بعد وصول أسطولها للبحر الأحمر.. هل تحول الصين موازين القوى بالمنطقة
تحركت بكين بخطوة جديدة عسكرياً حيث توجه أسطولها نحو مياه البحر الأحمر مما يثير الجدل حول نوايا التنين الصيني في المنطقة.
تحركت بكين بخطوة جديدة عسكرياً حيث توجه أسطولها نحو مياه البحر الأحمر مما يثير الجدل حول نوايا التنين الصيني في المنطقة.
فاجئت الصين العالم بتحرك جديد في منطقة الشرق الأوسط وهو وصول الأسطول الصيني إلى البحر الأحمر، وهي الدولة التي نادراً ما تظهر انيابها العسكرية خارج حدودها، وتكتفي بالعلاقات الاقتصادية، مما يثير التساؤلات حول التغير الذي طرأ على النفوذ الصيني في المنطقة خاصة مع التحركات العسكرية الغربية في البحر الاحمر ردًا على هجمات الحوثيين والمصالح الاقتصادية الصينية الضخمة على الشاطئ الأفريقي للبحر الأحمر.
وكشف سلطان إلبان الباحث الموريتاني في الشأن الأفريقي، أن صول الأسطول الصيني إلى البحر الأحمر يأتي بعد فتح الصين اول قاعدة عسكرية في عام 2017 بجمهورية جيبوتي الدولة الاستراتيجية في القرن الأفريقي، وتشير التوقعات إلى أن الصين تتجه فتح قواعد اخري في غينيا وهو خليج استراتيجي في مجال النفط والغاز، ويشهد تنافساً واستقطاباً عالمياً كبيراً، ولكنه يعاني من تحديات كبيرة، أبرزها القرصنة، ولذلك تتجه بعض الدول لنشر قوات عسكرية هناك.
وأكد "إلبان" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أنه قبل عدة أشهر، زار أسطول بحري تابع لجيش التحرير الشعبي الصيني نيجيريا وتعززت التكهنات أن هذه الزيارة النادرة مقدمة لتوجه بكين نحو إقامة قواعد عسكرية بغرب القارة الأفريقية.
وأضاف الباحث الموريتاني في الشأن الأفريقي، أن الصين التي توجد لديها أزيد من عشرة آلاف شركة عاملة بإفريقيا ولديها أكثر من مليون مهاجر صيني في القارة، أكثر من ربعهم يعملون في مبادرة الحزام والطريق، الهادفة إلى ربط الممرات الاقتصادية العالمية بالصين، باتت تسعى إلى تعزيز حضورها بالقارة عبر البوابة العسكرية، ويشمل ذلك تدريبات مشتركة بين قوات الشركاء الافريقيين وإقامة القواعد العسكرية وتصدير المعدات والأسلحة العسكرية بحيث يظل الحضور مقتصراً فقط على الابعاد الاقتصادية والتنموية.
وبين سلطان إلبان، أن النفوذ العسكري الروسي يأتي مع تنامي حضور حليفتها روسيا عبر المجال العسكري كما رأينا في دول منطقة الساحل الإفريقي، مثل مالي وبوركينا فاسو، والنيجر، ويرجح فرضية مساعي الصين لتعزيز حضورها عسكرياً بالغرب الإفريقي، احتدام التنافس على المنطقة، بالإضافة إلى التعاون العسكري الروسي مع مالي والنيجر وبوركينا فاسو، هناك الحضور العسكري الأمريكي في النيجر، وهناك أيضا الحضور العسكري التركي، خصوصاً في مسيرات البيرقدار، وهذا التنافس ربما يهدد المصالح الصينية بالمنطقة إذا لم تعزز تواجدها وتنوع مجالاتها الحضور.
بينما كشف بكري عبد العزيز، رئيس شبكة الصحفيين السودانيين المستقلين، أن وجود الأسطول الصيني في البحر الأحمر رد فعل على تحالف الازدهار الغربي، مبيناً أن هناك تغير في المشهد لأن مسألة القطب الأوحد انتهت في العالم.
وأكد "عبد العزيز" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن المنطقة تحتاج إلى التواجد الصيني، وذلك لأن الصين تشتغل بذكاء سياسي بحت، حيث تفرض نفوذ اقتصادياً، وتفرض استقراراً عسكرياً، كما أن الصين حليف استراتيجي للسودان، ويمكن أن تتعامل معها الخرطوم في كل المجالات، ومنها حماية المياه في منطقة البحر الأحمر.
وأضاف رئيس شبكة الصحفيين السودانيين المستقلين، يعد التحالف مع المعسكر الشرقي من مصلحة السودان في الفترة الحالية، وذلك لأن الدعم السريع كانت له تحالفات في الفترة السابقة مع روسيا، ولذلك التقارب والتحالف مع الصين مهم للجيش السوداني.
وبين بكري عبد العزيز، أن هذا التقارب يظهر في فتح سفارة للصين وفي الموقف الصيني بعد تحرير مبنى الإذاعة والتلفزيون السودانية في ام درمان.