سيد أفران.. الرفيق الذي منح الجميع حياة حقيقية وصادقة

سيد أفران، رفيق دربي ومعلمي... كلماتي لا تكفي لوصفك. لقد منحت الجميع الحق في أن بعيش حياة حقيقية وصادقة، حيث ناضل، كتب، علم وروى دون كلل وملل في الجبل.

تنمو مشاعري تدريجياً وتتحرك خطوة بخطوة نحو روح رفيق الدرب الحقيقي، ألست أنت من أخذت اسمك من قائد الانتفاضة الكردية الشيخ سعيد وضحيت بحياتك للنضال في سبيل الحرية؟ ألست أنت من حملت في حقيبتك معنى التاريخ وتابعت الحقيقة بشغف خطوة بخطوة في جبال كردستان؟ لو كان للتاريخ لغة، لتحدث باستمرار عن البحث عن الحقيقة، لو كانت للكلمات لغة لسطرت نضالك على صفحات التاريخ دون توقف، لو كان لقلوب رفاق دربك لغة لتحدثوا عن شوقهم وحبهم إليك دون توقف، هذه المرة لن تترك المقال غير مكتمل يا أستاذي، هذه المرة سيتحدث المقالات عنك، الطريق طويل، ولا يوجد شيء غير متوقع في هذا الطريق، وهذا الطريق يبي واقع البحث والحقيقة، هذه المرة أيضاً سيكون قلبي رفيقاً للحقيقة.

هذه المرة سأحكي قصة شخص ولد في الأراضي المحرمة، أن الانتفاضات التي اندلعت في كردستان على مدار سنوات ويقظة الشعب الكردي بعد المقاومة كانت بمثابة الجنة، ومع أفكار وآراء القائد آبو بدأت انتفاضة ومقاومة التي امتدت من السجن إلى جبال كردستان، ولم يقبل العدو والخونة هذه القفزة أبداً، فقد شنوا هجمات فاشية على شعب كردستان في كل مكان وتسببوا في معاناة كبيرة لهم. وفي التسعينيات، ومع سياسات الاستيعاب والإبادة الجماعية، فُرض إخلاء القرى وتهجير الناس من ديارهم، وفي الوقت نفسه، في جبال كردستان، من آمد إلى ديرسم ، انتشر المقاتلون من أجل الحرية في كل مكان، هذه القصة ليست قصة طفل فقط، بل قصة الآلاف من أطفال كردستان. وأصبحت منطقة لجه بوجودها ومقاتليها الكريلا مصدر خوف كبير في قلب العدو، ولهذا السبب أشعل العدو النار في لجه، وشردوا الأهالي وبهذه الطريقة هاجموهم، كانت كردون ابنة لعائلة وطنية، ولم تترك عائلتها أرضها ولم ترضخ للعدو، كانت فتاة هادئاً لا تتكلم أبداً، ولهذا السبب كان الجميع يستهزأ بها، ولم يحاول أحد معرفة السبب وراء صمتها ذلك، مع هجمات العدو تحولت أحلامها إلى كوابيس، لأنها لم تكن تعي شيئا، لذا حرمت من الاستمتاع بحياتها وسئمت من العيش بهذا الأسلوب، حتى جاء ذلك اليوم الذي مر فيه أبطال كردستان بقريتهم ليتوجهوا إلى منزلهم.

آلاف الكردستانيين يحملون رايتكم المتوجة بالنصر

كانت تراقب سراً عظمة هؤلاء الأبطال خلف تلك الأبواب، كان قلبها ينبض ليطير هكذا، وأمامها، كان يقف هناك مقاتل قصير القامة، يرتدي نظارات يناقش مع والدها بحماس ووعي، لم تفهم كردون شيئاً من كلامه، لكن وجود هذا المقاتل أسعد قلبها، وبعد فترة ينادي أحد المقاتلين كردون، واتجهت كردون بحماس كبير نحو ذلك المقاتل، وبدأ هذا المقاتل بطرح الأسئلة  على كردون بفضول، كردون التي لم تنطق بكلمة واحدة حتى ذلك اليوم، بدأت تستجيب بكل ثقة وإيمان ومحبة لم تستطع وصفها، عندها عرفت اسم ذلك المقاتل الذي استمع إليها، وهذا المقاتل كان الرفيق سيد أفران. 

وسار الرفيق سيد على خطى أسلافه وفي جبال آمد أصبح مقاتل يناضل ويبحث عن الحقيقة، وبعد الحديث الذي دار بينهما، أخرج الرفيق سيد كتاباً من حقيبته وأعطاه لكردون، وأمسكت كردون بالكتاب واحتضنه وإذا استطاعت لوضعت الكتاب في قلبها، وواصل الرفيق سيد رحلته بعد أن ودعها، وقرأت كردون الكتاب وأنهته في نفس اليوم، كان الرفيق سيد في كل مرة يذهب فيها إلى منزلهم، يعطي كردون كتاباً جديداً، أحلام كردون التي احتلها العدو أصبحت مليئة بأحلام الحرية مع الرفيق سيد، لقد مرت أشهر وسنوات منذ طفولة كردون، وأصبحت شابة وسارت على خطى الرفيق سيد.

سيد أفران، رفيق دربي ومعلمي... كلماتي لا تكفي لوصفك. لقد منحت الجميع الحق في أن يعيش حياة حقيقية وصادقة، حيث ناضل، كتب، علم وروى دون كلل وملل في الجبل، واتبعت الحقيقة مع آرجين آمد، ساريا أونور وخليلي جياي، وحتى اليوم الآلاف من أطفال كردستان مثل كردون نجحوا برفع رايتكم والسير على خطاكم.