هجوم "كالسو".. هل تستنسخ إيران نموذج المواجهة في سوريا داخل العراق؟
فتح الهجوم الغامض على قاعدة كالسو العراقية، حيث مقر للحشد الشعبي، تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل خلفه، وما إذا كانت تل أبيب قد تستنسخ نموذج المواجهات بسوريا في الأراضي العراقية.
فتح الهجوم الغامض على قاعدة كالسو العراقية، حيث مقر للحشد الشعبي، تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل خلفه، وما إذا كانت تل أبيب قد تستنسخ نموذج المواجهات بسوريا في الأراضي العراقية.
وقعت قبل أيام انفجارات غامضة في قاعدة كالسو، مساء السبت الماضي، التي تضم مقرًا للحشد الشعبي العراقي وقطعات من الجيش العراقي، ما أسفر عن مقتل أحد منتسبي الحشد وسقوط عدد من المصابين بينهم منتسبين للجيش، وتم التأكيد أنه نتج عن هجوم صاروخي وليس بالمسيرات.
وقد جرت العادة أن يكون أي استهداف لمقرات الحشد الشعبي العراقي من فعل الولايات المتحدة الأمريكية، أو إسرائيل في مرات أخرى، وقد تصاعد الوضع منذ بدء تل أبيب هجماتها على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الأمر وارد
عن إمكانية استنساخ مواجهات سوريا في العراق، يقول الدكتور عبدالكريم الوزان الأكاديمي والكاتب الصحافي العراقي، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن إسرائيل بالفعل يمكنها نقل المواجهات مع إيران إلى الأراضي العراقية وتطبيق النموذج السوري، وسبق أن قامت بذلك بالفعل كما تفعل داخل الأراضي السورية.
وأضاف الوزان أن العراق وسوريا أول نموذجين للتطبيق المشترك لما تقوم به تل أبيب وطهران، بل ويمكن أن يتطور الوضع داخل الأراضي العراقية، إذا زادت الفصائل المسلحة الموالية لطهران من ضرب الأهداف الإسرائيلية والأمريكية.
وأعرب الكاتب الصحافي العراقي عن قلقه إزاء أن تتسبب تلك الممارسات، إذا توسعت، في حرب إقليمية، معتبراً أن هناك صعوبة أن يكون في العراق جبهة كلبنان، لأن العراق محاذ لإيران، ما يعني أن الحرب إن وقعت فإنها تكون في الأراضي الإيرانية.
وعن موقف الحكومة العراقية وما يجب أن تقوم به، تسائل المحلل السياسي العراقي، مستنكراً، عما يمكن أن يطلب من حكومة صنعتها وجاءت بها إيران، مشدداً على أن حكومة بغداد عاجزة ومرتبطة بالنظام الإيراني وتوجيهاته، وبالتالي إذا أردنا أن نقول ماذا يجب أن يفعل العراق فعلينا أن نسأل إيران.
نتائج التحقيق
وأعلنت لجنة تحقيق عراقية، جرى تشكيلها عقب الواقعة، أن قاعدة كالسو لم تُستهدف بطيران حربي أو مسيّر، لكنها أقرت ضمناً أن الموقع انفجر بهجوم صاروخي، كما أشارت إلى أنه كان يضم 3 مواد تستخدم في صناعة المتفجرات.
وأكدت اللجنة العسكرية العثور على بقايا صواريخ متناثرة لخمسة صواريخ تبعد 150 متراً عن مكان الحادث، وأن حجم الحفرة، التي أحدثها الانفجار، يؤكد حدوث انفجار ضخم جداً لأسلحة ومواد شديدة الانفجار كانت موجودة في المكان.
مواجهة مرشحة للتصاعد
بدوره، يقول الدكتور محمد محسن أبو النور رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، في حديث لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن المواجهات انتقلت بالفعل إلى الأراضي العراقية، في أعقاب الهجوم الذي طال برج 22 من قبل وأسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة آخرين.
وأوضح إن إسرائيل بعد تلك الواقعة حاولت أن تقيم مناطق نفوذ لها في الأراضي العراقية، وفق الإعلام الإيراني، وبنت مقرات وقواعد استخباراتية، وعلى هذا النحو يمكن القول إن المواجهة بين إسرائيل والجماعات من غير الدول الوكيلة لإيران موجودة.
وتوقع أبو النور أن تتصاعد تلك المواجهات في الأيام المقبلة، بسبب عدم قدرة تل أبيب على الرد على الهجوم الإيراني بالمسيرات والصواريخ داخل الأراضي الإيرانية، وبالتالي فإنها ستعمل على الرد من خلال خصم النفوذ الإيراني عن طريق مهاجمة الجماعات الموالية لطهران في كل من سوريا والعراق واليمن.
وعن الموقف الأمريكي، يقول رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية إن الولايات المتحدة تدرك أن إيران لديها استراتيجية لإخراج واشنطن من الشرق الأوسط بأي ثمن، ولكن عن طريق حرب استنزاف، تكون فيها في النهاية الولايات المتحدة مجبرة للخروج، ولكن عن طريق حرب استنزاف يكون فيها الجانب الأمريكي مجبر على سحب قواته مثلما حدث في الصومال وفيتنام.
واعتبر أن الإيرانيين دخلوا مع الولايات المتحدة حرب استنزاف، لتكبيدها أكبر خسائر ممكنة، لتكون بعد تلك الخسائر في وضع لا يسمح لها بالاستمرار في الإقليم، ولهذا واشنطن ستلجأ إلى قرارات صارمة للبقاء في الشرق الأوسط إن كانت جادة ولا تنوي تركيز وجودها في منطقة جنوب شرق آسيا فقط.
ورغم أن الهجمات التي تطال مقرات الحشد الشعبي العراقي، يكون المعلن أنها من تنفيذ الولايات المتحدة، إلا أن هناك كثير من المراقبين في العراق يعتقدون أن تل أبيب هي التي تقف خلف كل الهجمات التي وقعت في السابق وليست واشنطن.