تفجير الحوثيين لمنازل معارضيهم؟
شكلت الجريمة الأخيرة في مدينة رداع اليمنية بتفجير الحوثي منازل معارضيه فيها، شكلاً مفزعاً للحرب الأهلية التي تدور رحاها منذ عام ٢٠١٥.
شكلت الجريمة الأخيرة في مدينة رداع اليمنية بتفجير الحوثي منازل معارضيه فيها، شكلاً مفزعاً للحرب الأهلية التي تدور رحاها منذ عام ٢٠١٥.
استيقظ أهالي منطقة رداع في محافظة البيضاء اليمنية على أصوات شديدة لم يألفوها، حيث فجرت منازل المعارضين لحكم الحوثي في محافظة البيضاء على رؤوس ساكنيها، مما يثير التساؤلات حول أسباب استخدام الحوثي لتلك الطريقة الوحشية في معاقبة مخالفية وصمت المؤسسات الدولية عن تلك الجريمة.
كشف نصر هرهرة، مقرر الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، أن ما حدث في رداع هي جريمة شنعاء بهدم المنازل فوق ساكنيها، مشيراً إلى أن هذا نهج للحوثي فقد تم تفجير كثير من المنازل في محافظات مختلفة.
وأكد هرهرة في تصريح خاص لوكالة فرات، أن عملية تفجير المنازل ابتدعها الحوثي على طريقة الصهيونية في فلسطين ولكن الأشد من ذلك انه يفجر المنازل على رؤوس ساكنيها، مبيناً أن الحوثي كدس أسلحة بدعم إيراني وتواطؤ دولي حتى تمكن من ذلك فهو يستعرض قدراته.
وأضاف مقرر الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، أن المجتمع الدولي ومنظماته غائبة أمام تلك الجرائم في صمت غير معقول، خاصة وأن الحوثي كون شبكة كبيرة في الخارج تزين صورته لدى الغرب والمنظمات الدولية.
بينما كشفت فريدة أحمد المديرة التنفيذية لمركز سوث 24 للأخبار والدراسات، أن حادثة تفجير المنازل من قبل الحوثيين مسألة ليست بجديدة، حيث دأبت الجماعة على تفجير منازل وبيوت الخصوم منذ أن انقلبت على الدولة في 2014.
وأكدت فريدة في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الجماعة فجّرت أكثر من 800 منزل ليس آخرها منازل المدنيين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، واعتمدت الجماعة الدينية هذه السياسة لترهيب الخصوم منذ عهد الأئمة، وهو واحداً من أساليب الرعب والتخويف لكل من يعارض سياسات الجماعة أو يفكر بمعارضتها، فإلى جانب استهداف المعارضين وأسرهم مباشرة، فهم يرسلون رسائل أخرى لغيرهم.
وأضافت المديرة التنفيذية لمركز سوث 24 للأخبار والدراسات، أن مجمل المنازل التي تمّ تفجيرها لم تكن جرّاء معارك مباشرة نتيجة الحرب القائمة؛ بل أعمال منفصلة عنها تماماً.
واوضحت فريدة أحمد، أن التفجير بشكل أساسي يرتبط برؤية تاريخية سائدة لدى الجماعة، تعبّر عن قطع دابر العودة للمنزل أو المكان الذي نشأت فيه الأسرة المعارضة، وهو أمر كان يصيب كل من يفكر أو يعارض فكرة حصر الحكم في سلالة الهاشميين في اليمن.
وبينت المديرة التنفيذية لمركز سوث 24 للأخبار والدراسات، أنه مازالت الجماعة توغل في انتهاكاتها ضد معارضيها وخصومها السياسيين بوحشية؛ سواء من خلال تفجير منازلهم أو حرق مزارعهم أو التنكيل بهم وأقل شيء السطو عليها وطردهم منها.
وأشارت فريدة أحمد، إلى أن العجيب في الأمر، أنّ ما يقوم به الحوثيون هو نفس ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من هدم وتفجير لمنازل المواطنين في المدن الفلسطينية، والأعجب أن الجماعة الحوثية تدّعي محاربتها لإسرائيل عبر استهداف السفن المتوجهة إليها في البحر الأحمر، لكنّها ترتكب نفس الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها تل أبيب في الشعب الفلسطيني.
وأردفت المديرة التنفيذية لمركز سوث 24 للأخبار والدراسات، أنه لطالما طالبت منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية بتشديد العقوبات في مسألة الاعتداء على الممتلكات الخاصة، واحترام القوانين والمواثيق الدولية، لكن بالتأكيد طالما أنّ الحوثيين جماعة ميليشاوية لن تلتزم أو تحترم أي نوع من هذه القوانين.