مستشار الرئيس الفلسطيني لوكالة فرات: الأولوية هي حقن دماء الشعب الفلسطيني

 يتواصل الحديث في الفترة الأخيرة عن "اليوم التالي" للحرب في غزة، وسط تباينات واضحة في وجهات النظر بين مختلف الأطراف، وكذلك تساؤلات عدة حول مستقبل حركة حماس.

تتعلق جدلية اليوم التالي لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي بشكل إدارة قطاع غزة والسلطة التي ستتولى مهمة هذه الإدارة، كما أن الأمر يتعلق بوضع حركة حماس مستقبلاً في القطاع وبمستقبل الحركة ككل لا سيما مع خسارتها قسماً كبيراً من قدراتها العسكرية.

في هذا السياق، تحدثت وكالة فرات للأنباء (ANF) مع الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني الذي أكد أن الأولوية الآن لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحقن دماء الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن أي حديث عن يوم تالٍ للحرب يجب أن يكون وفق أسس محددة، داعياً حركة حماس إلى ضرورة الاختيار بين العمل تحت راية الدولة أو راية الإخوان أو راية بعض الأطراف الإقليمية.

وإلى نص الحوار:

*حديث كثير ومتعاقب عن مسألة اليوم التالي في الحرب على غزة، ما المقصود باليوم التالي وكيف هو موضع خلاف؟

- اليوم التالي مقصود به اليوم الذي يلي وقف الحرب والترتيبات التي ستلي ذلك في قطاع غزة، وبالطبع هناك تباينات كبيرة بين تصورات إسرائيل له وتصورات القيادة الفلسطينية وحتى تصورات الدول العربية والمجتمع الدولي، فنحن أولاً من حيث المبدأ كفلسطينيين نركز على اليوم الحالي قبل التالي.

*ما المقصود باليوم الحالي؟

- أي وقف العدوان وضمان حماية الناس وضمان حقن الدماء للشعب الفلسطيني، لأنه من العبث الحديث عن المستقبل واليوم التالي للحرب بينما الواقع يعيش فيه الشعب الفلسطيني حالة دمار ومذبحة بحقه. ولكن نحن في نفس الوقت لا نمانع البحث في آليات اليوم التالي للحرب على غزة على أسس لا يمكن تجاوزها.

*ما هي أبرز هذه الأسس التي يرى الجانب الفلسطيني إمكانية التباحث حولها بشأن اليوم التالي لإنهاء الحرب؟

- أول هذه الأسس القانون الدولي، فنحن نصر على أن تكون مرجعية أي ترتيبات سواء في غزة أو الضفة الغربية مستندة إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تخص دولة فلسطين والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع السلطات الإسرائيلية، والتي تعني وجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية. والأساس الثاني أن الممثل الشرعي والوحيد الذي يحق له أن يتكلم باسم الشعب الفلسطيني هو منظمة التحرير الفلسطينية وحدها لا غيرها وليس أي جهة أخرى، وبالتالي فإن أي ترتيبات تخرج عن برنامج منظمة التحرير الفلسطينية ووحدانية تمثيل الفلسطينيين مرفوضة رفضاً تاماً ولا يمكن للشعب الفلسطيني أو القيادة الفلسطينية أن تقبل بها، وعليه فإن أي حديث إسرائيلي عن إدارة محلية غير مرتبطة بمنظمة التحرير في قطاع غزة هو درب من العبث الذي لا يمكن القبول له. أما الأساس الثالث فهو أن قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وحدة سياسية وقانونية واحدة لا يجوز الفصل بينهم، فمستقبلهم جميعاً واحداً، وكل هذا تحت راية الدولة الفلسطينية، وهنا أؤكد أنه لن يقبل أي فلسطيني التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي في إدارة غزة بعيداً عن القيادة السياسية الفلسطينية الشرعية، وسيتم التصدي لكل المحاولات التي من شأنها العمل على فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية بأي صورة.

*في ضوء الوضع الحالي وقراءتك لليوم التالي للحرب، كيف ترى مستقبل حركة حماس؟

- مستقبل حركة حماس مرتبط بمستقبل الشعب الفلسطيني، والحركة بكل تأكيد جزء منه، ولكن عليها أن تختار بين أن تكون تحت راية الدولة الفلسطينية أو تحت راية تنظيم الإخوان أو تحت راية دول وجهات إقليمية ذات علاقة بها. ونحن بصفة عامة نريد استعادة حماس إلى الحضن الفلسطيني وإلى المظلة الفلسطينية ولا يمكن أن نسلم لإسرائيل بأن تستفرد بأي طرف فلسطيني، وإنما نريد من كل الفلسطينيين أن يكونوا يداً واحدة تحت مظلة البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية التي هي البيت الوطني لكل الفلسطينيين، ونؤكد رفضنا أي مشروعات خلاف ذلك أو تهدف لخلاف ذلك.

*كيف ترى استمرار الاحتلال الإسرائيلي في عمليات الاستيطان تزامناً مع عدوانه على غزة؟

- هذا يعبر عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته للقانون الدولي والعقلية التي تسيطر على حكومة الاحتلال سواء بنيامين نتنياهو أو أعوانه من اليمين المتطرف، والاستيطان جريمة يجب أن يتوقف ويجب إزالة كل أثاره، كما أنه يشكل جريمة بحق الشعب الفلسطيني، وبالتأكيد سنقوم بكل التحركات اللازمة لملاحقة مرتكبي الجرائم بحق الفلسطينيين، وضرورة وقف العدوان الإسرائيلي الذي ارتكب كل الموبقات بحق شعبنا.