وثقت قوات الكريلا عملية حرق وتدمير طائرة مسيرة هجومية تركية في منطقة بنجوين بمحافظة السليمانية بإقليم كردستان، وتظهر صورها بوضوح أن أحد أجزاء الطائرة مصنوع في إسرائيل، وكانت هذه الطائرة هي الـ 19 التي تسقطها منظومة الدفاع الجوي في قنديل، وذلك رغم تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعادية لإسرائيل وما زعمته الحكومة التركية من أنها أوقفت التبادل التجاري بين الدولتين.
وتبين من المشاهد المصورة أن جزء من الطائرة المسيرة تم تصنيعه في إسرائيل والآخر في بولندا، ويأتي ذلك بعد تصريحات قوات تحرير كردستان أن هذه الأجزاء تأتي من دول أعضاء في الناتو لتزويد تركيا، وهو ما يتفق مع تقارير سابقة عقب حرب قرة باغ عام 2021، تحدثت عن أن تركيا استعانت بتكنولوجيا إسرائيلية في صناعة مسيراتها، وأبرزها أنظمة الاستهداف والتصوير وحاويات المقذوفات التي تصنعها شركات تتبع لشركة L3Harrisوهي شريك استراتيجي لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.
التعاون العسكري الاسرائيلي التركي
أظهرت بيانات هيئة الإحصاء التركية أنه في أول شهرين من عام 2024، صدّرت تركيا إلى إسرائيل ذخائر وأسلحة بقيمة مليونين و919 ألفا و58 ليرة تركية (90 ألف دولار)، كما بلغت قيمة صادرات البارود والمواد المتفجرة مليونا و940 ألفا و36 ليرة تركية (60 ألف دولار).
يسرد أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري في كتابه "أوجلان الزعيم والقضية"، مراحل التعاون العسكري بين أنقرة وتل ابيب، حيث التقت مصالح تركيا مع المصالح الإسرائيلية في فترة مبكرة، الأمر الذي دفعهما لعقد معاهدة سرية وقعها كل من بن جوريون رئيس الوزراء الصهيوني الأول، وعدنان مندريس رئيس الحكومة التركية، بعد انقشاع غبار العدوان الثلاثي على مصر، بهدف وقف انتشار النفوذ السوفيتي وقلب نظام عبد الناصر، بعد أن كانت تركيا قد أقدمت على الاعتراف بإسرائيل عقب مرور بضعة أشهر على إعلان الدولة مارس\آذار ١٩٤٩.
وأضاف، أنه في غضون تلك الفترة دعمت العلاقات بين الدولتين في كافة المجالات وارتقت إلى مستويات متقدمة، أما على المستوى الأمني فقد شهدت محطات من أبرزها التعاون في مجال الخبرات الفنية وصيانة الطائرات التركية الحربية في إسرائيل عام ١٩٥٦ على مصر، وكذلك توقيع اتفاقية الرمح الثلاث، بين كل من إسرائيل وتركيا وإيران التي نظمت عمليات التعاون والتدريبات وتبادل المعلومات الاستخبارية بين الدول الثلاث عام ١٩٥٨.
ويشير السياسي المصري إلى أنه ظلت العلاقات مع إسرائيل في نموها الحثيث، خاصة إبان الغزو الإسرائيلي للبنان، حيث تعاونت الدولتان في مواجهة الإرهاب، وتعاونت أجهزة المخابرات في الدولتين في برنامج مشترك، استفادت تركيا بواسطته من المعلومات التي تحصلت عليها إسرائيل حول الحركات الكردية والأرمنية والتركية المعارضة، التي تواجدت في لبنان قبل الغزو.
الاستعانة بالتكنولوجيا الإسرائيلية في مجال الطيران
وحول التعاون في مجال الصناعات العسكرية المتطورة والمسيرات، يقول بهاء الدين شعبان، إن تركيا كان لها الرغبة في التعاون مع إسرائيل والاستفادة من التكنولوجيا العسكرية المتقدمة التي تملكها، ومن خبراتها لمواجهة حركات للمعارضة اليسارية المسلحة، والحركات الثورية، مما دفع الدولتين لإنشاء الحلف العسكري التركي الإسرائيلي بعد زيارة الرئيس التركي سليمان ديميريل إلى إسرائيل، وحظي التحالف بدعم مبارك من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، رغم مخالفته لقرارات قمة المؤتمر الإسلامي عام ١٩٩٧.
ويعدد شعبان أشكال الاستعانة التركية بالتكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية لا سيما في المجال الجوي، حيث قامت إسرائيل بتطوير ٥٤ مقاتلة إف-٤ فانتوم لتحويلها إلى فانتوم- ٢٠٠٠ في صفقة قيمتها ٦٣٠ مليون دولار، وتحديث ٥٤ مقاتلة ف-٥ تايجر بقيمة ٣٠٠ مليون دولار، كما زودت المقاتلات التركية بأسلحة وذخائر إسرائيلية منها صواريخ جو- جو بايثون-٤ وصواريخ جو- سطح "بوباي' بل وقنابل "جيوتين" الموجهة بالليزر وقنابل "تال" العنقودية.
من التعاون في حرب غزة إلى المسيرات التركية
أصبح التعاون العسكري التركي الإسرائيلي مادة استهجان للشعب التركي خلال حرب غزة خاصة مع ظهور مقاطع فيديو وثقت مواد تركية مع الجيش الإسرائيلي في إطار حملته على غزة، مما أسقط القناع عن الرئيس التركي رجب وخطاباته المعادية لإسرائيل و المتضامنة مع غزة، وصولاُ إلى الكشف عن الأجزاء الإسرائيلية داخل المسيرات التركية.
يقول زيد الأيوبي المحلل السياسي الفلسطيني في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن التعاون العسكري التركي الإسرائيلي قديم وليس جديد، لأن تركيا هي أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل، كما أن وجد ملابس الجيش الإسرائيلي هو صناعة تركية، كما وثق العديد من النشطاء على السوشيال وجود عبوات غذائية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي مصنوعة في تركيا.
وأضاف، أن التعاون العسكري الإسرائيلي في صناعة المسيرات التركية ووجود قطع عسكرية إسرائيلية في المسيرات التركية هو أمر طبيعي، لأن التعاون العسكري بين الجانبين زاد بدرجة غير مسبوقة في عصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاصة وأن إسرائيل من أبرز دول العالم في صناعة التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وذلك دفع أردوغان للسماح للعديد من الشركات العسكرية الإسرائيلية باتخاذ من الأراضي التركية مقراً لها، كما أن أكبر رادار إسرائيلي للإنذار المبكر في تركيا.
ويشير السياسي الفلسطيني، أن أردوغان حصل عام 2014 عندما كان رئيس للوزراء على وسام الشجاعة من المجلس اليهودي الأمريكي، وذلك لما قدمه الرجل لخدمة إسرائيل والصهيونية، مما يؤكد أن أردوغان ما هو إلا جاسوس يعمل لصالح إسرائيل.