أمين عام حراك 25 جويليه بتونس لوكالة "فرات": تطهير مؤسساتنا من الإخوان ضربة لـ"أردوغان"

يخوض الرئيس التونسي قيس سعيد معركة جديدة وخطيرة ضد حركة النهضة الإخوانية المدعومة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تتمثل في العزم على تطهير مؤسسات الدولة التونسية من التعيينات العشوائية التي تمت خلال فترة حكم الإخوان.

والأمر ليس متعلق بمسألة عداء مع من عينتهم الحركة في مؤسسات الدولية، لكن الإشكالية تكمن في أن كثيرًا منهم يفتقد إلى المؤهلات اللازمة لشغل تلك الوظائف، بل تمت التعيينات على أساس الولاء الحزبي للنهضة، كما تكمن الإشكالية الثانية في أن بعض هؤلاء يعملون على عرقلة سير العمل بالدولة لا سيما ما يتعلق بتنفيذ القرارات الرئاسية على النحو المطلوب.

حديث عن عشرية سوداء

فتح الصورة

في هذا السياق يقول ثامر بديدة الأمين العام لحراك 25 جويليه بتونس، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء، إن الوضع في تونس يستوجب تطهير البلاد من براثن تلك العشر سنوات التي أدارت فيها حركة النهضة الإخوانية السلطة والتي يمكن وصفها بأنها "عشرية سوداء"، مضيفًا أن التونسيين في انتظار هذا الأمر لاستكمال المسار الاجتماعي والسياسي الذي تشهده الدولة التونسية بعد الحراك الشعبي الذي أطاح بالنهضة.

وقال "بديدة" إن حراك 25 جويليه كان ضربة قاثمة لجماعة الإخوان ممثلة في حركة النهضة أو حلفائها والدول التي تدعمهم، وعليه فإننا ننتظر تنفيذ ما صرح به الرئيس قيس سعيد بتطهير البلاد والإدارة من كل التعيينات التي تطالها الشبهات خلال تلك العشرية السوداء، وبعض هذه التعيينات كانت في ولايات والمعينين فيها كانت تطاله اتهامات بالإرهاب وبعضهم عائد من بؤر التوتر، في إشارة إلى سوريا وليبيا.

ويؤكد الناشط السياسي التونسي أن تطهير مؤسسات الدولة من التعيينات التي قامت بها حركة النهضة الإخوانية مطلب رئيسي لدى حراك 25 جويليه، لأن هؤلاء هم الذين يعرقلون سير البلاد حاليًا، وهم من يؤججون الأزمات ويعرقلون كذلك الأوضاع المعيشية عبر احتكارهم المواد الأساسية والغذائية.

ويقول "بديدة" إن الأزمة التي تواجهها تونس هي نتائج تعيينات العشرية السوداء، فتونس تتحمل الآن قروضًا وتواجه إفلاسًا نتيجة نهب هذه القروض عبر تعيينات الحركة، ولا نزال نعاني من تبعات ذلك حتى الآن، ولكن المسألة حسمت وسيتم استكمال المسار وتطهير المؤسسات سيتواصل إلى حين استعادة الدولة التونسية كما كانت.

أردوغان وحملة التطهير

ويرى ثامر بديدة أن عملية تطهير مؤسسات الدولة التونسية من تعيينات حركة النهضة تشكل ضربة موجعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومخططاته التي تتمدد كذلك إلى الدولة الجارة ليبيا، فتطهيرالإدارة يعني التخلص من شوائب وأزلام الإخوان الذين لا يزالون حتى الآن يعرقلون عمل الدولة.

وأضاف أن تطهير الإدارة منهم يعني إنهاء الإخوان في تونس، وبالطبع أردوغان لا يزال لديه امتداد في الجارة ليبيا، لكن بتطهير دولتنا من الإخوان نكون قضينا على هذا الامتداد، وقضينا على كل المخططات الإخوانية وشوائها وأزلامها في البلاد.

مشروع التمكين

ويؤمن الإخوان بما يسمى التمكين، فأينما وجدوا يقومون بزرع عناصرهم أو الموالين لهم في مخنلف أجهزة الدولة، إلى جانب إقصاء الآخرين، وهو ما يجعلهم يستأثرون بعملية صنع القرار تقريبًا في تلك المؤسسات، وعرقلة أي ما يتعارض معهم، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بعملية التنفيذ.

ويرى مراقبون في تونس أن تعيينات الإخوان كانت كثير من تقاريرها تصب في مصلحة قطر وتركيا لا سيما ما يتعلق ببعض الاتفاقيات الاقتصادية التي منحت أنقرة قدرًا من الهيمنة على الاقتصاد التونسي، كما أن بعضها ارتبط بدور تلك التعيينات في تقديم تسهيلات للمقربين من الحركة فيما يتعلق ببعض الصفقات.