د. هدى عبد العزيز: المصريين القدماء تزوجوا بأميرات ميتاني للحفاظ على السلام

قالت دكتور هدى عبد العزيز، أستاذة اللغة المصرية القديمة ومقدمة برنامج لغتنا القديمة، أن كثير من الناس تعتقد أن اللغة المصرية القديمة اختفت، ولكن هي باقية، وموجودة في حديث المصريين، وإلى الآن يستخدموها، وتحمل نفس المعنى، وتحمل نفس النطق.

تعتبر اللغة المصرية القديمة من أقدم لغات العالم المكتوبة ولا تزال جدران ايقونات العمارة المصرية القديمة من معابد ومقابر تمتلئ برموزها، كما أنها دليل حي على العلاقات بين مصر القديمة وشعوب ميتاني والحيثيين سلما وحربا، ولذلك حاورت وكالة فرات الدكتورة هدى عبد العزيز أستاذة اللغة المصرية القديمة ومقدمة برنامج لغتنا القديمة، لتتحدث عن اللغة المصرية القديمة والحضارة المصرية والروابط التي جمعتها مع شعوب الشرق الأصلية مثل مملكة ميتاني والحيثيين، وإلى نص الحوار:  

هل بالفعل العامية المصرية هي وريثة اللغة المصرية القديمة؟

الناس تعتقد أن اللغة المصرية القديمة هي لغة تمت القضاء عليها، وأن الكتابة الهيروغليفية هي مجرد كتابة مكتوبة وغير منطوقة، وهذا اعتقاد خاطئ، وليس صحيح، لأن شامبليون فك طلاسم اللغة المصرية القديمة، وبدأ يكون لدينا مقابل لكل علامة، واستطعنا نكتشف نصوص بالكامل، ونطق كلمات هي تحمل نفس النطق و المعنى للكلمات التي نستخدمها إلى اليوم، فعلى سبيل المثال في رمضان ننتظر أغنية وحوي يا وحوي اياحا ولا نعرف أن هذه الكلمات منذ أيام مصر القديمة، بمعنى يدوم القمر، وننتظر بداية الهلال، والقمر موجود أمامنا، وحوي اياحا بمعنى يدوم القمر.

هل توجد جمل مصرية قديمة يستخدمها المصريين دون أن يعلمون؟

من التعبيرات التي نستخدمها وكلمات في حياتنا اليومية، مثلا فلان له "شنة ورنة"، اي شخص مهم، موجودة منذ أيام مصر القديمة، لأن الملوك يحاط اسمهم بعلامة الشن، وهي الدائرة الأبدية، في اللغة المصرية القديمة اسمه رن، وشنة الذي يحاط بالاسم، ولذلك فلان له شنة ورنة، وهناك كلمات مثل كلمة "ختم" نستخدمها كما هي أي الختم الذي نختم به، ويوجد تعبير اريت ام اريت، وهي كلمة تقال في العامية المصرية( من العين دي للعين دي)، وكلمة اير نقلناها من اللغة المصرية القديمة، وهي "تنظر إلى الحاجة الفلانية"، كلمة "خر" وتعني سقط، توجد كلمات كثيرة نستخدمها كما هي.

ما هي أبرز الوجبات على مائدة الشعب المصري القديم في مصر القديمة؟

كان يأكل المصري القديم الخبز، ويشرب الشعير، فهذه الوجبات كانت العمود الفقري لغذائه، ويقوم بمهمات حياته، وهناك أنواع كثيرة من الخبز كانت موجودة في مصر القديمة، وكلما زادت الوجاهة الاجتماعية، زادت أنواع الطعام الفاخرة، فكان العيش يوضع فيه فواكه مجففة، وأيضاً يوضع فيه ورق من زهرة اللوتس، ويعمل بالبلح، والعسل، والتين، وأنواع كثيرة من الخبز، والسمك والبصل الأخضر، والبط والوز.

ما هي أهم الفواكه التي كان يأكلها المصري القديم؟

البلح، الرمان، العنب، من أشهر الفواكه التي كان يأكلها المصري القديم.

ما هي مكانة المرأة عند المصريين القدماء، وحقوقها كزوجة في عقود الزواج؟

المصري القديم كان يحترم المرأة، ويصورها معه في كل المشاهد، وداخل المقبرة، وفي المشاهد المهمة، وفي التماثيل معه، وجودها كان مهم جداً في حياة المصري القديم، في مدار الحضارة كلها عدد الملكات كانت قليلة، ورغم ذلك مكانة المرأة كانت محفوظة، معظم السيدات كانت موجودة في المنزل، وتساعد زوجها في الحقل، وتساعده في الحياة اليومية.

سر استخدام المصريات للباروكة وهل استخدمت المرأة المكياج في مصر؟

فكرة النظافة الشديدة كانت موجودة عند القدماء المصريين، ورائحتهم لابد أن تكون ذكية، وجميلة، وكانت النساء تقص شعورهن لأنه كان صعب الاعتناء به، ويرتدين الباروكة، ويستخدموا معطرات، وأشياء تغذي الشعر مثل الحنة، والشعر الأحمر، والشعر الأصفر المصبوغ للشعر الأبيض، كانت تهتم بكل الجماليات، وكان لكل شخصية منهن لها مكانة بارزة في العمل، منهن من كانت تكتب، وتعرف لغات مختلفة، منهن الملكة تي والدة أخناتون وجدة توت عنخ امون، كانت تتعامل مع الأجانب في المراسلات وكانت شخصية قوية جداً.

كانت هناك مقدسات في مصر القديمة، وجميعهم ليسوا رجال، كانت هناك نساء، ولا يوجد فرق بين رجل وامرأة، ولكن الفرق في الوظائف التي تعمل فيها، وكانت هناك وظائف مهمة تأخذها النساء، وفي مكانة عالية وكانت متزوجة من كبار رجال الدولة مثل منشدة آمون، كانت ترتل الترتيلات في المعابد.

ما هي العلاقات التي جمعت بين مصر ومملكة الحيثيين الكردية حربا وسلما، وقصة أقدم معاهدة سلام في التاريخ بينهم؟

بالنسبة للحرب بين المصريين والحيثيين نجد أن أكثر وقت حدث فيه اختلاف في عصر اخناتون والثورة الدينية التي قام بها، فعندما حدثت، حدث ضعف في أمور الدولة، وحدث هجوم من أماكن كثيرة، منها الحيثيين وكانوا يتميزون بالذقن الكبيرة، والشعر الطويل، ومن المشاهد التي سجلت مقبرة حور محب، ملامحهم كانت واضحة كانوا أسري، وحور محب من أكثر الأشخاص الذين أعادوا الاستقرار لمصر من جديد وأشاروا إلى الحيثيين عن جدران مقابرهم.

سجلت أيضا مشاهد الحيثيين في معبد الكرنك ومعاهدة السلام بين رمسيس الثاني وما بينهم، كتب فيها لا أحد يعتدي على الآخر، وأي أحد سوف يعتدي على الآخر فهو مثل الذي ينقض الاتفاق، وكأنه يغضب الإله، مثل ما كان فيه حرب في وقت رمسيس الثاني وأيضاً يوجد سلام.

العلاقات بين مصر ومملكة ميتاني ومكانة أميرات ميتاني في البلاط الملكي؟

لكي يحدث موضوع السلام والأمن يعم كان يتم ما بين البلدين زواج ما بين الاميرات وكبار الدولة الموجودين في مصر والحكام، لكن المصريات كانت لا تتزوج من الخارج، كانت من أهم الأشياء التي تقوي العلاقات ما بين الدول.

وكانت هناك مواعيد في السنة تقدم فيها عطايا من البلاد مثل جزر اليونان، وفلسطين، وسوريا، وكل هذه الأماكن تقدم العطايا لتثبت ولاءها لمصر، والأمن مستتب، وكانوا يأتون بأجود الفخار الذي لديهم، وهدايا وعطايا من الحيوانات كل الاشياء المميزة لتقوية العلاقات بين البلدين.