وصولًا إلى بريطانيا.. الدائرة تضيق على جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا

اصطدمت جماعة الإخوان الإرهابية خلال الأيام الماضية بالتعريف الجديد لمفهوم التطرف في بريطانيا، لا سيما أن لندن تشكل ساحة انطلاق وعمل رئيسية لهذا التنظيم الإرهابي في أوروبا.

وكان وزير الجاليات البريطاني مايكل جوف ألقى خطابا أمام البرلمان، يوم الخميس الماضي، أعلنت الحكومة خلاله اعتزامها محاسبة 3 منظمات إسلامية بتهمة التطرف، عبر استخدام تعريف جديد للتطرف، موضحا أن المنظمات الثلاث هي الرابطة الإسلامية في بريطانيا و"كيج إنترناشيونال”، و"ميند"، مشددا على أن هذه المنظمات تحمل "توجهات إسلامية" تثير القلق بشأن التطرف.

وتُغرف "الرابطة الإسلامية" بأنها فرع للتنظيم الإرهابي لجماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا، أو مقربة منها للغاية، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1997، وعرفت بقدرتها على التنظيم السياسي، كما كانت من أوائل المنظمات الإسلامية التي شجعت المسلمين على المشاركة في الانتخابات المحلية والوطنية ونظمت حملات للتصويت، ولهذا فإنها تؤدي دورا مهما باتجاه استعطاف الدعم لجماعة الإخوان.

ما وراء القرار

في هذا السياق، يقول مصطفى رجب عضو حزب العمال البريطاني، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن بريطانيا واجهت إشكالية خلال الفترة الماضية تتمثل في ارتفاع حدة الاحتجاجات الداعمة لقطاع غزة وللأهالي هناك بصرف النظر عن تصرفات حركة حماس، وكانت المشاركة من مختلف الأديان والجنسيات.

وأضاف أنه أمام هذا الأمر اضطرت وزارة الداخلية البريطانية تصدر بعض القرارات المتعلقة بمثل هذه التجمعات بحيث تضمن ألا تتحول إلى دعم لحركة حماس – بصرف النظر عن تصرفات الحركة – مثل قرار عدم تغطية الوجه، وعقب ذلك إلقاء القبض على الذين يخالفون هذه القوانين، لكن المظاهرات تزداد يومًا تلو الآخر، ومن هنا لجأ وزير الجاليات إلى مشروع قرار تسمية بعض الجمعيات سيقوم بتصنيفها كجماعات متشددة أو متعصبة، مشيرا إلى أنه لم يصدر قرار رسمي بعد وإن كان يتم تداول بعض أسماء الجمعيات.

ولفت إلى أن أكبر جمعية تتجه إليها الأنظار هي الرابطة الإسلامية في بريطانيا، وأغلب مجلس إدارتها من الباكستانيين، وقد أُسست منذ البداية بدعم من الحكومة البريطانية، من أجل هدف رئيسي هو توجيه المجتمع الإسلامي نحو ما تريده السلطات، ولمحاربة التطرف، لكن هذه الجمعية اليوم تواجه خطر التصنيف كجمعية متطرفة.

هذا ما يركز عليه الإخوان

ويعود "رجب" للحديث عن جماعة الإخوان الإرهابية في بريطانيا، فيقول إن لديهم استراتيجية مختلفة، فليس لديهم جمعية تعمل باسمهم، وإنما يستخدمون الأفراد أو الجمعيات التي تهاجم الحكومة المصرية، ولهذا فإنهم لن يتم ضمهم لمثل هذه الجمعيات أو القائمة التي تحدث عنها وزير الجاليات البريطاني بشكل مباشر.

وأضاف أن الإخوان يركزون بشكل دائم على استعطاف الناس، وضمهم للجماعة واكتساب تأييدهم، ونشر الأكاذيب عن الحكومة المصرية، وبالتالي هم يعملون ضد حكومة مصر، ويستخدمون من لديهم منصات إعلامية مثل معتز مطر، ويمولون جماعة مثل التحرير من أجل مهاجمة القاهرة.

وأعرب عضو حزب العمال البريطاني، في ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن مشروع وزير الجاليات لن ينال من الإخوان شئ، لأن تصرفاتهم الفردية محسوبة للغاية، وبعضهم رجال أعمال فيقومون بأعمال تمويل على سبيل المثال لبعض المرشحين للانتخابات التشريعية، فعندما يفوز يضمنون ولائه، وكذلك يضمنون أنه سيقدم لاحقا أسئلة في البرلمان الهدف منها إحراج مصر.

تطرف تحت ستار الديمقراطية

وقد كان ملاحظا على مدار الفترة الماضية أن هناك حالة من القلق داخل عدد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وقد لجأت بعض الحكومات إلى وضع قيود على سبيل المثال بشأن استقدام الأئمة من الخارج، وإعادة النظر في نشاط الجمعيات الإسلامية التي تنشط تحت رايتها المنظمات التي ربما تحمل أفكارا متطرفة مثل جماعة الإخوان.

بدوره، يقول عادل خطاب مسؤول ملف المهاجرين والأجانب في الحزب الليبرالي الإيطالي، خلال حديث لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إنه يجب الأخذ في الاعتبار أن التنظيمات والجمعيات المرتبطة بجماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا كثيرة للغاية، موضحا أنهم يتخفون تحت غطاء بعض المؤسسات مثل المراكز الإسلامية والمراكز الثقافية أو يمارسون نشاطهم من خلال بعض الفعاليات والندوات الثقافية والدينية.

ويضيف "خطاب" أن الإشكالية تكمن في أنهم يستغلون مناخ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان لمواصلة نشاطهم، فيقومون باستمرار بمراسلة المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان، ويشرحون لهم الأمور وفق وجهة نظرهم لهم، لكسب عطف المنظمات، ومن ثم فإنهم يعرفون كيف يستفيدون من تلك الأجواء وتطويعها لمصلحتهم.

لكن القيادي بالحزب الليبرالي الإيطالي يؤكد في الوقت ذاته أن الحكومات الأوروبية منتبهة لهذه الأنشطة، والمسؤولين عن ملفات مثل هذه التنظيمات يكون لديهم متابعة ومراقبة لهم، لكن كما نعلم فإن الجهات الأمنية لا يمكن أن تتحرك إلا وفق أدلة وبراهين، لافتا الانتباه إلى أن مثل هذه التنظيمات تقوم بعمل حساب لكل شئ.

وعاد "خطاب" مرة أخرى للتأكيد على أن هذه التنظيمات للأسف تستقوي بمجموعات حقوق الإنسان، وتراسلهم باستمرار وتستعطفهم، وبالتالي هذه من الأمور الرئيسية التي يلعب عليها الإخوان في الدول الأوروبية، أي أنهم يطوعون مناخ الحرية والديمقراطية لمصلحتهم، وليستفيدوا من تلك الأجواء ليستمر وجودهم.