد تحت اسم "ألحان منسية، أصالة الروح"، ناهيك عن المشاركة في المهرجانات والفعاليات التي تُقام في المنطقة، وسط دعم جمهوري يدفعهم للمضي قدماً.

وتحدث الفنانان أحمد العمر من المكون العربي وفرهاد ملا من المكون الكردي، لوكالة فرات للأنباء(ANF)، عن تجربتهما بمزج الأغنية العربية والكردية، ووصفوها بـ اللوحة الفسيفسائية التي جسدت أخوة الشعوب والعيش المشترك.

وقال العضو في مكتب الموسيقا في مركز الثقافي في الرقة، أحمد العمر، "مزيج الأغاني العربية والكردية غنية ومتكاملة، وهناك قامت غنائية من كافة المكونات اندثر إثر الحروب والصراعات التي مرت بها البلاد منذ أعوام مضت".

مضيفاً "المزيج والدمج بين الأغنية العربية والكردية له رونق خاص، حب التشاركية في العمل جعلنا نواظب على الغناء مع كافة المكونات، من عربي وكردي وسرياني وأشوري".

واشار، أحمد العمر، "تم إعداد أغاني مصورة تحت اسم "ألحان منسية، وأصالة الروح" بمشاركة كافة المكونات في شمال وشرق سوريا، ولاقى صدى كبير على المستوى المحلي والعالمي".

وأبدى، العمر، فرحه وسروره لمشاركته مع الفنانين من باقي المكونات، لافتاً "لم نكن نستطيع الغناء مع باقي المكونات في السنوات الفائتة وفي الوقت الحالي نتشارك بالأعمال الفنية".

وبدوره قال العضو في مكتب الموسيقا في المركز الثقافي بالرقة، الفنان فرهاد ملا من كوباني، "نعمل على المزج بين الأغنية العربية والكردية الفلكلورية، ومزجنا تلك الأغاني في مهرجان الطبقة، والملتقى الدولي في جامعة الشرق".

ولفت، فرهاد الملا، "تغنى الألوان الكردي والعربية والأشورية والتركمانية والشركسية منذ آلاف السنين، والسياسات كانت تعمل على تفرقة المجتمع الموسيقي تحت مُسميات مختلفة، وألحان الفراتية والكردية متجانسة فيما بعضها، حيث لا يوجد فرق بين الأغنية العربية والكردية".

واختتم، فرهاد ملا، "يوجد إقبال كبير من أهالي مدينة الرقة على آلة البزق الكردية، حيث أصبح هناك تشاركية بين الآلات العربية والكردية، حيث العربي يعزف على آلة البزق والكردي يعزف على العود، حيث جسدت الألوان الغنائية من كافة المكونات في شمال وشرق سوريا لوحة فسيفسائية جميلة".