بعد غياب الجيش عنها.. هل سيكون الفشل مصير مفاوضات جنيف حول السودان

لا يزال مصير مفاوضات الأزمة السودانية التي تنعقد في العاصمة السويسرية جنيف مجهولاً خاصة بعد غياب الجيش السوداني عنها.

غاب الجيش السوداني عن مفاوضات أممية في مدينة جنيف السويسرية، التي اشتركت بها كل من مصر والولايات المتحدة وسويسرا والسعودية والإمارات والاتحاد الأفريقي وقوات الدعم السريع والأمم المتحدة وأصدرت تلك القوى بيانا مشتركا على العمل بشكل جاد ومكثف لدعم السودان ووصول المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية.

غياب الجيش السوداني

وجاء غياب الجيش السوداني بعد تعثر مشاورات جدة التي سبقت اجتماع جنيف والتي انخرط فيها الجيش بوفد برئاسة وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، وعضوية وفد التفاوض في مفاوضات جدة، وبمشاركة السفير السوداني في الرياض، وهناك التقى المبعوث الأميركي الخاص توم بيرللو، وأجرى الطرفان مشاورات استمرت لمدة يومين، ويعود سبب إخفاقها لإصرار المبعوث الأمريكي أن يكون الوفد ممثلاً للجيش السوداني وعلى رأسه شخصية كبيرة منه، ولكن الجيش يرى أن يكون الوفد ممثلاً للحكومة السودانية.

لا يتوفر وصف.

يقول كمال كرار، القيادي في الحزب الشيوعي السوداني في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الحرب أصبحت غاية في حد ذاتها، وقادتها كما لو كانوا يبحثون عن غنائم وسط جثث الشعب المتناثرة، مشيرة إلى أن قادة الجيش يقدمون رجلا ويؤخرون الاخرى في موضوع التفاوض، بسبب كثرة مراكز اتخاذ القرار حول البرهان.

وأضاف، أنه يوجد حول البرهان مليشيات الحركات المسلحة التي تحارب معه، وأصبح لديها فيتو عليه، ولا تريد وقف الحرب إلا بعد ضمان مكاسبها، وكذلك جماعة الاخوان المسلمين المنضوية تحت اسم المستنفرين، مبيناً أنه على الصعيد الآخر الدعم السريع يشعر بتفوقه في أرض المعركة، قياسا على المناطق الواسعة التي ينتشر فيها، وبدأ فعليا في تكوين إدارات مدنية كمقدمة لبناء دولته لاحقا، وبالتالي المفاوضات لديه تحصيل حاصل.

لا يتوفر وصف.

ويقول شهاب إبراهيم، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الجيش يتحمل مسؤولية تأجيل المفاوضات وسلسلة إهدار الفرص لإيجاد حلول تفاوضية بالتالي هو يزيد من معاناة السودانيين في مناطق اللجوء والنزوح عليه يجب أن يضغط المجتمع الدولي والاقليمي علي قائد الجيش حتى يذهب باتجاه المفاوضات ويتم عزل الحركة الإسلامية من التأثير عليه.

وفدي أطراف الحرب بين جدة وجنيف

يعود غياب الجيش في مفاوضات جنيف بالمقام الأول إلى فشل مفاوضات جدة، وهي المدينة التي استضافت عدة جولات بين الجيش السوداني والدعم السريع انتهت بتوقيع ما يسمى بـ "إعلان جدة" والذي يلزم الجانبان بعدم استهداف المدنيين والابتعاد عن المنشآت المدنية والمستشفيات وهو ما لم تلتزم به قوات الدعم السريع.

لا يتوفر وصف.

ويقول محمد حلفاوي، الإعلامي والصحفي السوداني في تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بورييلو أوضح أن الوفد السوداني في جدة لم يتحدث عن وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية بل كان تركيزه على الترتيبات السياسية.

وأضاف، أن الجيش رفضه دعوة الولايات المتحدة عن طريق وزير يفتقر لأدنى مقومات الدبلوماسية كما ألمح المبعوث الأميركي في مؤتمر صحفي في جنيف، مشيراً إلى أنه لا يوجد اي اضافة في سجل أبو نمو سوى أنه جلس على سدة وزارة المعادن في الفترة الانتقالية والحرب.

ولفت الإعلامي السوداني، إلى أن وفد الدعم السريع حضر إلى جنيف استجابة لدعوة الولايات المتحدة الأميركية للانخراط في مفاوضات وقف إطلاق النار أو "وقف العدائيات" والذي ضم نفس العضوية مفاوضات جدة مع اضافة بعض شخصيات أخرى، مبينًا أن الدعم السريع يعلم تماما أن الجيش لن يحضر إلى مفاوضات جنيف ويريد تسجيل نقاط لصالحه في ترميم العلاقة مع المجتمع الدولي.

نتائج المفاوضات

لا تزال نتائج مفاوضات جنيف وإمكانية التزام طرفي الحرب بها غير معلومة مع غياب الجيش السوداني، رغم حضور كل اللاعبين الإقليميين الأساسيين إلى طاولة العاصمة السويسرية.

ويرى "حلفاوي" أن المجتمع الدولي أعطى المهلة 72 تتحرك فيها وساطات ودول وغالبا سيذهب الجيش إلى جنيف وحتى لو لم يذهب سيكون مكتوبا للشعب السوداني للتخلص من اي مجموعة تعيق مستقبله مرة أخرى والى الأبد.

ويشير كرار إلى أنه على ضوء نتائج اجتماع الوفد الحكومي والامريكي بجدة والتي جاءت مخيبة للآمال، يتوقع فشل مفاوضات جنيف، والتي سيغيب عنها أحد الاطراف، وبالتالي أطراف الحرب غير قادرة على صنع السلام، وربما سيفكر العالم بعد قليل عن حلول بديلة تتجاوز أطراف الحرب.

ويوافقه الرأي "شهاب" قائلاً إن غياب الجيش السوداني عن جنيف ستعقد الأزمة أكثر مما هي معقدة وتؤثر على الأوضاع على الأرض وتضيق من فرص الحلول التفاوضية.