أطروحات الحل الدولية في غزة.. هل يمكن تطبيقها على الأرض؟
ظهرت العديد من أوراق الحل لمسألة قطاع غزة ما بعد الحملة الإسرائيلية الحالية، حيث تصر تل أبيب على حل الهجرة الطوعية للفلسطينيين، بينما تقترح واشنطن إعادة المهجرين من القطاع لمناطقهم مرة أخرى.
ظهرت العديد من أوراق الحل لمسألة قطاع غزة ما بعد الحملة الإسرائيلية الحالية، حيث تصر تل أبيب على حل الهجرة الطوعية للفلسطينيين، بينما تقترح واشنطن إعادة المهجرين من القطاع لمناطقهم مرة أخرى.
تتعدد الحلول التي قدمت في الفترة الأخيرة لوقف الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة والتي بدأت بالورقة المصرية التي تضمنت ثلاثة مراحل لتبادل الأسرى وإقرار هدنة طويلة داخل القطاع، بينما تتحدث الحل الإسرائيلي عن إدارة مدنية للقطاع وإدراج القطاع أمنيا تحت سيطرة إسرائيل مع الحديث حول هجرة طوعية للفلسطينيين لعدة بلدان في مقدمتها الكونغو، بينما تطرح الإدارة الأمريكية إعادة الفلسطينيين المهجرين لشمال قطاع غزة، وسط تساؤلات حول مدى فاعلية واقعية تلك الحلول ومدى تطبيقها على الأرض.
وفي هذا الصدد، كشفت ريم أبو جامع، رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة والقيادية بحركة فتح، أن اقتراح إسرائيل بنقل سكان غزة للكونغو هي أقاويل أصبحت فقاعة ولا أحد يقبلها، وأنها نوع من ضياع الوقت.
وأكدت "أبو جامع" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن الورقة المصرية وما طرحته لإنهاء الصراع ستنتهي لنفس المصير، لأنه طالما يوجد المحتل بدون ردع عربي له أو إقليمي أو دولي فإن كل الورق والأطروحات فاشلة.
كما تطرقت رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة و القيادية بحركة فتح، للمبادرة الأمريكية والطلب بإعادة سكان شمال غزة لأماكنهم مرة أخرى، للاستهلاك الإعلامي الأولي بها، لا تدعم المحتل بالسلاح المال، مشيرة إلى أن المبادرة تأتي لتخفف الاتهام حول واشنطن من قبل المؤسسات الدولية والبرلمانات، وكذلك اتهامات الرئيس الأمريكي "بايدن" أمام الشعب قبل الانتخابات الأمريكية واتهام المؤسسات الأمريكية للرئيس بدعم إسرائيل، وما يفعله هو محاولة إبراز أنه يحقق السلام ويمنع الابادات، ولكن الحقيقة هي أن امريكا سبب إبادة الشعب.
وأعطت "أبو جامع" مثالاً لتلك الاتهامات، وهو أن جنوب أفريقيا رفعت دعوى قضائية أيضاً ضد الولايات المتحدة في لاهاي لمساعدتها في الإباده الجماعية وإلحاقها في الدعوى إلى أن الولايات المتحدة "تمول وتسلح وتدعم الجرائم الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني". وهذا ما تغشاه امريكياً وستعمل على وقف الحرب بناء على الهروب من مسائلتها.
كما كشف حازم الصوراني، السياسي الفلسطيني المستقل بقطاع غزة، ان ما خرجت به إسرائيل باسم "الهجرة الطوعية للكونغو" وحديث بلينكن عن عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة، هي مجرد اقتراحات وحتى الآن لا يوجد شيء واقعي من خلال الأوراق التي قدمت، مشيراً إلى أن الفلسطينيين حالياً يطالبون فقط بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأكد "الصوراني" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن إسرائيل لا تستطيع تهجير الفلسطينيين إلا على ابادة جماعية لما تبقي في فلسطين قطاع غزة، وموضوع الهجرة الطوعية حق لكل فلسطيني السفر والتنقل هذا شانه، لا بقرارات إسرائيلية، وأن تهجير الفلسطينيين هو أمر مرفوض.
كما تطرق السياسي الفلسطيني المستقل، لتصريحات بلينكن عن إعادة أهالي غزة المهجرين من شمال القطاع، مبيناً أن الأمر حالياً يتعلق بتحرك الإسرائيليين، فهم من يقومون بالحرب وهم من يقتلون ويحتلون قطاع غزة الآن، ولهم حواجز عسكرية تمنع وصول المدنيين لبيوتهم، نعم لأن إسرائيل الآن تحارب قطاع غزة بالكامل وتقصف كل من يمشي على الأرض وذلك يمنع عودة النازحين.
وأضاف "الصوراني"، أن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 13 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 151 شهيد و248 اصابة وهذا ما وصل للمستشفيات فقط خلال الـ 24 ساعة الماضية، ولازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشار السياسي الفلسظيني المستقل، أن بلينكن يقول ما يشاء، والفلسطينيين لهم القرارات التي تناسبهم وتحتفظ بكرامتهم، لذلك نطالب بالتدخل لوقف إطلاق النار وعودة اللاجئين الفلسطينيين المدنيين لبيوتهم من غزة والشمال وخان يونس.
بينما كشف عادل شديد الباحث الفلسطيني المتخصص في الشئون الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتخلى عن خطة التهجير الطوعي للفلسطينيين، والدليل على ذلك هي الجوابات التي ترسلها الخارجية الإسرائيلية لبعض الدول في العام الثالث خاصة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا بتهجير سكان من الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن غير المعروف أن هناك بالفعل خلافاً بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل أم أن الخلاف علني فقط لإرضاء بعض الدول في المنطقة مثل مصر والأردن، وهناك اتفاقات سرية بينهما حول العديد من الملفات.
واكد "شديد" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، إن مخطط إسرائيل للتهجير يسير على قدم وساق وليس في قطاع غزة فقط ولكن في الضفة الغربية أيضاً، حيث أصبح هناك استهداف لبعض المناطق والمخيمات في الضفة عبر الطيران والمسيرات مثل غزة، ولذلك كان هناك موقف حاد من قضية التهجير من حكومتي مصر والأردن، بل إن وزير الخارجية الأردني اعتبر أن التهجير هو بمثابة إعلان حرب على الأردن.
وأضاف الباحث الفلسطيني المتخصص في الشئون الإسرائيلية، أن موضوع انهيار السلطة ليس مرتبط بالأمور المالية فقط ولكن المجازر التي تحدث في غزة والاعدامات الجماعية التي تحدث في غزة بدأت تتآكل شعبية وصورة السلطة الفلسطينية أمام الفلسطينيين في الضفة الغربية.