4 ملفات على طاولة مفاوضات اليوم بين حماس وإسرائيلي
يتوقع أن تنطلق اليوم الخميس جلسة مفاوضات ذات أهمية كبيرة بين حماس والجانب الإسرائيلي، وهي الأولى منذ اغتيال تل أبيب إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية.
يتوقع أن تنطلق اليوم الخميس جلسة مفاوضات ذات أهمية كبيرة بين حماس والجانب الإسرائيلي، وهي الأولى منذ اغتيال تل أبيب إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية.
وقد أعلنت إسرائيل إرسال وفدها للمشاركة في المفاوضات التي تستضيفها العاصمة القطرية "الدوحة" التي تلعب دور الوسيط مع مصر وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي أرسلت وفداً لها، إلا أن حركة حماس أعلنت عدم مشاركتها، الأمر الذي ألقى بظلال من الشكوك حول فرص نجاح جولة اليوم.
ونظراً لفشل كثير من الجولات السابقة لأسباب متباينة، لم يبد مراقبون استطلعت وكالة فرات للأنباء (ANF) آرائهم، قدرة على تقديم تصور واضح بشأن فرص نجاح مفاوضات اليوم، والتي تأتي في ظل تصعيد إقليمي واسع النطاق يشهده الشرق الأوسط منذ اغتيال هنية في العاصمة الإيرانية طهران، فضلاً عن أن الوجه الجديد الآن للتفاوض أصبح يحيى السنوار المطلوب الأول لدى إسرائيل.
غياب حماس؟
يقول الدكتور طارق فهمي الخبير في شؤون الشرق الأوسط وأحد أبرز المتخصصين في ملف الصراع العربي الإسرائيلي إن المفاوضات بكل تأكيد ستنطلق اليوم، وقد أرسلت إسرائيل بالفعل وفداً كاملاً من مختلف قادة الأجهزة وكذلك مستشار نتنياهو الأمني، مؤكداً أن حركة حماس ستشارك في هذا الجولة بشكل أو بآخر حتى وإن كانت لم تعلن مشاركتها.
وأوضح فهمي، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن المطروح خلال هذه الجولة من المفاوضات وثيقة عمل هي الأخيرة والنهائية التي ستنفذ وبها استجابة لمطالب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تجاه 4 ملفات رئيسية أولها أعداد النازحين الفلسطينيين الذين سيعودون إلى مناطقهم في شمال غزة، والملف الثاني يتعلق بالمحتجزين والأسرى ومطالب تل أبيب بشأنهم، والملف الثالث يتعلق بالممرات وأبرزها صلاح الدين، والملف الرابع والأخير يتعلق بالأطر الزمنية لتنفيذ مقترحات وقف إطلاق النار، وهنا فنحن أمام المقترح الأمريكي والأفكار المصرية المقدمة.
فرص النجاح
وحول ما يمكن أن تؤدي إليه هذه الجولة من المفاوضات يقول الدكتور طارق فهمي إن فرص النجاح تعادل فرص الفشل، موضحاً أن الموقف الإسرائيلي هو الذي يحكم مسار ونتائج هذه المفاوضات، ومن هنا فإن أحد عوامل النجاح أن الولايات المتحدة لديها رغبة في إنجاح المفاوضات، ولهذا فإنها تقدم كثير من المحفزات إلى الجانب الإسرائيلي للمضي قدماً نحو إبرام اتفاق.
ومع مقتل إسماعيل هنية في واحدة من أقوى الضربات الإسرائيلية لحماس والذي كان يقود المفاوضات، فإن الأنظار تتجه الآن إلى يحيى السنوار الذي عين رئيساً للمكتب السياسي للحركة، ومن ثم هناك من يرى أن السنوار يضيف بعداً أكثر صعوبة لعملية التفاوض خاصة وأنه هو من أدار الهجوم على مستوطنات غلاف قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الثاني، كما أنه من صقور الحركة وأكثر قادتها تشدداً، وفقاً لهم.
إلا أن فهمي اعتبر أن تغير طرف المفاوضات من قبل حماس أي وجود يحيى السنوار يجعل المفاوضات أسهل، معللاً ذلك بأن الأمر هنا يتعلق بأن التفاوض الآن مع الجناح العسكري للحركة ومن هم أصحاب القرار الفعلي، عكس رئيس المكتب السياسي السابق الذي كان عليه قبل أين يخطو أي خطوة أن يعود للسنوار.
ويذهب الدكتور طارق فهمي، في ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما تقوم بلعبة هنا، وهي أن توفر أو تقدم ضمانات من خلالها ومن خلال بقية الوسطاء لتأمين خروج يحيى السنوار ليشارك في عملية التفاوض بنفسه، كما أن واشنطن تريد الإفراج عن الأسير البارز مروان البرغوثي لخوض انتخابات الرئاسة الفلسطينية، مشددًا على أن الجانب الأمريكي لديه كثير من الخطط.
الفرصة الأخيرة؟
وقبيل انطلاق المفاوضات أثيرت المخاوف من فشل هذه الجولة التي ربما تكون فرصة أخيرة، من ذلك أن المبعوث الأمريكي آموس هوكستين الذي يتوسط في الخلاف الحدودي بين لبنان وإسرائيل صرح بأنه "لم يبق وقت لإضاعته" قبل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، معتبرا أن من شأن هذا أن يتيح كذلك التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان، حيث يُخشى من هجوم إسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
وقد كان سبباً رئيسياً لفشل المفاوضات، بحسب مراقبين، تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقد عزوا هذا إلى أنه كان يريد إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة لاستعادة شعبيته التي تآكلت كثيراً بعد هجوم حماس العام الماضي وخروج الاحتجاجات المطالبة برحيله وتحميله مسؤولية ما جرى، لكن يبدو أن المعادلة السياسية الإسرائيلية بدأت تتغير لصالحه.
مسألة الفرصة الأخيرة طرح يتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عبد المهدي مطاوع إذ يقول إن مفاوضات 15 أغسطس/آب قد سبقتها تصريحات تقلل فرص نجاحها، لكنه أعرب في الوقت ذاته عن اعتقاده أنه إذا لم يصلا الطرفان إلى شيء محدد، فإن الولايات المتحدة والوسطاء سيكون لديهم ما يقدمونه من حلول للمشكلات والنقاط الخلافية وتقريب وجهات النظر بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
ويرى مطاوع، في حديث لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن مفاوضات اليوم قد تكون الفرصة الأخيرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في ظل انشغاله بمجريات الأزمة الأوكرانية وقبل ذلك اقتراب انعقاد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومن ثم فلن تكون هناك فرصة جديدة حتى نهاية العام على الأٌقل أن فوتت فرصة مفاوضات اليوم، وفقًا له.
ولفت المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن الخلافات بين حماس وإسرائيل معروفة، ولكن ما تغير أن نتنياهو لم يعد مضغوطاً عسكرياً أو حتى على المستوى الشعبي الداخلي كما كان في السابق، منوهاً إلى أن أحدث استطلاعات الرأي تشير إلى مكاسب لحزب الليكود لأول مرة منذ بداية الحرب الحالية في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، إضافة إلى نسب التأييد لنتنياهو التي ارتفعت بشكل كبير، كما أن الكنيست في إجازة ومن ثم فلا مجال لسحب الثقة منه.
وفي وقت تشهد المنطقة تصعيداً كبيراً وسط ترقب لرد إيراني على عملية اغتيال هنية، اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الثلاثاء الماضي، أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد يدفع طهران للامتناع عن شن هجوم، فيما رفضت الأخيرة هذه الدعوات الغربية للتراجع.