قيّم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) صالح مسلم، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، هجمات دولة الاحتلال التركية على شمال وشرق سوريا والأحداث الجارية في الشرق الأوسط.
"فقدت تركيا أهميتها الجيوسياسية"
أوضح مسلم أن جغرافية تركيا تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للعالم وكذلك لتركيا على حد سواء، وقال بهذا الصدد: "كانت تركيا قد أصبحت بعد انضمامها إلى حلف الناتو في العام 1952، حاجزاً أمام الاشتراكيين في روسيا، وكانت لدى تركيا علاقات مع كل من آسيا وأوروبا أيضاً، ولها مساحة جغرافية واسعة، ولكن مع انهيار الاتحاد السوفيتي، انخفض التموضع الجيوسياسي وأهمية تركيا بالنسبة لحلف الناتو إلى حد معين، حيث كان يتم استخدامها على وجه الخصوص ضد السوفييت في الحرب الباردة التي كان حلف الناتو يقوم بها، ولقد كانت تركيا بمثابة معسكر للحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي".
"دعم رأس المال لتركيا مرتبط بالكرد"
ونوه مسلم أن رأس المال، وخاصة رأس المال العالمي حاول خلق الاستقرار بالنسبة لتركيا في التسعينيات، وقال بهذا الخصوص: "لقد كان تورغوت أوزال في تلك الحقبة على سُدة السلطة في تركيا، وحاول إحياء بعض المشاريع، لكي يتمكن رأس المال من ترسيخ نفسه هناك ويرفع من سوية التجارة والربح، وكانت إحدى خططهم أيضاً بناء الاستقرار في كردستان، وأرادوا إيجاد حلاً للقضية الكردية داخل تركيا، ولكن للأسف، لم تتحقق خططهم، الأمر الذي من شأنه، أدى لانخفاض المستوى الجيوسياسي لتركيا وكذلك عدم تمكنها من إنشاء الاستقرار الداخلي، فلو كانت تركيا قد تمكنت من تحقيق استقرارها الداخلي، فإنها لكانت ستتمكن من أن يكون لديه سلطة في مجال الطاقة والجانب التجاري على مستوى العالم، والأسباب الرئيسية لذلك أيضاً هي عدم حل القضية الكردية وانهيار الاتحاد السوفييتي، ونظراً لعدم حل هذه القضايا، فقدت الدولة التركية أيضاً موقعها الاستراتيجي في العالم.
وكما نعلم، أن القضية الكردية هي القضية الأكبر في تركيا وما لم يتم إيجاد حل لها، فلم تنعم تركيا أبداً بالاستقرار، وبسبب سياسة أردوغان القائمة على "يجب على الكرد القبول بسياسة الجمهورية التركية"، فإنه يخسر أمام القوى الرأسمالية، ونتيجة لهذه السياسة المتبعة، لا يدفع شعب تركيا لوحده ثمن ذلك فحسب، بل جميع الأمم الأخرى وخاصة الأمة الكردية".
"معركة غزة هي نتيجة للصراعات الرأسمالية"
ولفت مسلم الانتباه إلى الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس، قائلاً: "يقوم العديد من الباحثين أن الحرب الحالية القائمة بين حركة حماس وإسرائيل هي نتيجة عدم توافق القوى الرأسمالية، فقد كانوا يسعون إلى فتح طريق الحرير القديم الواقع ما بين تركيا وإيران، فقد كانت كل من إيران وكذلك تركيا تسعيان لذلك، لكن في القمة التي عُقدت في الهند، أرادوا تغيير هذا الطريق وتمريره عبر دول الخليج، عبر السعودية، والبحر الأبيض المتوسط ومن هناك إلى اليونان، حيث استثنى هذا المطلب كل من تركيا وإيران على حد سواء، ويُقال الآن، أن تركيا افتعلت هذه الحرب لمنع تحقيق هذا المشروع، ويُقال في معظم التقييمات الحالية، أن تركيا أصدرت أمر شن الهجوم لحركة حماس لمنع تحقيق هذا المشروع، ولقد أرادوا بمشاركة تركيا وافتعال هذه الحرب، تعميق الفوضى في الشرق الأوسط، ولكن ربما تتوسع رقعة هذه الحرب بشكل أكبر، ففي وضع من هذا القبيل، قد تنخرط كل من لبنان وسوريا والأردن أيضاً في هذه الحرب، وسوف تختلط كل الأمور في حالة من هذا القبيل، ولا ندرك ما ستؤول إليه الأمور وأين سيكون المطاف، ولكن وضع سوريا مهم للغاية بالنسبة لهذا المشروع، فعلى سبيل المثال، المشروع الأول الذي كنا قد تحدثنا عنه، كان يستثني سوريا، حيث أرادوا في السابق تمرير خط الغاز في شمال وشرق سوريا، لكن لم يتحقق هذا المشروع بالأساس، وكانت العديد من البلدان، مثل قطر، ترغب في تحقيق هذا المشروع، لكن ذلك لم يتحقق أيضاً، ونظراً لعدم تمكنهم من تنفيذ مشاريعهم الأخرى، يعودون إلى شمال وشرق سوريا مرة أخرى، وبدون شك، إذا تحقق هذا المشروع الأخير، فهو المشروع الأكثر عقلانية، لكننا لا نعرف إلى أي مستوى سيتوافقون عليه في هذا المشروع، ولكن هناك أمر، وهو أنهم لم يحسبوا حساب الشعب الكردي ويأخذونه بعين الاعتبار، فالآن، قد تم إنشاء إدارة في شمال وشرق سوريا، وهذه الإدارة هي أيضاً نظام قائم، وبإمكان جميع القوى المهيمنة والغربية القبول بهذا النظام، وهذا الأمر أيضاً بدوره سيجلب معه الحل، إلا أن الدول الإقليمية ترفض ذلك، حيث أن كل تركيا وسوريا وإيران يرفضون ذلك، ولهذا السبب ما زلنا في خضم هذه الحرب، ومع ذلك، فإنه لا يزال لم يفقد أهميته بعد، ونأمل أن يتحقق الاستقرار لنا ولمحطينا أيضاً، ولكن، برأيي، إن مسألة غزة ستغير أشياء كثيرة، وربما تشد الحرب أكثر، وسوف تغير بعض الأمور، ولكننا لا نعلم ما إذا كان هذا التغيير سيكون من خلال الحرب أو بطريقة مختلفة، وربما قد تمتد هذه الحرب إلى العديد من الدول، ويمكن للبنان ومصر والأردن المشاركة فيها، أي أنه ليس من الواضح أين ستحط هذه الحرب رحالها، ولكن، ستتغير كل التوازنات القائمة في الشرق الأوسط ".
"سياسة أردوغان هي سياسة إنكار الشعب الكردي"
وأشار "مسلم" إلى أن تركيا تتجه نحو الدمار يوما بعد يوم بسبب سياسة أردوغان الخاطئة، وتابع: "في عامي 2002 و2013، تم القبول بجميع المشاريع التي قدمتها حكومة أردوغان للهيمنة، وفي ذلك الوقت ظهر التيار الأوراسي في تركيا، وأوراسيا هي اتحاد تركي يريد تأسيس شيء مثل الدولة العثمانية السابقة والاتحاد العربي، لكن هذا التيار انقلب على رجب طيب أردوغان عام 2013 واستولى على السلطة، ومنذ ذلك الحين تغيرت سياسة أردوغان والآن تدير كل شيء وفقاً لنفسه، وهنا نفذ أردوغان سياسته على جانبين، فمن ناحية، لم تنفصل عن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومن ناحية أخرى، أقام علاقات مع روسيا، وقد فعل ذلك فقط للحفاظ على سلطته، كما مارس أردوغان السياسة بين الدول، ووضع كل هذه العلاقات والمفاوضات في خدمة سياسته الداخلية؛ القضاء على الكرد وعدم حل القضية الكردية ووضع كل شيء في خدمة حكومته وإقامة دولة إسلامية".
"تركيا أفلست في كافة الأصعدة والمجالات"
وأفاد صالح مسلم إن تركيا برمتها أصبحت ضحية من أجل مصالح أردوغان، وقال: "تسببت سياسة حكومة أردوغان في إفلاس تركيا اقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً، وعندما استولى حزب العدالة والتنمية على السلطة بدعم من حزب الحركة القومية، قلنا إن طالبان جاءت إلى حدودنا، لقد تسبب بخسارة تركيا في الناحية الدبلوماسية، والآن لا توجد أيّ قوة تريد اللقاء معها، وفي حرب غزة، حاولت حكومة حزب العدالة والتنمية تنفيذ أجندة سياسية تحت مسمى المساندة والدعم، لكن تبين أن كل المحاولات عديمة الجدوى، وفشلت سياستها القائمة على المصالح الشخصية، ومن أجل تعزيز شخصيتها، تسبب أردوغان بخسارة تركيا لاستراتيجيتها وجيوسياسيتها، لقد ضحى بكامل تركيا من أجل مصالحه، ونحن نرى أن تركيا تبتعد يوماً بعد يوم عن الديمقراطية، حتى إن القوانين التي نشأت بداخل تركيا لا يتم تطبيقها، وأنشأ بعض القوانين والأنظمة وفقاً لأوروبا، ويبتعد عنها هي أيضاً يوماً تلو الآخر، ويتم اعتقال الصحفيين واختطاف الآلاف من الأشخاص والسياسيين بشكل يومي، لقد وضع كافة هيئات العدالة تحت سيطرته ويتغاضى عن جميع المحاكم الدستورية، كما أنه ينتهك قرارات المحكمة الأوروبية وحقوق الإنسان، والآن تمر تركيا بوضع سيء ومن الواضح أنها تتجه نحو انهيار كبير".
"جرت محاولات لحل القضية الكردية"
وتطرق الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) صالح مسلم، إلى تأثير نظام الحداثة الرأسمالية، وأسهب مطولاً في حديثه: "لقد انتشر نظام الحداثة الرأسمالية في جميع أنحاء العالم على يد القوى مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ويتم استخدام العديد من القوى أو الدول من قِبل النظام الرأسمالي، وتعتبر تركيا، إحدى الدول التي تستخدمها الرأسمالية، وتحتل تركيا مكانتها أيضاً ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير للحداثة الرأسمالية، الذي تم الإعلان عنه في تسعينيات القرن الماضي، ولذلك، اعتمدت القوى الرأسمالية على تركيا، حيث أن تركيا تتواجد في المنطقة وعضوة في حلف الناتو، ومن ناحية أخرى، يمكنها استخدام القوة العسكرية للتركيا، وعلى هذا الأساس، أصبحت تركيا عنصراً فاعلاً بحيث تقوم بالإنصات للمنظور وتنفذه، وفي تلك الفترة كان مشروع الشرق الأوسط الكبير يسعى لحل القضية الكردية، لكن للأسف، ابتعدت تركيا عنها ولم تقبلها، وقد عُقدت في تلك الفترة العديد من الاجتماعات والجلسات في أوسلو لحل القضية الكردية كما أُجري اللقاء أيضاً مع القائد عبدالله أوجلان، حيث بذل القائد أوجلان جهوداً حثيثة لتحقيق مشروع الحل وإحلال السلام في كردستان، ولكن لاحقاً، تغيرت أساليب الدول بتأثير من الحرب الخاصة".
"أثبت الكرد أنفسهم من خلال الحرب"
وبيّن مسلم أن تركيا أصبحت وبالاً في مواجهة القوى العالمية، وتابع قائلاً: "ما يقوم به حلف الناتو منذ العام 1952 وحتى الآن، هو التصرف دائماً بما يتماشى مع علاقته وتحالفه مع تركيا، وبنوا معاً مشروع الشرق الأوسط الكبير، واستفادت تركيا كثيراً من ذلك، وانخرطوا في ذلك المشروع بسبب الأموال الطائلة ورأس مال تركيا، ويسعى الناتو الآن للتخلص من تركيا، لكنه لا يعرف السبيل إلى ذلك، لأن تركيا أصبحت وبالاً عليهم وتخلق عقبات لمشروعهم، لأنهم عندما أرادوا تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، قالت تركيا في ذلك الحين "يجب ألا يكون الكرد موجودين في هذا المشروع"، ولكن يعيش في الشرق الأوسط 50 مليون شخص كردي، كيف لها أن تتجاهل ذلك؟ وقد أثبت الكرد أنفسهم في ذلك الحين من خلال الحرب، وأصبحوا جزءاً من هذا المشروع، ولقد تسببت تركيا بسياستها الخاطئة في خسارة المنطقة بأكملها، كما أنها أوقفت مشروع القوى العالمية، الذي وضعته للشرق الأوسط، وجعلته يعاني من العقبات أمامه، ولذلك، لم يعد بإمكاننا القول بأن تركيا هي جزء من الحداثة الرأسمالية، لأنها أصبحت بمثابة عائق أمام القوى المهيمنة ومشروعهم للشرق الأوسط الكبير".
"هدف تركيا الرئيسي هو بناء النظام العثماني وتوسيعه"
وأكد مسلم على أن الهدف الرئيسي لسياسة الدولة التركية في الشرق الأوسط هو بناء النظام العثماني الجديد وتوسيع رقعته، وقال بهذا الخصوص: "بناءً على ذلك، عليها تغيير مواردها في الداخل والخارج على حد سواء، لكن تركيا أرادت تغيير ذلك بطرقها وأساليبها الخاصة، في حين أن مصير الشعوب في تركيا بأيدي الرأسماليين، وفي الوقت الراهن، تدير السياسة الخارجية عن طريق بعض الشركات والمنظمات أو الأحزاب مثل حزب الحركة القومية وأرغنكون، وتبني علاقاتها مع الخارج وفقاً لمصالحها، وتلك الشركات والمنظمات أيضاً تعمل في خدمة أردوغان، وفي الوقت نفسه أيضاً، تجري تجارة الدولة عبر تلك الشركات، وعلاوةً على ذلك، فإن جميع عصابات المافيا والمرتزقة المنتشرين في جميع أنحاء العالم لديهم علاقات مع تركيا، ولهذا السبب، هناك وضع متأزم للغاية في تركيا، من ناحية تلك الشركات وأيضاً من ناحية وجود المرتزقة على حد سواء، ونعلم الآن، أن المواد المخدرة تدخل إلى أوروبا من أمريكا اللاتينية عبر تركيا، وهذا الأمر يتم عبر المسؤولين في تركيا، ووصل الأمر بهم لدرجة أنهم تخلوا عن تحقيقاتها بخصوص المواد المخدرة، لأن جميع المسؤولين الكبار متورطون في هذه الأفعال.
وتتدخل تلك الشركات، التي تدير تركيا لتوسيع رقعة إمبراطوريتها بشكل أكبر في كل مكان، فعلى سبيل المثال ليبيا، كانت لهذه الشركات منذ عهد القذافي علاقات كثيرة مع ليبيا منذ ثمانينيات القرن الماضي وما بعدها بخصوص النفط، ولكن بعد أن تغير الوضع في ليبيا واندلعت الحرب الأهلية، قامت تركيا بإرسال جنودها إلى ليبيا، وعندما بات جنودهم وبالاً هناك أيضاً، جعلت من المعارضة السورية مرتزقة وأرسلتهم إلى ليبيا، ونفذوا الأمر نفسه في أذربيجان أيضاً، وتم تمويل مشاريعهم بملايين الدولارات في أفريقيا والسودان وكينيا ونيجيريا وأماكن أخرى، لكنها لم تفضي إلى نتيجة، وأقدمت الشركات التي تدير اقتصاد تركيا، على اتخاذ خطوات غير محسوبة بنية نشر فكرهم وبزعم تكوين صداقات لها، وبالتوازي مع ذلك، باتت الشركات في حالة من الضعف بشكل تدريجي، وأصبحت عبئاً على تركيا من الناحية الاقتصادية ولا تزال ترزح تحت الديون ولم تتخلص منها بعد، كما أنه لم تجري التحقيقات أيضاً بسبب فشل المشاريع، وصرفوا ملايين الدولارات في هذه المشاريع وفشلت جميعها، وتصب السياسة التي يتم تنفيذها في تركيا فقط في خدمة تلك الشركات وتوسيع المشروع العثماني، ولكن الآن، وصلت إلى مستوى الإفلاس، لأنهم لم يستطيعوا في البداية حل القضايا داخل تركيا، وأصبحت القضية الكردية داخل تركيا مثل الثقب الأسود، تلتهم كل شيء من حولها".
"سياسة أردوغان تحولت بالكامل إلى ابتزاز"
وذكر "مسلم" أنه وعلى الرغم من عدم الكشف عن رقم رسمي، إلا إنه تم إنفاق أكثر من ترليون دولار في الحرب ضد الكرد، وتابع: "قُتل حوالي 110 آلاف جندي وشخص في الحرب ضد الكرد، وهذه الحرب لا تزال مستمرة، ولذلك فإن الحكومة التركية تمثل خطراً على كافة شعوب المنطقة والعالم، وتواصل العديد من قوى المرتزقة التي تُعرف بالقوى الإرهابية في العالم، داعش وجبهة النصرة وهيئة الشام وغيرها، أنشطتهم في تركيا ويتلقون الدعم منها، وهذا ما يجعل من تركيا تهديداً للعالم برمته، لقد تحولت سياسة أردوغان بالكامل إلى ابتزاز".
"العقد الاجتماعي هو نموذج للشرق الأوسط بأكمله"
وتابع صالح مسلم حديثه كالآتي: "اليوم هناك حقيقة يجب ألا ننساها، تم اعتبار الكرد غير موجودين في السياسة الدولية، ولم يدخل الكرد جدول الأعمال العالمي منذ عام 1923، ولكن الكرد بدأوا يدخلون ضمن جدول الأعمال العالمي ببطء في القرن الحادي والعشرين، خاصة بعد قيام الفدرالية في جنوب كردستان، وقد تم إنشاء هذه الفدرالية وفقاً لمعايير القوى الرأسمالية، لكن هذه الفدرالية التي تم إنشاؤها في جنوب كردستان لا تمثل الكرد، هناك حوالي 50 مليون كردي، إذا كان لدى الكرد رأي مشترك، فسيكونون قادرين على التأثير على جميع السياسات العالمية، لقد أرادوا التعامل مع روج آفا ومناطق شمال وشرق سوريا بنفس العقلية، ولكن أبدى الكرد مقاومة كبيرة هنا ودخلوا ضمن جدول الأعمال العالمي، الكرد لديهم مشروع كبير وقوي هنا، لديهم مشروع المساواة بين الشعوب، وفي الآونة الأخيرة شهدنا أيضاً صياغة عقدنا الاجتماعي، وكما نعلم، إن هذا العقد ليس من أجل شمال وشرق سوريا فقط، بل لسوريا بأكملها، وحتى للشرق الأوسط برمته".
"الرأي العام متردد إزاء الهجمات التركية"
وأشار "مسلم" إلى أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) مترددون إزاء الهجمات التركيا بسبب 70 عاماً من المصالح مع تركيا، وقال: "لهذا السبب المشروع الذي خرج في شمال وشرق سوريا جديد وهناك قوى إقليمية وعالمية ضده، وبعض تلك القوى، مثل تركيا وإيران وحكومة دمشق، يعادون المشروع ولا يرغبون بتطوره، فهم يريدون أن يكون الكرد عبيداً كما في السابق ويستخدمونهم لأنفسهم ويرمونهم جانباً بعد ذلك، وهناك قوى إقليمية وعالمية تحاول التعرف على هذا المشروع ودراسته ويريدون تحليل مشروع الإدارة الذاتية، وبما أنهم لا يملكون أي سيطرة على المشروع، فقد التزموا الصمت إزاء الهجمات، وأيضاً، الدولة التركية لديها بعض التحالفات مع القوى العالمية منذ عام 1952 وحتى الآن، إنهم يتصرفون وفقاً لمصالحهم الخاصة ويلتزمون الصمت، باختصار، حتى لا يخرب تحالفهم المستمر منذ 70 عاماً على الرغم من كل الانتهاكات، فإنهم يغضون الطرف عن المشاريع الأفضل التي من شأنها أن تحافظ على المجتمع آمناً، والعديد من القوى المحلية لم تقرر دعم المشروع بعد لأنهم لا يعرفونه جيداً.
أملنا كبير، إن المقاومة التي تخوضها اليوم قواتنا وشعبنا أتاحت لها وجوداً حاسماً في الشرق الأوسط، لا أحد يستطيع أن يتجاهلنا، وإذا كانوا يريدون حلول السلام في هذه المنطقة، فعليهم أن يأخذوا مشروع الإدارة الذاتية بعين الاعتبار، ومع السياسة السابقة، لا يمكن لأحد أن يحصل على نتائج ضد قوة الكرد".
"يجب على حكومة دمشق تغيير سياستها"
وفي ختام حديثه، أكد الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صالح مسلم، إنه يجب على حكومة دمشق أن تغير سياستها، وقال: "عندما وصلت حكومة دمشق "البعثيون" إلى السلطة، لم يفكروا في المشاكل الداخلية، لقد ركزوا دائماً على القضايا والمشاكل الخارجية، والآن، فشلت سياسة حكومة دمشق تجاه مشكلة البلاد، لم تؤسس الديمقراطية، ولم تخلق حلاً، ولم تخفف من غضب شعبها أيضاً، ولهذا السبب يجب على الحكومة السورية أن تغير كل سياساتها، وعلى رأسها مسألة المكونات في سوريا، وإلى أن تحل سوريا المشكلة في داخل البلاد، فإنها لن تستطيع بناء أي شيء في الخارج، ولهذا السبب، لا يزال هناك وقت، ينبغي للحكومة السورية أن تنظر في رأيها وتغير نفسها".