أسبوع البطولة وبُشرى الكريلا..

إن شعب كردستان والقائد آبو وحزب العمال الكردستاني مثل الجسد المتلاحم، ولا يمكن لأي قوة فصلهم عن بعضهم البعض، ما يؤدي إلى إحباط وهزيمة خطط المحتلين وعملائهم.

يحتفل الشعب الكردي وأصدقائه في كردستان وخارج الوطن بعيد نوروز منذ شهر تقريباً، كما إن شهر آذار، ولكونه مليئٌ بالأحداث والمآسي التاريخية، فقد أصبح شهراً ذا معنى وأحاسيس ومعنويات كبيرة للشعب الكردي، وإننا نستقبل شهر آذار بذكرى انتفاضة جنوب كردستان، وفي الثامن من آذار، تصل حماسة النساء التحرريات والكادحات إلى الذروة، ومع ذكرى مجزرة قامشلو في الثاني عشر من آذار، والهجوم الكيمياوي على حلبجة في السادس عشر من آذار، يصبح شعور الانتقام لدى الشعب الكردي بدون حدود، وبذلك يستعد المجتمع الكردستاني للاحتفال بعيد نوروز بتلك الحماسة والروح وشعور الانتقام ذاك.

وبسبب الاحتلال والقمع في كردستان المستمران منذ سنوات عديدة، أصبح نوروز والاعياد والاحتفالات الوطنية تتجه نحو التضاؤل، وقد منحت أشعار بيره ميرد والصوت النقي لحسن زيرك الحماسة لعيد نوروز وقاما بإحياء نوروز كيوم وطني وثقافي، ولم تتمكن القوى السياسية في جنوب كردستان في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي من إضافة معنى إلى عيد نوروز وملئ محتواه أكثر من بيره ميرد وحسن زيرك، ولهذا، تم حصر نوروز في يوم واحد فقط بعد الانتفاضة في جنوب كردستان، وأصبح يوم السيران والأكل والشرب فقط.

وإن بدء القائد آبو بالنضال من أجل حرية كردستان في نوروز العام 1973 أمام سد جوبوك في أنقرة، منح نوروز معنىً جديداً، ولذلك نرى أن جميع حملات وفعاليات القائد آبو تكون في يوم نوروز، وكانت آخر رسالة تاريخية للسلام والحل الديمقراطي في نوروز العام 2013، والأفضل من ذلك كله أن الرفيق مظلوم دوغان أدرك معنى نوروز، لذلك، وتحت شعار "المقاومة حياة، الاستسلام موت"، بدأ فعاليته التاريخية في يوم نوروز العام 1982 في زاوية من زوايا سجن آمد، وبهذه الفعالية، بدأ عصر جديد في نضال شعب كردستان، وأثبتت فعالية مظلوم دوغان أن دولة الاحتلال التركي، باعتبارها العدو والمحتل الأكبر لكردستان، لا يمكنها إطفاء شعلة الثورة من خلال سجن الثوار، وفي يوم نوروز، الذي هو عيد كردي قديم ويتم الاحتفال بالنيران، فقد نفذ مظلوم دوغان فعاليته في هذا اليوم، ولذلك اتبعت زكية آلكان ورهشان دميرل وروناهي وبيريفان نفس التقليد لاحقاً، وبعد ذلك، ومع فعالية مظلوم دوغان، أصبح نوروز مفعماً بمعان سياسية ووطنية أكثر من كونه يوماً ثقافياً وفلكلورياً، والآن يقدم شعب كردستان، إلى جانب ارتداء الملابس الوطنية والغناء والرقص، رسائلهم السياسية والوطنية في هذا اليوم، أيّ يوم نوروز.

لقد حطم نضال الحرية لشعب كردستان كل القيود والحواجز التي وضعها المحتلون، وفي قفزة تاريخية، بدأ شعب كردستان في 15 آب العام 1984، الكفاح المسلح من أجل نيل حقوقه وحريته، وقد عاد ذلك الشعب الذي كانت دولة الاحتلال التركي تقول إنها قد دفنته داخل قبر، إلى الحياة من جديد، وبدأ ذلك الشعب، بقيادة الرفيق عكيد (معصوم قورقماز)، كفاحاً مسلحاً وأطلقوا على أنفسهم اسم قوات تحرير كردستان، وإلى جانب تطور الكفاح المسلح، قام جيش التحرير الشعبي الكردستاني بتطوير نضال الكريلا، وذلك لأن قوة الكريلا لم تكن مجرد قوة ميليشياتية، بل كانت جيشاً ثورياً للكريلا، ولهذا، كان يجب أن تسمى وفقاً لذلك.

وللأسف الشديد، ارتقى الرفيق عكيد، القائد العام لجيش التحرير الشعبي الكردستاني إلى مرتبة الشهادة في معركة اندلعت فجر يوم 28 آذار 1986، في منطقة بوطان في جبل كابار، ورغم أن استشهاده كان خسارة هائلة لثورة كردستان وقوة الكريلا، إلا أنه ومن ناحية أخرى، عزز روح الانتقام وأجج نيران النضال، وبعد استشهاد الرفيق عكيد، لم يكن بمقدور أي قوة من منع الشعب الكردي وقواته الثورية بقيادة حزب العمال الكردستاني عن القتال والنضال.

مهما كانت العمليات والحملات الثورية فعالة وتاريخية، لكن يجب ملئ محتواها أكثر وتبقى رموز النضال، لكي يبقى معناها مستمراً دائماً، إن تصادفت العملية الثورية للرفيق مظلوم في سجن آمد ويوم استشهاد الرفيق عكيد أيضاً بينهما أسبوع، لذلك أطلق القائد آبو على نهاية شهر آذار بـ" أسبوع البطولة".

بعد 42 عاماً من عملية الرفيق مظلوم و38 عاماً على استشهاد قائد ARGK الرفيق عكيد، كانت شعلة نوروز هذا العام أكثر شرارةً وحماساً، في الوقت ذاته كانت بشرى الكريلا هذا العام أكثر معنى وإبداعاً، احتفل عشرات الملايين الكردستانيين بمساعدة أصدقائهم في كردستان ودول الخارج بعيد نوروز، بشرى الكريلا بحصولهم على أسلحة لاسقاط الطائرات بدون طيار وإسقاط 15 طائرة مسيرة خلال عام عززت روح الانتقام والمقاومة لنوروز، وكما جعل الرفيق عكيد وعملية استشهاد الرفيق مظلوم لنوروز معنى، كذلك أوصلت القيادة العامة لقوات الدفاع الشعبي هذا العام بهذه الأخبار السارة نوروز إلى ذروته.

تستعد دولة الاحتلال التركي بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني لشن عملية احتلالية في جنوب وغرب كردستان بعد الانتخابات المحلية التي ستجري في تركيا، لذلك تحاول إرضاء الدولة العراقية والاتحاد الوطني الكردستاني، بمعنى آخر يفعل النظام التركي كل ما بوسعه لجعل حركة حرية كردستان دون تأثير في الساحة السياسية والعسكرية، يمارس نظام حزب العدالة والتنمية والحركة القومية كافة أنواع الحيل والفتن لكي لا يفوز الشعب الكردي في انتخابات البلدية الكبيرة، لذلك عقدت اتفاقية مع حزب الله والحزب الديمقراطي الكردستاني لجذب أصوات الكرد المسلمين والكلاسيكيين نحوه، وفي الوقت نفسه يتبعون حرب نفسية اتفقوا عليها مع الحكومة العراقية وسينفذون عملية على الحدود ضد كريلا حرية كردستان.

إن المستوى الذي وصل إليه نضال حرية كردستان هو أبعد من المستوى الذي يمكن أن يشملهم، وقد يكون بمقدورهم منع نجاحه إلى حد ما، ولكن بشكل مؤقت، لأنه مثلما أظهر ملايين الأشخاص التزامهم مع القائد آبو وقيادة حزب العمال الكردستاني في عيد نوروز، بمعنى آخر، شعب كردستان والقائد آبو وحزب العمال الكردستاني هم مثل اللحم والعظم معاً لا يمكن أن ينفصلا مهما حدث، ولا يمكن لأي قوة أن تفصل بينهما، وهذا ما يجعل مخططات المحتلين وشركائهم تفشل ويعلن شعب كردستان وقواته المطالبة بالحرية عن  البشرى السارة للحرية الجسدية للقائد آبو وانتصار كردستان معاً.