مناورات الأسد المتأهب تنطلق في الأردن.. دلالات وأهداف

وسط ظروف إقليمية استثنائية، أعلن الجيش الأردني، يوم الأحد الفائت، انطلاق تدريبات "الأسد المتأهب" العسكرية متعددة الجنسيات.

أتى انطلاق مناورات الأسد المتأهب في المملكة الأردنية بمشاركة قوات برية وبحرية وجوية من 33 دولة عربية وأجنبية، تتخللها عمليات حول مكافحة الارهاب وتهديدات الطائرات المسيّرة وأسلحة الدمار الشامل، ويشير خبراء إلى أنها تستهدف كذلك التدريب على مواجهة عصابات تهريب المخدرات.

وقال العقيد مصطفى الحياري مدير الإعلام العسكري في الجيش الأردني في مؤتمر صحفي إن التمرين الذي بدأ يوم الأحد سيستمر على مدار 12 يوماً حتى 23 من الشهر الحالي بمشاركة قوات برية وبحرية وجوية من 33 دولة متحالفة بينها 10 دول عربية و22 دولة أجنبية بالإضافة إلى الأردن، ويهدف إلى مجابهة تهديدات العصر المستجدة والعابرة للحدود.

وأضاف أن التدريبات تهدف إلى مواجهة تهديدات التنظيمات الإرهابية والجماعات والكيانات المسلحة الداعمة لها وانتشار الطائرات المسيّرة وأسلحة الدمار الشامل البيولوجية والكيمياوية والنووية والصواريخ ذات المديات المختلفة، فضلاً عن الاستجابة للكوارث البشرية والبحث عن المتفجرات.

دلالات رئيسية

لا يتوفر وصف.

في هذا السياق، يقول المحلل السياسي الأردني خالد شنيكات، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن هذه المناورات تجرى بشكل سنوي منذ 2018، وهي سنوياً تقريباً في نفس الموعد، وبحكم العلاقة بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية دفاعية وما يتبع ذلك تجري عمليات مناورات وتدريبات تتعلق بالتعريف بمواجهة التحديات.

وأوضح أنه – على سبيل المثال – خلال الحرب على الإرهاب كان التحدي هو الإرهاب والمنظمات الإرهابية، فكانت هناك تدريبات على مواجهة تلك المنظمات، وكانت التدريبات لمواجهة منظمات المخدرات، مؤكداً أن الهدف منها تقوية العلاقات بين المؤسسات الأمنية ورفع كفاءتها، فالهدف الأساسي للمناورات رفع الكفاءة والقدرات والتجهيزات.

وأضاف أن المناورات تهدف كذلك إلى تعزيز العلاقات بين الدول المشاركة فيها، والتعرف على أحدث الأسلحة والتكنولوجيا المستخدمة فيها، وخصوصاً الحروب في مواجهة الفواعل من غير الدول، وهي تضم كل الدول الحليفة مثل فرنسا وبريطانيا وأمريكا ودول عربية مثل السعودية ومصر، وجميع هذه الدول تشارك فيها وتستخدم فيها أحدث الأسلحة والتدريبات، لمواجهة مختلف التهديدات سواء كانت فعلية وقائمة أو تلك المتوقعة.

ويؤكد "شنيكات" أن الغرض الرئيسي منها اكتساب الخبرات وتقوية النظام الأمني ونقل تلك الخبرات، وهذا ما يجري عادة، لا سيما – كما أشرت – فيما يتعلق بمواجهة التحديات مثل الجماعات الإرهابية أو جماعات الجريمة العابرة للحدود والمنظمات التي تعمل في تجارة المخدرات وغيرها من التحديات.

وعلى مدار الفترة الماضية، كانت مسألة تجارة المخدرات خصوصاً العصابات التي تستخدم الحدود السورية واحدة من الأمور الأمنية الرئيسية التي تؤرق الأجهزة والمؤسسات الأمنية في المملكة الأردنية الهاشمية، وقد ترجم ذلك في أكثر من اشتباك على الحدود مع تلك العصابات التي سقط ضحيتها عناصر من القوات المسلحة الأردنية.

ومن المشاركين في هذه المناورات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا والنرويج وبولندا واليونان ورومانيا وقبرص وكندا واليابان واستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا وباكستان ومصر والسعودية والعراق والإمارات والبحرين واليمن والمغرب ولبنان والكويت وكازاخستان وكينيا وكوسوفو.

لا يتوفر وصف.

بدوره، يقول حازم العبيدي المحلل السياسي العراقي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء، إن مناورات الأسد المتأهب قد تبدو روتينية، لكنها بالتأكيد تأتي هذه المرة وسط ظروف وتحديات إقليمية صعبة، لا سيما ما يجري في قطاع غزة، على نحو يخلق حالة من التوتر الأمني الكبيرة لدى دول المنطقة.

وأضاف "العبيدي" أن الوضع في قطاع غزة أفرز إشكاليات أمنية تتعلق بمحاولات بعض الفصائل في المنطقة اختراق حدود بعض الدول لتنفيذ عمليات بعضها يقال إنها لاستهداف القوات الأمريكية، وبعضها يقال إنها لاستهداف إسرائيل، وهنا عادة ما تكون هناك أجواء مشجعة لبعض التنظيمات الإرهابية على النشاط، ومحاولة استغلال الوضع لشن هجمات، أو تنفيذ بعض المخططات ضد الدول، وإعادة إنتاج ذاتها.

ولفت "العبيدي" إلى أن تنظيم داعش الإرهابي – على سبيل المثال – يحاول بشتى الطرق استغلال الوضع الحالي من أجل الانتعاش والتعافي مجدداً، وهناك هجمات متعددة ينفذها التنظيم مستغلاً حرب غزة لمزيد من الاستقطاب والتجنيد، على نحو حذر منه عدد من التقارير من بينها تقارير تعود إلى وكالة المخابرات الأمريكية المركزية (CIA).

وفي ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء، يشير المحلل السياسي العراقي إلى إشكالية تجارة المخدرات القادمة من سوريا، والتي تشير عدة أدلة إلى أن هذه العصابات على صلة بنظام بشار الأسد، وربما بعض المليشيات الموالية لإيران التي تريد ضرب استقرار الأردن، مؤكداً أن المناورات بالتأكيد لها بعد مرتبط بهذه التحدي الأمني.

وأجريت آخر مناورات لـ "الأسد المتأهب" في الفترة بين 4 و15 سبتمبر من عام 2022 بمشاركة 1700 عسكري أمريكي و2200 عنصر من القوات المسلحة الأردنية و400 عنصر من نحو 27 دولة عربية وأجنبية.