المبادرة الأمريكية للمفاوضات السودانية في جنيف.. هل توقف الحرب بالبلاد
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن جولة مفاوضات جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جنيف، لوقف الحرب وفتح طرق للإغاثة الإنسانية.
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن جولة مفاوضات جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جنيف، لوقف الحرب وفتح طرق للإغاثة الإنسانية.
كشفت مجلة فورن بوليسي الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا لمحادثات بين الطرفين المتحاربين في السودان يوم 15 آب القادم، يقودها أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، والسفير الأمريكي في جنيف.
ووافقت قوات الدعم السريع على الفور على تلك الدعوة، بينما التزمت قوات الجيش الصمت قبل أن ترسل موافقة مشروطة للانخراط في المفاوضات، وهي ليست المرة الأولى التي يتوجه فيها الطرفان إلى جنيف حيث سبقتها مفاوضات لفتح طرق الإغاثة الإنسانية كانت تحت رعاية المبعوث الأممي للسودان رمطان لعمامرة، مما يفتح باب التساؤلات حول ما ستسفر عنه الجولة الجديدة ودعم الولايات المتحدة لها، وهل قادرة على إيقاف الحرب وانخراط الطرفين في مفاوضات جادة.
يقول محمد صالح يس، القيادي في تنسيقية تقدم ومسؤول العلاقات الخارجية للحركة الشعبية الثورية جناح ياسر عرمان في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الدعوة التي قدمتها واشنطن لطرفي الحرب للتفاوض بشأن إنهاء الحرب تمهد لجولة هامة من جولات التفاوض، ويمكن أن يكون لها نتائج ضخمة تصب في إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار.
وأضاف، أن قوات الدعم السريع أصدرت موافقة فورية على الدعوة للتفاوض، ولكن قوات الجيش أرسلت موافقة مشروطة، مشيراً إلى أن تحديد الولايات المتحدة الأمريكية ليوم محدد للتفاوض يعني أنها حصلت على موافقة مبدئية من الطرفين رغم التصريحات المعلنة.
ويشير القيادي في تنسيقية تقدم، إلى وجود عوامل جديدة تميز تلك الجولة عن الجولات السابقة للتفاوض، حيث طالبت بعض الأطراف التي تقاتل بجانب الجيش أن تكون ممثلة في المفاوضات كطرف مستقل مثل جيش تحرير السودان جبهة مناوي وجبهة مصطفى تمبور.
وحول التقدم الأخير لقوات الدعم السريع في ولاية سنار، قال يس، إن طرفي الحرب يحاولان قبل المفاوضات الحصول على أكبر مساحة من الأرض من أجل التفاوض حولها، وأن يدعي كل طرف أنه يسيطر على مساحة أرض أكبر رغم التكلفة المادية والبشرية لتلك المعارك على كلا الطرفين.
بينما يقول كمال كرار، القيادي في الحزب الشيوعي السوداني في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن دعوة الولايات المتحدة لطرفي الحرب إلى جنيف والاهتمام الأمريكي المتزايد بالشأن السوداني وقضية إيقاف الحرب، توضح بجلاء أن هناك إصرارا أكثر من أي وقت مضى على جلب أطراف الحرب لطاولة التفاوض، مبيناً أن أمريكا نفسها دخلت لاعبا أساسيا في التفاوض، بعد محاولات عديدة سابقة من عدة جهات مثل الاتحاد الأفريقي ومنبر جدة لترتيب تفاوض مباشر بين قادة الحرب دون جدوى.
وأضاف، أن مفاوضات جنيف تبدو وكأنها إنذار أحمر للطرفين مفاده أنه لا وقت للمناورات، مشيراً إلى أنه لابد أن تكون قد مورست بعض الضغوط تحت الطاولة، لأن الطرفين الآن أكثر قبولا لهذه الدعوة على الرغم من موقف قيادة الجيش السوداني حيال الدعوة.
ويشير السياسي السوداني، إلى أن استمرار الحرب خلق حالة استنزاف كبيرة لطرفيها، وبات الحسم العسكري بعيد المنال للطرفين، وربما كان هذا أيضا سببا لقبولهما المتأخر بالتفاوض على وقف إطلاق النار.
واعتبر كرار، أن الحرب نفسها تهدد دول الجوار، ودخول إيران وروسيا على خط المساعدات العسكرية للجيش ربما أثار القلق الامريكي، من وضع قادم لا يمكن السيطرة عليه.
واختتم القيادي في الحزب الشيوعي السوداني حديثه، بأن جنيف قد تسفر عن اختراق فيما يتعلق بوقف إطلاق النار بشكل جدي وصولا لحل سياسي للمشاكل القائمة.
وفي نفس السياق تقول أفراح تاج الختم الصحفية السودانية في تواصل هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن جولة التفاوض في جنيف ستكون مختلفة هذه المرة بوجود مصر والإمارات، مبينة أن هذه الدول لها علاقات مع طرفي الحرب الجيش والدعم السريع مع وجود دول ذات تأثير على اتخاذ القرار مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، ويمكن أن يخلق ذلك حالة من المكاشفة والصراحة في موضوع إيقاف الحرب.
وأضافت، أن المرجعية القانونية لهذه الاجتماعات ستكون هي اتفاق جدة، مشيرة إلى أنه ستتركز الأهداف الأساسية في إيصال المساعدات الإنسانية وآلية وقف الحرب.
وقالت الصحيفة السودانية. أنه في حالة جدية الطرفين لوقف الحرب يمكن أن تكون بداية الطريق نحو وقف الحرب.