"السودان مقبل على مجاعة وإذا استولى الدعم السريع على السلطة سيعلن مملكة آل دقلو!"
كشف محمد مختار الخطيب، السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني، أن كلا طرفي الحرب السودانية الحالية هما صنيعة النظام السابق، وان البلاد أصبحت على حافة المجاعة.
كشف محمد مختار الخطيب، السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني، أن كلا طرفي الحرب السودانية الحالية هما صنيعة النظام السابق، وان البلاد أصبحت على حافة المجاعة.
يكتوي المواطن السوداني بنيران الحرب التي تدور بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، وتنادي القوى المدنية في السودان بوقف الحرب وإعادة الدولة المدنية ومسار التحول الديمقراطي للسودان مرة أخرى ولذلك حاورت "وكالة فرات" محمد مختار الخطيب السكرتير السياسي للحزب الشيوعي، حول تداعيات الحرب ونتائجها على الأرض والآثار المترتبة على إطالة أمدها، وإلى نص الحوار:
كيف ترى الحرب الحالية في السوادن بين الجيش السوداني والدعم السريع؟
كلنا نعيش الظروف الحالية التي يعيشها السودان، ونتمنى أن تعالج القضية الوطنية، مثل أزمة الهوية وتوزيع الثروة، وطموح الشعب في قيام دولة مدنية ديمقراطية تقوم على أساس المواطنة والمساواة لكل الشعب السوداني بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الإثني أو الديني أو اللغوي، وليست دولة ديكتاتورية أو حزبية. لكن الآن نعيش في ويلات حرب يذوق منها الشعب السوداني، بما يعني حسابات كثيرة في كل لحظة، تمر الآن على الشعب السوداني في كل بقاعه، الآن يعانون سواء في مناطق الحرب أو الولايات الآمنة.
كيف ترى تحذيرات الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في السودان؟
بالفعل، يقبل السودان الآن على مجاعة، بسبب إنهيار الموسم الزراعي وعدم قدرة المزارعين على أن يحصدوا الزرع وقام الدعم السريع بحرق المحاصيل في ولاية الجزيرة رغم أنه لا توجد زراعة لأن منطقة الجزيرة تعتمد على الزراعة الانسيابية والترع والقنوات الرئيسية. ورغم ذلك دخلوا كل قرى الجزيرة. بعد ما دخلوا الجزيرة نهبوا الذهب والمال وخلافه والمحاصيل التي خزنها المواطنين. السودان مقبلة على كارثة كبيرة، نتمنى أن نخرج منها أكثر قوة، ونحقق ما نصبو اليه.
هل السودان يحتاج إلى تغيير جذري في رؤيته لنفسه؟
اكيد السودان يحتاج إلى تغيير جذري، تغيير المسار في كل الجوانب، في الجانب الاقتصادي لابد أن لا ترتبط بالسوق الحر، واقتصاد يعتمد على مواردنا الذاتية، والقيمة المضافة، نحتاج إلى نقلة كبيرة ننظر لها نظرة جديدة، وهذا ما نعنيه بالتغيير الجذري، وأن نكون فاعلين في كل المجالات حتى التكنولوجيا، وهذه المطالب ما نادت به ثورة ديسمبر المجيدة، ولابد أن ننفذها على أرض الواقع.
هل لنظام البشير ضلعٌ بالحرب الدامية حالياً في السودان؟
بكل تاكيد لهم الضلع الاكبر في هذه الحرب، سواء في اشعالها، وفي استمرارها حتى الآن، وهذا ناتج من أن ثورة ديسمبر لم تأخذ الثورة بجدية، ولم تطبق الشرعية الثورية، وإنما قبلت بالمشاركة مع اللجنة الأمنية لنظام البشير، وهي الآن الحاكمة في السودان ولم تفكك نظام الثلاثين من يونيو في الجهاز العدلي وفي زمن الخدمة المدنية وفي الجيش والشرطة والأمن الوطني والدولة العميقة لا تزال موجودة ولكن السودانيين تمسكوا ببعض القشور، نزعنا بعض الأراضي والممتلكات، لكن لم ننظر إلى أصل المشكلة بشكل كامل في جانب تمكين ٣٠ سنة من السلطة، لأن الحكومة الانتقالية كانت بدون أنياب، لأن رئيس وزرائها عبد الله حمدوك لم يكن يمتلك أجهزة البطش المتمثلة في الجيش والشرطة، هذا كان خطأ كبيراً.
هل ترى أن الفريقين المتحاربين هم صناعة نظام البشير؟
الجيش تمت السيطرة عليه منذ ٣٠ يونيو ٨٩ كل الدفعات المتخرجة من الكلية الحربية أو من كلية الشرطة أو من جهاز الأمن، وكانوا منتمين للحركة الإسلامية، كل القيادات العسكرية سيطرت عليها، هم أنشأوا الدعم السريع و إنشأوه بقانون، ومرروه بذات القانون، وزاد الطينة بلة البرهان هو شغل المادة ٥، التي جعلت الدعم السريع تابعا للجيش، فأصبحوا سلطة بكل الوحدات العسكرية، وهي صنيعة الإخوان المسلمين في السودان، هذه البذرة التي زرعوها يدفع ثمنها الآن الشعب السوداني.
هل يمكن أن تأتي الديمقراطية على أسلحة "تاتشرات" الدعم السريع؟
اكيد الدعم السريع لن يأتي بديمقراطية، الذي نهب منازل المواطنين، وأساء لهم ولكل الشعب السوداني، والذي نهب ثروات السودان، والذي اغتصب النساء، والذي مارس الحقد الاجتماعي والضغينة، لن يأتي بديمقراطية، ومن خرج من جلباب الحركة الإسلامية لن يأتي بجديد، ولكن من يخرج من نفس معين الحركة الإسلامية هي أنظمة ديكتاتورية. الدعم السريع إذا استولى على السلطة معناه ستعلن مملكة آل دقلو، وسنعود للقبلية وكل الأنظمة الديكتاتورية، التي مرت علينا، والنظام أسوء الطرفين، لن يأتوا بالديمقراطية.
هل ترى أنه يوجد استنفار قبلي في بعض دول الجوار ومحاولات استيطان باسم الدعم السريع؟
هناك عناصر مرتزقة أغروهم بأموال المواطن السوداني، ولذلك كل ما يقع تحت أيديهم غنيمة لهم، هم أتوا بهذا الدافع، وليس بدافع الديمقراطية، أتوا بتمكين دولتهم الديكتاتورية.
هل أسقطت بنادق الحرب التجربة الديمقراطية في السودان؟
قطعت الطريق، أو حاولت قطع الطريق أمام التجربة الديمقراطية وأمام استمرار ثورة ديسمبر، هذه الحرب أتت لإخماد العنفوان الذي صاحب ثورة ديسمبر، حتى لا تنجز برامجها، هي محاولة لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي، ولكن إرادة الشعب ستكون اقوى، حيث أن الشعب السوداني تواق للحرية، وتواق للديمقراطية، بدليل أنه خلال ٥٠ سنة قام بثلاثة ثورات. صحيحٌ ان هناك أخطاء، لكن كل مرة يتجاوز أخطائه ويستفيد من الدروس، وبالتالي عندما ننادي بالتغيير الجذري، نحن نعني هذا، لن تتكرر التجارب الماضية، عناصر الديمقراطية الراسخة فيها التداول السلمي للسلطة.
هل خذلت بعض القوى المدنية السودانيين وشكلت بطريقة أو بأخرى غطاء سياسي للدعم السريع؟
نحن لا نلجأ إلى أسلوب التخوين، ولكن يوجد تماهي بين الدعم السريع وبين بعض القوى المدنية في السودان في سياساته، وأصبحوا وكلاء للأنظمة التي تدعم الدعم السريع، والمؤتمر الوطني هو أيضا له أذرع خارجية تدعمه أو تحاول إعادته للسلطة بعد أن ظل ٣٠ سنة جاثما على قلوب الشعب السوداني.
كيف ترى الميليشيات التي ظهرت أثناء الحرب على أساس أيديولوجي مثل كتائب ابي البراء؟
نعم هذا استبدال ميليشيا بميليشيا، وجاءت تصريحات الفريق كباشي نائب رئيس مجلس السيادة البرهان، أنهم لن يسمحوا بترك الأسلحة مع لافتات سياسية داخل الجيش وسوف يقومون بتنظيم ذلك بلوائح وقوانين، ويبدو أنهم استشعروا أنفسهم خطرا على تلك الميليشيات، أو أن هناك في التدخلات الخارجية قد فطنوا لتلك النقطة بأنها قد تنتج دعم سريع جديد ولكن على أساس أيديولوجي.
هل يمكن القول أن باقي الحركات المسلحة في السودان تشكل قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر على غرار الدعم السريع؟
هذه الحركات ستكون خطرا جسيما على الشعب السوداني، والدولة السودانية إذا لم ينزع سلاحها وإذا لم تتم ترتيبات امنية، وأن تنزع كل الأسلحة بيد المواطنين أو الحركات المسلحة وان يكون السلاح بيد القوات المسلحة فقط، فتلك الأسلحة هي قنابل موقوتة حقيقية ويمكن حتى إذا وضعت الحرب الحالية أوزارها أن تفرز حركات أخرى مسلحة وتبدأ الحرب من جديد بمطالب جديدة، ولابد من عمل ترتيبات أمنية حسب المعمول به عالمياً ونزع كل الأسلحة وتسريح كل الميليشيات العسكرية، ودمجها في المجتمع وليس دمجها في القوات المسلحة، لأن هؤلاء لا يصلحون أن يكونوا نظاميين ولكن يعاد تأهيلهم ويدمجون داخل المجتمع ويكونون مواطنين عاديين، حتى لا يصبحون قنبلة موقوتة وتنتج نفس الأزمة.