صالح مسلم: رئيس تركيا يريد القضاء على الكرد أينما كانوا

لا تزال ردود الأفعال تتواصل بشأن فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانتخابات الرئاسة، خصوصا بين الأوساط الكردية، من هم داخل تركيا أو من هم خارجها في شمال سوريا وشمال العراق.

وفي السياق أشارت صحيفة "ذي أيريش تايمز" إلى أنه في الانتخابات الرئاسية التي جرت على مرحلتين الشهر المنصرم، صوت الكرد في تركيا بأغلبية ساحقة لصالح كمال كليجدار أوغلو مرشح تحالف المعارضة، إذ يشكل الكرد في تركيا 20 في المائة من السكان. وخلال حملته الانتخابية، أذكى أردوغان القومية العرقية التركية من خلال تحذيره مما أسماه كذبا الارتباط "الإرهابي" للسيد كيليجدار أوغلو، الذي كان مدعومًا من حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للكرد، والذي يزعم أردوغان أنه مرتبط بحزب العمال الكردستاني.

ونقلت الصحيفة تصريحات عن الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم والذي قال إن الكرد "يجب أن يكونوا مستعدين لجميع السيناريوهات الممكنة، إذ تستند خطة أردوغان إلى القضاء على الكرد في كل مكان، بما في ذلك الكرد السوريين إذا وجد الوسيلة". وقد أعلن أردوغان مرارًا عن نيته مهاجمة وحدات حماية الشعب  (YPG) التي يدعي إنها فرع من حزب العمال الكردستاني.

ولفتت الصحيفة الإيرلندية الشهيرة، إلى أن وحدات حماية الشعب، قادت قوات برية لحملة 2017-2019 لطرد تنظيم داعش الإرهابي من شمال سوريا، ومنذ ذلك الحين أنشأت وحدات حماية الشعب إدارة ذاتية في منطقة تشكل 25 في المائة من الأراضي السورية.

ويشكل الكرد وفق الصحيفة أقلية في سوريا، فيما تحتوي المنطقة التي أنشأوا عليها الإدارة الذاتية حقول النفط والغاز التي زودت سوريا، قبل اندلاع الحرب في عام 2011، باحتياجاتها من الطاقة والمنتجات البترولية للتصدير.

ورقة اللاجئين وصفقة محتملة مع بشار

وذكرت الصحيفة كذلك أن أردوغان تعهد بإنشاء "منطقة آمنة" بعرض 30 كم على طول الجانب السوري من الحدود حيث يريد إعادة توطين مليون من 3.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا بتلك المنطقة، فيما يخشى الكرد من أن تؤدي العمليات العسكرية التركية إلى إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من الحدود واستبدال المدنيين الكرد باللاجئين العرب السوريين.

وبشأن ورقة اللاجئين، يقول عمر رأفت الباحث في الشأن التركي، لوكالة فرات للأنباء، إن أردوغان كان واضحا خلال حملته الانتخابية بخصوص عودة اللاجئين السوريين، وبالفعل بدأت تركيا في بناء بيوت (مستوطنات) لكي يتم إعادة السوريين إلى المناطق التي تحددها "أنقرة".

وشدد "رأفت" على أن توجهات السلطة التركية بشأن اللاجئين السوريين في الفترة الحالية والتي ظهرات خلال الانتخابات الأخيرة أثارت حالة جديدة من الضبابية بشأن مستقبلهم، ما دفع كثيرين إلى التساؤل عما إذا كان سيتعين عليهم بدء حياة جديدة مرة أخرى، بعد فرارهم من حرب دامية في وطنهم.

مخاوف من صفقة بين بشار الأسد وأردوغان

كما يخشى كرد سوريا من أن أردوغان قد يتصالح مع رئيس حكومة دمشق بشار الأسد الذي يمكن إقناعه بقمع وحدات حماية الشعب، مقابل الانسحاب التركي الكامل من سوريا، حيث تقول الصحيفة إن أردوغان ضغط قبل الانتخابات التركية لعقد قمة مع بشار الأسد.

فيما رفض الأسد في المقابل هذا اللقاء قبل إجراء محادثات تضمن رحيل تركيا من الأراضي التي تحتلها، لكنه سمح لوزيري دفاعه والخارجية بلقاء نظرائهم الأتراك، أما بالنسبة لبشار الأسد، قد تكون المصالحة صعبة لأن تركيا كانت الأولى بين القوى الخارجية التي قامت بتجنيد وتدريب وتسليح الميليشيات للإطاحة بالحكومة السورية.

وذكرت الصحيفة أن الكرد السوريين بدورهم دعوا لمحادثات مع بشار الأسد، في وقت تعززت قدرة رئيس حكومة دمشق على التفاوض والمحادثات مع الكرد وأردوغان بعد إعادة تأهيل دمشق هذا الربيع من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر وتونس، خصوصا عبر إعادة بشار الأسد لجامعة الدول العربية، وكلها قطعت أو قلصت العلاقات الدبلوماسية رداً على حملة الأسد القمعية لعام 2011 ضد الاحتجاجات.