بورقة "إمام أوغلو".. الشعب الجمهوري يستعد مبكرا لانتخابات الرئاسة التركية
وسط نشوة الفوز بالانتخابات البلدية الأخيرة، يبدو أن حزب الشعب الجمهوري التركي وضع عينه مبكرا على الفوز بانتخابات الرئاسة 2028، مستثمرا ورقة أكرم إمام أوغلو.
وسط نشوة الفوز بالانتخابات البلدية الأخيرة، يبدو أن حزب الشعب الجمهوري التركي وضع عينه مبكرا على الفوز بانتخابات الرئاسة 2028، مستثمرا ورقة أكرم إمام أوغلو.
فقد أعرب زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزجور أوزال، عن أمله في أن يحقق الحزب الفوز بالانتخابات الرئاسية المرة القادمة، قائلا إن الحزب حقق نجاحا كبيرا في الانتخابات البلدية، وأن الحزب، لأول مرة، أصبح الأول منذ انتخابات عام 1977، مشيرا إلى أن الحزب يحكم الآن 62% من تركيا ونحو 80% من اقتصاد البلاد.
ورغم أن تصريحات زعيم الحزب لم تحمل أية تلميحات بشأن من يتم الدفع به للرئاسيات، إلا أن الأنظار كلها تتجه إلى أكرم إمام أوغلو السياسي الذي استطاع قهر حزب العدالة والتنمية واقتناص بلدية إسطنبول عام 2019، والحفاظ عليها لاحقاً بفارق أكبر من الأصوات، لكن التساؤلات بالتأكيد مطروحة حول مدى قدرته على خوض سباق الرئاسة الذي يكون أعنف وأشرس بكثير من مجرد بلدية.
حظوظ متصاعدة
في هذا السياق، يقول كرم سعيد الخبير في الشأن التركي، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن مؤشرات الانتخابات البلدية الأخيرة في تركيا تشير إلى أنه بلا شك لدى أكرم إمام أوغلو حظوظ متصاعدة حالة المنافسة مستقبلا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذا تم ترشيحه من قبل حزب الشعب الجمهوري حزب المعارضة الرئيسي في البلاد.
وأضاف "سعيد" أنه يمكن لإمام أوغلو الغفوز إذا دخل الانتخابات الرئاسية، لا سيما أنه حافظ على بلدية إسطنبول للمرة الثانية، ليس هذا فحسب، بل إنه حقق نسب فوز أعلى في الانتخابات الأخيرة، لكن الانتخابات البلدية التركية تحمل كثيرا من الدلالات الأخرى الأكثر أهمية من فرص رئيس بلدية إسطنبول في انتخابات الرئاسة التركية 2028.
ويرى الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية أن حزب العدالة والتنمية ربما يقدم على إعادة النظر في حساباته السياسية، لا سيما التحالف مع القوميين، أو تحديدا حزب الحركة القومية، وتصاعد أسهم حزب الرفاه، صاحب الخلفية الإسلامية المحافظة، منوها إلى أن حزب أردوغان ربما يقدم على التحالف مع "الرفاه".
ربما واحدة من عناصر الجذب لدى "إمام أوغلو" ما تحدثت عنه صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، في تقرير قبل أيام، إذ قالت إنه قادر على جذب جميع الشرائح في البلاد، العلمانية والمحافظة، والأخيرة التي كان يلعب بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مستدلة بصورة لرئيس بلدية إسطنبول يجلس وأعلى منه صورة مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، بينما يقف حوله من يوجهون الدعوات إلى الله كي يفوز خلال الانتخابات.
الأمر ليس بهذه الصورة؟
في المقابل، يقول يوسف كاتب أوغلو المحلل السياسي التركي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن المعارضة وحلفائها يخططون لأن يكون أكرم إمام أوغلو هو الرئيس المستقبلي لتركيا، قياسا على فكرة أن الرئيس أردوغان صعد إلى سدة الحكم من قبل عن طريق بلدية إسطنبول.
لكن "كاتب أوغلو" يرى أن فوز "إمام أوغلو" وحزب الشعب الجمهوري أو المعارضين بصفة عامة في الانتخابات البلدية، ليس لزيادة شعبيتهم، وإنما فوز لعدة أسباب أبرزها إحجام الناخب التركي عن الانتخابات، فجاءت المشاركة أقل 10% مقارنة بالانتخابات السابقة، موضحا أن هناك 6 ملايين صوت أقل مقارنة باستحاق عام 2019.
ويقول المحلل السياسي التركي إن السبب الثاني لفوز المعارضة يعود إلى خروج بعض الأحزاب عن تحالف الحزب الحاكم، مثل حزب الرفاه الذي حصل على 6%، متخطيا غيره من الأحزب ويصبح في المركز الثالث، ورأينا كيف أن حزب الحركة القومية كان سببا في تشتت الأصوات بينه وبين العدالة والتنمية، ولهذا ذهب العدد الأكبر من البلديات إلى حزب الشعب الجمهوري، مشيرا إلى تراجع التصويت لصالح الحزب الحاكم بنحو 4 ملايين صوت تقريبا.
ويؤكد المحلل السياسي التركي أنه في ضوء ما سبق سرده فلا يمكن الجزم أن هذا الفوز يعني قدرة "إمام أوغلو" على الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة، لأنه حسب نتائج الانتخابات البلدية، أيضا، لم يحصل حزب الشعب الجمهوري إلا على 37% من أصوات الناخبين، أما رئيس بلدية إسطنبول حصل على 4 ملايين فقط من الأصوات التي كانت بإسطنبول، وبالتالي من الصعب عليه المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ورغم فرص أكرم إمام أوغلو، يرى البعض أنه من المبكر الحديث عن سيناريوهات انتخابات الرئاسة التركية 2028، لا سيما أن هناك ورقة مهمة تلعب دورا محوريا في تحديدة هوية الفائز بالانتخابات، وهم الكرد بما يملكون من كتلة تصويتية كبيرة على الأقل دفعت انتخابات مايو/أيار العام الماضي للذهاب نحو جولة ثانية.