رئاسيات روسيا 2024 تنطلق.. انتخابات بطابع الاستفتاء
انطلقت أمس الجمعة انتخابات الرئاسة الروسية، والتي يرى مراقبون أنها أخذت طابع الاستفتاء على سياسات الرئيس فلاديمير بوتين لا سيما في ظل غياب المنافسة، ووسط استمرار حرب أوكرانيا.
انطلقت أمس الجمعة انتخابات الرئاسة الروسية، والتي يرى مراقبون أنها أخذت طابع الاستفتاء على سياسات الرئيس فلاديمير بوتين لا سيما في ظل غياب المنافسة، ووسط استمرار حرب أوكرانيا.
يواجه "بوتين" 3 مرشحين يمثلون بعض الأحزاب السياسية، إلا أنهم جميعاً ليس لهم أي رصيد شعبي، لدرجة أن إحدى استطلاعات الرأي أشار إلى أن الرئيس الحالي سيفوز بولاية جديدة بنسبة 81%، في حين أقصى نسبة يمكن أن يحققها المرشحون الآخرون لن تتجاوز 5% إلى 6% على أقصى تقدير.
ولهذا يرى البعض أن الانتخابات تحولت إلى ما يشبه الاستفتاء، حتى إن الرئيس الروسي يقول إنها انتخابات تحدد الكثير بشأن مستقبل روسيا، وعليه فإن ما يشغل "بوتين" في هذا السباق ليس الفوز بقدر الوصول إلى أكبر نسبة مشاركة سياسية، وكذلك تحقيق أكبر نسبة تأييد شعبي له، على نحو يمنحه مزيداً من الثقة الداخلية التي تجعله قادراً على مواجهة التشكيكات الخارجية في شعبيته وشرعية الانتخابات.
هذا ما يهم "بوتين"
في هذا السياق، يقول السفير عزت سعد سفير مصر الأسبق لدى روسيا، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن التصويت على كل حال في هذه الانتخابات يأتي لصالح الرئيس بوتين، والتصويت هذا يعني لصالح سياساته سواء كانت داخلية أو خارجية، وبالتالي من الطبيعي أن الإقبال على الانتخابات يحمل في طياته دعماً واضحاً للعملية العسكرية الخاصة.
ويرى السفير عزت سعد أن الانتخابات تجرى في أجواء شفافة ومفتوحة، مضيفاً أنه حتى لو كانت هناك انتقادات موجهة إلى موسكو، فإنه في المقابل نجد أن النموذج الديمقراطي الغربي نفسه به كثير من العيوب، وعلى سبيل المثال في أمريكا هناك تقديرات كثيرة بأن جو بايدن غير قادر على الحكم واتهامات له بفقدان التركيز، وكذلك نجد دونالد ترامب الذي لم يتقبل نتائج الانتخابات في 2020 وأنصاره اقتحموا الكونجرس.
ويقول "سعد" إن "بوتين" له تاريخه منذ عام 2000 وإنجازاته ودوره السياسي في روسيا لا ينكر، وما من شك أنه معني بأن تكون هناك نسبة مشاركة عالية، منوهاً إلى أنه بصفة عامة أي مرشح في أي مكان يهمه أن يكون هناك إقبال وحركة تصويت، والرئيس بوتين نفسه حث المواطنين على التوجه لصناديق الاقتراع.
وتزامناً مع اليوم الأول للانتخابات، اتهم "بوتين" أوكرانيا بمحاولة عرقلة الانتخابات، إذ قال إن كييف سُتعاقب لمحاولتها تعطيل الانتخابات، بقصف أهداف مدنية في الأراضي الروسية، واستخدام 2500 مسلح لمحاولة اختراق حدود روسيا، كما سبق واتهمت الاستخبارات الروسية الولايات المتحدة بشن هجمات إلكترونية الهدف منها التأثير على عملية التصويت.
"بوتين" يحسم الانتخابات
يقول المحلل السياسي الروسي رولاند بيجاموف، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إنه من الصحيح أن نتائج الانتخابات الرئاسية محسومة للرئيس بوتين، موضحاً أن هذا يعود إلى أن المنافسين له في هذه الانتخابات ليسوا بمجال يمكن فيه المقارنة بينهم وبوتين.
وأضاف أن هؤلاء المرشحين يدخلون السباق الانتخابي في إطار مساع منهم للظهور السياسي، والتحضير لمستقبلهم السياسي، علماً أن جميعهم يتوافقون مع الرئيس بوتين في القضايا الأساسية والجوهرية والتي على رأسها استمرار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، والتأكيد على ضرورة أن تحقق أهدافها.
كذلك تحدث المحلل السياسي الروسي حول ما يقال بإن موسكو شهدت تضييقاً لمنع المعارضين من الترشح، وقال إن هؤلاء يعملون لصالح أجندات غربية ويتلقون الأموال الغربية، حسب تصريحاته، مؤكداً أنهم فشلوا في الحصول على الأصوات اللازمة لكي يحق لهم الترشح وخوض سباق الانتخابات الرئاسية.
وشدد "بيجاموف" على أهمية المشاركة السياسية في هذه الانتخابات، وأنه سيكون هناك إقبال كثيف على التصويت، لافتاً إلى أن التصويت سيكون على مدار 3 أيام، مشيراً كذلك أن هذه أول مرة يتم فيها التصويت لثلاثة أيام، إذ كان التصويت يجرى على يوم واحد فقط.
وقد فاز "بوتين" في انتخابات 2018 بنحو 76% وبلغت وقتها نسبة الإقبال – بحسب الأرقام الرسمية – ما نسبته 67%، وسط توقعات بأنه على الأقل سيحقق نسبة قريبة من تلك التي حققها في الانتخابات السابقة، بينما ترجح كذلك تحليلات أن يستمر في الكرملين رئيساً حتى 2036، ومعها سيكون أكثر من حكم روسيا منذ الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين.
واتهمت أوساط غربية عدة "بوتين" بقمع كل الأصوات المستقلة والمعارضة لا سيما تلك التي ترفض بشكل واضح الحرب على أوكرانيا، كما أن الانتخابات رافقتها حملة ضد المجتمع المدني والإعلام، ولم يسمح أبداً للرأي الآخر، لكن الجانب الروسي يعتبر هذه الاتهامات نوعاً من الأكاذيب من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.