البحث عن "الطير الحر" في سوريا .. رحلة طويلة وهواية شاقة

ينطلق فيصل الماجد في رحلة فريدة من نوعها مع مجموعة من أًصدقائه المحبين لهذه الهواية باحثين عن "الطير الحر"، فيما يتقن تتبع الطائر في سوريا منذ سنوات حباً لهذه المهنة.

وعلى مدار 3 أشهر يبحث الهواة عن الطائر الحر (وهو وصف يشمل أنواعاً متنوعة من الصقور والشاهين)، حاملين معهم احتياجات الصيد ومن أهمها الطعم والشبك والمنظار لتتبع الطيور القادمة من تركيا وروسيا عابرة أجواء البلاد، إضافة إلى الطعام والشراب لتزويدهم بالطاقة خلال الرحلة الشاقة.

وتبدأ رحلة الصيد ضمن فترة زمنية تمتد ما بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني، وهي المدة التي تهاجر بها الطيور الجارحة نحو الجنوب الدافئ مروراً بأجواء سوريا.

وتتسم مهنة صيد الصقور بشعبية واسعة في مناطق شبه الجزيرة العربية, كونها تجلب لأصحابها أرباحاً فضلاً عن حبهم لهذه الهواية التي جعلتهم يواظبون عليها كل عام.

وتعدّ صفات الطائر من أهم العوامل لتحديد قيمته الشرائية، حيث هناك صفات عالمية لشراء الطائر مثل العمر وسلامة جناحيه ونظره وطول الريش وتناسق قطر جسمه مع طوله.

وبرفقه العربات القادرة على تحمل الطرق الوعرة، يتجه الهواة نحو "المقناص" وهي التسمية الشعبية التي تُطلق على ساحة الصيد التي يتم فيها ملاحقة الطيور الجارحة.

ويروي فيصل الماجد من قرية العبارة عن حبة لهواية "المقناص" منذ سنوات، والتجهيزات والاحتياجات من الشبك والطعم لرحلة شاقة وطويلة خلال شهر أيلول من كل عام.

وعن طريقة صيد طير الشاهين يتحدث فيصل الماجد "يتم ربط "الكوسيه" فرخ الشاهين، من قدمه بخيط طويل، ويلتف حول المخالب شبك، في حين رؤية الطائر الحر يحرر الخيط ليراه الطائر لينقض عليه ويطرحه أرضاً، وإذ فشلت المحاولة، يتم إطلاق طائر الحمام المدجج بالشباك، ليحكم القبضة على مخالب الطائر الحر، فيما يُثقل الطائر ويطرح أرضاً ليستقبله  الصيادون بعرباتهم بعد تتبع الطائر عدة أمتار".  

وحول مميزات الطائر تحدث فيصل الماجد "يمتاز الطائر بطول جناحيه وقوامه البدني ولونه المآل إلى الزراق، ويتراوح طوله البدني ما بين 16 إلى 18 متراً، ويطلق عليه طائر الشاهين".

واختتم فصيل الماجد حديثه "يهاجر طير الشاهين من الشمال إلى الجنوب، من روسيا وتركيا ومغوليا و أوروبا عابراً شبه الجزيرة العربية وصولاً إلى الجنوب حيث المناطق الأكثر دفءً ليبدأ موسم الصيد في مناطق مختلفة في العالم.