الاتفاق الأمني بين واشنطن والرياض.. هل يحول ملف التطبيع مع إسرائيل دون توقيعه
لا تزال المفاوضات مستمرة بين واشنطن والرياض حول التوصل إلى اتفاق أمني بين الدولتين، وسط مخاوف من أن يعرقله ملف التطبيع مع إسرائيل.
لا تزال المفاوضات مستمرة بين واشنطن والرياض حول التوصل إلى اتفاق أمني بين الدولتين، وسط مخاوف من أن يعرقله ملف التطبيع مع إسرائيل.
تحاول كل من السعودية والولايات المتحدة الأمريكية الوصول إلى اتفاق أمني مشترك بين الدولتين، مع إعلان الرياض وواشنطن الاقتراب من توقيعه، ولكن يقف ملف إسرائيل والتطبيع بين تل أبيب والرياض عائق للتوصل إلى الاتفاق، مما يفتح باب التساؤلات حول إمكانية الوصول إلى الاتفاق في ظل هذا العائق.
كشفت أورنيلا سكر، الصحافية اللبنانية المتخصصة في العلاقات الدولية والدراسات الاستشرافية، ومديرة موقع أجيال القرن الـ 21، أن الاتفاق الأمني بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تعيقه إسرائيل، وذلك لأن هذا الدفاع المشترك يمكن أن يشكل علاقة ثنائية بين واشنطن والرياض، خصم على مكانة إسرائيل، خاصة وأن إسرائيل بدأت تشعر أنها مهمشة في بعض القضايا في المنطقة، فما بالك باتفاقية دفاع مشترك بين الولايات المتحدة والسعودية سيعطي السعودية قيمة مضافة على حساب تل أبيب
وأكدت أورنيلا سكر في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن إسرائيل لا تريد أن تتجه الولايات المتحدة تجاه العرب أكثر وتكوين ثنائيات، خاصة السعودية زعيمة العالم الإسلامي، وأن تشكل بينها وبين أمريكا علاقة خاصة بمنأى عن إسرائيل، ويهدد أول شيء موضوع التطبيع ويقلص دور إسرائيل في المنطقة، لأن الأخيرة تراهن على انفتاحها على الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي، اقتصادياً وأمنياً ومعلوماتياً.
وأضافت الصحافية اللبنانية المتخصصة في العلاقات الدولية والدراسات الاستشرافية ومديرة موقع أجيال القرن الـ 21، أن الاتفاق بناءاً على الاعتبارات السابقة يهدد المصالح الإسرائيلية، وكان لتل أبيب تجربة مشابهة مع ما حدث مع إيران في الاتفاق النووي، والتي كانت معارضة على إبرام الاتفاق ولكنه تم في أيام أوباما، ورغم الغائها من قبل ترامب إلا أنه أكد على حسن علاقاته مع إيران وأهمية إيران بالنسبة لترامب.
وبينت أورنيلا سكر، أن تصنيف الحوثيين على لائحة الإرهاب هو موضوع يمكن أن يعالج في اتفاقية الدفاع المشترك مما يؤثر على علاقات معينة أخذت لحماية الأمن الخليجي والسعودية.
بينما كشف الدكتور أحمد شديد، أستاذ العلاقات الدولية الفلسطيني والباحث في الشأن الإسرائيلي، أن الموقف السعودي واضح بأنه لا يوجد ما تطلبه إلا بإحلال السلام وإحقاق الحقوق الفلسطينية، ولاحقاً عادت الولايات المتحدة الأمريكية إلى نفس الفكرة وعقدت مجموعة لقاءات مع ولي العهد محمد بن سلمان من أجل تثبيت فكرة التطبيع وصولاً إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين تل أبيب والرياض على قاعدة العدو المشترك الذي تروج له أمريكا وهو إيران.
وأكد "شديد" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن ما يقلق كل من أمريكا وإسرائيل هو تحول العلاقات من البرودة ثم الفتور وصولاً إلى السخونة بين السعودية وإيران، وأيضاً بين إيران ومصر، ولذلك تقوم واشنطن بترسيخ الفكرة الطائفية والشيعة والمد الشيعي وما حل بسوريا والعراق، وإعادة رسم العدو الإيراني الذي يهدد المصالح العربية في المنطقة.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية الفلسطيني والباحث في الشأن الإسرائيلي، أن التطبيع مع إسرائيل سيظل عائقاً لأي اتفاق أمني بين أمريكا والسعودية، لأن دولة بحجم المملكة لن تعلن عن خطوط حمراء وتتراجع عنها بسهولة، خاصة بعد أن ضربت إيران العمق الإسرائيلي بشكل مباشر بالمسيرات والصواريخ المجنحة.