سياسي أوكراني لوكالة "فرات": الأمور ستتضح بشأن الحرب مع روسيا نهاية الشتاء الحالي

قيل ختام عام 2023 اتجهت الأنظار إلى الحرب الروسية الأوكرانية لا سيما وأن هناك عديداً من المؤشرات التي تؤكد أن الأزمة مرشحة للتصاعد بعد هجوم فولجوجراد.

في هذا السياق، حاورت وكالة فرات للأنباء (ANF)، الدكتور عماد أبو الرُب عضو مجلس القوميات التابع للحكومة الأوكرانية لقراءة المشهد في حرب روسيا وأوكرانيا، وما تتجه إليه سيناريوهاتها في 2024، إلا أنه أكد أن المشهد ضبابي وأن الأمور ستتضح أكثر بنهاية الشتاء الجاري.

نص الحوار:

*في البداية، ما قراءتك للمشهد الأوكراني لا سيما وأننا نقترب من بداية العام الثالث على الحرب؟

- من الواضح أن أوكرانيا منذ بداية هجومها المضاد حاولت بكل قوة أن تستعيد أكبر قدر ممكن من الأراضي واستعادة بعض المناطق حتى لو بشكل جزئي، لكن الذي تم الحصول عليه لا يعتبر حسب المنظور العسكري أو حسب الرغبة للقيادة السياسية أنها تمثل نجاحاً في هذا الهجوم المضاد كون التقدم كان محدوداً ولم يتم استعادة الأراضي.

*وهل تحقق القوات الروسية تقدماً؟

- منذ 3 أشهر والواقع يقول إن هناك تعطل للقوات الروسية وكذلك الأوكرانية، فموسكو لم تستطع مواصلة التقدم نحو الأراضي أو الأقاليم التي تريد السيطرة عليها، ولا قوات كييف أيضاً استطاعت استعادة السيطرة على الأراضي التي تريدها من الروس والتي تم السيطرة عليها في فبراير من عام 2022، أيضاً أوكرانيا تريد بمنتهى الوضوح ضرب الأسطول العسكري الروسي في البحر الأسود وفي بحر آزوف، على اعتبار أن هذه السفن تحمل الأسلحة والذخائر دائماً وتقوم بقصف المدن الأوكرانية، وقبل أيام تم تدمير إحدى هذه السفن الروسية بشكل كامل وكانت محملة بالمعدات والأسلحة والذخائر، وكنا في أوكرانيا نتوقع أن تكون هناك ردة فعل روسية وستكون شديدة لكن لا أعتقد أن هناك من كان يظن أن موسكو ستضرب بهذه القوة.

*كيف كانت الضربات تلك؟

- كانت ضربات شديدة وواسعة وشملت كل المدن الأوكرانية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وقد أوقعت إصابات كثير سواء نتيجة القصف المباشر أو من شظايا الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة التي تسقط في المناطق السكنية، وعلى سبيل المثال هنا في العاصمة كييف أكثر من 3 أحياء كبيرة تم استهدافها أو طالتها الشظايا وهي مبان تجارية وسكنية، وكذلك في مدينة لفيف في أقصى الغرب ومدينة أوديسا في أقصى الجنوب على البحر الأسود والمدن التي حولها مثل زابوريجيه ودنيبرو وسومي وخاركوف، وكل هذه المدن بها قتلى وجرحى، مما جعل الجانب الأوكراني يعتبر أن تلك الضربات هي الأشد خلال العام المنقضي أو منذ بداية الصيف الماضي على الأقل.

*ماذا يعني هذا بالنسبة للمشهد الأوكراني؟

- بكل الأحوال المشهد من الواضح أن هناك ضبابية كبيرة، فنسمع دائماً أصوات من الطرف الروسي وأيضاً الأوكراني بأنه لا جدوى من الحرب وكذلك لا جدوى من الهجوم الأوكراني المضاد، وهناك أصوات تنادي بضرورة إيجاد تسوية سلمية عادلة، ونريد التأكيد على أنه مع حلول عام جديد فنحن أمام مشهدين، أولهما أن روسيا تقوم بتعبئة وكذلك أوكرانيا، وإذا نظرنا نظرة ظاهرية لهذه الأعمال فإنها تعني أن هناك استمرارية لهذه الحرب وأنها ستطول وتستمر، وإن كان البعض يعتبر أنها مجرد أدوات ضغط واستعراض للقوة حتى تضع كل دولة شروطها على طاولة المفاوضات.

*قلت إن هناك مشهد ثاني، ما هو؟

- المشهد الثاني الذي نراه هو أن كل طرف يبحث عن أي فرصة للتواصل مع الطرف الآخر وإيجاد أي تسوية للحرب ثنائية وإيقافها، ومن يؤيد هذه النظرة يعتقد أن الكل له مصلحة من وقف الحرب، فالروس تأثروا اقتصادياً لكن لم ينهاروا اقتصادياً ولم يتم عزل موسكو سياسياً، وبالتالي فشلت سياسة الغرب التي راهنت على عزل موسكو، نعم تأثر صندوقها القومي الاقتصادي والاستثماري لكنها لم تضعف ولم تسلم أمورها، وبالتالي من الواضح أن هناك توجهات نحو تسوية بين الطرفين، وقد تكون هناك هدنة مؤقتة خلال الفترة المقبلة ثم الجلوس بطبيعة الحال على طاولة التفاوض وبحث لمرحلة ما بعد الحرب أو كيف يمكن إنهاء هذه الحرب.

*ما الذي يمكن التفاوض بشأنه أو المقترح الذي يمكن أن ينهي الحرب؟

- قد يكون ذلك من خلال بقاء روسيا في الأراضي التي احتلتها مع تعهد كييف بعدم الانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ومن ثم توقيع اتفاقية سلام دائمة، أو أن تنسحب موسكو من الأجزاء التي احتلها في 2022 وأيضاً توقف أوكرانيا في المقابل القتال، وعلى أية حال كل الخيارات ممكنة ومع نهاية شتاء 2024 سنتعرف أكثر على توجهات الدول وما ستحصل عليه أوكرانيا من أسلحة ووعود، إضافة إلى ما يتعلق بشن روسيا حربها، ونأمل أن يكون هناك مساراً للتفاوض وأن يكون هناك دور للوسطاء لوقف الحرب.

*الرئيس الروسي بوتين هدد بتوسيع الحرب لتصل دولاً أوروبية، كيف تابعت هذا التصريح؟

- "بوتين" بدأ يشعر أنه يستفيد من عدة أمور، مثل تأثير الانتخابات الأمريكية على الدعم المقدم إلى أوكرانيا، وكذلك تململ بعض الدول الأوروبية من ديمومة استمرار الدعم، وأيضاً انشغال العالم بما يجري في قطاع غزة من تطورات، وبالتالي فإن الرئيس الروسي يرى أنه يمكنه الاستفادة من تلك الأحداث ويضغط أكثر على الاتحاد الأوروبي، وأعتقد كذلك أن روسيا لن تقدم على عمل بري أو هجمات عسكرية يمكن أن تطال الاتحاد الأوروبي أو توسع الهجوم على الدول الأوروبية، وإنما ستواصل ممارسة الضغوط على القارة العجوزة خصوصاً ما يتعلق بتصدير الغاز وكذلك الحبوب، ما يؤثر على اقتصاد تلك الدول.