مديرة شؤون المرأة بالجيش الليبي: هكذا نناضل من أجل التمكين الاقتصادي للنساء

رغم الصعاب التي خلفتها سنوات الصراع، إلا أن المرأة الليبية تناضل من أجل إيجاد مكانة تليق بها على كافة الأصعدة، وحتى لا تدهسها رحى الحرب، وقد حققت بالفعل مكاسب عدة لا سيما شرق البلاد.

وكالة فرات للأنباء (ANF)، تحدثت مع السيدة عائشة البرغثي مدير إدارة شؤون المرأة في الجيش الوطني الليبي، والتي كشفت عن تحركات واستراتيجيات عدة لتمكين المرأة، تشرف هي عليها، في ظل دعم مفتوح من القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر والذي لديه قناعة بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة للارتقاء بدولة ليبيا.

التمكين الاقتصادي للمرأة

في هذا السياق، تقول البرغثي، إنه قد تم عقد العديد من الجلسات الحوارية حول حقوق وقضايا المرأة قبل اليوم العالمي للمرأة الذي يأتي في مارس/آذار من كل عام، لكن هذه المرة تم تغيير الآلية لإحياء هذا اليوم، موضحة أنه قد تم إقامة المعرض الوطني الأول للأسر المنتجة في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بمشاركة نحو 300 أسرة على مستوى المناطق والمدن الليبية وتم تنظيمه في مدينة بنغازي.

وذكرت البرغثي أن قد تم القيام بعمل على قدم وساق من خلال عرض المنتجات التي نفذتها هذه الأسر في بيوتها، وسيتم دعمهم مستقبلا من خلال الجهات التنفيذية والتشريعية والبنوك، موضحة أن هذا المقترح تم الخروج به من خلال الجلسات التي تعقد بصفة عامة مع المرأة ومع مختلف شرائح المرأة، وبجميع المستويات من أرامل ومطلقات وأسر شهداء وذوي الدخل المحدود، وتم الخروج بعدة توصيات يتم العمل من خلالها على التمكين بكافة أشكاله السياسي والاقتصادي، والثقافي والاجتماعي والأكاديمي للمرأة.

واعتبرت أن أهم نقطة تم الخروج بها من هذه الجلسات الحوارية، كانت مسألة التمكين الاقتصادي، ولهذا جاء المعرض تحت شعار تمكين المرأة اقتصاديًا، مؤكدة التجهيز لمزيد من المعارض، والتي سيتم التنسيق لها من خلال القيادة العامة للجيش الليبي لتنفيذ تلك المشروعات التي توفر للمرأة الحياة الكريمة والدخل المناسب لها.

وضع وطموح المرأة الليبية

وعن وضع المرأة الليبية، تقول عائشة البرغثي أن المرأة الليبية مناضلة وشجاعة وقوية وتسعى لكل ما هو أفضل في حياتها بكافة المجالات، وتطمح لأن تصل دولتها إلى مصاف الدول المتقدمة، معربة عن تمنياتها بأن تكون هناك لقاءات ومعارض إقليمية ودولية مع دول الجوار ودول الوطن العربي والعالم، ليرى ويتعرف على الجميع  على فعالية المرأة الليبية وثقافتها ودرها، وما تتحمله في سبيل خدمة شعبها ووطنها.

وأضافت أنه في الوقت الحالي هناك أمور عدة سيتم مناقشتها عبر البرلمان الليبي للخروج بعدة مشروعات لدعم وتمكين المرأة، من خلال المشروعات الصغرى والمتوسطة أو الجوانب القانونية والاجتماعية، وكذلك الجانب السياسي، معربة عن تمنياتها أن يكون لدى المرأة الليبية صوتها وتمثيلها في الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، في ظل ما تحظى به من ثقة من قبل شعبها.

كما أعربت كذلك عن أملها بأن يكون للمرأة مزيدا من الحضور السياسي في ليبيا من خلال الانتخابات التشريعية والحقب الوزارية وانتخابات البلديات والإدارات المختلفة، وفي عملية صنع القرار، وأن يكون لها دور في مختلف المؤسسات الدولية، قائلة إن المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر ولهذا هي أكبر من نصف المجتمع، فهي الأم والزوجة والأخت والابنة، ولا يمكن الاستغناء عنها في مختلف مواقف الحياة.

دور القيادة العامة

وعادت عائشة البرغثي مرة أخرى للحديث عن معارض الأسرة التي تعمل تحت إشرافها، مؤكدة أهميتها وإقامتها في مختلف المناطق الليبية، مشيرة إلى تواصل عدة اتحادات عربية ودولية معها بخصوص فكرة المعرض.

وتحدثت كذلك عن طموحات المرأة الليبية قائلة إنها تريد الحياة الكريمة وتعيش في أمن وأمان، وأن يتوفر لها التمكين الاقتصادي، واحترام حقوقها ودعمهما وفي نفس الوقت فهي لديها واجبات تقوم بها لدعم الدولة.

وأكدت أن وضع المرأة في الوقت الحالي جيد وأي أوجه أخرى بالتأكيد ستتحسن في ظل التطوير الذي تشهده البلاد لا سيما المنطقة الشرقية تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة بلقاسم حفتر ودعمه لكافة أوجه التنمية والإعمار، مؤكدة أن المرأة تقف جنبًا إلى جنب مع دولتها للنهوض بها.