بعد خلوه من حلول للأزمة السورية.. أسرار فشل اجتماع آستانة الأخير
لم تأتي النسخة الـ21 من اجتماع آستانة بجديد وذلك بعد فشل أطرافه الثلاثة في تقديم أي حلول للقضية السورية، مما يثير التساؤلات حول مخرجاته وأسباب فشله.
لم تأتي النسخة الـ21 من اجتماع آستانة بجديد وذلك بعد فشل أطرافه الثلاثة في تقديم أي حلول للقضية السورية، مما يثير التساؤلات حول مخرجاته وأسباب فشله.
انتهى اجتماع آستانه الأخير الذي يضم الثلاثة دول الفاعلة في الملف السوري وهي إيران وروسيا وتركيا، دون التوصل إلى اتفاق حقيقي بين الدول الثلاث ودن أن يخرج بأس جديد في الملف السوري مما يدل على الفشل الذريع الذي وصل إليه.
كشف دلشاد مراد الكاتب والصحفي الكردي، رئيس تحرير مجلة شرمولا، أنه عُقد في أستانا الكازاخستانية خلال الأسبوع الماضي "يومي 24 و25 كانون الثاني المنصرم" الاجتماع الواحد والعشرون بين روسيا وتركيا وإيران في إطار صيغة أو مسار "أستانا" حول المسألة السورية، وبالنظر إلى البيان المشترك للدول الثلاثة في ختام الاجتماع فإنه يمكن ملاحظة عدم وجود أي جديد فيما يعتبرونه أنها مسار من أجل حل مستدام للأزمة السورية.
وأكد مراد في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه في الواقع أنها ليست مسار للحل في سوريا، فهل يمكن الحديث عن أي مسار أو حل بينما السوريين أنفسهم بكافة مكوناتهم وأطرافهم غير ممثلين فيها، مشيرا إلى إن ما يجري بالضبط هو تحرك دول خارجية لاقتسام الكعكة السورية بما يلبي مصالحها وليست مصلحة السوريين بكل تأكيد، وهذه الدول التي لها وصاية مباشرة على أطراف سورية بعينها تحاول فرض حلول بمقاساتها على السوريين. روسيا وإيران وصيتان على الحكومة المركزية "حكومة دمشق"، بينما تركيا وصية على الجماعات والفصائل التابعة لها في الأراضي التي تحتلها تركيا في شمال غرب سوريا.
وأضاف رئيس تحرير مجلة شرمولا، أنه بالعودة إلى نتائج الاجتماع الأخير، فنجد في أكثر من بند على "التأكيد على سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها"، بينما نجد على أرض الواقع احتلالاً تركياً لحوالي ربع مساحة سوريا (في مناطق إدلب واعزاز وجرابلس وعفرين ورأس العين"سري كانيه" وتل أبيض "كري سبي") منذ أكثر من ست سنوات، واستباحة إيرانية بمختلف تشكيلاتها العسكرية والأمنية للأرض السورية.
وبين مراد، أن هناك أكثر من بند أشار إلى رفض الإدارة الذاتية القائمة في شمال وشرق سوريا، واتهمها بأنها مشروع انفصالي. وهذا بعيد عن الواقع. فإن الإدارة الذاتية التي لجأت إليها شعوب ومكونات شمال وشرق سوريا من "الكرد والعرب والسريان والأرمن والشيشان والتركمان" إدارة تشاركية وديمقراطية وليست لها أي مساع انفصالية عن البلاد، بل أن العقد الاجتماعي للإدارة أكد أنها جزء من سوريا الديمقراطية. وتدعو الإدارة الذاتية باستمرار الحكومة المركزية "حكومة دمشق" إلى إجراء مفاوضات مباشرة لحل الخلافات القائمة، وصياغة نظام سياسي ديمقراطي مشترك في البلاد بمشاركة كافة المكونات والقوى الفاعلة على الساحة السورية، مؤكدة على الحوار السوري السوري لوضع حد و حل مستدام حقيقي لأزمات البلاد، ورغم أنه جرت محادثات في أوقات مختلفة بين الطرفين "الحكومة المركزية والإدارة الذاتية" إلا أنهما لم يتوصلا إلى أية نتائج ايجابية حقيقية.
وأردف رئيس تحرير مجلة شرمولا، أن ما يهمنا هنا التأكيد على الحوار السوري السوري المباشر، ورفض الوصايات والاملاءات الخارجية، وكذلك رفض الاحتلال التركي لمناطق شمال سوريا. وأؤكد هنا إن مفتاح حل الأزمة السورية هو بإجراء محادثات مباشرة بين الحكومة المركزية في دمشق والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا للوصول إلى حلول مستدامة بين الطرفين بهدف إعادة اللحمة السورية وتقويتها والانطلاق منها نحو عمل مشترك وفعال لطرد الاحتلال التركي من الأراضي السورية. ونشير هنا إلى ضرورة وضع حد للاحتلال التركي في سوريا كضمان للأمن القومي لشعوب المنطقة، ولذلك لابد من التصدي للتوسع التركي من خلال تعزيز العلاقات المشتركة بين العرب والكرد في المنطقة، ومن بينها صياغة نظم ديمقراطية تشاركية بين العرب والكرد والسريان في سوريا والعراق.
بينما كشف عمر الحبال السياسي السوري المعارض، أن اجتماع أستانا الأخير فشل كما فشل النسخ الواحد والعشرين السابقة، والتي لم تنجح سوى في التآمر على الشعب السوري بين التركي والروسي والإيراني، وتحريف الثورة السورية عن مسارها وإفراغ مخرجات مؤتمر جينيف ١ من مضمونه.
وأكد الحبال في تصريح خاص لوكالة فرات، أن النفوذ التركي في سوريا يقتصر على الطموحات الخاصة به ضمن الشمال السوري وضربات أنقرة لشمال شرق سوريا، حيث تحاول أن تثبت موقعها في شرق الفرات مما يصطدم برؤية أمريكا ومصالحها، حيث يحاول أردوغان أن يضع نفسه بديلاً لقوات سورية الديمقراطية، وهذا لن يحصل عليه اتفاق، ولكنه يتفق مع روسيا لضرب بعض المناطق.
وأوضح السياسي السوري المعارض، أن تركيا لم تصل أيضا لإتفاق مع روسيا بشأن احتلال مناطق غرب الفرات، لأن قوات سوريا الديمقراطية في غرب الفرات مثل مجلس منبج العسكري لديها علاقات قوية ووطيدة مع روسيا، مما يمنعه من السيطرة على مناطق جديدة، مما يضع أنقرة في ورطة لأنها يجب أن تتفق مع أحد الطرفين واشنطن أو موسكو للسيطرة على أماكن جديدة بالشمال السوري، وهي المعادلة التي لم يستطيع اختراقها أردوغان.
كما أشار الحبال، أن وضع إيران في أستانة تغير بعد ما حدث في قاعدة برج 22 تجاوز آستانة وهناك معادلات جديدة على الأرض، ويظهر ذلك ما كتبه فريدمان عن خريطة بايدن والتي أسماها عقيدة بايدن، وهي الاحتمالات والمخططات التي تدور خلف الكواليس لواشنطن كلها بنيت على أساس إخراج إيران من سوريا والعراق. ويوجد واقع جديد سيبنى حول رد الفعل الأمريكي.